كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث   8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث Emptyالخميس فبراير 01, 2018 9:13 am

8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث

3- دعونا نر..
ــــــــــــــــــــــــ
=بروفيسور باولو.. أعتقد أنني كنت واضحا تماما في إظهار عدم اهتمامي بهذه القصة.. واضحا إلى درجة الفظاظة..!
- لكنك لا تفهم..
قالها واتجه إلى فراشي ليجلس عليه دون دعوة..وأردف:
- إنها لغز الألغاز.. سر الأسرار.. إنها المرآة المسحورة التي ستقودنا إلى عالم آخر له مقاييس أخرى..
أشعلت سيجارة وأمسكت حذائي وشرعت ألمعه بالفرشاة قائلا:
=حسنا.. سنصل للكهوف ونهبط فيها ونصل إلى الأطلنطس حيث نجد مدينة كاملة متقدمة علميا ولهم ملكة جمال تحبني بجنون.. ثم يحدث زلزال وانهيار وتدفن هذه الحضارة مرة ثانية وننجو نحن.. أليس هذا ما تتوقعه؟.. ثم ماذا بعد ذلك؟!..
قال في نفاد صبر:
- أنت تقرأ الكثير من قصص رايدار هجارد صاحب قصص (عائشة)و(كنوز الملك سليمان) وإدجار رايس بوروز صاحب (العالم المفقود) و(الأرض التي غفل عنها الزمن) وقصص (طرزان) الشهيرة..
=كنت أظنك أنت الذي يقرأ الكثير منها..
- هل أفهم من هذا أنك ترفض القيام بهذه الرحلة؟..
شرعت أتأمل الحذاء الذي صار براقا إلى حد مدهش وقلت:
=أنا لا أرفض الرحلة.. أنت حر في الذهاب إلى الجحيم إذا أردت ولكن وحدك.. حين يسألني أحدهم عما إذا كان يمكنه الذهاب إلى ألاسكا فإنني لا أنهك ذهني.. فليذهب.. لا مشكلة لديّ..
- لكني أريدك معي..
=هذا شأنك..!
وألقيت الحذاء على الأرض وتناولت فردته الأخرى.. وأطفأت سيجارتي في فنجان القهوة الذي برد.. وقبل أن أشربه علا صوت احتجاج الرجل:
- أنا بحاجة لرفاق رحلة.. لشهود.. وأنت وصديقك الليبي تصلحان تماما لهذا الغرض.. ظننتك شجاعا مثقفا..
=وكنت مخطئا.. أنا جبان مذهل.. فهل هذا كاف لتتركني؟..
وهنا - وللمرة الأولى - بدأت أخاف هذا الرجل.. إذ أنني حين رفعت عيني تجاهه وجدت العرق يغمر جبينه.. ونظرة مجنونة في عينيه.. وكل جارحة في جسده الضئيل ترتجف.. ومن بين أسنانه صدر فحيح كالأفعى:
- د.رفعت.. إنني لم أعتد سماع عبارات الرفض.. حين يريد باولو جيرالدي شيئا ما فإنه يناله وليس على الآخرين أن يظهروا امتعاضهم!.. إنك ستقوم بهذه الرحلة..
وقبل أن أجد ردا مناسبا.. انغلق الباب من خلفه وتركني وحيدا أمسك بفردة الحذاء والفرشاة.. وأرتجف!.. وحين حكيت محادثة أمس لمحمود بدا عليه السرور.. وشرع يصفق بيديه في مرح ويضحك حتى احتبست أنفاسه.. وكان تعليقه:
- إنك قد قدمت لهذا المعتوه ما يسيل لعابه.. لقد فاقت حكاياتك كل خيالاته ولم يعد يحتمل أكثر.. وسرعان ما تحركت أمنية خفية في نفسه هي أن يراك ويراني ويرى نفسه في حملة عبر الصحراء لكشف المجهول..
=إنه لم يتخلص بعد من عقدة المستعمر الإيطالي.. هذا هو كل شئ..
كنا جالسين في مقاعد مريحة متراصة عند مدخل الفندق نرشف الشاي المعطر ونطالع جرائد وجدناها هنالك.. حين ظهر البروفيسور وقد بدا عليه الهم والإرهاق بعد ليلة طويلة قضاها بلا شك يرسم مئات الخطط الوهمية ويكشف أسرار الكون.. ودون كلمة واحدة اتجه نحونا.. وجلس على مقعد كأنه حق مكتسب وشرع يفرك يديه.. ثم طلب بعض الشاي وقال:
- لقد أعددت كل شئ.. ويمكننا أن نرحل غدا..
تبادلنا أنا ومحمود النظرات.. إن هذا المخبول يتصرف ويتكلم كأنه لا إرادة لنا ولا رأي.. ماذا يريد منا؟..
=بروفيسور باولو.. لقد ظننتك فهمت ما قلته لك أمس..
صاح في لوعة حقيقية:
- لكنني قد درست كل شئ.. كل شئ.. مئات الاحتمالات والخرائط والمقالات التي تصف هذه الهضبة.. إنكما لن تخسرا شيئا.. لقد جئت إلى ليبيا بهذا الهدف لكني شيخ هالك وفي أمس الحاجة إليكما..
صحت في عصبية وأنا أجذب محمود لنبتعد:
=لكن أحدا لا يقوم برحلة كهذه على سبيل المجاملة.. ألا تفهم هذا؟..
- بلى.. ولكن..
ثم إنه جلس على المقعد يلهث وقد بدا إنسانا محطما منتهيا.. هل فهم أخيرا أنه لا جدوى من الضغط؟..
*************************
غدت حياتي في الفندق جحيما.. فهذا المعتوه يطاردني في كل مكان ويواصل الإلحاح.. ويغريني.. ويشرح لي خطة الرحلة.. أسبوع كامل مضى عليّ في هذه المعاناة البائسة حتى أنني وجدت أن الحل الوحيد أمامي هو أن أغادر ليبيا.. أنا أستطيع أن أغادر الفندق لكني كنت قد ارتحت له جدا.. وأستطيع أن أقتل البروفيسور وسأستمتع بكل لحظة أفعل فيها ذلك لولا أنني لا أحب كثيرا أن أنهي حياتي على المشنقة!.. إن الذبابة تستطيع أن تدمر حياتك إذا ما كنت مثلي إنسانا عصبيا متوترا.. فكيف أستطيع أنا الذي يشرب مائة سيجارة يوميا ويبدل وضع قدميه ألف مرة في أثناء الجلوس أن يتحمل هذه الذبابة البشرية العملاقة اللزجة اللحوح؟!.. نعم.. يجب أن أغادر الفندق فورا.. وهنا حدث شئ غير متوقع.. جاءني محمود إلى غرفتي وفي خجل أخبرني أنه ينوي أن يقوم بالرحلة!.. ولم لا؟.. إن الأمر يثير الفضول.. ثم هو ذاهب إلى فزان وطنه ومسقط رأسه.. وهو واثق أن الأمر ليس خطرا بدليل أن كل من زاروا هذه الكهوف عادوا سالمين..
قال لي:
- إن هضبة تسيلي هي أقرب إلى أحد المعالم السياحية التي يجب أن تراها.. مثلها مثل قوس نصر ماركوس أوريليوس الذي حرصت على رؤيته هنا في طرابلس.. ثم أن البروفيسور يعتزم أن يقوم بالرحلة في طائرة مروحية وليس على ظهور الجمال كما فعل هنري لوت منذ عشر سنوات.. وبالتالي لن تكون رحلة مرهقة..
تدريجيا - وتحت هذه الضغوط المكثفة - بدأت أجد الفكرة غير سيئة إلى هذا الحد.. لم لا؟.. على الأقل سأرى بعيني كل ما رآه هؤلاء العلماء الذين ذهبوا وانبهروا وعادوا سالمين.. لم يتحدث أحد عن وجود مصاصي دماء أو أشباح أو وحوش خرافية في هذا المكان.. وبالتالي لن تلعب موهبتي الخاصة - موهبة الذهاب إلى المصائب - دورا في هذه المغامرة.. ثم إن محمود شاب عاقل رزين ومعه سأعرف الكثير عن هذا الجزء من وطني.. والبروفيسور مخبول لكنه مسل.. وأنا أحب العلماء المخبولين المسلين.. نعم.. لم لا أوافق؟.. صحيح أن الرجل هددني.. صحيح أن دواعي الكرامة تقتضي أن أتشبث برفضي حتى النهاية لكن ما قيمة تهديد هذا الرجل الضئيل لي؟.. وأية إهانة يمكن أن يسببها لي معتوه مثله؟.. وهكذا - في مساء ذلك اليوم- توجهت لغرفة الإيطالي.. وقلت له إنني أوافق على الذهاب معه في هذه الحملة البائسة..
من مكاني جوار النافذة شرعت أرمق الكثبان الرملية ونباتات الصبار المتناثرة في الصحراء مفكرا في ما ينتظرنا.. قال لي محمود بصوت عال كي يتغلب على هدير المحرك:
- أ.. بادنا.. هابة.. آسعة..
=ماذا تقول؟..
فألصق فمه بأذني صارخا وشعره الأشعث يتطاير في جنون:
- إن بلادنا هي هضبة واسعة!.. صحراء جرداء تماما لأنه لا توجد جبال على الساحل تكثف المطر مثل تونس والجزائر..
ثم نظر خارج النافذة وصاح:
- لا..ها..بآدي..نابها..
=لا أسمع..
- إلا أنها بلادي وأنا أحبها..
كانت محركات الطائرة تهدر حتى لتمزق طبلتي أذني.. ومروحتها الوحيدة تتموج في المقدمة في حين جلس الطيار الليبي أحمد الإدريسي خلف ذراع القيادة وجواره البروفيسور يردد عبارات حماسية لا تنتهي باللغة الإيطالية.. كنا قد استأجرنا هذه الطائرة من أحد المطارات القديمة التي شيدها الإيطاليون قرب سبهة وهو مطار منسي لا يعلم أحد شيئا عنه.. وكانت هذه هي الطائرة الوحيدة التي وجدناها.. على الأقل كانت قادرة على الطيران.. دعك بالطبع من قدرتها على ألا تتهشم لأن هذا شئ بيد الله تعالى..
وفي ذلك الزمن كانت هناك بقايا للنفوذ الأجنبي في ليبيا.. لهذا ظلت فزان تحت النفوذ الفرنسي.. وبنغازي تحت النفوذ البريطاني.. وطرابلس تحت النفوذ الإيطالي.. في حين احتفظت الولايات المتحدة بقاعدة جوية واحدة هي هويلس والتي صار اسمها قاعدة عقبة بن نافع بعد ثورة سبتمبر.. ولهذا احتاج البروفيسور إلى الحصول على تصريح للطيران من الجهات الفرنسية المسيطرة على فزان.. وحصل على هذا الطيار الليبي المشهود له بالكفاءة.. وها نحن أولاء نتجه نحو الحدود الليبية الجزائرية حيث هضبة تسيلي التي لم أكن أعرف عنها شيئا منذ أسبوع.. كانت معنا أسلحة وأطعمة ومياه بكميات وافرة مع بعض ادوات الحفر والتسلق.. وكاميرا.. وأخذت معي عشرات من علب السجائر على سبيل الاحتياط.. وبعض الأدوية التي لا تصلح لعلاج أي شئ.. سألت محمود وأنا أتفحص الحقائب:
=أيف.. آنزل.. نره حراء..؟..أل..آك..أر؟..
- ماذا؟..
=كيف سينزل بالطائرة في الصحراء؟!.. هل هنالك ممر؟..
- بالطبع لا وإلا استعمله هنري لوت.. إنه يأمل في العثور على مكان صالح لذلك فوق الرمال..
ارتفع الدم إلى رأسي:
=لكنكما معتوهان أنت والبروفيسور ومن الواضح أن هذا الطيار ليس أفضل حالا.. إن هذا سيؤدي إلى انغراس الطائرة في الرمال ولن تعود للإقلاع أبدا..
- يقول الطيار أنه سيحاول ألا يحدث هذا..
ماذا أقول وماذا أصنع؟.. وأي مأزق رميت بنفسي إليه؟.. على أنني لم أر داعيا لاستباق الأحداث.. لهذا قلت بصوت عال:
=على كل حال لن تصل هذه الطائرة أبدا..
- لماذا تقول ذلك؟..
=لأن كل الطائرات ذات المحرك الواحد لا تفعل شيئا سوى السقوط بركابها في أسوأ الأماكن.. البحر أو الصحراء والأدهى أن ركابها يظلون أحياء ليواجهوا ما هو أسوأ..
سمع البروفيسور صوت صراخي فأدار جذعه ورأسه من المقعد الأمامي ليسألني عن سبب الصراخ.. فمال محمود على أذنه وشرع يشرح له وجهة نظري.. تلك الوجهة التي لم ترق له طبعا فوجه لي نظرة حادة قاسية.. وأدار ظهره لنا في اشمئزاز.. الصحراء لم تزل راقدة في خمول تحتنا.. وفي كل ثانية تكشف لنا عن جزء من وجهها القبيح الأجرد المغطى بالبثور.. مال محمود على أذني وصرخ ولعابه يتناثر في وجهي:
- الصحراء الكبرى هي ربع مساحة أفريقيا.. أما ما تراه الآن فهو واحة حمادة الأوباري.. بعدها حمادة مرزق.. ثم نمات..
وأشار إلى مساحات شاسعة من الرمال وصاح:
- بحر الرمال.. إن عرضه يصل لمائة وستين كيلومترا.. والويل لمن يجد نفسه فيه..
=مثلنا..
فنظر لي نظرة نارية كي أكف عن التشاؤم.. ونسق شعره المبعثر.. ثم بدأت الحشرجة.. في البدء لم تكن واضحة.. ثم بدأت تتعالى رويدا.. رويدا.. وعرفنا أن هذا الصوت قادم من المحرك.. المحرك الوحيد لهذه الطائرة.. وبدأت المروحة تفقد انتظام حركتها.. والحشرجة تتعالى.. الطيار قد فقد ثباته ووقار جلسته واحمرت أذناه مما يدل على أن هناك مشكلة ما.. والبروفيسور يسب ويلعن بألفاظ لا أفهمها.. ثم إنه التفت لي وصرخ ووجهه يرتجف غضبا:
- أنا.. عيد؟.. أرك.. أد.. أقف.. إيا..
=ماذا تقول؟..
فقرب فمه من أذني وعاد يصيح مكررا:
- أقول: هل أنت سعيد؟.. إن المحرك قد توقف نهائيا!!..
وهنا توقف هدير المحرك.. وعدنا يسمع بعضنا البعض كأوضح ما يكون.. ليتني أغلقت فمي!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الأول
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الثاني
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الرابع
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل الخامس
» 8- أسطورة حارس الكهف - الفصل السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: