كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة آكل البشر (5)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة آكل البشر (5) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة آكل البشر (5)   أسطورة آكل البشر (5) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 5:58 am

5- المتطفل..
ــــــــــــــــــــــــ
القاهرة في 17مارس 1965
عزيزي (عادل):
لقد جاء التليفون لشقتي أمس.. لكن الحرارة لم تصله بعد.. كان يوما عاصفا يحاصرني فيه النحس من كل اتجاه.. لقد جرحت ذقني في أثناء الحلاقة.. وشربت قهوتي ساخنة مما جعل لساني يحترق ولم أعد أستطيع الكلام.. ثم -الطامة الكبرى- كسرت مفتاح الدولاب في القفل مما جعلني اكسر الباب نفسه كي أجد قميصا نظيفا وقد قررت أن أرتب محتويات الدولاب بما فيه من تذكارات لن أنساها أبدا.. مخالب المذءوب التي كانت إيكاترينا تلبسها.. وزجاجة حمض مكسورة باقية من رحلتي المشئومة إلى اسكتلندا لا تعرف أنت قصتها.. وتماثيل سحرة قبائل الزولو التي أهداها إليّ د.أمجولو في نيجيريا منذ سنوات.. وقد وجدت أنها جميلة جدا وتستحق أن أضعها في الصالة.. ثم إنني ارتديت مريولة المطبخ وطهوت بعض البازلاء والأرز مع فخذ ضأن شهي اشتريته اليوم من جزار أمين وأعددت مائدة الطعام وكل شئ.. وجلست - ولعابي يسيل - أفترس هذه الوجبة أنا الذي نسيت تقريبا طعم الأكل المنزلي خاصة وأنني لا أطبخ إلا مرتين في الشهر.. أشعر دائما بالحسرة وتبديد الجهد من أجل الساعات التي أطهو فيها ثم.. ينتهي كل شئ في دقائق.. كل هذه المشقة من أجل عشر دقائق من الاستمتاع.. لا أعتقد أن لهذا داعيا كبيرا.. ولا أحسب أن معدتي تستحق كل هذا التكريم المبالغ فيه.. وهنا دق جرس الباب.. ذهبت لأفتحه في غيظ وأنا أمضغ ملعقة الأرز التي ابتلعتها.. إن الباب - ذلك الملعون- لا يجلب لي سوى أشخاصا يريدون نقودا أو يلومونني على شئ أاو يزفون إليّ مصيبة أو يقترضون شيئا لن يعيدوه!.. فتحت الباب فوجدت رجلا قميئا أصلع يرتدي ميكروسكوبا - معذرة أعني نظارة سميكة - وبذلة حال لونها.. ابتسم لي في لزوجة وقال:
- د.رفعت إسماعيل..
=ماذا تريد؟..
قلتها في ضيق.. فقال وهو يرمقني بفضول:
- أنا د.محمد شاهين أستاذ الأنثوبيولوجي.. هل تسمح لي بالدخول؟..
دعوته إلى الصالة وأجلسته على مقعد وثير هناك فغاص فيه وأخذ يختلس نظرات وقحة إلى أثاث الصالة وأركانها.. ثم تحجرت عيناه وهو ينظر إلى.. تماثيل الزولو التي وضعتها على البوفيه كما قلت لك.. نظرة انتصار وحشية التمعت في عينيه.. ثم إنه نظر إليّ وقال:
- هذه تماثيل لقبائل الزولو.. وهي توضح الطقوس القديمة للكانيباليزم..
هززت رأسي بمعنى أنني لا أدري في الواقع.. فقال:
- إن مهنتي تجعلني على دراية بهذه الأشياء..
قلت له - بلسان معوج من أثر القهوة - إنني أفضل أن يشرح لي سر تشريفه بزيارتي لأني كنت أتناول طعامي منذ دقائق.. قال على الفور - ملحا في الرجاء - إنه يصر ويصمم على أن أواصل طعامي أمامه بينما يتكلم هو عن غرض زيارته..
=إذن تأكل معي؟..
ابتلع ريقه وبدا لي أنه يوشك أن يغمى عليه واعتذر بأنه قد تناول طعامه بالفعل قبل أن يجئ إليّ.. وهكذا جلست على مائدة الطعام وأخرجت فخذ الضأن شهية المنظر إلى طبقي وبدأت أقطعها بالشوكة والسكين أمام نظراته المرعوبة الخرساء التي لا أدري لها سببا.. وكان يرتجف وهو منكمش في مقعده.. ثم أمسكت بالعظمة وشرعت أخبطها على حافة الطبق لأفرغها من النخاع - كعادتي منذ طفولتي - لاعقا لساني من التلذذ وهنا سمعته يتحشرج ورأيته يغطي فمه بيده ويشير إشارة فهمتها فورا..
=آه..الحمام!..هيا سريعا.. من هنا!..
جرى إلى هناك وأغلقت عليه الباب وعلى صوت قيئه تساءلت في اشمئزاز عن السبب الذي يجعل كل هؤلاء يتقيئون عندي؟!.. لا أعتقد أن شكلي مقرف إلى هذا الحد المروع.. وحين عاد إليّ كان قد صار أحسن حالا.. وقد اعتذر لي في حرارة لأنه فعلها:
- معذرة..إنه..
=انعكاس شرطي.. أعرف هذا..
- نعم..هو كذلك..
ثم بدأ يحكي لي قصة سخيفة لا أول لها ولا آخر عن ابن عم له سقطت به طائرة في الصحراء الغربية وإنه يبحث عنه منذ سنوات وإنهم قالوا له إنه في هذه العمارة.. وإنه يعتقد أنني أعرف شيئا عن هذا الموضوع و.. قلت له إنني لا أملك أية فكرة عن ابن عمه المفقود إلا أنه أخذ يتحدث في إلحاح عن القبائل البدائية والكانيباليزم وحضارة الزولو و..و.. طلبت منه الانصراف إلا أنه استمسك ببسالة بتصديع رأسي.. ولما أدرك أنه لا جدوى من الإلحاح طلب مني - في أدب - أن أعطيه العظمة التي كنت آكل منها لغرض ما عنده!!.. ألن أنتهي من هؤلاء المجانين طيلة حياتي؟!.. قلت له وقد فقدت كل تحكم في جهازي العصبي:
=حسنا.. تريد هذه العظمة لغرض صنع حساء طبعا؟!..
ورفعت العظمة في قبضتي كأنها هراوة واتجهت نحوه ببطء راسما أعتى علامات الشر على وجهي.. فاصفر وجهه ووثب كالفأر من كرسيه وتراجع نحو الباب وهو يرتجف مرددا:
- إنك لن تستطيع إيذائي.. لن تضربني بهذه العظمة..إن رمزي يعرف أين أنا.. لقد أخبرته..
=ومن هو رمزي؟..
- إنه جاري..هو يعرف والبدري يعرف وزوجتي تعرف.. كل المدينة تعرف.. لن تجرؤ على..
=إذن لنر ذلك!!..
قلتها وأنا أفتح باب الشقة وأرمي به خارجه كأنه كيس قمامة وصفقت الباب خلفه وأنا أسمعه يبرطم ويهدد ويتوعد.. كان يصرخ:
- الأيام بيننا أيها الجزار.. يا كانيبال..!!..
وهكذا انتهى ذلك اليوم الكئيب.. والآن لم تعد لدي سوى الأخبار المعتادة لأحدثك عنها.. لم تحدث أشياء مريبة بعد خطابي الأخير سوى المزيد من الدق فوق شقة الأستاذ زكريا.. والمزيد من تذاكر السفر الغامضة من وإلى الاسكندرية.. ولا شئ آخر.. ذكرت في خطابك الأخير أن عزت هو صاحب البصمات الموجودة على العظام فما الذي يعنيه ذلك؟.. وما رأيك أنت؟!.. لا أعتقد أنه يقتل الناس في شقته ويلقي بهم في المنور.. فهذا تخريج مبالغ فيه.. اكتب لي بالتفصيل..
أخوك : رفعت..
************************************
الاسكندرية في 24مارس 1965
أخي (رفعت):
ضحكت كثيرا وأنا أقرأ قصتك عن ذلك العالم المخبول في شقتك.. إن هذه الأشياء لا تحدث إلا لك!.. ولو لم تقل لي إنه ناداك بالاسم لظننت أنه كان يبحث عن شخص آخر مثل جارك غريب الأطوار هذا.. وهو أيضا يهتم بالعظام مثله.. وإنني لأتساءل.. على كل حال لم يعد أمامك مفر.. لقد رتبت كل شئ لإقامتك عندي في الاسكندرية أسبوعا أو أسبوعين لأني - بصراحة - لم أعد مطمئنا لإقامتك وحدك وسط كل علامات الاستفهام التي تعرفها.. كما أنني لست مستريحا لسلامة أعصابك ولا رجاحة عقلك بعد كل هذا.. أول ما ستفعله هو أن تأخذ من كلية الطب إجازة طويلة.. وسيكون لقائنا في 5 أبريل القادم وقد أعطيتك مواعيدي بحيث لن تجد أية فرصة للتراجع أو ترديد الاعتذار..
المخلص: عادل
***************************************
القاهرة في 17مارس1965
عزيزي بروفسور (كاثريل):
لقد زرته.. ولا شك لديّ أنه رجلنا.. قلت لي أن أبحث عن لهجة غريبة وكان يتحدث من جانب فمه بشكل غريب جدا.. كأن لسانه محترق!.. قلت لي أن أبحث عن مظاهر ثقافة بدائية.. وكانت عنده تماثيل زولو تمثل طقوس أكل البشر.. وكان فخورا بها.. وقلت لي أن أراقب طعامه.. وكان يأكل فخذ طفل مع الأرز والبازلاء!.. وحين حاصرته بأسئلتي المدروسة تحول إلى شيطان يلتهب الشر في عينيه... ووثب عليّ ملوحا بعظمة الطفل يريد تهشيم رأسي لكني نجحت في الفرار بأعجوبة.. إنني أرتجف حين أفكر في كل ما حدث.. والآن ماذا سنفعل مع آكل البشر هذا؟!.. هل نبلغ الشرطة أم أن لديك هدفا علميا أكثر شمولية مما لا يصل إليه علمي المتواضع؟!..
المخلص: د.محمد شاهين
ديترويت في4مايو 1965
بروفسور د.(شاهين)
أيها الزميل: بالطبع لدي هدف أكثر شمولية.. لقد استطعت إثبات نظريتي القائلة إن الكانيباليزم طبيعة في النفس البشرية وإن تذوق لحم البشر قد دمر قرونا من التراث الحضاري في نفس هذا الرجل.. وهو الآن - كالبدائيين - لا يجد متعة ولا لذة في أي لحم ما لم يكن لحما بشريا وإنني لأعتقد أن لديكم مشكلة حقيقية في القاهرة.. لكني أملك خطة لا بأس بها لإيقاف هذا الوحش دون أن ندمره أو نحرم أنفسنا من دراسته كنموذج فريد.. وسأقول لك كيف..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة آكل البشر (5)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة آكل البشر
» أسطورة آكل البشر (1)
» أسطورة آكل البشر (2)
» أسطورة آكل البشر (3)
» أسطورة آكل البشر (4)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: