كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع   8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع Emptyالخميس فبراير 01, 2018 9:17 am

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع

7- الكهف الذي لم يدخلوه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما نام الرجال.. تدثرت بالغطاء الصوفي الذي أعطوه لي وتكورت على نفسي جوار النار.. إن برد الصحراء قاس كنصل الخنجر.. لابد أن الساعة كانت الواحدة بعد منتصف الليل حين شعرت بيد البروفيسور تهزني هزا.. وعلى ضوء القمر الذي لم يكتمل بعد لمحت وجهه القلق المتلهف.. كدت أتكلم لولا أن سدت كفه فمي وهمس:
- شش!.. إنني ذاهب مع محمود وأحمد لرؤية الكهف.. فهل ترغب في أن ترافقنا؟.. لا إجبار هنالك..
همست والنوم لم يزل يداعب جفوني:
=ولكن لماذا لا تنتظر حتى الصباح؟..
- لأن الرجال سيمنعوننا من ذلك..
في ثوان أعدت تقييم الموقف.. سنكون ثلاثة - بل أربعة - ولن يقتضي الأمر سوى بضع دقائق لأن الكهف جوارنا.. وبالطبع هو ضحل كباقي الكهوف.. فلم لا أفعل ذلك؟!.. على الأقل سأرضي فضولي وألقي تهمة الجبن التي ألصقها الإيطالي بي.. ثم إن هناك متعة غريزية ما في اكتشاف الأماكن الممنوعة.. متعة كامنة في الوجدان الإنساني من فجر التاريخ.. هل تذكر قصة ذي اللحية الزرقاء الذي أهدى زوجته قصرا به تسع وتسعون حجرة يمكنها أن تتنقل بينها كما تشاء؟.. لقد منعها من دخول الحجرة المائة.. لهذا لم تعد ترى في القصر سوى هذه الحجرة المائة.. وعلى الرغم من تحذيره دخلتها فماذا رأت وماذا وجدت؟!.. إنه ولع الإنسان بالمجهول.. الولع الذي لا يرتوي أبدا.. وهكذا وكما توقعتم حشرت قدمي اللتين انتفختا بفعل الراحة في فردتي الحذاء.. ونهضت في خفة معهم.. إلى الكهف الأخير..
*********************
وقفنا أمام الكهف.. مدخله مسدود بصخرتين كبيرتين.. وثمة كتابة محفورة بحروف غريبة على إحداهما.. على ضوء الكشاف شرعنا نتأملها ونتساءل.. قال البروفيسور وهو يلهث انفعالا:
- إنها أبجدية الطوارق.. حروفها مأخوذة من اللغة القرطاجية القديمة..
=وماذا تعني؟..
- لا أدري.. لكنه تحذير للداخلين طبعا..
ثم إنه أشار لنا كي نتعاون على تحريك إحدى الصخرتين.. وتكاتفنا نحن الأربعة وشرعنا نجاهد.. نجاهد.. نجاهد.. شفاهنا السفلى تنزف من أثر أسناننا.. وظهورنا تتشقق.. وعروقنا تتفجر.. لابد أن الدم ينزف من شعيرات عيني الآن.. ولابد أن عضلات ذراعي تتمزق.. هيلاهوب!.. هيلاهوب!.. إنه يتحرك!.. لا تتراخوا يا شباب.. هيا!.. هيا!.. أحمد.. أنت تتظاهر بالمعاونة.. وأنت تركز الثقل ناحيتي.. هوب.. هوب.. مستحيل.. لن نتمكن أبدا.. إنني سأصاب بانزلاق غضرو.. لقد نجحنا.. أخيرا.. أخيرا مالت الصخرة على جانبها وغدت موطئا لأقدامنا يمكننا الصعود عليه ودخول الكهف.. إذن هيا بنا..
- لحظة..
قالها محمود وهو يقذف حجرا إلى داخل الكهف فهو لم ينس الدرس بعد.. وانتظرنا دقيقة ثم شرعنا نثب فوق الحجر إلى الداخل.. وأضأنا بطارياتنا لأن الظلام كان دامسا..دامسا..
*********************
كانت رائحة العطن تملأ المكان.. ومن السقف كانت الصخور الهوابط تتدلى كأنها أنياب وحش خرافي أطبق علينا.. حاولت أن أبعد هذه الفكرة من خيالي.. أما الجدران فكانت صخورا.. صخورا عادية لا رسوم عليها.. مجرد صخور بلهاء في كهف ضيق كريه الرائحة.. وبالطبع كانت خيبة أمل البروفيسور هائلة وازداد وجوم وجهه كأنه كان يتوقع أن يجد سر الحياة في صندوق ذهبي داخل الكهف.. أخذ ضوء بطارياتنا يتحرك ببطء على الجدران بحثا عن شئ ما دون جدوى.. لقد نسي ذلك الفنان الغابر أن يضع بصماته على هذا الكهف.. أو لعله سئم الأمر برمته.. وفجأة همس محمود في عصبية:
- صه!.. هل سمعتم هذا؟..
=ماذا؟..
تصلب قليلا ثم استرخت عضلاته وهمس:
- لا شئ..
ومضينا نواصل جولتنا عبر الجدران.. عجبا!.. أكاد أقسم أنني سمعت صوتا غريبا أنا الآخر..
لكن الهستيريا الجماعية حقيقة لا مراء فيها.. والإيحاء قوة كاسحة..
- انظروا..
صاح البروفيسور في لهفة وهو يشير إلى شئ ما في أحد الأركان فهرعنا إليه.. كان يشير إلى الأرض بإصبع مرتجفة.. إنها حفرة.. حفرة حقيقية.. وعلى ضوء بطارياتنا المرتجفة استطعنا أن نرى درجات.. درجات سلم هابطة حفرت بعناية لا بأس بها.. ودون كلمة أخرى شرع البروفيسور يتحسس الدرجات بقدمه هابطا في الحفرة وهو يحرك بطاريته لأعلى وأسفل.. مددت عنقي من الفتحة وصرخت بصوت مرتجف:
=أ.. بروفيسور.. ماذا تفعل؟..
صاح في حنق:
- ياله من سؤال!..
=لكن الوقت ليس مناسبا.. لا توجد معنا حبال ولا أسلحة ولا..
لكنه لم يرد وواصل النزول منبهرا.. هناك مصيبة ستحدث هاهنا.. نعم.. أنا واثق من ذلك بلا أدنى مبالغة.. صاح أحمد في هلع:
- إنه مسحور.. أنا متأكد من ذلك.. إن شيئا يناديه!..
انتصب شعر رأسي من هول الفكرة.. ونظرت له في غيظ.. فليس الوقت ملائما لهذه الملاحظات العبقرية.. أما محمود فبدت عليه علامات التفكير.. قطب جبينه ثم همس لي وهو يركع على حافة الحفرة:
- هل تعرف فيم أفكر؟.. إلام تؤدي هذه الدرجات؟.. ومن صنعها؟..
=ليست لدي أدنى فكرة..
ابتسم في خبث.. والتمعت نظرة شيطان في عينيه.. ماذا؟.. هل هو حقا يعتقد ذلك؟.. كلا.. إن هذا جنون..
=محمود.. لا تقل إنك تعتقد..
- أنا لا أعتقد.. أنا متأكد..
ابتعلت ريقي في عصبية.. إن الفكرة مرعبة لكنها واقعية.. هل هذه الدرجات التي صنعتها يدا إنسان ببراعة تقود إلى عالم ما تحت الأرض؟.. هل هذه الدرجات تهبط إلى أطلانطس؟!.. قلت بصوت متحشرج:
=ولكن لا دليل.. على ذلك..
قال بنفس الابتسامة المرعبة وهو يصلح من شأن شعره:
- يوجد أكثر من دليل.. الرسوم العجيبة التي لا يمكن أن يرسمها رجل كهف متخلف.. الكهف المسدود بصخرتين.. رعب رجال التبو والخرافات التي لابد أن أهلهم قد حشروها في رءوسهم عن سكان ما تحت الأرض.. لهذا سدوا المدخل والمخرج الوحيد إلى هذا العالم.. وتدريجيا تحول مدخل الكهف إلى تابو له قدسية المحرمات الدينية..
=إذن لهذا السبب لم يدعوا رينان ولوت كي يدخلوا..
- بالتأكيد!..
نهضت على ركبتي وشرعت أنفض الغبار الذي تراكم على ركبتي بنطلوني.. وقلت في توتر وأنا أشعل سيجارة:
=والبروفيسور!.. يجب أن نمنعه من النزول..
- بل من الحكمة أن نكون معه.. الله وحده يعلم ما يوجد تحتنا..
ثم بدأ يستعد للنزول.. واستطرد قائلا:
- هل معك مسدسك؟.. نعم؟.. هذا نبأ طيب.. إذ أننا لا نملك أية أسلحة.. هل ننزل؟..
وبدأ يهبط في تؤدة وأنا خلفه ثم أحمد.. هل كان من واجبنا أن نترك أحدنا ليراقب الكهف بينما نهبط نحن؟!.. لا أدري.. لا أدري حقا.. ولكن لا تلوموننا.. فإننا لم نكن نعلم بتاتا ما ينتظرنا بعد هذه المغامرة الخرقاء.. لم نكن نعلم بتاتا..
********************
لم نكن قد هبطنا أكثر من مائة درجة حين دوت الصرخة.. صرخة فزع عارمة قادمة من أسفل.. ثم فوجئنا بالبروفيسور يصعد السلم تجاهنا وهو لا يكاد يرى ما أمامه.. أوقعني واصطدم بأحمد ثم سقط بدوره جالسا على إحدى الدرجات.. وشرع يولول كالفتيات المراهقات وقد تقلص وجهه.. كان يتحدث بالإيطالية كأنه مدفع رشاش مجنون.. ووقف محمود جواره يتابع كلماته وقد احتقن وجهه.. تساءلت في جزع متوجس:
=محمود!.. ماذا يقول؟..
لم يرد وظل يتابع الكلمات في اهتمام..
=محمود.. تكلم بالله عليك..
قلتها وأنا أشعل سيجارة أخرى.. وبدأ السعال يتسرب إلى صدري.. قال محمود وهو لا يفارق البروفيسور بعينيه:
- إنه خائف!..
=يالك من عبقري.. وهل هذا يحتاج إلى مترجم؟!..
- ويقول إن الشئ قادم.. ويأمرنا أن نهرب..
=وما هو هذا الشئ؟..
- لم أفهم في الواقع.. إن حالته كما ترى وكلامه يفتقر لأي ترابط.. وعلى كل حال لقد صار الفجر دانيا.. ومن الحكمة أن نعود قبل أن يصحو الرجال لصلاة الفجر ويعلموا بمغامرتنا هذه..
قال أحمد وهو يمسك بيد البروفيسور وينهضه:
- ثم إن حاله لا تسمح بالتمادي..
وهكذا ولحسن حظي ورحمة بأعصابي عدنا إلى الكهف.. وخرجنا منه ثم تعاونا على إرجاع الصخرة إلى أقرب وضع ممكن لما كانت عليه.. لكن الفتحة ظلت واسعة برغم كل شئ.. كان ضوء القمر يفترش الرمال حين عدنا إلى المعسكر محاولين أن نمنع البروفيسور من الصراخ الهستيري.. ولحسن الحظ كان الرجال جميعا نائمين.. إن هؤلاء القوم يتمتعون بضمائر نقية والحق يقال.. رقدنا فوق الرمال خالعين أحذيتنا وشرعنا نرفع أصوات شخيرنا قدر الإمكان.. على أننا بعد عشر دقائق لم نعد في حاجة للتصنع.. وذبنا في كأس النعاس شهية المذاق.. في الرابعة صباحا شعرت بيد أحدهم تهزني لتوقظني كي ألحق بصلاة الفجر.. وحين بزغت الشمس لم نكن نتوقع أن تكون حال البروفيسور سيئة إلى هذا الحد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الأول
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثاني
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الرابع
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: