كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة آكل البشر (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة آكل البشر (3) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة آكل البشر (3)   أسطورة آكل البشر (3) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 5:56 am

3- المزيد من الألغاز..
________________
(بقية خطاب د.رفعت):
...صباح اليوم كنت ذاهبا إلى الجامعة كعادتي وركبت سيارتي وأدرت المحرك حين فوجئت بجارنا الأستاذ زكريا - أستاذ المواد الاجتماعية - يهرع ليلحق بي ثم ينحني على نافذة السيارة ليلومني..
=على ماذا؟..
- على دق الهاون طيلة الليل ونحن نيام..
نسيت أن أقول لك إن الأستاذ زكريا يسكن في الطابق الواقع تحت الذي أسكنه.. وعلاقتي به شبه معدومة لأنه يعتقد ان رجلا أعزب يعيش وحده هو - بلا جدال - وغد منحل يحسن عدم الاختلاط به!!.. وهو ينتظر ويتوقع ويثق تماما أنني سأجلب العار للعمارة يوما ما.. وهو يقين لا أرى ما يبرره.. أنا الذي لم أشرب في حياتي سوى السجائر - وأتمنى لو لم أفعل - ودخلت في دائرة الكهول منذ عام.. المهم أنني أخبرته أنني لم أفعل.. وليس لدي أي سبب يدفعني لذلك وأن طعامي إما محفوظ وإما قادم من قريتي وإما في مطعم قريب.. قال في ضيق:
-إذن هو الملعون الآخر!..
يعني بالطبع عزت - وهو ما أعتقده أنا - لكني لم أفطن لحظتها إلى ما يعنيه بالملعون الأول..!..إنه أنا بطبيعة الحال!!.. إذن فهذا الشاب يقضي الليل في دق شئ ما على الأرض.. لا أعتقد أنه مولع بالطهي إلى هذا الحد المريع حين يطلب التوابل بعد منتصف الليل ويدق الهاون في ساعات الفجر.. لكني لم أسمعه بالطبع وإلا أخبرتك.. قد أقول إنه غريب الأطوار وأكتفي بهذا التفسير السهل.. لكن.. لا.. هناك سر أعمق من كل هذا وأخطر.. أمس جاءني البواب عم شعبان حاملا قطعة من العظام.. وقال لي أن هناك من يرمي عظاما في منور العمارة.. ولما كان منور العمارة مشتركا مع العمارة الملاصقة لها فإنني لم أجد دليلا كافيا يسوغ غضبه على سكان عمارتنا.. وكان يريد مني تعهدا بأن أكف عن رمي عظام اللحم من المنور إذا كنت أنا ذلك الهمجي الذي فعل ذلك.. قالها وهو يلوح بالعظمة في وجهي.. كانت العظمة عظمة كتف نظيفة وبيضاء.. وكان يمكن أن تنتهي القصة هكذا لولا أنني أتذكر علم التشريح جيدا.. وأعرف تماما أن هذه العظمة لا تشبه عظام البقرة ولا الجاموس ولا الخراف ولا أي حيوان ثديي أعرفه سوى.. وهكذا طلبت منه باقي العظام ونفحته ربع جنيه.. ولن أنسى أبدا النظرة التي نظر إليّ بها تقول بكل وضوح: هو ذا مجنون آخر.. ثم إنه نزل في السلم وعاد إليّ بعد دقائق لاهثا وهو يلف كل ما وجده من عظام في جريدة قديمة.. أخذت هذه العظام وحملتها لغرفة مكتبي وعلى ضوء الأباجورة شرعت أتفحصها.. كانت هناك عظمة الكتف التي وصفتها.. ثم بعض العظام الصغيرة التي يبدو أنها من عظام الكف العديدة.. وكانت هناك فقرات.. وعظمتا ترقوة.. وبعض الأضلع.. ورأس عظمة فخذ مكسورة.. وكان واضحا أن العظام ليست كلها لنفس الكائن لأن أعمارها تفاوتت من حيث درجة تكلس الغضاريف والتحام الأطراف..إلخ.. إنهم يستعملون في الطب الشرعي أسلوبا اسمه الترسيب المناعي لمعرفة العظام الآدمية من عظام الحيوانات.. وأنا لا أملك هذه الوسيلة لكني أملك خبرة لا بأس بها..وأملك عينيّ.. فلتقطع ذراعي إن لم تكن هذه العظام آدمية.. أشعلت سيجارة وشرعت أفكر وأنا أتأمل الدخان المتموج في ضوء الأباجورة.. إذا كانت العظام بشرية فما معنى ذلك؟!.. أنا أعرف أن هناك طالب طب في العمارة المجاورة لنا.. لكن ما الذي يدعوه لإلقاء العظام في منور العمارة؟!.. إن الهياكل العظمية التي يدرس عليها طلبة الطب لا تلقى أبدا في القمامة ولكنهم يقرضونها أو يبيعونها عند الانتهاء منها وهكذا دواليك.. تنتقل العظام من يد ليد إلى أن تبلى تماما أو يدفنها أحدهم.. إذن فهذا الاحتمال مرفوض.. الاحتمال التالي هو أن أحدهم سقط في المنور وتحللت جثته وهو احتمال مرفوض أيضا لأن منور العمارة ليس مكانا منسيا إلى هذا الحد.. وبالتأكيد ليس كهفا في جنوب إفريقيا أو مقبرة في وادي الملوك.. الاحتمال الثالث هو أن هناك من قتل شخصا - في إحدى العمارتين - وألقى بعظامه من المنور.. وهو احتمال سخيف لأن المنور ليس المكان الأمثل لإخفاء الجثث لنفس الأسباب السابقة.. أضف إلى ذلك أن العظام مأخوذة من عدة أشخاص.. وأنني لم أجد عظمة واحدة كبيرة كالفخذ أو الساعد تدعم النظريتين الأخيرتين.. أسمعك تقول: إن هناك احتمالا رابعا هو أنني لا أفقه شيئا وأن العظام عظام حيوانية ببساطة.. وهو احتمال محترم ولا بأس به إلا أني لا أميل إليه كثيرا.. ترى ما هو رأيك في هذا اللغز؟!.. هل ترى أن أبلغ البوليس عن هذا؟.. لا شك أنه أقدر - بوسائله - على معرفة من ألقى بهذه العظام ولأي سبب ومن أين جاء بها.. لقد صدعت رأسك - كالعادة - بهذا الخطاب وأعتقد أن الوقت قد حان لأن أنتهي.. أنتظر منك خطابا مطولا.. وعلى فكرة.. إنني على وشك تركيب تليفون يريحني من كتابة الخطابات ويريحك من قراءتها.. ورقمه هو 10827 فلا تنس أن تتصل بي بعد شهر لأسمع صوتك ما دام سفري إلى الاسكندرية أو سفرك القاهرة متعذرا في الوقت الحالي..وشكرا..
أخوك: رفعت إسماعيل..
*********************************************
الاسكندرية في 20يناير 1965..
أخي (رفعت):
آسف على تأخري في كتابة الرد على خطابك لأني كنت في غاية الانشغال.. لقد قرأت خطابك وقرأت أنك تود إبلاغ البوليس.. حسنا.. إنك تنسى دائما أنني أيضا بوليس!.. وعليه أريد هذه العظام جميعا.. وعليك أن تلفها لي في ورقة مناسبة.. وسيحضر إليك خلال أيام الأخ منصور -وهو زميل فاضل- وستجده يرتدي ثيابا مدنية ومعه ورقة مني فأعطه هذه العظام وسيوصلها إليّ.. وبالطبع لا أريد ثرثرة مع أي إنسان حول هذا الموضوع.. نقطة أخرى هامة جدا.. لا أريد أن أثير رعبك ولكني قد تحققت بوسائلنا المعقدة من أطقم ضباط كل السفن البحرية التجارية المسجلة في هيئة الملاحة.. والنتيجة سلبية.. بمعنى أنه لا يوجد ضابط بحري اسمه عزت شريف على وجه الأرض.. لا يوجد.. ولم يوجد.. والآن ترى أن علامات الاستفهام قد ازدادت إلى حد يجعل أقدامنا مكبلة.. وهناك خدمة أرجو أن تقدمها إليّ.. هل تستطيع إرسال شئ - أي شئ - ككوب ماء أو ملعقة عليها بصمات هذا الجار العجيب؟!.. إنه لم يفعل حتى اليوم شيئا خطيرا يبرر لنا طلب بصماته لكني سأحاول البحث والتحقق مما إذا كان قد فعل شيئا في الماضي.. لهذا أرجو أن تساعدني وتعطي هذا الشئ ملفوفا في منديل إلى الأخ منصور حين يأتيك بعد أيام.. ألف مبروك على التليفون.. وأرجو أن ترد على اقتراحي بخصوص شقيقة زوجتي لأنك تجاهلت الأمر كليا..
عادل توفيق..
*************************************
القاهرة في 25يناير 1965..
أخي(عادل):
أكتب هذا الخطاب في الحادية عشرة مساء وقد انصرف منصور منذ دقائق حاملا ما طلبته مني.. بالأمس - وفي تمام العاشرة مساء - دق جرس الباب ففتحته لأجد عزت واقفا على السلم.. حييته فطلب مني كوبا من الماء لأن المياه مقطوعة عنده ولأن أحدهم - حتما - قد عبث في عداد المياه الخاص به.. المهم أنني تمالكت فرحتي وهرعت إلى المطبخ.. ونظفت كوب ماء بعناية شديدة ثم حملته على كفي في حذر ووضعته في طبق وحملته إليه.. وكان قد دخل الشقة - كعهدي به - وأخذ يتأمل ديكورات الصالة.. ناولته الكوب بيد مرتجفة فشكرني وشرع يحسو الماء بصوت مسموع.. ثم إنه أعاد إليّ الكوب شاكرا فتناولته من قاعدته بأطراف أصابعي وبحركات بهلوانية - حتى لا أتلف البصمات الثمينة التي نقشها على الزجاج - وضعته في الطبق وهنا لمحته ينظر ليدي في شك.. ويسألني:
- لماذا تمسك الكوب بهذه الطريقة؟
كان السؤال مباغتا.. وأرتج عليّ للحظة ثم تمالكت نفسي وقلت:
=إن يديّ ملوثتان بالكيروسين.. كنت أصلح المدفأة ولا أحب أن تلتصق الرائحة بالكوب..
- فهمت.. إنها حياة العزاب هذه..
وعاد يتأمل في الشقة ثقيلا.. لزجا.. كئيبا.. ثم إنه حياني بهزة من رأسه وانصرف.. ولم تفتني تلك النظرة التي ألقاها على الكوب قبل أن يخرج.. والآن صارت لديّ بصمات أصابعه كأوضح ما يكون وقد لففت الكوب في منديل نظيف وأعطيته لمنصور حين جاءني اليوم.. طبعا أسمعك تقول الآن: إن عزت لم يبتلع ما قلته عن إصلاح الموقد لأن رائحة الكيروسين لا تفوح من يدي لكني أقول لك: هل لديك حل آخر؟.. كان هذا هو العذر الوحيد الذي استطعت إيجاده من وحي اللحظة.. والآن أرجو أن تبلغني النتيجة بمجرد أن تعرفها.. وألف شكر..
أخوك: رفعت إسماعيل..
**************************************
الاسكندرية في 2فبراير 1965:
أخي (رفعت):
كنت مشغولا بفحص العظام والبصمات لهذا لم أكتب إليك بالسرعة المرجوّة.. لقد أكد خبير الطب الشرعي أن العظام بشرية.. أما خبير البصمات فلم يجد أية سوابق معروفة لصاحب البصمات التي على الكوب.. والغريب أنه يؤكد أن هذه البصمات واتجاه الخطوط بها من نمط غريب جدا لم يره من قبل.. بالإضافة إلى أن جلد صاحب هذه اليد خشن إلى درجة لا توصف مما يجعل بصماته غير ذات نفع تقريبا.. أما آخر ما قاله فهو أن هذه البصمات المشوهة موجودة بإفراط وبكثرة على العظام..العظام التي أرسلتها..!!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة آكل البشر (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة آكل البشر (10)
» أسطورة آكل البشر
» أسطورة آكل البشر (1)
» أسطورة آكل البشر (2)
» أسطورة آكل البشر (4)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: