كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة آكل البشر (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة آكل البشر (1) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة آكل البشر (1)   أسطورة آكل البشر (1) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 5:54 am

1- إننـي أرتاب..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة في 12ديسمبر 1964
أخي العزيز (عادل):
لقد ترددت كثيرا قبل كتابة هذا الخطاب من ناحية لأنني لم أعودك على أنني ذلك الشخص الذي يمسك القلم ويكتب الخطابات كباقي خلق الله.. ومن ناحية أخرى لأنني أعرف انشغالك الدائم في عملك مما يضيف بهذا الخطاب - وضرورة الرد عليه - عبئا جديدا إلى أعبائك.. كيف حالك أيها الصديق؟!.. وكيف حال عائلتك؟!.. لقد عدت من أحد المؤتمرات العلمية في إسكتلندا منذ حوالي خمسة شهور.. وأكاد أسمعك تقول:اسكتلندا مرة أخرى!..نعم..اسكتلندا مرة أخرى بعد رحلتي القديمة من أجل رسالة الدكتوراة في جامعة داندي.. هل تذكر ماجي؟!.. هل تذكر قصائدي السخيفة التي صدعت رأسك بها- وكلها قصائد عربية لن تفهم هي حرفا منها- وجولاتنا على كورنيش الإسكندرية في سان ستيفانو نتناقش حول القرار الخطير.. هل أهاجر من مصر وأعيش هناك للأبد أم أنسى الأمر برمته؟!.. كنت أريد أن أتزوجها وأريد في الوقت ذاته أن أعيش في مصر.. ذلك الاختيار الذي جعلته ماجي مستحيلا.. ولكم من مرة حاولت إقناعي بالهجرة ولكني رفضت.. هل تصدق أنني قابلت ماجي عند الأستاذ ماكيلوب وكانت لم تتزوج بعد؟!.. لقد حدثت أشياء كثيرة وواجهنا أخطارا مروعة معا مما جعل روحينا تتمازجان أكثر من ذي قبل.. وللمرة الثانية انتزعتها من روحي كأنك تحاول اقتلاع ضرس سليم من فمك دون تخدير.. ما علينا.. المهم أنني قد عدت إلى شقتي الجميلة وبدأت في إجراء بعض التجديدات فمثلا قمت بتركيب ورق حائط وغيرت قطع الأثاث واستبدلت بالمصابيح العادية كشافات نيون أنيقة كما جرت الموضة في هذه الأيام.. إلا أن شعورا من عبثية الأمر كله ينغص على مشاعري.. من أنا؟.. وماذا أفعل؟.. وما الهدف من حياتي؟.. إنني- كعهدي - ذلك الذئب الوحيد الذي لا يملك أصدقاء ولا زوجة ولا أهلا إنهم يعيشون في عالمهم الخاص في كفر بدر ولا يعبئون كثيرا بمشاكلي.. طالما لم أختر الحياة معهم ويبدو أن رضا أخي بعد موضوع النداهة الذي حكيته لك قد صار يؤدي للأسرة كل ما تحتاجه مني.. لست إنسانا تعسا إلى الحد الذي قد تظنه لكني بالقطع لست إنسانا سعيدا.. ومحاولا إزالة هذه السآمة التي تخيم على روحي بدأت أتعرف على الجيران.. هل تصدق أن رفعت صديق صباك يتعرف على الجيران؟.. صدق كل شئ في هذا الزمن الغريب لأني لم أعد نفس الشخص البرّي الذي تعرفه.. وفي العمارة التي أعيش بها توجد عشر شقق مسكونة وخمس شقق مغلقة بالمفتاح.. هناك لواء شرطة قديم ربما كنت تعرفه اسمه محمد حليم يعيش مع زوجته بعد أن تزوج أبناؤهما جميعا.. وهناك مدرس مواد اجتماعية له أسرة كبيرة وهناك مهندس وزوجته وابنتاه وهناك طبيب آخر غيري.. الخلاصة أن كل الأسر أسر مصرية تقليدية جدا.. طيبون ودودون لكنهم لن يفهموني أبدا ولن يجود أحدهم عليّ بحديث ذكي ينعش روحي بعد كل الضغوط التي عانيتها.. شخص واحد أعتقد أن له أعماقا - وإن كنت لا أعرف كنهها- يعيش في نفس الطابق الذي أعيش فيه.. وهو شاب في الثلاثين من عمره.. صموت وحاد النظرات ولون بشرته غريب جدا وهو ضابط بحري - كما قال لي البواب- يعيش وحده ولا يصادق أحدا ولا يتحدث مع أحد.. وقد اعتاد أن يتغيب شهورا عن شقته ربما كان يقضيها على سفينة ما في عرض البحر يدفع قبلها الايجار مقدما ويترك مبلغا لدفع فواتير الماء والكهرباء مع البواب.. أعتقد أنني - لو استطعت كسر حاجز التحفظ - لربما وجدت لديه أشياء من الذكاء والثقافة.. لقد تعلمت دائما أن أحترم الصامتين وأرى فيهم أعماقا رائعة.. فإذا تكلموا اكتشفت أي مغفل كنته.. لكني سأحاول التعرف على هذا الفتى.. والآن لا أجد أخبارا أضيفها إلى خطابي.. لكني أطمع في رد مفصل منك يذيب حاجز المسافات والسنين.. ودمت لي..
المخلص: رفعت إسماعيل..
******************************
الإسكندرية في 30ديسمبر 1964
عزيزي رفعت:
تلقيت خطابك في سعادة لأنك لم تزل تذكرني بعد هذه الأعوام.. وأسعدني أكثر أنك لم تزل حيا بعد كل هذه المصائب التي تطاردك في إنجلترا ورومانيا وحتى في قريتك البائسة.. واضح من كلامك أن مصيبة أخرى لاحقتك في اسكتلندا الأمر الذي يقنعني أنك إنسان منحوس إن لم يبحث عن المشاكل فالمشاكل لابد باحثة عنه.. والآن اسمع كلامي يا رفعت.. كف عن الترحال لأن من رأى أكثر هو بالقطع معرض لأخطار أكثر.. لماذا لا تكف عن لعب دور الذبابة التي لا تستقر في مكان؟.. لماذا لا تصير كالآخرين؟.. لماذا لا تتزوج؟.. إن مشكلتك هي كونك-بصراحة- مغرورا.. ولأنك مغرور تحسب أنك أذكى من أن تعيش حياة الآخرين.. اسمع نصيحتي وحاول أن تبقى في بيتك وأن تتعرف على جيرانك الظرفاء وأن تشتري جهاز تليفيزيون مثلي لأنه أعجوبة حقيقية!.. أمامه نجلس أنا وسهام وأشرف ابني نشاهد العالم كله..ونحن آمنون في بيتنا.. أنا في أفضل حال والحمد لله.. لكن ينغص حياتي هاهنا تلك المشكلة التي نواجهها في مديرية الأمن وهي هذه السلسلة الغامضة من الجرائم الشنيعة التي لن أحكيها لك حتى لا تؤرق منامك.. لكن هناك شيئا واحدا أقوله لك: إنني أرتجف في كل ليلة وأسأل الله أن يحفظ أبناءنا وأحبابنا من هذه الأشياء المروعة.. أعتقد أنك لا تعرف شيئا عن هذا الموضوع لأنك في القاهرة أولا ولأن تعتيما إعلاميا مكثفا قد فرض على هذه القصة حتى لا تحدث ذعرا عاما.. أنا مشغول الآن.. لذا أستميحك عذرا في إنهاء خطابي وأنتظر منك خطابات طويلة ممتعة كعهدنا بك قبل أن تنسانا.. وشكرا..
