كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثامن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثامن Empty
مُساهمةموضوع: 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثامن   7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثامن Emptyالخميس فبراير 01, 2018 8:21 am

7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثامن
8- ليلة الرعب..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عقارب الساعة تدق.. الظلام الدامس يغمر الحجرة.. والصندوق الكئيب ملتفا بالسواد فوق منضدة في ركن المكان.. المشكلة هي أن ضوءا خافتا لا أدري مصدره يضئ الغرفة باعثا آلاف الظلال وآلاف الاحتمالات.. هو ليس ذلك الظلام الأملس المسطح الذي أرتاح إليه.. [هناك شخص في هذه الجزيرة يملك رأس (ميدوسا)].. [ترى هل تألموا..؟..إذا لم يكونوا قد تألموا فلماذا صرخوا؟].. [لا تحاول يا (ميخائيل)..سيعضك..إنه ليس في حالة طبيعية].. [الشيطان ذو النظارة قد جلب المزيد من النحس].. هل حدث كل هذا في يوم واحد؟!.. كأنه دهر.. أنا مرهق.. لكنني كما تقول القصيدة الانجليزية ما زالت لدي أميال يجب أن أقطعها ومواعيد يجب أن أحفظها قبل أن أنام.. لم الخوف؟.. ألست واثقا من منطقك العلمي؟.. لم لا تنهض وتضئ المصباح وتفتح الصندوق لتتأمل هذه السخافة عن كثب؟!.. لكنك جبان يا د.رفعت.. جبان.. كنت دائما تعزي نفسك عن ضعفك بامتلاكك العقل الراجح والشجاعة.. والآن ها هو ذا الاختبار الأعظم لعقلك وشجاعتك.. افتح الصندوق ما دمت لا تؤمن بالأسطورة.. هيا..
*******************
كان العرق البارد ينحدر على جبيني.. والصراع في روحي قد بلغ الذروة.. نهضت في تثاقل من الفراش.. واتجهت إلى مصباح الكيروسين وأشعلته.. ثم اتجهت نحو الصندوق.. قلبي يخفق كالطبل في أذني.. ودمي يفور.. تحركي يا يدي.. أنت ملكي ويجب أن تمتثلي لإرادتي.. لا تفعل!.. بربك لا تفعل.. حاستي السادسة تصرخ مهيبة بي أن أتراجع.. يدي تتردد.. ثم تتقدم.. أرجوك.. هكذا أعالج القفل.. الباب الخشبي.. لم تزل هناك فرصة للتراجع.. لكني لن أعود أدراجي أبدا.. هيا يا يدي.. وانفتح الصندوق.. وبيد ترتجف.. رفعت المصباح ليضئ ما بداخله.. لم يكن هناك شئ.. بمعنى أدق.. لم يكن هناك رأس.. وللمزيد من الدقة كان هناك رأس ولكنه ليس رأس ميدوسا.. بل رأس الكلب الحجرية التي عادت بها تابيثا من المقبرة!.. أين ذهب هذا الشئ؟.. وغلى الدم في عروقي.. إن هناك من يحاول أن يجعلني أحمق.. هذان الزوجان اللعينان يمارسان ألعوبة ما.. ولكن متى وكيف؟.. لقد ظل الصندوق أمامي طيلة الأمسية.. لم يدخله شئ ولم يخرج منه شئ.. لقد دخلنا المطبخ وتركناه وراءنا دقائق.. لكن كلا الزوجين لم يغب عن بصري ثانية.. والآن وأنا واقف أرمق الصندوق في غباء بدأ التفسير الوحيد لكل هذا يتراءى لي بوضوح تام برغم أن كل خلية في عقلي ترفضه.. هذا الرأس يملك القدرة الذاتية على الحركة!.. وهكذا تناسيت حذري وشرعت أفتش الحجرة في عصبية بالغة.. لا أعتقد أن هناك من بحث عن رأس بهذه الدقة والحماسة في التاريخ.. لا شئ.. خرجت من الحجرة.. وأنا أحمل المصباح في كفي.. وقرعت باب حجرة الزوجين دون كياسة كانني شرطي يقرع باب مجرم.. انفتح الباب وبرز لي ميخائيل مذعورا وخلفه تابيثا تضم الروب حول جسدها.. كان الرعب قد بدأ ينطلق من عينيه حتى قبل أن أحكي شيئا.. هاتين العينين اللعينتين!.. ما إن ترى الرعب فيهما حتى يقتلك الرعب أنت نفسك.. هذا نوع آخر من الخوف.. أن ترى الخوف في عيون الآخرين حتى دون أن تفهم ما الذي أفزعهم..
=الرأس.. اختفى..
- ماذا؟..
أشرت بيدي في حركة توحي بالهباء:
=لا شئ..
- هل جننت؟..
قالت تابيثا في رزانة:
- لحظة يا رفعت.. تقول إن الرأس اختفى.. وأنت لم تغفل عنه لحظة.. أليس كذلك؟..
=بلى.. لقد فتحت الصندوق فلم أجد سوى رأس الكلب الحجري..
نظر لها زوجها نظرة معناها (ألم أقل لك؟).. ثم شرع يمارس ذلك العمل الأحمق الذي لابد أن يمارسه.. تفتيش الكوخ دون جدوى طبعا.. لا دخلاء.. لا نوافذ مفتوحة.. لا رءوس.. لقد طار الشئ والله وحده يعلم أين وكيف اختفى..
=والآن؟!..
- أعتقد أن من الأفضل أن ناوصل النوم.. لا يوجد ما يمكن عمله في هذا الظلام.. ثم إن البحث عن هذا الشئ خطر جدا.. إن العثور عليه سيتسبب في مأساة.. ولربما كان من الحكمة إطفاء هذا المصباح..
ارتجفت تابيثا.. وضوء المصباح يعكس ظلال وجنتيها على عينيها مما أكسبها مظهرا شيطانيا.. وهمست:
- بالفعل.. إن النوم هو السبيل الوحيد المؤكد لإغلاق أعيننا..
ودون أي اتفاق ودون أية كلمة أخرى تصرفنا بالطريقة الوحيدة المثالية لهذه الظروف.. حمل كل منا مرتبته إلى الصالة وكومنا المراتب في دائرة.. سيكون هذا حتما أكثر أمنا..
=اتمنى لكما أحلاما سعيدة..
هكذا قلت وأنا أمدد جسدي على المرتبة فسمعت في نفس الوقت تقريبا سبة إنجليزية من تابيثا وسبة إغريقية من زوجها.. مشكلتي هي أنني مهذب مهما ساءت الظروف..
************************
هل أشرق الصباح؟.. بالطبع لا.. إن هذه الليلة لن تنتهي أبدا.. والآن يزداد الأمر سوءا إذا عرفنا أن كاراداكيس يتكلم في أثناء النوم وهو يعاني كابوسا مروعا في هذه اللحظات.. إنه يصرخ.. ويتوسل باليونانية.. ويهمس.. ثم يصرخ.. كيف لا تسمع هذه الحمقاء كل هذا الضجيج؟!.. والآن أنا بين خيارين.. إما أن أوقظه وإما أن أخنق أنفاسه للأبد بوسادتي.. تحركت على ركبتي حتى وصلت جواره وشرعت أهزه في غلظة كأنني أخض قربة من اللبن..
=كاراداكيس.. نم على جنبك.. هيا!..
شرع يهرف بكلام كثير لا أول له ولا آخر.. ثم تقلب.. وهدأ أخيرا.. والآن أعود لمرتبتي لأواصل الأرق.. لم أستطع النوم أكثر ولم أستطع الرقاد.. نهضت من الفراش العشوائي.. ومضيت أذرع الصالة وسط الظلام الدامس متأملا لا شئ.. أريد بعض الهواء النقي.. وأن أرى نجوم الليل البريئة في عالمها الساحر بعيدا عن كل هذه السخافات.. اتجهت لباب الكوخ وتحسست المزلاج حتى وجدته.. فتحته.. وانسبت إلى خارج المكان.. أغلقت الباب خلفي نصف إغلاق لأني لن أبتعد كثيرا.. أشعلت سيجارة وشرعت أجذب دخانها في صدري شاعرا بالدوار الناجم عن دخول هذا السم إلى رئتين لم يدخلهما منذ ست ساعات.. الجزيرة غافية ملتفة في الظلام والساعة تقترب من الثالثة فجرا.. ولربما كنت الوحيد المستيقظ في هذا العالم.. أنا والنجوم..و.. هل أنا أحلم؟.. لا.. هذا واقع.. هذا الضوء الخافت الضعيف القادم من إحدى نوافذ الأستاذ ستافروس دندرينوس إنه حقيقي.. ليس مزاحا ولا خيالا.. الكوخ المغلق منذ شهور والذي لم يدخله أحد منذ تلك الليلة الرهيبة.. هذا الضوء ليس انعكاسا لضوء آخر لأنه ببساطة لا يوجد ضوء آخر.. تدفق هرمون الأدرينالين في عروقي مرهفا كل حواسي جاعلا مني شيئا أقرب إلى قط متحفز.. إن هناك سرا ما ويجب أن أعرفه.. هي مجرد نظرة من إحدى النوافذ ستكون كافية لتفسير كل شئ.. ولكن هناك شرطا واحدا هو ألا يتوقف قلبي عن الخفقان وأن تطيعني قدماي اللتان تحولتا إلى قالبين من الجيلي يهتزان ويأبيان أن يتماسكا.. هيا.. هيا.. وببطء شديد.. الكوخ الكئيب.. ببطء أدور حوله متحسسا موطئ قدمي بين الرمال.. صوت البحر الثائر من بعيد.. ورائحة الأخشاب المكسوة بالطحالب ومذاق التوتر في فمي.. والآن هذه هي النافذة المختارة.. أخذت شهيقا عميقا وقربت وجهي من الزجاج وشرعت أتأمل.. كانت النافذة مطلة على القاعة الفسيحة التي وجدت بها التمثالين ليلة وصلت للجزيرة.. وفي الضوء الخافت المبهم استطعت أن أرى التمثالين في وضعيهما الغريبين كما رأيتهما أول مرة.. هناك بجوار الحائط ينظران إلى ذلك الشئ المروع على الأرض..و.. [ترى هل تألموا؟..إذا لم يكونوا قد تألموا فلماذا صرخوا؟].. [في العاشرة مساء سمعنا صرخة..صرخة رهيبة لم نسمع مثلها من قبل].. وهنا ازداد توتري.. لقد ماتا وهما يصرخان.. هكذا قال الشهود أو هكذا قال ميخائيل كاراداكيس.. إذا كان هذا صحيحا فلماذا لا يصرخ أي تمثال فيهما؟.. الفم مغلق ونظرة رعب في العينين فقط.. لا شئ سوى هذا.. وعلى الأرض كان هناك تمثال مهشم لم أره من قبل.. أمعنت النظرة فأدركت أنه بقايا تمثال الكلب.. من جلبه هاهنا؟!.. لقد تركناه على الشاطئ بعد المشاجرة واكتفت تابيثا برأسه كتذكار.. فمن جمع البقايا وجلبها هاهنا؟.. لابد أنه الشرطي العجوز بابادوبوليس قد جاء به ليضمه لمجموعة المتحجرين.. وحتما هو من أشعل المصباح ونسيه جوار التمثالين.. نعم.. لا يوجد تفسير آخر..
كنت منحنيا على الزجاج غارقا في التفكير.. تاركا ظهري مكشوفا.. وناسيا باب كوخنا نصف مفتوح وبداخله يغط الزوجان في النوم.. كان هذا إهمالا شديدا.. إهمالا لا يمكن الاعتذار عنه.. هل تعرف السبب..؟!!!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثامن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الثالث
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الرابع
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل الخامس
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل السادس
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل السابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: