كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة وحش البحيرة (7)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة وحش البحيرة (7) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة وحش البحيرة (7)   أسطورة وحش البحيرة (7) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 4:58 am

7- الورطة..
ــــــــــــــــــــــــــــ
مشكلة أسلوب المتكلم الذي أستعمله في سرد قصصي هو أنه يطمئن القارئ تلقائيا على أنني سأنجو من كل مأزق أمر به وإلا فما عشت كي أحكيه على لساني.. ولو كنت أكتب بضمير الغائب على غرار: ذهب..جرى..خاف.. لما كان القارئ متأكدا من سلامتي إلى هذا الحد!.. نعم.. أعترف أنني نجوت من كل مآزق حياتي حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها.. وأعترف أنني لم أمت أبدا حتى اليوم!.. لكن أي رعب وأي هلع مررت به في كل هذه الورطات!..
خذ عندك على سبيل المثال.. مسيرتي في القبو المظلم خلف ماجي ولهب المنديل يتراقص.. وظلال غامضة تتلاعب فوق الجماجم المتناثرة هنا وهناك كأنها تتحرك وتبتسم.. كيف تريدون مني أن أتوقع أننا سننجو؟.. كانت المشاهد تتشابه.. ولابد أننا سرنا مسافة كيلومتر كامل في هذا القبو الأبدي حين توقفت ماجي هامسة:
- لن أستطيع السير أكثر..
وجلست على الأرض بفستانها الأنيق وخلعت حذاءها.. وهي تلهث:
- إنني أموت من البرد برغم أننا في شهر يوليو..
=هذا بسبب الرطوبة..
وجلست بجوارها على الأرض وخلعت قميصي ووضعته فوق كتفيها وأنا أقول:
=رومانسي..أليس كذلك؟!..
- اخرس!.. سيكون علينا أن نتعلم أكل الفئران!..
ارتجفت من هول الفكرة.. فقلت مبتلعا ريقي:
=أفضل الانتظار أسبوعا دون أكل حتى أستطيع تقبل الفكرة!..
- لو لم تتحامق وتدخل ذلك الباب السري اللعين لما كنا هنا..
=ولو لم تتبعيني في غباء لكنت أنقذتني..
- سننتظر حتى الصباح..أطفئ هذا المنديل لأننا لن نحتاجه مؤقتا.. أرجو أن يكون معك ما يكفي من الثقاب..
=بالطبع عدد قليل جدا.. القصة دائما هكذا.. إن الأشخاص الذين يملكون علب ثقاب مليئة لا يضلون طريقهم في ممرات مظلمة أبدا..
- يالك من نحس!..
أطفأت المنديل وتكورت حول نفسي وشرعت أدندن.. أدندن بصوت خفيض نشاز أغنية عربية حزينة.. وفي الظلام سمعت صوت تنفسها المنتظم بجواري.. لقد نامت البائسة..
**************
حين استيقظنا كانت العقارب الفوسفورية لساعتي تشير إلى التاسعة صباحا.. وكانت جالسة تتخلل خصلات شعرها المبعثرة بأناملها في محاولة لتنسيق شعرها بشكل ما.. ابتسمت في سخرية وقلت:
=ها هي ذي حسناء الجب تبدأ يومها!..
- إذا كان شكلي عند الاستيقاظ يشابه شكلك الآن أيها المتشرد فإنني أرى ألا نتزوج أبدا!.. ماذنب أطفالنا كي يروا آباءهم مرعبين هكذا؟..
=ماجي!.. هل لاحظت؟.. لقد رأيتك ورأيتني؟!.. إن الظلام قد صار أقل كثافة في النهار.. أمس لم أكن أرى يدي نفسها..
- وهذا يعني..
=أن هناك نورا يدخل هذا القبو من مكان ما.. صحيح أنه لم يزل ضعيفا جدا لكنه موجود..وسنجده..
وهكذا - ودون إفطار ودون غسيل وجه - نهضنا في ثقة وواصلنا مسيرتنا دون حاجة لإشعال شئ.. لم يكن هناك شك في أن النور يتزايد في كل خطوة نخطوها للأمام.. وفجأة قابلنا ما لم نعمل حسابه بعد.. الممر يتفرع إلى ثلاثة ممرات أكثر ضيقا وكلها يغمرها نفس الضوء الخافت.. يالها من مشكلة!.. اخترنا الممر الأوسط.. وسرنا معه بعض الوقت فوجدناه يتفرع إلى ممرين.. هنا أمسكت بيدها كي أمنعها من الاستمرار وقلت:
=كلا.. إن الأمر يتحول إلى متاهة حقيقية سنضيع فيها للأبد.. يجب أن نكون منظمين.. أولا سنتبع أسلوب ثيذيوس الشهير..
- ومن هو؟!..
=إنه البطل الإغريقي الذي دخل المتاهة لابيرينث في جزيرة كريت كي يقتل المينوطور ذلك الوحش الذي كان نصفه العلوي لثور والسفلي لإنسان.. لقد ربط ثيذيوس خيطا في بوابة المتاهة كي يعرف دائما النقطة التي يعود إليها.. وبهذا لم ينته كمن سبقوه.. سنرسم على الجدران - حفرا - خطوطا تحدد لنا الممرات التي مررنا بها.. ثانيا: يجب أن ننفصل ليستكشف كل منا فرعا من هذين الفرعين على أن نلتقي هنا بعد ساعتين مهما كانت الظروف..
قالت ماجي:
- وليعمل من يجد مخرجا على أن يرسم في أثناء عودته خطوطا متعرجة كي تختلف عن أية خطوط رسمها في ممرات أخرى..
=فليكن.. ناوليني قلمي من جيب القميص..
وكسرت قلمي نصفين يصلحان للحفر في الجدران وناولتها نصفا.. ثم تمنيت لها حظا سعيدا وافترقنا.. الآن يجب أن أسرع.. لقد اخترت الممر الأيمن الذي قادني إلى ممرين آخرين.. اخترت الممر الأيمن وسرت وراءه بعض الوقت إلى أن وجدته مسدودا بجدار صخري.. عدت أدراجي لنقطة التفرع واخترت الممر الأيسر.. وسرت فيه دقائق إلى أن وصلت لنقطة يتفرع فيها إلى ثلاثة ممرات.. فاخترت الأوسط.. وهكذا.. تستطيع أن تتخيل تعقيد ما قمت به.. إنه أمر منهك على الورق فما بالك به وأنت تمشي طيلة الوقت فوق صخور مدببة وأنفاسك تتلاحق.. وطرف القلم المكسور يدمي أناملك؟!.. ترى أي عقل سادي مخبول صمم هذه الممرات؟!.. مضى نصف ساعة وأنا في هذه المتاهة.. وفجأة لمحت.. لمحت آثار أقدام.. أقدام واضحة فوق الغبار الطري الذي بدأ يغلف الصخور!.. أقدام ليست لي ولا لماجي لأنها كبيرة جدا.. وبدأت أتتبع الأقدام - دون أن أنسى رسم علاماتي- وقلبي يرتجف.. لا يمكن أن تكون آثار أقدام أحد هؤلاء الموتى المتحللين لأنها حديثة وطرية وصاحبها يرتدي حذاء عصريا.. النور يزداد.. ويزداد.. وأخيرا!.. ها هي ذي ضالتي.. نافذة مفتوحة في الصخر مسدودة بقضبان من الصلب - نشرها أحدهم لحسن الحظ - ومنها يخرج النور الذي رأيته داخلا القبو الكئيب.. اقتربت من النافذة لأرى ما تطل عليه.. وعبر الفتحة الصخرية كان رذاذ الماء يتناثر.. إنها بحيرة لوخ نس الغافية أمامي في شمس الصباح البهيجة كأجمل ما رأته عيناي.. وأسفل النافذة كانت صخور الشاطئ.. وعلى مسافة ما كانت صخرة كئيبة المنظر تقف وحدها وسط الأمواج دون أن تعبأ بها ولا بي.. وعلى الصخرة كان هناك عمود خشبي قديم تتدلى منه حبال ليفية.. لم يكن من الصعب أن أعرف أن هذه هي صخرة الفداء التي كلمني عنها السير جيمس بالأمس.. بالأمس؟.. هل كان ذلك بالأمس فقط؟!.. على كل حال لقد وجدت ضالتي ولم يعد أمامي سوى أن أعود أدراجي مع رسم خطوط متعرجة فوق المستقيمة التي رسمتها عند مجيئي وأنتظر ماجي عند نقطة التفرع الأولى.. ثم نرحل معا من هذا المكان.. وصلت للنقطة التي بدأت منها وقد قاربت الساعة الحادية عشرة.. وجلست على الأرض أنتظر ماجي وأنا أدندن تلك الأغنية العربية الحزينة وأفكر في معنى هذا الذي وصلت إليه.. من الواضح أن هذا الممر كان مسدودا تماما بتلك القضبان الكريهة وكان قبرا حقيقيا لمن يقذفه الحظ العاثر فيه.. ثم جاء ذلك الرجل الخيّر الذي أزال القضبان ليمنح نفسه فرصة الخروج والدخول إلى القصر وقتما شاء وليتمكن من الوصول إلى لوخ نس بسهولة وسرية.. غير عالم بالطبع أنه يمنحنا فرصة الحياة.. من هو ذلك الشخص؟.. وما غرضه؟.. لا أدري ولا يعنيني أن أدري في الوقت الحالي.. ولكن.. لقد جرفتني خواطري ونسيت أن الوقت قد مر سريعا.. الساعة الآن الحادية عشرة والنصف ولم تعد ماجي.. هل ممراتها متشعبة إلى هذا الحد أم أنها قد نسيت رسم العلامات بحماقة.. أم أنها لاقت خطرا ما - حفرة أو صخرة منهارة- أخرتها عني؟!.. ثعابين القلق تنهش قلبي.. ولم يكن هناك بد من أن أتبعها.. نهضت من مكاني وبدأت أسير في حذر في الممر الذي اختارته وكانت خطوطها دقيقة وواضحة ومنظمة على الجدار حتى أنني تخيلت يدها البللورية وهي تخطها منذ ساعتين.. حنين غريب يبعث على التشاؤم يغزو روحي تجاه تلك الخطوط كأن من رسمتها لن تعود.. كانت الشبكة معقدة بالفعل لكني سرت وراء الخطوط التي لم تتوقف.. ولكن.. هل أنا أتخيل؟.. كلا.. إن قطرات الدم المتساقطة على الأرض هذه لا يمكن إلا أن تكون حقيقة!!.. إنه دم ماجي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة وحش البحيرة (7)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة وحش البحيرة (3)
» أسطورة وحش البحيرة (4)
» أسطورة وحش البحيرة (5)
» أسطورة وحش البحيرة (6)
» أسطورة وحش البحيرة (8)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: