7- أسطورة رأس ميدوسا - خاتمة القصة
خاتمة...
_______
لم يمت أحد.. لقد نجا الزوج مع ارتجاج المخ ونجت تابيثا من الرصاتين اللتين اخترقتا كتفها.. وكان تفسير موقفي عسيرا في البداية لأن أهل الجزيرة ظنوا أنني أنا المعتدي على هذين الزوجين الوديعين.. إلا أن نظرة واحدة للكوخ الآخر ولمحتويات الكهفين أسفله بما فيها من آثار نحت وتمثال لي وكلب تابيثا ونيكوس نفسه كانت كافية جدا لأن يفهموا كل شئ.. وحين حضر زورق الشرطة ليأخذ الزوجين.. تحاملت على نفسي وصافحت ميخائيل في تهذيب وقلت له:
=في المرة القادمة لا تبن خدعك على أسطورة وثنية قديمة لأن هذا يفسد الأمر كله..
ثم إنني نظرت لأمواج البحر المتلاطمة.. وهمست:
=هذا بالطبع لو كانت هنالك مرة قادمة..
قالت تابيثا في تنمر وشعرها يتطاير مع الريح:
- كان خطؤنا الأكبر هو دعوتك.. ظننا أنك ستكون شاهدا معنا لا علينا..
=أنت تنسين يا صديقتي أنني مجرد هاو يبحث عن الأساطير ليهدمها.. وعلى كل حال أنا مدين لكما بثمن التذكرة..!..هذا حقكما..
- لا داعي لذلك.. إنه واجبنا نحو صديق قديم عزيز مثلك..
=ما دمت مصرة..
وركبا الزورق.. وهدر المحرك.. لم ينظرا لي لحظة واحدة.. لكني ظللت أرمقهما حتى ابتعدا عن مجال بصري.. والآن أعود لمصر.. الآن أنعم ببعض لحظات الأمن والراحة بعيدا عن هذا الكابوس.. إلا أنه في تلك اللحظات كان هناك كابوس آخر أكثر شناعة يخرج من مكمنه لينتظر عودتي بفارغ الصبر.. ولم أكن أعرف.. كعادتي لم أكن أعرف..
لكن هذه قصة أخرى..
د.رفعت إسماعيل
القاهرة 1992