لم أصدق قط أنني كنت أحلم.. حين صحوت صارخا من النوم ووجدت د.رايتمان جالسا جواري على الفراش يحاول تهدئة روعي.. أجفلت منه وقد خطر لي أنه جزء من الكابوس.. ثم هدأ بالي حين عرفت أن كل هذا كابوس زارني بعد قراءة مقال جريدة نويشاتل عن النيزك وبعد كل ما التهمته في العشاء من فطائر.. كنا في كوخ البروفسور بقريته لكن لا حصار ثلوج ولا خطابات لمجلة جيجنفارت.. ولا غرباء.. لقد كان كل هذا كابوسا محكما خلقه عقل مريض..
****************************************
وحين عدت لمصر ظلت الرؤيا تطاردني وذلك المشهد الأخير الذي صحوت في ذروته.. وحين رأيت باستعمال مرآتين تلك البقعة الصلعاء في مؤخرة رأسي ظننت أنني صرت من الغرباء وأن استيقاظي من الكابوس هي خدعة محكمة دبروها لي.. وذهبت لأحد أطباء الأمراض الجلدية النابهين وصارحته بأمر هذه البقعة وريبتي في أمرها.. قال بعد أن أتم الفحص:
- إن الصلع يملأ رأسك فما الجديد هنا؟..
=كان في مقدمة الرأس فقط..
- الآن صار في مؤخرته أيضا.. إنك تتقدم في العمر يا صاحبي..
وهكذا نسيت كل شئ عن القصة وإن كنت بعد كل هذه الأعوام أسائل نفسي عما إذا كان حلما حقا.. لقد كان حلما له صوت ورائحة وملمس ودرجة حرارة.. لكنني سعيد برغم كل شئ أن كل هذا لم يكن حقيقة..
************************************
وحين عدت لمصر كان هناك كابوس آخر ينتظرني.. كابوس قادم من عوالم قصص الرعب التي لا ترحم وكان صاحبه هو أعظم مؤلفي الرعب قاطبة..
ولكن هذه قصة أخرى..
د.رفعت إسماعيل..
القاهرة..