كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة وحش البحيرة (8)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة وحش البحيرة (8) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة وحش البحيرة (8)   أسطورة وحش البحيرة (8) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 4:58 am

8- نهاية لغز..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماجي يا ملاكي!.. أقسم إنني سأمزقهم جميعا!.. سأذبحهم وأنثر أشلاءهم في بحر الشمال كي تتلذذ بها الوحوش الغامضة جميعا.. شرعت ألهث وأنا أجري خلف آثار الخطوط التي تركتها.. وقطرات الدم التي تظهر أحيانا وتختفي أحيانا.. أفكاري مضطربة والهلع يشلني.. وأنا ألهث من بين أسناني بعبارات السباب والتهديد لهم وأنا لا أدري من هم بالضبط.. كنت أريد أي شئ أصب عليه غضبي فلم أجد خيرا من أن أوجد أشخاصا وهميين لا وجود لهم كي ألومهم.. خطواتي تتسارع.. عضلاتي تتقلص.. أنفاسي تضيق.. سأجدها ميتة بلا شك في أية لحظة عند أقدامي.. وسأنحني فوقها وأريح رأسها على ركبتي فتقول لي شيئا ما لا أتبينه.. ثم تدير وجهها وتموت!.. آه.. إن تخيل هذا المنظر يجعلني أجن!!.. وتتسارع خطواتي ودقات قلبي.. وهنا اصطدمت بشئ.. وسقطنا على الأرض معا.. نهضت مستعدا للقتال لكني وجدتها هي.. ماجي!.. شرعت أصرخ في هستيريا والدموع تتسارع إلى عيني وحاولت أن أفسر لها.. إلا أنها قالت في ملاطفة كما تحدث حصانا جامحا:
- هيه.. لا شئ.. لا تخف يا صغيري!.. لم يحدث شئ..
وأشارت إلى يدها المربوطة بقطعة من قميصي الذي ترتديه..
- لقد جرحت يدي بقلمك المكسور.. هذا كل ما هنالك.. هيا.. اهدأ..
وهنا أعصابي تماما فشرعت أبكي كطفل.. مما أصابها بالذهول.. شرعت تربت فوق كتفي بحنان.. ذلك الحنان الذي لا تمنحه سوى امرأة ولا يفهمه سوى رجل.. إنهن أمهاتنا هؤلاء النساء.. ولسنا - مهما كبرنا - سوى أطفال شديدي التعاسة خرجنا لتونا من أرحامهن..
- هيا.. لا تخش شيئا.. كل شئ سيكون على ما يرام.. ابك!.. ابك.. ستشعر أنك أفضل..
وبعد أن زالت العصفة وبدأت أهدأ شرعت أحكي لها ما فعلته طيلة الساعتين وأنني وجدت المخرج وأنني ظننتها قتلت أو جرحت وأنني.. أحبها كما لم أحب أحدا أبدا!.. قالت لي في لهجة عملية:
- كل هذا جميل.. لكن هناك اكتشافا أكثر غرابة وأهمية وجدته أنا.. تعال معي..
وفي صمت سرت خلفها في ذلك الممر الضيق الغريب.. لقد بدأ يتسع ويتسع.. ثم وجدت نفسي في غرفة كبيرة حجرية مضاءة بشكل جيد.. هل تعرف منظر غرفة دفن الفرعون في الهرم الأكبر؟.. إنك إذا كنت تعرفها فقد وفرت عليّ مجهود وصف تلك الغرفة.. أما إذا لم تكن قد رأيتها فتلك مشكلتك.. إنني منفعل ولن أستطيع أن أتكلم كثيرا!.. في ركن من الغرفة كانت هناك.. واقفة مصلوبة إلى الجدار تلك الفتاة الشقراء التي لا يمكن أن تكون إنجليزية.. وكانت منهكة تماما وعلامات ضرب مبرح على وجهها.. قالت ماجي في فخر:
- هو ذا اكتشافي..
ثم انحنت تجاه الفتاة كأنها تقدم أحدنا للآخر في حفل تعارف:
- أقدم لك الآنسة إيريكا سجفريد القربان القادم لوحش لوخ نس..
أصابني الذهول.. إلا أنني بدأت أفهم ما هنالك.. لهذا التفت نحو الفتاة المقيدة وسألتها وقد أعطاني رنين اسمها فكرة معينة:
=هل أنت دانماركية؟!..
خرج صوتها متحشرجا.. وبإنجليزية كسيحة قالت:
- أنا نرويجية.. أدرس الأدب الإنجليزي في أدنبرة..
صاحت ماجي في حماسة:
- هل ترى؟.. شقراء من أصل اسكندنافي.. اختطفها ذلك السفاح إلى هنا.. وقيدها.. وأطعمها انتظارا لموعد الفداء.. و..
بضيق قاطعتها:
=ألا ترين تأجيل تلك المحاضرة حتى نفك قيود هذه التعسة؟.. لماذا لم تفعلي ذلك؟..
- ليس معي أداة تصلح لفك هذه السلاسل أولا.. ثم أن يدي مجروحة.. هل نسيت؟!..
ثم ربتت على عضلاتي الهزيلة في سرور وقالت:
- والآن لنر ما سيفعله بطلي مع هذه القيود.. هيا.. فلنر..
احتقن وجهي وشرعت أحاول فك هذه السلاسل دون جدوى.. كل ما سأفعله هو تمزيق معصمي هذه البائسة التي أخذت تضغط على أسنانها وتئن.. وبعد عشر دقائق كنت قد انتهيت تماما.. تمزقت كفاي وسال الدم منهما من ثم أطرقت خجلا معلنا ألا جدوى..
- دعني أحاول أنا..
ومدت ماجي سن القلم الحبر في قفل السلسلة وشرعت تعبث هنا وهناك حتى.. كليك!.. انفتحت حلقة القفل في سلاسة.. وشرعت تفك السلسلة عن عنق ومعصمي الفتاة وهي ترمقني في تشف قائلة:
- ليس في جمجمتك سوى القوة الغاشمة..وليتها تجدي!..
جلست الفتاة منهارة على الأرض وشرعت تحكي قصتها.. إنها كما قالت طالبة لغات في أدنبرة وقد تعرفت شابا من أصل نرويجي قال إنه يدرس الطب هناك ودعاها إلى بيته ثم إنه اختطفها بعد أن خدرها.. ونقلها إلى هنا.. وحين أفاقت وجدت نفسها مقيدة في هذا الوضع وأنه كان يطعمها بانتظام.. وينصحها أن تعد روحها للفداء الأعظم الذي يليق بأرواح أسلافها والذي سيتم بعد أسبوعين حين تمنح جسدها - سعيد الحظ - كي يلتهمه وحش لوخ نس..
=وهل كان موجودا معك بانتظام؟..
- كلا.. كنت أراه مرتين في اليوم خارجا من ظلمات القبو.. لا أدري من أين يجئ وإلى أين يذهب..
قالت ماجي في تهكم:
- وهل هذا سؤال؟!.. بالطبع يجئ من غرفة الجلوس في قصر أبي وإليها يعود.. لابد أنه كان يزورك في الفجر وعند منتصف الليل حين يخلو القصر من أصحاب الأسئلة المحرجة..
قلت لماجي:
=هل تظنين ذلك؟..وكيف كان يدخل القصر؟..
- إنه لم يحتج قط لدخول القصر..
=ماذا تعنين؟..
- أعني أنه كان هناك دائما.. أعتقد يا حبيبتي إيريكا أن هذا الرجل أزرق العينين له شارب أصفر كث وشعر طويل أشقر.. باختصار مثل الفايكنج كما نراهم في القصص المصورة..
- بالفعل واسمه آنفريد.. آنفريد هولثروب..
- إنه خادم عندنا في القصر.. وكان يأخذ إجازات كثيرة يزور فيها إدنبرة.. ولابد أنه كان ينصب شباكه حولك وحول تلك التعسة جوسلين..
قلت لها في حيرة:
=وما الذي يجعل عندكم خادما نرويجيا؟..
- وماذا في ذلك؟..إنه مهذب ومنظم ويتحدث إنجليزية راقية جدا..وكان أبي يحب طابع وجهه الاسكندنافي كثيرا..
=إن الخيوط تتجمع الآن.. إن هذا الخادم كان يعمل عندكم.. وفي ذات ليلة يسمع محاورة بين أبيك والمرحوم جولد عن وحش لوخ نس الذي كان الفايكنج يقدمون له القرابين.. ثم يرى البوق والقلادة والخريطة إياها.. عندئذ يبدأ هذا الخادم يتبدل.. إننا لا نعرف الظروف ولا الملابسات التي أدت لتحويله.. هل هو اعتزاز مجنون بقوميته؟.. هل هي معتقدات وثنية تحركت في عقله الباطن؟.. هل هي رغبة في العبث؟.. هل هي رغبة في التميز؟.. لن نعرف أبدا إلا منه.. المهم أن الفكرة اختمرت في عقله.. وهكذا.. يسرق البوق والقلادة ويصمم على استغلال هذا النفق السري - الذي وجده بالصدفة - في مهمته الرهيبة.. لقد كان أذكى منا حين دخل هذا النفق أول مرة.. ولم ينس أن يؤمن الباب خلفه.. ثم أدرك أن النفق يوصله لقرب صخرة الفداء.. عندئذ يقوم بنشر القضبان التي تسد النفق لتوفر له مخرجا دائما.. ويبدأ في خطف الفتيات الشقراوات اللواتي ينتمين إلى نفس سلالته.. ويحبسهن هنا.. إن النزعة الدرامية في دمه جعلته يعتقد أن وحش لوخ نس لن يلتهم سوى نفس نوع الضحايا اللواتي كان يلتهمهن في الماضي... الاسكندنافيات.. حفيدات غزاة الشمال.. وحين تأتي اللحظة - حسب حساباته - يقيد الفتاة للصخرة ويقف عند قلعة إيركهارت وينفخ في البوق.. عندئذ يخرج الوحش - الذي تذكر نداء الطعام القديم - ليمارس باقي عمله وتنتهي المأساة.. إنك قد ولدت من جديد يا آنسة سيجفريد..
تهانفت الفتاة وأخذت ترتجف وتقول من بين دموعها:
- لقد كان شنيعا.. كان يأتيني وهو يردد أبيات شعر بلغة لا أعرفها.. ويدس أطعمة غريبة المذاق في فمي.. ثم يؤدي صلوات عجيبة ويجبرني على أن أرددها معه.. فإذا رفضت صفعني..
=إنه كان يعد روحك للتضحية الكبرى..
قالت ماجي في عصبية:
- والآن لنخرج من هذا القبر المرعب.. لابد أن دادي سيموت قلقا علينا.. ثم إن علينا أن نجد هذا السفاح قبل أن يشعر بشئ..
ثم نظرت للفتاة في حنان:
- هل تستطيعين السير معنا يا حبيبتي؟..
- لا.. إن قدميّ ميتتان تماما..لم أحركهما منذ زمن..
أشارت إليّ ماجي وغمزت بعينها نحو الفتاة..فقلت هامسا:
=ماجي لا تقولي إنك تريدين أن أحملها؟!..
- ولم لا؟.. أنت رجلنا الوحيد للأسف..
=ولكنها ثقيلة كالحوت.. لماذا لا تصدقين أنني لست طرزان؟!.. في الأفلام الرديئة فقط يكون هناك رجل مفتول العضلات عريض المنكبين يجيد توجيه اللكمات وفك السلاسل ومصارعة الدببة وحمل الفتيات اللواتي لا يستطعن المشي..
- رفعت!.. احملها..!
=حسنا..
وهكذا حملت الفتاة ومضيت بها أترنح وماجي تسير خلفنا على هدى العلامات التي رسمتها هي حتى نقطة التلاقي ثم على هدى الخطوط المتعرجة التي رسمتها أنا حتى النافذة الحجرية.. ولم يكن صعبا النزول على الصخرة ومعنا الفتاة.. كان بحر لوخ نس متلاطم الأمواج.. ومن بعيد لاحت لأعيننا الصخرة المشئومة إياها.. أشارت إليها ماجي ونظرت إلى الفتاة نظرة معناها: هل رأيت ما كان ينتظرك؟.. ارتجفت الفتاة وتصلبت أصابعها على ذراعي.. لقد ربحنا المعركة ولكن هل نربح الحرب أيضا؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة وحش البحيرة (8)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة وحش البحيرة (6)
» أسطورة وحش البحيرة (7)
» أسطورة وحش البحيرة (9)
» أسطورة وحش البحيرة (10)
» أسطورة وحش البحيرة (3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: