كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة آكل البشر (7)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة آكل البشر (7) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة آكل البشر (7)   أسطورة آكل البشر (7) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 6:00 am

7- هذا هو السر..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى هنا تنتهي سلسلة الخطابات التي ما زالت عندي عن هذه القصة وكما لاحظ القارئ فهي تنقسم إلى قسمين.. خطابات متبادلة بيني وبين عادل وقد أرسل إليّ عادل الخطابات التي كتبتها له لأضمها للمجموعة.. وخطابات بين البروفسور كاثريل ونظيره المصري د.محمد شاهين وقد استطعت الحصول عليها فيما بعد.. ثم خطاب واحد لأخي رضا لم أرسله قط.. والآن لم يعد هناك مناص من العودة للأسلوب التقليدي في السرد والاعتماد مرة أخرى على ذاكرتي في استرجاع الأحداث..
*****************************
لابد أن القارئ قد فهم من محادثتي مع عادل إنه يملك نظرية معينة عن سفاح الاسكندرية.. تلك النظرية التي يرى أن لي دورا ما في إثباتها.. تعالوا معي إلى حيث توقفنا.. أنا وهو جالسان في الظلام في سيارته وقطرات المطر لم تزل تنهمر على زجاج النافذة وشوارع الاسكندرية خالية تماما من المارة.. هذا هو الجزء الذي انتهى عنده خطابي لرضا أليس كذلك؟!.. فلنستمر إذن.. قلت لعادل في دهشة:
=وكيف أقودك إلى السفاح؟..إنني لا أعرف سوى طريقة واحدة هي أن أكون أنا هو!..
أخذ يضحك في ظلام العربة وأنوار مصابيح الطرقات تلتمع على عينيه وقال:
- اسمع سنتعشى أولا في البيت ثم أشرح لك..
*******************************
وبعد أن رفعت سهام التي بدت على غير ما يرام تجاهي - صحون الطعام من على المائدة.. ونام أشرف الصغير في مقعده طلب منها عادل أن تأخذ الطفل لفراشه وأن تتركنا على انفراد.. ملت نحوه هامسا:
=هل اخبرتها بموضوع هويدا؟.. يبدو أنها تكرهني بالفعل..
- أي أحمق كان يستطيع أن يرى أنك لم تعر الفتاة اهتماما.. ثم إنها شقيقتها برغم كل شئ.. والآن نعود لموضوعنا.. كنت أحدثك عن هذه الجرائم الغامضة التي تجتاح الاسكندرية والتي لم نستطع أن نتقدم نحو مرتكبها خطوة واحدة.. كنت في ذلك الوضع حين جاءني خطابك الأول.. إن هذا الخطاب قد قدم لي الحل على طبق من ذهب.. أنت تعيش بجوار جار غامض نحيل ولون بشرته غريب.. إن هذا الوصف ليس غريبا على مسامعنا.. لقد سمعناه اليوم من القهوجي هل تذكر؟!.. ثم ماذا؟.. سيارته زرقاء.. ويسافر كثيرا للاسكندرية.. لاحظ هذا.. جار يأكل التوابل في منتصف الليل.. ويدق شيئا ما في ساعات الفجر الأولى ولا يتحمل طعم الجاتوه.. جار يلقي بعظام آدمية في منور العمارة.. جار يزعم أنه ضابط بحري وهو كاذب.. جار يبدو كالمصابين بالفشل الكلوي ويداه خشنتان وبصماته مشوهة.. أعتقد أنك الآن تفهم ما أعنيه.. قلت في ذهول:
=هل تعتقد؟..
- نعم أعتقد.. لست متأكدا لهذا أعتقد.. فقط أعتقد.. والآن تخيل معي ذلك الشاب المريض بمرض لا يمكن وصفه يسافر عدة مرات إلى الاسكندرية وينتظر في الأزقة المظلمة حتى يمر متسكع ما ثم ينقض عليه ويصرعه.. وبعناية ينتزع قطعا من لحمه وما يمكن اقتطاعه من أطرافه ويدسها في كيس بلاستيك ثم يعود إلى القاهرة.. وهنا يبدأ الحفل الحقيقي.. في الليل يبدأ التقطيع والطهي وإضافة التوابل والدق بالهاون فوق الجيران.. وإلقاء العظام المتبقية من المنور.. إن معدة قد اعتادت أكل اللحم البشري لا يمكن أن تستسيغ طعم الجاتوه.. وهكذا يمكننا فهم عدم فتح باب الشقة ليلا مهما كان الطارق.. ويمكننا فهم خروجه الليلي الغامض للتخلص من البقايا التي لا تؤكل.. ويمكننا فهم ملامحه المرعبة.. ملامح آكل البشر.. ويداه الخشنتان هما بالتأكيد نتيجة العمل اليدوي العنيف الذي يمارسه بالساطور طيلة الليل!!..
تقلصت معدتي وأنا أحاول ابتلاع هذه القصة.. وهمست:
=ياللهول!!..
ثم تمالكت روعي وقلت:
=والتذاكر؟.. لماذا لا يسافر بسيارته أو باشتراك قطار؟..
- إنه ذكي.. وهو يعرف أن السيارة ستكون علامة مميزة يسهل اقتفاء أثرها ولن يعدم شخصا يلتقط أرقامها ويخبرنا.. أما الاشتراك فهو يتوقع - في ظروف ما - أننا سنبحث عن الذين يسافرون للاسكندرية بانتظام وهو حذر مبالغ فيه لأن هناك المئات غيره يفعلون ذلك.. أما التذاكر فهو يحتفظ بها حتى تتكدس.. ثم يلقيها في القمامة غير متوقع أن جارا فضوليا مثلك يحب أن يعبث في صناديق قمامة الجيران..
=والعظام.. لماذا لا يلقيها بعيدا؟!..
تنهد عادل في استسلام وقال:
- هذا هو موضع الضعف في نظريتي.. لماذا لا يلقيها بعيدا عن دائرة الشكوك؟.. على كل حال يصعب معرفة الدوافع النفسية المعقدة التي تحرك آكل لحوم البشر.. فقد يدقق في لحظة ويهمل في أخرى.. لا أدري.. وعلى كل حال هي مجرد نظرية ينقصها الاثبات الحقيقي.. تفكرت حينا في اشمئزاز وتقزز.. لقد كنت بمفردي مع هذا الوحش ليلا!.. بل لقد تمنيت صداقته يوما ما!.. والآن ها هو ذا الرعب الذي تركته في إنجلترا ورومانيا واسكتلندا وكفر بدر يسبقني اليوم إلى شقتي الهادئة!!.. سألت عادل وأنا أنظر للنجفة:
=وهل أخبركم أن عزت سافر للاسكندرية اليوم؟..
- من هو الذي أخبرنا؟..
=بائع البطاطا في شارعنا.. إنه رجلكم طبعا!..
نظر إليّ في دهشة وشبح ابتسامة خبيثة يتلاعب على شفتيه:
- ما هذا الكلام الفارغ؟!..
قلت له في برود:
=ليس كلاما فارغا.. إن بائع بطاطا يظهر في شارعنا الراقي - ولأول مرة منذ عشرين سنة - لا يعني سوى أنه شرطي سري لم تجيدوا إخفاءه!!..
أخذ يضحك وقال:
- حقا أنت ذكي.. وأرجو ألا يكون عزت بهذا الذكاء..
=منذ متى؟..
- منذ متى نراقبه؟.. منذ 19يناير الماضي.. أي ما يقرب من ثلاثة شهور.. منذ حدثتني عن العظام ووجدت بصمة الرجل عليها.. وليس بائع البطاطا هو الوحيد بل إن هناك حوالي عشرة من رجال الشرطة السرية أرسلتهم مديرية الأمن عندكم بناء على اجتماع عالي المستوى درسنا فيه خطاباتك وشكوكي الخاصة..
=والنتيجة؟..
- سلبية.. إما أننا مخطئون وإما أنه لاحظ رجالنا مثلما لاحظتهم أنت.. إنه قد كف عن السفر والخروج ليلا.. أضف لذلك حماقتك في أخذ بصماته مما أشعره أن شيئا ما يُدبر له..
=وهل سافر إلى الاسكندرية هذه الليلة؟.. وهل سيعود إلى العمارة حاملا كيسا مليئا بأشياء معينة؟..
- لم نعرف بعد.. لم يقدم الرجال هناك تقاريرهم لهذا أنتظر بجوار الهاتف..
=ولماذا لا تداهمون شقته هذه الليلة وتضبطون ما تجدونه لديه؟..
- أنت لا تفهم القانون.. إن هذا السفاح مواطن وله حقوق ولا يمكن أن نداهم شقته دون إذن من النيابة التي يجب أن تجد أسبابنا مقنعة وهذا ما لا أتوقعه.. وهناك شئ آخر جدير بذكره.. هذا الأستاذ الجليل الذي زارك في شقتك..محمد شاهين..
=ما شأنه هذا المتطفل؟..
=لقد عرفنا بوسائلنا أنه قد سأل البواب عن ساكن للعمارة اسمه ثروت أو طلعت أو شئ من هذا القبيل.. وقد تطوع البواب وهو لا يحبك كثيرا بذكر اسمك.. وقال إنك مريب وغريب الأطوار..و..و..وتطوع الجيران بالمزيد من الاتهامات لك..إن سكان عمارتك يمقتونك بشكل يجعلني أسائل نفسي.. وهكذا قام الرجل بزيارتك تلك الزيارة التي وصفتها لي في خطابك بتاريخ17مارس.. تأمل معي ما حدث.. الرجل يبدو مذعورا بلا سبب.. حذرا بلا مبرر.. إنه يرمق طعامك ويريد عينة منه ويتأمل تماثيل أكلة البشر في اهتمام.. ويغمى عليه تقريبا وهو يشاهدك تأكل اللحم.. إن الرجل يتصرف كأنه يعرف أنه في شقة آكل لحوم بشر..
صحت في ذهول وقد بدا لي كل ما فعله الرجل منطقيا:
=الآن فهمت!.. ولهذا أخبر كل من يعرفه بأنه آت لزيارتي..
- ثم إذا أنت تأملت الموقف لفهمت.. كان يبحث عن ثروت أو رأفت فقال له البواب إن اسمك رفعت.. الواقع أنه كان يبحث عن عزت!.. وكلاهما - رفعت وعزت- غريب الأطوار ومعقد ويعيش بمفرده!!.. وهذا يعني أن الأستاذ محمد شاهين يبحث مثلنا عن نفس الشئ ونفس الشخص.. إنه يمسك بالطرف الآخر من الخيط الذي نمسكه نحن.. وفي وسط الخيط يتدلى (عزت).. لهذا يجب أن نعرف ما يعرفه هذا الأستاذ..
كنت جالسا صامتا ومهموما مما جعل عادل يسألني عما بي.. فقلت:
=إنهم جيراني الأشقياء.. وأنا الذي كنت معهم في غاية الأدب والتهذيب.. أرأيت ما يظنون بي؟!..أنا آكل لحوم بشر؟!..
- إن المصريين لا يحبون المنطوي ولا يستريحون له بشكل عام.. إنهم يفهمون أن تكون وقحا أو أن تكون صاخبا.. أما أن تكون منطويا مهذبا غامضا فهم يظنون بك الظنون..
استرخيت في مقعدي.. وتنهدت قائلا:
=والآن.. هل بحثتم عن محمد شاهين هذا؟!..
- المعلومات التي لدينا تقول أنه أستاذ فاضل.. رجل لا غبار عليه سوى طيبته الشديدة التي تصل لحد السذاجة لكننا لم نسأله بعد عن مصدر معلوماته.. أما عن عزت فلا نعرف أي شئ عنه.. أقاربه.. عمله الحالي أو السابق.. لا شئ سوى ذهابه للتسوق وللبنك يسحب من حساب لا نعرف مصدره وقيمته ثمانية آلاف جنيه ولا نعرف وجهته الليلية كما قلت سابقا.. والآن.. وهنا دق جرس الهاتف فوثب قلبي إلى فمي وأجفل عادل.. ثم تمالك نفسه والتقط السماعة.. كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل:
- همممممم!.. أضاعوه؟.. الحمقى!.. ضللهم؟!.. هممممم!.. الواحدة صباحا؟!.. نعم.. نعم!.. ثم ماذا؟.. آه.. علاء قال هذا.. أنت متأكد.. حسنا.. ألف شكر..
ووضع السماعة ثم رفع رأسه وكانت علامات السرور عليه:
- هل تعرف ما حدث؟..
=أعتقد أنه نجح في تضليل رجالكم في أثناء خروجه من منزله.. وهكذا لم يتأكدوا من سفره للاسكندرية ولكن علاء- وهو طبعا أحد مخبريكم - قد وجد دليلا واضحا ضده في الواحدة صباحا..
صاح في غيظ:
- إذا لم تكف عن تظاهرك المستمر بالذكاء فلن أحكي لك شيئا!!..
=حسنا.. لن أستنتج شيئا.. ولكن قل لي..
- يقولون أنهم فقدوا أثره عند نزوله من البيت..
=لقد قلت أنا ذلك!..
- إلا أنهم شاهدوا عودته - في الواحدة صباحا - وكان يحمل حقيبة كبيرة ثقيلة.. وبالطبع يرتدي ثيابا سوداء.. أما أهم شئ فهو أنه..
ونظر لوجهي في رزانة قائلا:
- كان يضع قطعة بلاستر على خده..!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة آكل البشر (7)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة آكل البشر
» أسطورة آكل البشر (1)
» أسطورة آكل البشر (2)
» أسطورة آكل البشر (3)
» أسطورة آكل البشر (4)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: