بالأمس قابلت د.سامي.. هل تذكرونه؟.. إن من قرءوا حلقة الرعب منكم يذكرون جيدا هذا الطبيب النفساني المتأنق وزوجته اللطيفة.. نعم هو ما زال حيا.. بل هو حي أكثر من اللازم إذا صح هذا التعبير.. قابلته في النادي وكان يرتدي شورتا وفانلة ويمارس رياضة الهرولة كما يسمونها هذه الأيام وكان يجفف العرق بمنشفة على كتفه.. وتأملته في فضول.. ما زال اللعين وسيما كأنما خلق فورا.. وما زال يحب الحياة كهرة صغيرة تغفو في الشمس..
- رفعت إسماعيل.. ألم يضموك إلى معرض المومياوات بعد؟..
=سامي فهيم.. رجل في سنك يرتدي الشورت؟..
- إنني اليوم في السبعين من عمري والفضل لرياضة الهرولة التي لم أكف عنها يوما..
=وأنا في السبعين بمعجزة ربانية ولا أعرف كيف..
- ما زلت تحكي قصصا مرعبة للناس؟..
=إن الرعب هو.. هو حياتي وسر وجودي ذاته.. ويبدو أنني تحولت إلى شبح أنا الآخر من كثرة ما عايشت ورأيت وسمعت..
تأبط ذراعي في مودة واقتادني لمائدة مستديرة في الحديقة وطلب مني أن أشرب شيئا.. طلبت فنجانا من القهوة وطلب هو لنفسه بالطبع كوبا من عصير الفاكهة.. ثم مال نحوي وسألني:
- هلا حكيت لي المزيد من حكاياتك هذه؟..
شعرت بأنه يسأل لمجرد المجاملة غير راغب في هذا حقا.. لكنني ملتزم أمام قرائي الأعزاء.. لهذا سأحكي هذه القصة لهم.. ولهم وحدهم..