كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر Empty
مُساهمةموضوع: 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر   8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر Emptyالخميس فبراير 01, 2018 9:23 am

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر

11- واحد..!
ــــــــــــــــــــ
والآن تأتي ساعة الحقيقة.. لم يعد هناك مجال للمزاح.. ولا أملك ترف الهستيريا.. يجب أن أرتب أفكاري.. كنت أعلم أن في متاعي إصبعين من الديناميت.. ومعي قداحة ومسدس.. صحيح أن هذا كله لا يكفي لكنه بداية.. معي جملان.. وما دمت غير قادر على ركوب أحدهما فسأستعملهما كما يستعمل خبير الإشعاعات عداد جايجر.. إن هذه الحيوانات شديدة الحساسية وفطرتها لا تخيب.. وحين تنتصب الشعرات في أعناقها سأعرف أن شيئا ما قادم في اتجاهي.. شيئا غير صديق طبعا..
*********************
بدأت الذئاب تعوي.. لكني لم أكن على استعداد لأن أخافها.. لا وقت لدي لهذه التفاهات ولن أضيع رصاصة واحدة على هذه الوحوش.. لكن الحقيقة المروعة.. التي لم تفارق مخيلتي أبدا.. هي أن الذئاب ظلت تعوي من بعيد لكنها لم تجسر على الاقتراب!.. حتى هذه الوحوش تدرك الحقيقة..
**********************
انتهت سجائري.. لقد نجوت من سرطان الرئة!..
**********************
كانت معي ثلاث زمزميات.. واحدة للبروفيسور رحمه الله.. واحدة لمحمود رحمه الله.. وواحدة لي اطال الله عمري!.. إنني الآن أبدأ الزمزمية الأخيرة.. عجبا!.. كنت أظن أن مخزون الماء لدينا أكثر من ذلك.. لكن الظمأ لن يضايقني كثيرا بعد اليوم..
***********************
عجيب هذا!..قلت لي يا د.رفعت إنك مولع بأسرار ما وراء الطبيعة..
***********************
هيه!.. ابتعد يابن الشيطان..!..اتركه..
***********************
ومضى الوقت.. كانت الهستيريا تتسرب إلى عقلي ببطء.. وبدأت أسلي نفسي بتخيل أنني أقدم أحد البرامج النسائية في المذياع:
=سيدتي.. اليوم أقدم لك طريقة رخيصة وفعالة للتخلص من أحد حراس الكهف الشرسين!.. أنا لا أعرف شكله ولا حجمه لكني أؤكد لك أنك تستطيعين قهره.. باستخدام إصبعين من الديناميت تنتظرين حتى يقترب ثم.. ثم تشعلين الفتيل وتلقينه عليه.. ثم انبطحي!.. لا تنسي يا سيدتي أن تنبطحي!.. وحينئذ.. تكونين قد نجوت.. نجوت.. وإلى اللقاء يا سيدتي في حلقة جديدة مع وحش آخر..
الجمل يرمقني بنظرة ثابتة حكيمة وأنا أجن تدريجيا.. ما أحكم هذه الحيوانات وأذكاها.. لكني لم أنته بعد.. ما زال جهازي العصبي محكما لكنه مرهق.. مرهق فقط..
*************************
والآن عند منتصف الليل جاءت اللحظة.. ها هو ذا قادم من أجلي.. في ضوء القمر أراه بوضوح تام.. وأتجاهل ذعر الجملين.. وعواء الذئاب المتزايد.. ودقات قلبي.. هل أصفه لك؟.. إن هذا من حقك.. لكنه ليس في إمكاني.. إنك تتخيله غوريللا ضخمة.. أو ذئبا عملاقا.. أو شيئا يشبه العملاق الأخضر الذي لم نكن نعرفه وقتها.. بل ربما تتخيله شيئا هلاميا.. أو كتلة من اللهب.. أو كيانا شفافا شبحيا.. في الواقع لا.. أنت مخطئ.. لم يكن العساس يشبه أي وحش من الوحوش التي تحترم نفسها.. كان شيئا يفوق قدرتي على التعبير.. نعم هو كيان ملموس.. لكنه لا يبدو قريبا من أي صورة مرعبة تعرفها.. إنه هو الوحش الذي لم يخترع بعد.. ولهذا لا أجد صورة أقربه لك بها.. كان مرعبا.. وثائرا.. ويريدني.. وهذا يكفيني..
***********************
والآن تمسك يدي بالديناميت.. من العجيب أنني لم أرتجف.. ولم أعد أستشعر ذرة خوف.. علماء الفسيولوجي يقولون أنها مادة الأندروفين التي يفرزها المخ في لحظات النهاية كي يقلل من ألمها قدر الإمكان.. لكنني أسميها رحمة السماء.. ورأيانا لا يتعارضان في شئ.. يجب أن أشعل الفتيل.. ولكن أين قداحتي؟.. لقد نسيت موضعها منذ انتهت سجائري.. أين؟.. آه!.. هاهي ذي.. والآن اشتعل.. اشتعل أيها الفتيل اللعين.. إنه رطب.. ولكنه سيشتعل.. أخيرا!.. وما إن تعالت الشعلة حتى أحكمت التصويب ورميتها عليه و..
ثم انبطحي!.. لا تنسي يا سيدتي أن تنبطحي..!
******************
دوي الانفجار المروع على مسافة عشرة أمتار مني وتناثر الرمل في وجهي.. لكني كنت منهمكا في إشعال الفتيل الثاني.. وقبل أن يزول الدخان كنت قد ألقيت بالإصبع الثاني في إثر الأول..
*******************
الانفجار الثاني يهز الصحراء ويحيل الليل نهارا.. ثم ينقشع الدخان.. وتهدأ سحابة الرمال.. وعندئذ وجدت العساس ما زال يتقدم نحوي بنفس البطء ونفس الثقة والتؤدة..!.. مددت يدي إلى المسدس وأنا بعد منبطح على الأرض.. وضغطت الزناد..
********************
اليوم أقدم لك طريقة رخيصة وفعالة للتخلص من أحد حراس الكهوف الشرسين..!
********************
بان!..بان!.. لا جدوى!.. ثلاث رصاصات اخترقت هذا الشئ دون جدوى.. إنه منيع كالقلاع.. لقد انتهى الأمر.. لكني على الأقل لن أموت دون أن أنهكه جريا بعض الوقت حتى لا يقال يوما ما إنني مت كالحملان.. أدرت ظهري له وأطلقت ساقي للريح.. لكنه خلفي.. أشعر وأشم أنفاسه.. إنه يقترب.. وأنا أتعثر.. أنهض.. أسعل.. ومرة أخرى أدرك أن شراييني التاجية سوف تخذلني.. الألم الحارق.. الألم العاصر العتيد يبدأ في كتفي اليسرى ويزحف كالكابوس إلى ذراعي وإصبعي الصغرى.. لم تكن حياتي سيئة بالفعل لكني كنت أتمنى أن أموت ميتة أخرى.. ميتة أرق من هذه.. ولكن.. فجأة لاحظت أن لون الرمال يتغير.. ولاحظت أن سطحها أملس من اللازم.. إنها بقعة خالية من نباتات الصبار.. وهذا يذكرني بشئ ما..
*******************
إن سطح الرمال المتحركة يكون أكثر انتظاما ونعومة من الرمال المحيطة به.. هكذا قال محمود يوما..
*******************
والآن أنا أعرف ما يجب عمله.. شرعت أدور حول الحقل بحذر شديد متجنبا تلك الرمال مريبة الشكل.. إنه عمل خطر.. فالطبيعة لا تضع فوارق واضحة إلى هذا الحد.. لكني لا أخاف شيئا.. لم أعد أخاف.. إنه يتبعني.. أريد أن أتواجد في بقعة ما بحيث تفصلني الرمال المتحركة عنه.. وعندئذ إذا حاول أن يصل إلي تبتلعه الأرض.. ولكنني لا أستطيع.. إنني أركض على حافة حقل الرمال وهو خلفي يسير فوق نفس خطواتي.. سيظل دائما بمحاذاة الخطر مثلي.. ولا سبيل لي للالتفاف إلى الجهة الأخرى.. أدرت وجهي لأراه.. وللمرة الأولى عاد الذعر الوحشي المجنون يهاجمني.. يجب أن أفر.. يجب.. لم أعد أدقق كثيرا أين تهوي قدماي.. كلا.. لن أصرخ لأن الصراخ سيزيد هلعي حين أفهم أن هذه الصرخات هي صرخاتي أنا.. و.. في ثانية كنت أركض.. وفي الثانية التالية كنت قد توغلت أربعة أمتار داخل حقل الرمال المتحركة.. إن الرمال المتحركة تتحرك.. تتخلخل تحت قدمي.. إنني أغوص..
*******************
وليتذكر كل من يسقط في هذه الرمال المخلخلة أن عليه ألا يحاول الصعود في حركات هستيرية تزيده غوصا.. فقط يحاول أن يطفو على ظهره ويسترخي تماما..
*******************
ملت بظهري إلى الخلف.. ولمحت قرص القمر يرمقني في شفقة.. شعرت بجسدي يتأرجح ثم يميل للخلف ويطفو.. ببطء شديد.. مددت ذراعي جانبا محاولا غريزيا أن أزيد مساحة جسدي وبالتالي يقل ضغطي على الرمال.. لا بأس.. إنها طريقة لا بأس بها.. وهنا سمعت الصوت.. هو ذا العساس قادم من أجلي.. ها هو ذا يخطو خطوته الأولى في بحر الرمال.. إنه ينغرس.. يحاول التخلص.. ينثر الرمال حوله.. لكنه - ذلك الأحمق- لم يكن يعرف شيئا عن قواعد النجاة من الرمال المتحركة.. ولم يكن يعرف معنى الاسترخاء.. إنه يهبط..يهبط.. وموجات الرمال تتراقص.. إنه يثور.. ويصدر صرخات ترتج لها الصحراء.. لكنه يهبط..ويهبط.. على بعد مترين من جسدي.. يهبط.. حتى اختفى نهائيا..
*********************
وحينئذ تكونين قد نجوت..نجوت!..
انتهى العساس.. نعم أنا واثق من ذلك.. إنه ليس شبحا.. إنه مجرد وحش مفزع ومنيع.. لكنه لن يستطيع الهرب من سجنه النهائي.. وهو حتما يحتاج للأكسجين مثلي.. لقد انتهى حارس الكهف.. ولن يعود أبدا.. إلا أنني لم أنج أنا الآخر.. لقد كلفني هذا اللقاء حياتي.. وعما قريب ستلتئم الرمال من فوقي.. ولن يعود هناك أنا بعد اليوم.. لو ظللت طافيا ساعة.. ساعتين.. فماذا أفعل بعد ذلك؟.. كان محمود ينصحني بانتظار النجدة.. ولكن أية نجدة؟!.. لن يجدي الصراخ فتيلا.. أعرف أنهم في السينما يفكون حزامهم ويلقون به للتشبث بغصن شجرة قريبة ويبدءون الزحف نحو الشاطئ.. لكنني لا أجد أي شئ يصلح لأقذف حزامي عليه.. ثم كيف أفك حزامي دون أن أغوص أكثر؟.. دعك بالطبع من أنني لا أرتدي حزاما أصلا!..ياله من مأزق..
********************
هل أنا أحلم؟.. كان الواقف على حافة بحر الرمال يصيح في لهفة:
- لا تتحرك..سأنقذك..
وفي ضوء القمر لمحت وجهه.. كريم.. كريم.. رجل التبو الذي تركته ورفاقه منذ يوم أو أكثر.. لم أعد أذكر.. ولكن كيف ومتى عاد؟.. ولماذا؟.. كان يلقي لي بشئ ما أمسكته يدي دون تفكير.. إنه حبل.. وفي حركات واثقة ربط الحبل إلى ناقته وشرع يدفعها كي تسير.. ببطء شديد يتحرك الحيوان.. وببطء شديد أرتفع.. أقترب من الرمال الثابتة على شاطئ بحر الرمال.. إنني أنجو.. وهكذا وجدت نفسي راقدا على الرمال أرتجف وأردد كلمات لا معنى لها.. أما ذلك العظيم فقد نهض إلى ناقته وأخذ من ركابها قربة ماء وبعض التمر.. وشرع يقدم لي الطعام والشراب بوجه صارم لا أثر فيه للحنان أو للسعادة أو للفخر كأنه وجه قد من صخر..
*******************
وإلى اللقاء يا سيدتي في حلقة جديدة مع وحش آخر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الرابع
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السادس
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: