كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس Empty
مُساهمةموضوع: 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس   8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس Emptyالخميس فبراير 01, 2018 9:15 am

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس

5- الطوارق..
ـــــــــــــــــــــ
=محمود.. افعل شيئا..
- هيه!.. ابتعد يا ابن الشيطان!.. اتركه..
لم أكن قد غيرت وضع جلستي بينما كم قميصي في فم هذا الوحش.. وأنا أحاول ألا أفقد اتزاني.. ذلك المشهد الذي ذكرني بالكلب البوليسي حين يتعرف على متهم في عرض ويجره جرا إلى خارج دائرة المشتبه فيهم.. وفي رزانة وثقة مد أحمد يده إلى البندقية.. في تؤدة صوبها نحو الذئب من مسافة لا تتجاوز مترا.. و.. ضغط الزناد.. دوى صوت الطلقة في الصحراء.. وحين انقشع الدخان ورائحة البارود كانت هناك جثة ذئب ضخم ممرغة في الرمال والدم ينز من جبينها.. وكنت أجلس جوارها مشتت الفكر.. وكأنما كانت هذه هي الإشارة.. سرعان ما اندفعت عشرة ذئاب من الظلام نحونا.. ذئب وثب فوق محمود فأسقطه أرضا وشرع يفتش عن حنجرته.. وذئب وقف على قدميه الخلفيتين منشبا أنيابه في صدر البروفيسور.. أما أنا فكان من نصيبي ذئب معتوه هزيل الجسد سد عليّ طريق الهرب وهو يزوم وشعر عنقه منتصب كالإبر.. كأن هذا الأبله ينقصني.. بادرته بركلة عاتية في ذقنه جعلته يولول ويهرع مذعورا وذيله بين فخذيه.. في حين كان نابان حادان ينغرسان في لحم ساعد أحمد.. إن الموقف سيئ.. ومن الواضح أن هذه الذئاب لا تأكل بما يكفي مما جعلها تتمرد على قوانين علم سلوك الحيوان.. إلا أنني أستطيع أن أجد مسدسي طالما أنا الحر الوحيد هنا.. هرعت إلى حقيبتي وفككت المسدس من داخلها.. واستدرت في الوقت المناسب لأجد ذئبين يهرعان نحوي.. كتمت أنفاسي وأحكمت التصويب.. ثم.. لمحت ذئبين يتلويان ألما فوق الرمال.. وركعت على ركبتي وبدأت أضغط الزناد.. أضغط.. أضغط.. رائحة البارود.. وجثث مشعرة متناثرة.. وصدى الرصاص يدوي.. حتى شعرت بيد محمود تنشب مخالبها في ذراعي:
- كفى!..كفى!..
واصلت ضغط الزناد في جنون..
- رفعت.. كفى.. لقد هربوا بعد أن مات ستة منهم!..
تراخت عضلاتي أخيرا.. على حين سمعت أحمد يقول ضاحكا:
- خمسة ذئاب بست رصاصات!.. هل تعترف الآن أن كل إنسان يمكن أن يتحول إلى جزار إذا ما اقتضى الأمر ذلك؟..
هززت رأسي في اشمئزاز.. ورميت المسدس أرضا.. إنني أكره السلاح.. أمقته.. لكن شيطان العنف قد تحرك لثوان في أعماقي.. وكانت كافية.. قد يقول أحدكم إنني كنت مرغما.. لا.. كانت تكفيني طلقتان أو ثلاث.. أما ست طلقات فلا مبرر لها سوى أنني أصبت بحالة من الدموية لم أكن أحسبني معرضا لها.. على كل حال لقد نجونا من هذا الهجوم.. ولا أحد ينكر أنني صاحب الفضل الأول في هذه النجاة.. شرعنا نعود إلى أماكننا في إنهاك.. على حين كوم الطيار الجثث الست جوار بعضها البعض بعيدا عنا.. وفي وجوم عدنا نحشو أسلحتنا تحسبا لهجمة أخرى من هذه الوحوش المتحمسة.. مر ربع ساعة ثم سمعنا صوتا.. صوتا آدميا ينادي!.. فوقفنا متحفزين لنرى ما هنالك.. وفي الظلام لمحنا وحوشا عملاقة تدنو منا.. وحوشا لها ظهر عال مدبب وعنق طويل.. إلا أنها حين اقتربت أكثر عرفنا أنها جمال يمتطي ظهر كل منها رجل ملثم ضخم الجثة.. كانت تقترب في تؤدة من النار التي أشعلناها وتدور حولها..
- السلام عليكم..
هكذا حيانا أحد الرجال بلسان ليس عربيا تماما.. فرددنا التحية بأحسن منها.. همست في أذن محمود:
=طوارق؟..
- كلا.. بل تبو وهم يشبهون الطوارق كثيرا..
=وما الفارق بينهما؟..
- الاسم..
كان الرجال يحيطون بنا حاملين بنادقهم.. مهيبين.. غامضين.. وكان كبيرهم يقول لأحمد وهو ما زال على جمله:
- سمعنا صوت الرصاص فهرعنا إلى هنا.. لقد أدركنا أن الذئاب قد هاجمت أحدهم.. إن ناركم قد قادتنا إلى هذا المكان..
لم يحتج البروفيسور إلى ترجمة كي يعرف موضوع المحادثة.. فالموقف يفسر نفسه بوضوح تام..
إننا سعداء الحظ.. ولقد نجونا بعد اثنتي عشرة ساعة فقط من سقوط الطائرة وبالتالي لن يكون هناك جوع ولا ظمأ.. حمدا لله.. شرع أحمد يحكي لهم قصتنا.. وكان اثنان منهم قد اناخا جمليهما فوق الرمال وتقدموا نحونا.. وعلى حين كانا يصغيان لحديثه شرعت أتأمل ملامحهما.. كانا ملثمين بلثام أزرق اللون من القماش المصبوغ بالنيلة.. وكانت بشرتهما سمراء إلا أن أحدهما كان أزرق العينين.. الملامح قوية صلبة مليئة بالرجولة -على الأقل ما بدا منها خلف اللثام- وكان كل منهما يحمل سيفا مرعب الشكل ذا حدين وخنجرا وبندقية عتيقة زخرفت بنقوش عربية بديعة.. صاح البروفيسور في لهفة وهو يتابع المحادثة العربية:
- عم تتحدثون؟.. أنا لا أفهم حرفا..
التفت إليه وشرعت أترجم بسرعة خلاصة المحادثة.. ثم قلت إنهما يرغبان في معرفة وجهتنا.. فقال في دهشة:
- هل هذا سؤال؟.. هضبة تسيلي طبعا..
كان الرجلان قد سمعا لفظة تسيلي وسط الألفاظ الإنجليزية فتلاقت عيناهما في نظرة ذات معنى.. ولكن أي معنى؟.. ولبضع دقائق ساد الصمت ثم قال أحدهما لي:
- هل تصحبوننا؟.. إننا نخيم على مسافة قريبة من هنا.. ومعنا أربعة جمال بلا راكب..
=هذا محتم..
وفي صمت أطفأنا النار وحملنا حاجياتنا واتجهنا إلى.. إلى أربعة جمال تنيخ فوق الرمال.. ياللهول!.. كيف يمكن ركوب هذه الديناصورات؟.. إلا أن أحد التبو ساعدني على الصعود على ظهر الجمل ثم أصدر له أمرا وربت على أنفه فوجدتني وكأنني في أرجوحة معلقة من طرف واحد.. أماما.. خلفا.. أماما.. وصراخي يملأ الصحراء.. ثم استقر الديناصور على أقدامه الأربع وشعرت أن الأمر يتحسن.. وكأنني أرمق الصحراء من شرفة عالية.. كانوا ما زالوا يضحكون ساخرين حين بدأت المسيرة تتحرك.. والآن أفهم لماذا أسموا الجمل سفينة الصحراء.. لأن الراكب فوقه يصاب بدوار البحر.. نعم أنا واثق من ذلك..
***************
في مخيم هؤلاء الرجال جلسنا نحسو لبن النياق الرائب ونأكل التمر.. كان النهار قد جاء بشمسه القاسية ورماله الملتهبة لكن الوضع كان يختلف هذه المرة.. وشرعت أرمق في فضول كل تفاصيل هذا المخيم.. كانت الخيام مصنوعة من جلد الإبل المدبوغ دون عناية.. وهنا وهناك كانت امرأة من نسائهم تقوم بمهام يومها الرتيبة.. وأدهشني أن النساء حاسرات الوجه في حين لم ينزع رجالهم اللثام إلا في أثناء الأكل والشرب وكان وجههن وسيما فيه شئ من جمال الصحراء الخشن.. كما بدأت ألاحظ أنه كانت هناك عيون زرقاء أكثر مما توقعت.. أما اللون الأصفر الغريب على وجوههن فهو مسحوق من خام النحاس يبعدن به الذباب وأما اللون الأحمر على كفوفهن وأقدامهن فهو لون الحناء التي تضعها المرأة المتزوجة.. وكانت النساء المتزوجات يتحركن بحرية تامة ويجلسن معنا دون حرج أما الفتيات فلم نر منهن واحدة.. كنت غارقا في هذه التأملات حين شعرت بيد البروفيسور تجذب معصمي لأشارك في الحديث.. كان محمود يتكلم شارحا ما يريده العالم الإيطالي من هؤلاء التبو:
- إننا نرغب أن تشاركونا هذه الرحلة وتقودونا إلى كهوف تسيلي وسنجزل لكم العطاء..
شرع الرجال يتبادلون النظرات التي لا أفهم مغزاها.. ثم قال واحد منهم عرفت فيما بعد أن اسمه كريم وأنه قائد هذه المجموعة الصغيرة وأقوى رجالها شخصية وبأسا:
- سيدي.. إن الطوارق لا يتحدثون كثيرا.. قدم عرضك..
نقل محمود هذه الكلمات إلى البروفيسور الذي مد يده إلى جيبه وشرع يعبث هنا وهناك ثم أخرج شيئا أصفر اللون براقا.. إنها سبيكة لا بأس بحجمها.. سبيكة ذهبية.. وصاح في لهجة منتصرة:
- هذه.. ولكم مثلها عندما نعود من الكهوف..
تناول الرجل السبيكة ووزنها في يده بخبرة.. ثم قال وقد بدا عليه الاهتمام:
- ولماذا تدفع الثمن ذهبا؟!..
- لأنني أعتقد أنكم لا تتعاملون بالعملات الورقية..
انحنيت جوار أذن محمود وهمست:
=هل كان يحملها معه طيلة الرحلة..؟
- هذا واضح.. إنه حذر جدا وقد قدر أنه سيحتاج لمعونة الطوارق في مرحلة ما من الرحلة.. وقد كان..
=ولماذا يخبرهم أن معه سبيكة أخرى؟.. من الممكن أن يذبحونا في أية لحظة ليأخذوها..
ابتسم محمود في ثقة وقال وهو يداعب شعره الأسود:
- ليس مع التبو.. إن هؤلاء القوم مثال الشرف.. شديدو الكبرياء.. إلى حد أنه لا يوجد شئ يستطيع إفسادهم.. ثم إننا تحت رحمتهم على كل حال..
قال كريم وهو يدس قطعة الذهب في جيبه:
- ما دمتم تريدون الهضبة إلى هذا الحد.. دعوني أعرفكم على دليل لن تجدوا مثله وإن جهدتم.. وإنها لإرادة القدر..
وأشار إلى أحد الرجال الصامتين جواره:
- تكلم يا جبريل..
في هذه اللحظة - وكأنما بعصا سحر - رمى البروفيسور وعاء اللبن الخزفي.. والتمع وجهه حماسة ووثب من مكانه كالملسوع:
- جبريل.. جبرين.. أنت؟!.. أنت؟!..
وشرع يتحسس وجه الرجل الذي لم يبد علامة اهتمام واحدة وهو يردد:
- أنت دليل هنري لوت.. الدليل الذي قاده إلى كهوف تسيلي منذ عشر سنوات.. أنت نفسك..
أعاد جبريل لثامه على وجهه في هدوء وهمس:
- لقد كانت رحلتي مع الأستاذ لوت شاقة حقا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثامن
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل التاسع
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل العاشر
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الحادي عشر
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: