خاتمة..
ـــــــــــــــــــــــ
بعد أن حضرنا معرضه في قاعة جوته بالاسكندرية أدركنا -أنا وعادل- أن عزت شريف قد بلغ الكمال في فنه.. وكان يقف هناك نحيلا غريب اللون - ولكن مرتفع المعنويات - يتحدث إلى الحسناوات ورجل أو اثنين من رجال الصحافة.. وكان يتألق كالنجم.. وحين سألني عن رأيي في معرضه الأول قلت له:
=سأقص عليك قصة لا أدري أين قرأتها.. كان هناك مثال ينحت تمثال امرأة.. وكان يريد أن يصل للكمال فيه.. وهكذا ظل يتقن ويتقن في صنعه.. عاما بعد عام.. وعقدا بعد عقد.. حتى انتهى منه.. وعندئذ وقف يتأمله في ذعر.. ثم صرخ: يا إلهي.. إنه يبدو حيا.. ثم خر ميتا من فوره..
نظر إلي في وجوم ثم قال:
- إنها قصة سخيفة على كل حال.. وعموما أنا لا أفهم ما تريد قوله..
=وأنا كذلك.. لقد تذكرت هذه القصة لسبب لا أدريه..
- ربما هو جنون..
=أو تحذير من البحث عن الإجادة الكاملة..
وهنا شعرت بعادل يجذبني ليقدمني إلى فتاة رقيقة بارعة الجمال تبتسم في حرج وسمعته يقول:
- معذرة لإنهاء المحادثة.. هذا دكتور رفعت يا هويدا.. هذه هويدا يا دكتور رفعت.. أرجو ألا تكونا نسيتا بعضكما..
هتفت في ذهول وأنا مندهش كيف لم ألحظ جمالها في تلك الأمسية:
=ربما نسيتني هي.. أما انا فمستحيل..
يبدو أنني تسرعت في قراري السابق ويبدو أن الوقت قد حان كي أكبر كالآخرين الذين يتحدثون عن الخطبة والمهر وقائمة الأثاث و..و.. تلك الأسرار المرعبة.. يبدو أن الوقت قد حان كي أستقر.. قلت هذا لنفسي ولم أكن - للمرة المليون - أعرف أي ساذج أنا.. فقد كنت سأسافر إلى جزر الهند الغربية بعد شهرين.. وكنت سألقى هناك كابوسا جديدا من نوع خاص.. ولكن.. هذه قصة أخرى..
د.رفعت إسماعيل..
القاهرة في مايو92..
الرئيسية 