أخوك: عادل توفيق
***************************************
القاهرة في 24دسيمبر1964
أخي (عادل):
إنني أتساءل عن حال الجو عندكم في الاسكندرية فالجو هنا عاصف والأمطار الرعدية لا تتوقف.. والبرد يكاد ينفذ للعظام فيجمد نخاعها.. أنا جالس الآن تحت الأغطية الثقيلة في الفراش.. وجو الغرفة دافئ خانق ملوث بالكيروسين بسبب تلك المدفأة اللعينة التي أهديتها لي منذ ست سنوات ويالها من هدية!!.. أرشف كوبا من الشاي الساخن وأدخن في شراهة كأن كل هذا الدخان لا يكفيني كي أختنق!.. لقد قرأت خطابك وقلت:مرحى!.. هاهو ذا صديق صباي قد نال رتبة عقيد ولم يعد لديه وقت كاف ليكتب خطابا محترما لأمثالي!.. ثم قلت لنفسي إن هذا الرجل مشغول ولديه أسرة وجهاز تلفزيون مما يجعل هذه السطور التي أرسلها تفضلا جما منه.. أما عني انا فليس هناك ما يشغلني سوى محاولتي التودد إلى الجيران وخاصة ذلك الشاب الذي حدثتك عنه.. إن هذا الشاب غريب جدا.. أكثر من مرة دخل شقته أمامي - أو سمعته يفعل- وأضاء نور الصالة فإذا ذهبت وقرعت بابه لم يفتح لي.. ستقول إنه يتهرب مني لنفور شخصي تجاهي.. ولكن من أدراه أنني أنا الطارق؟.. وفي كل ليلة - في منتصف الليل - أسمع صوت رتاج شقته يفتح وصوت خطواته على درجات السلم.. فأين يذهب في هذا الوقت؟.. ولماذا لا يطفئ أنوار شقته ما دام خارجا؟!..
إنني قد وجدت هدفا لا بأس به لحياتي ألا وهو مراقبة هذا الشاب وإماطة اللثام عن حياته الخاصة.. ولا أكتمك أن شعورا غامضا ينتابني بأن هذا الشاب يراقبني بنفس الحرص!.. لقد سأل البواب عني منذ أسبوع.. وقد أخبره الأحمق بكل شئ تقريبا عني وعن سؤالي الفضولي عنه ومنذ ذلك الحين رأيته يرمقني في اهتمام أكثر من مرة.. أغرب شئ يتعلق بهذا الفتى هو صفيحة قمامته الموجودة بجوار باب شقته.. أنا لست فضوليا بطبعي ولكن حين توجد صفيحة قمامة مليئة بتذاكر السفر المستعملة وكلها من وإلى الاسكندرية لابد أن تندهش.. لقد سافر هذا الفتى عشرات المرات إلى الاسكندرية في العام الماضي ولست أفهم لماذا لا يستخرج اشتراك سفر بالقطار يوفر ماله أو يسافر بسيارته (الشيفروليت) الزرقاء التي لم أره يستعملها إلا مرتين؟!.. لقد أطلت عليك في موضوع قد لا يعنيك بالمرة.. فاغفر لي ثرثرتي.. سلامي للجميع بلا استثناء..
أخوك: رفعت إسماعيل
****************************************
الاسكندرية في 27 ديسمبر 1964
عزيزي (رفعت):
من قال إن هذا الموضوع لا يعنيني؟.. إن حاستي الأمنية تتحرك.. وقد نجحت في إثارة فضولي بالفعل ويبدو أنك قد أردت ذلك دون مداراة.. إن هذا الجار يخفي سرا.. وهذا السر لا يمكن أن يكون شيئا مشروعا لأنني أشتم هذه الأمور عن بعد.. وأراهنك على ذلك.. حاذر من هذا الشاب.. إن هناك أمورا كثيرة لا أرتاح إليها في قصتك.. وإنني أرتاب!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة آكل البشر (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة آكل البشر
» أسطورة آكل البشر (2)
» أسطورة آكل البشر (3)
» أسطورة آكل البشر (4)
» أسطورة آكل البشر (5)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: