كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 9- أسطورة أرض أخرى - المقدمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

9- أسطورة أرض أخرى - المقدمة  Empty
مُساهمةموضوع: 9- أسطورة أرض أخرى - المقدمة    9- أسطورة أرض أخرى - المقدمة  Emptyالخميس فبراير 01, 2018 12:13 pm

مقدمة طويلة نوعا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول الشهر.. يوم الرواتب في كل زمان ومكان.. أدخل من باب الإدارة متعجلا ممتقع الوجه.. كلما لاقيت موظفا نظر لي في هلع وإشفاق نظرته إلى مجرم يصعد في سلالم المشنقة.. ثم يقول لي محاولا أن يبدو طبيعيا (وهو ما يزيد الأمر سوءا):
- سالم.. المدير ينتظرك في المكتب..
لقد تأخرت - بسبب سهري المفرط - أكثر من ساعة عن موعد الحضور.. فالويل لي.. وهناك جوار مكتب الصراف يقف عدد كبير من الموظفين والفنيين العاملين في دار النشر التي أعمل بها.. إنهم مجموعة مألوفة ولابد أنك تعرفهم جميعا.. كلهم ينتظرون رواتبهم.. نور الدين وسلوى يتهامسان مع ابنتهما نشوى.. بينما بعض وحوش المشترى وعطارد العاملة في سلسلة نوفا تزأر بشكل مفزع.. رجل المستحيل-أدهم صبري- واقف يتبادل عبارات غاضبة مع دونا كارولينا.. وما إن رآني حتى أشرق وجهه الوسيم وهتف:
- كيف حالك يا سالم؟.. المدير ينتظرك..
ثم داعب خصلات الشعر الأشيب على فوديه.. وهمس:
- إنه ينوي خراب بيتك!..
وفي هذه اللحظة صرخ رجل أخضر في عصبية:
- أيها الأرضيون القذرون.. أنا الأرشيدوق شاسا قائد أسطول الفضاء المريخي.. آمركم بأن تفسحوا لي الطريق.. أريد راتبي!..
انفعل نورالدين ومد يده لمسدس الليزر صائحا:
- ولماذا لا تنتظر دورك مثلنا أيها المريخي المتعجرف؟!..
د الأرشيدوق شاسا يده إلى سيف الليزر.. ولوح به لامعا مرعبا في وجوهنا.. وصاح:
- تعال ذق هذا ما دمت شجاعا!..
وبدأت الأعصاب تتوتر.. وأيقنت أن مذبحة ستحدث هنا خاصة وأن وحوش المشترى الهلامية بدأت تتوتر وتتحفز للقتال.. وحين تثور هذه لن تعرف أبدا مع من وضد من تقاتل.. إنها تلتهم كل شئ حليفا كان أو عدوا.. مكتبا كان أو مطفأة سجائر.. وهنا برز رأس المدير من باب غرفته وصاح في حزم:
- ما هذه الضوضاء؟.. لا أريد غوغاء هاهنا!..
وعلى الفور ساد الصمت وهدأت النفوس كأنما بعصا ساحر.. فالواقع أن كل هؤلاء - حتى وحوش المشترى- يرغبون في قبض رواتبهم!.. وليس منهم من يحتمل تلقي خطاب الإقالة أو الخصم..
- وأنت يا شاسا ونور الدين.. أعيدا أسلحة الليزر ولا تنسيا أنها عهدة وأن من يفسد شيئا يدفع ثمنه!..
هز الأرشيدوق شاسا رأسه في ذلة وأعاد سيف الليزر إلى غمده.. فمرتبه لمدة عشرين سنة لن يكفي لشراء سيف ليزر آخر.. وهنا حدثت الكارثة.. التفت لي المدير.. وقال في هدوء:
- وأنت..تعال!!..
أفسح لي الواقفون الطريق وعيونهم تنطق بالحسرة.. لسان حالهم يقول: تشجع أيها البائس.. دخلت المكتب في صمت على حين استرخى المدير على كرسيه.. وعقد يديه فوق صدره وتنهد ثم قال:
- حسنا..!
ابتسمت في حرج مقاوما رغبة جامحة في الفرار.. فواصل الكلام:
- والآن هوذا سالم شحاتة الكاتب الشاب الذي يعمل معي منذ عام.. ويأخذ راتبا مجزيا.. من أجل ماذا؟..
وأخرج كراستين من درج المكتب ألقاهما أمامي قائلا:
- القصة الأولى تدور حول رجل يخترع آلة زمن يرحل بها إلى الماضي والمستقبل حيث البشر منقسمون إلى طبقتين: طبقة كادحة تعمل تحت الأرض وطبقة مترفة تعمل فوق الأرض.. هل هذه فكرتك؟..
قلت في فخر:
=طبعا..
هز رأسه في قنوط قائلا:
- حسنا.. هناك كاتب إنجليزي اسمه هربرت جورج ويلز يزعم أنه مؤلف القصة الأصلي..
صحت في عصبية وقد صعد الدم إلى رأسي:
=لص!.. إنه لص!.. لقد سرق فكرتي الرائعة!.. سأقاضيه!..
قال في برود:
- إنه كتبها قبلك بأكثر من مائة عام..
=.........!
ومد يده إلى الكراسة الثانية وشرع يقرأ:
- القصة الثانية تتحدث عن رجل يبيع رأسه مقابل الثراء والمجد الفني.. ألا تجد أنها نسخة طبق الأصل من قصة (الرجل الذي باع رأسه) لأديبنا العظيم د.يوسف عز الدين عيسى؟!.. هكذا ترى يا أخ سالم أن الموقف يعكس ثلاثة أشياء.. أولا أنك غبي إذ تفترض أن أحدا لا يعرف هذه الأعمال سواك.. ثانيا أنك لص قصص محترف.. ثالثا إذا افترضنا أنك لم تسرق هذه القصص فأنت ساحر حقيقي..
وأشار لي بالسيجار:
- وأنا لا أحب أن أعين الأغبياء أو اللصوص أو السحرة في مكتبي..
ثم احتقن وجهه وضرب مكتبه بقبضته وقال:
- وبعد كل هذا... تجئ متأخرا ساعة كاملة عن العمل؟!..
ابتلعت ريقي بصوت مسموع ونظرت لحذائي ثم قلت:
=سيدي إن لدي أفكارا أكثر أصالة.. فقط أعطني الفرصة كي.. أنت تفهمني..
نظر لساعته في سأم.. وغمغم:
- أعطيك ثلاث دقائق لتقول ما عندك..
قلت متلعثما محاولا ترتيب أفكاري:
=عندي فكرة عن رجل له شخصيتان إحداهما خارقة للعادة والأخرى ضعيفة خجول..
- وحبيبته تنفر من الخجول وتحب الخارقة..مثل سوبرمان!.. الصحفي كلارك كنت..هه؟..
مسحت قطرات العرق على جبيني..وقلت:
=فكرة أخرى عن مخلوق فضائي يعيش على الأرض ويتعرف حياة البشر ويأمل في العودة لموطنه..
- إي- تي!.. الفيلم السينمائي الذي شاهده الجميع سواك أو هذا ما ستحاول إقناعي به..
=إذن فكرة عن إدراة ما بها مجموعة من الشباب يحققون في القضايا الغامضة و..
- لقد قتلت هذه الفكرة..هناك ألف قصة عن ألف إدارة بها ألف شاب من هذا النوع.. انتهت الدقائق الثلاث..
ورفع سماعة التليفون وبدأ يطلب رقما ما.. وهو يغمغم:
- الحقيقة يا سالم هي أنك كسول وعاجز وغير موهوب..و.. آلو.. مصطفى؟.. نعم.. كيف حالك؟.. أرجو أن ترسل لي ملف سالم شحاتة حالا..!
صحت في جزع:
=المشكلة أن القدماء قد فكروا في كل شئ.. لقد سافروا في قصصهم لكواكب أخرى وغاصوا تحت الأرض وفي الأعماق.. عادوا للماضي وزاروا المستقبل.. لقد سلبوني كل شئ.. المشكلة أنني جئت الدنيا متأخرا بعد أن أتوا على مائدة الأفكار فلم يبق لي سوى الفتات..
قلب كفه بمعنى أنه لا يستطيع مساعدتي..ثم قال برزانة:
- مهما كان رأيك.. دعني أصارحك بشئ.. لو لم تأتني بفكرة جديدة خلال ثمان وأربعين ساعة ستجد نفسك في مغامرة حقيقية..
=حقا؟.. شكرا يا سيدي.. وما هي؟..
- مغامرة البحث عن طعام..!!
وهكذا خرجت من مكتبه ورأسي يئز كخلية النحل وبصعوبة أتبين الوجوه من حولي.. أدهم صبري يقول باسما:
- أعتقد أنك كنت موفقا.. فلا توجد آثار دماء على ثيابك..
ويقول لي د.رفعت إسماعيل وهو ينظف نظارته:
- تشجع!.. لقد واجهت مواقف أشنع من هذه في شبابي!..
أما أنا فلم أكن أعي حرفا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
9- أسطورة أرض أخرى - المقدمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9- أسطورة أرض أخرى - المقدمة
» 22- أسطورة عدو الشمس - المقدمة
» 19- أسطورة الغرباء - المقدمة
» أسطورة الرجل الذئب - المقدمة
» أسطورة الموتى الأحياء - المقدمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: