كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة آكل البشر (10)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة آكل البشر (10) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة آكل البشر (10)   أسطورة آكل البشر (10) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 6:02 am

10- السفاح..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن الآن نشاهد الفصول الأخيرة من قصة سفاح الاسكندرية.. الزمان: الساعة الثانية ظهرا من يوم 6مايو سنة 1965.. المكان: زقاق ضيق قذر في إحدى الضواحي التي لن أذكر اسمها.. سيارة شرطة محملة بالجنود تسد إحدى ناحيتي الزقاق وثلاث أو أربع سيارات تقف متراصة عند الناحية الأخرى.. ثمة بعض الفضوليين والمتسكعين يراقبون ما يحدث لكن رجال الشرطة يبعدونهم في صرامة ويساعدون على إجلاء السكان.. عادل يقف بجوار سيارته وبابها مفتوح بينما أجلس أنا في المقعد المجاور للسائق منكمشا بادي التوتر.. فقد أصر عادل على أن أرى نهاية القصة.. شرطي يتقدم ويقوم بتثبيت إبرة إطلاق النار لبندقيته الآلية.. وأشياء أخرى لا أعرف كنهها لأني لست خبيرا بالأسلحة النارية لكنني أراهم جميعا في الأفلام يفعلون أشياء مماثلة..كليك!..كراك!..كليك!.. هذا الصوت المرعب الذي يخبرك أن البندقية صارت أداة قتل حية ويقظة.. رفعت رأسي إلى عادل الذي وقف مهيبا مرعبا ويداه في خصره..وقلت:
=عادل.. أنا خائف..
- هذا ليس خبرا جديدا..
=ألن تنادوا عليه بمكبر الصوت؟..
ابتسم في سخرية وهو يضرب إطار السيارة بطرف حذائه:
- نعم.. ولم لا نقول له: استسلم يا مرسي.. البوليس يحاصرك من كل ناحية؟!.. أنت ترى أفلاما كثيرة يا رفعت!.. إنك ساذج..
ثم رفع صوته في صرامة:
- أريد ثلاثة أو أربعة هناك.. نحن لا نمزح..
وعلى الفور اندفع ثلاثة رجال يقفون بجوار إحدى نوافذ الطابق الأرضي.. وسمعت ذلك الصوت المشئوم إياه.. كليك كراك كليك!.. فتجمد الدم في عروقي.. ستحدث مجزرة هاهنا بعد دقائق.. قلت لعادل:
=والآن.. من هو؟!..
- اسمه صالح محمود.. وهو عاطل ومعقد ومفلس حاليا..
=ومن وشى به؟..
- زوجة صاحب البيت االذي يعيش به شكت في تصرفاته واحتفاظه بكل هذه السكاكين ثم وجدت قطرات دم على السلم.. وهكذا..
=ولماذا كان يفعل ذلك؟..
- يا صديقي لا يمكن معرفة طريقة تفكير سفاح.. بعضهم يملك عقدا نفسية.. وبعضهم يعاني جنون الاضهاد.. وبعضهم يبحث عن الشهرة.. وبعضهم يعاني رواسب سادية قديمة.. هذه مشكلته وليست مشكلتنا..
تنهدت في حسرة:
=وأنا الذي خاطرت وتعذبت من أجل ظن لا وجود له.. واتهمت شابا مريضا حساسا بأبشع التهم.. بل ضربته ضربا مبرحا..
- لست وحدك.. بل أنا والدكتور شاهين وكل رجالنا الذين تجمدوا في ليل الشتاء وهم يراقبون هذا الفتى.. لقد كان الجواب تحت أنوفنا هنا في الاسكندرية.. على كل حال لم يحدث أن اجتمعت كل هذه الظواهر الخادعة من قبل ولو أن شيرلوك هولمز في مكاننا لفعل نفس الشئ..
=كانت فكرة الكانيباليزم شططا لا داعي له.. إنه مجرد سفاح عادي إذا كان هذا التعبير جائزا..
وهنا سمعت صوت الرجال يتعالى.. ورفعنا رؤوسنا لنجد شخصا يتحرك فوق سطح البيت الآيل للسقوط وهو يترنح كي لا يسقط.. ويفرد ذراعيه على استقامتهما.. كان وجهه وجه شاب تراه في كل مكان وفي كل يوم برغم لونه الغريب.. وكان يرتدي بول أوفر وبنطلون بيجامة قذرا ممزقا عند الركبتين.. التفت عادل إلى شرطي بجواره.. وهتف:
- سعد.. هاته!..
وعلى الفور اندفع سعد إلى مدخل العمارة القذر.. واختفى في الظلام..
قلت لعادل:
=إنه يبدو آدميا..
نظر لي في استخفاف وقال:
- وماذا كنت تتوقع؟.. إن السفاح ليس شخصا منكوش الشعر زائغ النظرات نامي اللحية يجري في الشوارع شاهرا سكينا واللعاب يسيل من شدقيه!..
وهنا دوى صوت صراخ وحشي من على السطح.. نظر عادل إلى الرجال فاندفعوا عبر مدخل العمارة.. وسمعت صوت معركة - دون طلقات لحسن الحظ - انكمشت لها أكثر فأكثر.. صوت شخص يستغيث.. صوت لكمات.. عبارات سباب.. صراخ.. ثم برز الرجال وهم يمسكون بشئ كالخنزير البري.. كان صالح في وسطهم وقد تورمت عيناه وسال الدم من شدقيه وانتابه هياج لا يصدق وكان يهدد ويتوعد ويرفض المشي من ثم كانوا يجرونه جرا.. وظهر زوج من الأصفاد كئيب المنظر.. وفي ثوان التف القيد حول معصمه و.. لا أدري لماذا ذكرني منظره بتلك الكلاب المسعورة التي كان شرطي الكلاب يجرها بأنشوطة من الجلد في نهاية قضيب حديدي طويل.. وكنت أرتجف حين أتخيل ما يمكن أن يحدث لو أفلتت قبضة الشرطي من على قضيب الحديد هذا.. وفجأة.. وقبل أن أفهم ما هنالك.. دفع الفتى الشرطي الذي يمسك بالطرف الآخر من القيد في صدره فأوقعه أرضا.. ثم - في نفس اللحظة تقريبا- هوى بالجزء المعدني الذي كان يمسكه الشرطي على زجاج نافذة بالطابق السفلي..وفي ثوان هشم الزجاج إلى قطع صغيرة.. والتقط قطعة.. ووثب عليّ حين خرجت من السيارة.. حدث كل هذا في ثانيتين فلم يتمكن أحد من فعل شئ.. ووجدت ذراع الفتى يلوي ذراعي للخلف وقطعة الزجاج الحادة فوق شريان عنقي السباتي للأسف!.. لقد فر الكلب المسعور من حارسه.. وصرخ في هياج جنوني:
- لا يقتربن مني أحد وإلا ذبحت لكم هذا الخروف..
شعرت بالزجاج يضغط على عنقي يكاد يخترقه.. كان شرسا وقد زاده الخوف توحشا.. وشعرت بأنفاسه اللاهثة الملوثة بالتبغ تلفح أنفي.. وكان قويا بلا شك.. بدأ الرجال يتراجعون في بطء وارتباك.. وحتى عادل بدا كمن أسقط في يده..
- هكذا!.. أبعدوا هذه السيارات عن المدخل..
وأنا لست قويا.. لكني أمقت أن يستغلني أحد في تعطيل العدالة ولا أحب أن ينعتني شخص لا اعرفه بالخروف.. كما أني أمقت الفظاظة وعدم اللياقة.. وفي ثوان اتخذت قراري.. وفي ثوان نفذته.. ألقيت بنفسي للخلف لأبتعد عن نصل الزجاج.. ثم لويت ذراعي عكس اتجاه ذراعه ورفعت قدمي راكلا ساقه التي توازن عليها.. وهكذا سقط أرضا وقبل أن يفهم شيئا كان هناك عشرة رجال شرطة يثبتونه أرضا ويحكمون تقييده.. مع توجيه بعض اللكمات لتهدئة حماسه.. ولم أسمع عبارات التهنئة.. ولم أسمع كلام عادل الضاحك وهو يربت على كتفي.. ولم أسمع دقات قلبي.. كنت أبحث عن مكان يصلح لفقدان الوعي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة آكل البشر (10)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة آكل البشر (5)
» أسطورة آكل البشر (6)
» أسطورة آكل البشر (7)
» أسطورة آكل البشر (8)
» أسطورة آكل البشر (9)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: