كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:28 am

2- كشف الأوراق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تغرب الشمس وتلطخ دماؤها ثوب السماء الأزرق.. عندئذ يبدأ فجر النافاراي..
*******************
لن أسقط!.. أنا نافاراي.. والنافاراي لا يخضع بهذه السهولة لقانون الجاذبية ما دام يملك أن يكون هو قانون الجاذبية ذاته.. أذوب في النرفانا.. ألتحم بالكون وحقيقة الموجودات وفلسفة الذرات وأرى نفسي أحلق في سماء الحقيقة.. إن روحي لن تسقط.. فلتحلق جزيئاتي مع روحي.. يا كل خلية في جسدي.. أطيعي أوامري وارتفعي.. كان العرق يغمر جبيني فيتحول إلى بللورات ثلجية.. لكني بالفعل أرتفع.. لقد فعلتها منذ قرون واليوم أعود لها.. أرتفع وأرتفع.. لامست قدماي الجرف الجليدي الهش فأرحتهما هناك وبيد صلبة بدأت أجذب الحبل رافعا جسد المرأة نحوي.. كان قد أغشي عليها لذا مددتها برفق على مكان آمن.. وشرعت أفرك جبينها بالجليد كي تفيق.. وحين أفاقت.. وحين أدركت أين هي.. لم توجه لي عبارة شكر.. مجرد نظرة ارتياب وتساؤل ملهوف:
- كيف فعلت ذلك؟..
أبعدت عيني عنها وأشرت إلى أسفل قائلا:
- لا شئ.. أحسنت تثبيت قدميّ فلم تنزلقا..
- شعرت بجسدي يرتفع بقوة غير مفهومة..
- لأنني جذبتك بقوة غير مفهومة من ذراعي..
اتسعت عيناها وتأملتني في شرود.. عيناها الزرقاوان الواسعتان ككشافين مسلطين على أدق أسراري.. تنهدت.. اختلجت شفتاها ثم همست:
- أنت مخلوق غامض يا هن- تشو- كان.. أنت نادر متفرد مملوء بالأسرار.. أحيانا أشعر بأنك..
وصمتت قليلا باحثة عن كلمة مناسبة ثم همست:
- أشعر بأنك زهرة زرقاء!..
*****************
-هه!!..هل أنتما بخير؟..
دوى صوت البروفيسور متسائلا من أسفل وكنا قد نسيناه تماما فنهضت وأطللت برأسي صائحا:
- بخير.. سمعنا صوت الياتي فكادت السيدة تسقط..
- إذن هو في هذا الكهف؟!..
هززت رأسي أن لا.. لقد كان الصوت قادما من أعلى.. وهذا لا يعني أن المي- جي في الكهف الآن لكنه يعني على الأقل أننا اقتربنا من مملكته قدس الأقداس فلا يمكن أن تكون هذه الصرخة إلا تحذيرا من التمادي.. وبدأنا النزول عالمين أن بحثنا سينحصر من الآن فصاعدا في تسلق هذه المرتفعات واستكشافها ومن الحكمة أن يتم ذلك بناء على خطة وليس اعتباطا.. جلسنا نتناول الطعام المكون من الأرز والبطاطس والعدس الممزوج بالزعفران يسمونه الدال ولم تفتني ملاحظة همسات جانبية ونظرات فضولية من الحمالين الثلاثة إليّ.. ودون مناسبة دنا مني أحدهم حاملا سلطانية صغيرة مملوءة بسائل وأشار إليّ أن أجرع منها.. كان هذا الحمال من الشيربا ويدعى نيماتنزي ولم أكن مستريحا له كثيرا في الواقع بسبب خبث نظراته كأنما يجد دائما ما يدعوه للسخرية.. أشرت بكفي أني لا أرغب في الشراب فقال يغريني:
- إنها تشانج (بيرة شعير) وليست راكشي (شراب الأرز المتخمر)..
هززت رأسي في اشمئزاز:
- لا أشرب الخمر ولا أقربها..
ابتسامة سوداء شاعت في وجهه ونظر إلى زميليه وقال:
- أنت أول تبتي لا يشرب الخمر.. فيما أظن..
لم أرتح كثيرا لهذه العبارة لأنها تدل على أنهم بشأن استنتاج ما بخصوصي.. ذلك الاستنتاج الذي سيتكون من الحقائق التالية:
(أ) أنا أمت لقبيلة شيربا بصلة لكنهم لا يعرفون كنه هذه الصلة..
(ب) أنا أبدو في المرتفعات وكأني في داري ولا أبدو مرهقا برغم أنها المرة الأولى لي هنا كما يعرفون..
(ج) أنا لا أشرب الخمر..
(د) أنا لا أبدي أي نوع من التوقير لبوذا كما يفعلون هم..
(هـ) أنا أستطيع الارتفاع فوق الأرض..ولابد أنهم رأوا ذلك بدليل أنهم حذروني من السقوط..
إلام تقودنا هذه الاستنتاجات؟.. هذا ما سأعرفه في الأيام القادمة.. أقصد الساعات القادمة.. في المساء دخلت خيمتي المصنوعة من النايلون الأخضر ونزعت ثيابي إلى حد ما ثم جلست أتأمل كعادتي.. بعد دقائق أغمضت عيني مصغيا إلى همس الرياح بالخارج.. لم أعتد النوم ليلا بعد للأسف لأن القارئ يذكر أن فجر النافاراي يبدأ مع غروب الشمس فهذا هو وقت تدريباتهم الشاقة.. لقد هجرت تدريباتي منذ شهر أو أكثر لكني ظللت أمارسها في أحلام اليقظة.. وهنا سمعت صوتا.. كان هناك من يزيح جدار الخيمة لينسل من تحته في رفق.. وبعين النافاراي التي تجيد اختراق الظلام بحكم التعود أدركت أن المتسلل هو نيماتنزي.. لمحته يزحف كالثعبان ببطء شديد إلى ركن الخيمة الأدنى وإذا به يفتح حقيبة ظهري ويعابث محتوياتها ببطء ودقة باحثا عن شئ ما.. نظر نحوي في الظلام فلم ير عيني المفتوحتين طبعا.. كان يفعل ذلك كروتين فقط.. ثم واصل مهمته المريبة.. بعد ثوان لمحته يزحف نحوي وفي يده شئ لامع.. خنجر أو سكين يتقدم به نحو عنقي مزمعا شيئا لا يمكن إساءة فهمه.. وفي الظلام سمعت صوته يفح كالأفعى وهو يهزني:
- انهض أيها الكاهن الأخير!..
*********************
كانت الصدمة شديدة بالفعل.. فتحت فمي بعد جهد وتظاهرت بالغباء والذعر:
- نيما!.. ماذا أتى بك هنا؟.. أي كاهن أخير؟..
التصق السكين بعنقي وسمعته يفح:
- إذن فلنقل أيها النافاراي الأخير!.. لا تتظاهر بالحماقة.. كل قبائل الشيربا يعرفون أن هناك قوما عاشوا في هذه الأصقاع منذ قرون وكانوا يجيدون التحكم في الطبيعة وكان اسمهم النافاراي وكلنا نعرف أنهم بادوا جميعا فيما عدا واحدا وكلنا ننتظر عودته..هكذا قالت الأسطورة..
- أي سخف؟!..
- دعك من التظاهر.. كلنا لمحناك ترتفع عن الأرض لتنقذ المرأة.. أنت لست بوذيا فمن أين أنت إذن؟..
ثم مد يده إلى ياقة ثوبي منقبا عن شئ ما ومغمغما:
- أين الكتاب؟..
هل وصلت معلوماتهم إلى هذا الحد؟.. اللعنة على جينغ- تشا وكل رهبان الماهايانا الذين نشروا القصة لتتوارثها الأجيال وليبحث الكل عن كتاب شوكارا عالمين أن من يجده يمكنه حكم العالم..
- أين الكتاب الخاص بكم؟.. لا تدعني أذبحك لأفتش ثيابك..
كنت قد عدت إلى صوابي أخيرا.. تحركت فنون النافاراي في دمي فانزلقات كالذبابة من تحت يده المهددة تاركا إياه على الأرض.. نهض غير مصدق ليهجم عليّ بالسكين لكني وثبت جانبا تاركا إياه يرتطم بجدار الخيمة ويمزقه.. هواء الليل والعواصف تندفع مصفرة إلى داخل الخيمة.. حاول عدة محاولات خرقاء دون جدوى.. ففي كل مرة كنت أثب جانبا أو أنحني أو أتمرغ في الأرض فلا تنالني ضرباته.. كنا قد صرنا في العراء تماما بعد أن تمزقت الخيمة وعلى الجليد الهش بدأت رقصة الجنون.. وهنا تبدلت خططي تماما.. إذ سمعت صوت صراخ واحتجاج.. وعلى ضوء النيران لمحت الحمالين الآخرين يقتادان البروفسير والمرأة وعلى عنق كل منهما خنجر حاد.. كانت المرأة تولول غير فاهمة لماذا وكيف يحدث هذا؟.. أما أنا فكنت أفهم.. مرة أخرى تتكرر اللعبة المعروفة معي.. ما دام النافاراي غير قابل للهزيمة فلنهدد أصدقاءه وذويه أمام عينيه.. نفس اللعبة التي مارسوها مع سكان بناية رفعت في القاهرة يوما ما..
- دعوا هذين البائسين..
قال نيما وهو ينهض على قدميه:
- ليس قبل أن تخبرنا بحقيقتك وتعطينا ما نريد..
وحتى لو أعطيتهم ما يريدون.. فالنهاية واحدة وليس أسهل من عودة الحمالين وحيدين من الهيمالايا مرددين أنهم فقدوا مرافقيهم في انهيار جليدي أليم.. عندئذ من يجرؤ على تكذيبهم؟.. لهذا - ولهذا فقط -اتخذت قراري..
- تشا سارايانا!..
قلتها وأنا أباعد ما بين ساقي مثبتا قدمي على الجليد.. لم يفهم الأغبياء ما أريد قوله.. صحيح أن لغة التبت القديمة غير مفهومة لهم لكن التحدي والإنذار واضح..
- جيانغ سارايانا!..
قلتها وأنا أفتح ذراعيّ إلى أقصى امتداد لهما ثم..
- كيوه سارايانا!..
قلتها وأنا أعيد رأسي للوراء.. ثم.. لقد صار هذا المشهد مملا لهذا لن أكرره لك لأنك تعرفه جيدا.. ركلتان في الهواء ليدين تمسك كل منهما خنجرا.. ثم وثبة بهلوانية تطيح بالرأسين.. وضربة مدروسة إلى نقاط الشورا في كل من الحمالين.. ثم وثبة أخرى.. وبضع ضربات في فقرات نيما العصعصية و.. ثلاثة حمالين مشلولين مغمورين في الثلوج يئنون.. نظرت إلى البروفيسور الذي فغر فاه في بلاهة وصحت بلهجة آمرة أثارت دهشته:
- ساعدها على النهوض من فوق الثلوج!..
فانحنى وأمسك يدها وأنهضها.. فارتمت على صدره ترمق المشهد بعينين ذاهلتين جفت الدموع فيهما.. لم أنس أن أقف أمام الجثث الثلاث وأصيح صيحة الختام:
- سوان هاتشاه سارايانا!..
أعتقد أنكم لم تنسوا بعد أن معناها هو: لقد أنذرتكم باستخدام السارايانا.. لقد حدثكم العجوز رفعت إسماعيل عن كل هذا.. والواقع أن هذا الرجل لا يملك مزية واحدة سوى ذاكرته ودقة سرده.. وإلى البروفسور نظرت في شئ من الحرج وقلت:
- أعتقد يا بروفسور أننا مضطرين لتركهم هنا.. فهم جميعا قد أصيبوا بالشلل.. سنتركهم لمصيرهم الذي يستحقونه وإن كنت أتمنى لو لم نفعل.. ليتني وجهت لهم ضربات قاتلة تنهي آلامهم!..
تصلبت عينا البروفسور على وجهي وبصوت رتيب سمعته يتساءل:
- من أنت؟..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: