كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة وحش البحيرة (9)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة وحش البحيرة (9) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة وحش البحيرة (9)   أسطورة وحش البحيرة (9) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 4:59 am

9- إيوان فريزر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت وجبة طعام شهية تلك التي قدمها لنا السير جيمس بعد خروجنا من القبو وكانت إيريكا المسكينة تلتهم الطعام كالمسعورين في حين أخذت ماجي تعبث بالسكين راسمة أشكالا ما على حافة طبقها.. كانت شاردة الذهن تماما.. قال السير جيمس:
- كلوا هنيئا.. إنكم قد نجوتم بأعجوبة..
قلت وفمي ملئ بالطعام:
=غريب أنك لم تعرف شيئا عن هذا النفق..
- هذا طبيعي.. إن مخطوطات أسرتنا تتحدث عن عشرة أنفاق أخرى.. ولم تحدد أماكنها كما أنها لم تتحدث عن كنز مدفون في أحدها فعلام أضيع وقتي إذن؟..
رفعت ماجي رأسها وقالت:
- دادي..أين ذهب آنفريد؟..
- لم نجده.. فر الوغد ليلة أمس..
قلت في حيرة:
=ولكن كيف عرف أننا كشفنا أمره؟!..
- أنا..
قالتها ماجي في شئ من الخجل.. ثم مدت يدها إلى جيبها وأخرجت شيئا.. بطاقة صغيرة من الورق المقوى.. وقالت شارحة:
- لقد لاحظتها بالأمس عند نزولنا النفق.. لكني لم أعبأ بها..
آه.. إنها تلك الحيلة القديمة.. لقد دس الوغد هذه البطاقة في شق الحائط حتى إذا فتح أحدهم الباب سقطت البطاقة.. عندئذ إذا أراد دخول النفق ولم يجد البطاقة يدرك أن أحدهم اكتشف النفق والفتاة.. لهذا لم يقدم العشاء لإيريكا أمس.. كان على وشك نزول النفق حاملا عشاءها حين وجد أن الورقة غير موجودة.. فعرف أن أمره انكشف وولى الأدبار..
قالت ماجي:
- ولكن.. ما الذي سنفعله الآن؟!..
قال السير جيمس:
- هو لن يكف عن المحاولة.. لم يزل معه البوق والقلادة والحلم المخبول.. ولكني سأعرفكما الليلة على شخص نادر من نوعه..
*************************************
قال إيوان فريزر:
- إن عدد المعتوهين في هذا العالم قد فاق تعداد البشرية نفسها..
هز السير جيمس رأسه موافقا وقد بدا لي أنه لم يفطن إلى ما في هذه العبارة من إهانة مستترة للجميع بما فيهم هو نفسه.. واصل فريزر كلامه:
- خذ عندك هذا المعتوه انفريد الذي يعتقد أن كرامة أسلافه تتوقف على إلقاء الفتيات ليمزقهن هذا الوحش..
كان إيوان فريزر رجلا قوي العضلات أسمر البشرة له لحية شقراء مشعثة وخصلات ثائرة تحيط برأسه.. وكانت نظراته وقحة وصارمة إلى حد مزعج.. وكان يأكل في عصبية لا مبرر لها.. في وجبة العشاء قدمه لنا السير جيمس على أنه صديق قديم وأنه يجيد كل فنون الصيد.. لقد كان صياد أسماك قرش يوما ما.. وحيتان.. ونمور..
قال السير جيمس في انبهار كالأطفال:
- لقد اصطاد التماسيح.. وذهب للهند من أجل النمور.. واصطاد الأفيال من أفريقيا قبل أن تحرم السلطات صيدها..
- الواقع أنني لم أترك شيئا يمكن صيده إلا وحاولت..
ثم بدأ يحكي لنا بعض القصص عن صولاته وجولاته في أحراش إفريقيا وحقول السافانا وأعالي البحار.. لقد اصطاد كل شئ من العصافير حتى الحيتان وإن خبرته بالأسلحة والمقذوفات النارية لا تقدر بثمن.. وأنا لست غيورا.. لم أكن أبدا من هؤلاء الذين يحبون ألا ينصب الاهتمام على سواهم إلا أنني شعرت بغصة في حلقي وأنا أرى علامات الانبهار على وجه ماجي وهي تشرب كل كلمة وكل حرف من كلماته.. لقد حملها معه بكلماته إلى حوض الأمازون وإلى غابات الكونغو وسهول الصين.. وكانت تحلم.. لست غيورا أبدا.. لكني أمقت أمثال هذا الوحش السادي الذي يستمتع بتعذيب مخلوقات الله الجميلة.. فلا ينام قرير العين إلا بعد أن يتأكد أن حيوانا آخر لن يرى الشمس غدا..و.. ماجي تحب هذا.. كان يقول:
- إن هذا الوغد آنفريد يستحق أن يُمزق برصاصة ثم تُسحق جثته وتقدم لطعام الكلاب في حديقة داري!..
حتى في حماسته للخير يبدو شريرا كالشيطان ذاته.. كيف لم تلحظ ماجي والسير جيمس هذا؟!.. انحنيت نحو ماجي وهمست في أذنها:
=لماذا أحضر أبوك هذا السفاح هاهنا؟!..
لم ترد لأنها كانت منصتة له وقد التمعت عيناها وانفرجت شفتاها قليلا..
=ماجي..
التفتت إليّ في حيرة كأنني أيقظتها من حلم رائع.. وتساءلت:
- ماذا؟!..
=لماذا أحضر أبوك هذا السفاح هنا؟!..
- أعتقد أنه لا يوجد سوى تفسير واحد ولا أظنك بهذا الغباء.. والآن دعني أصغ لأن كلامه يثير اهتمامي بالفعل!..
ثم عادت تصغي لكلماته بكل جوارحها.. ارتشفت كوب العصير الذي كان أمامي وأنا أشعر أن كل عصائر الكون لن ينجح في إطفاء ظمئي وإزالة المرارة التي في حلقي.. وانتهى العشاء.. مسح إيوان فمه في فظاظة.. ثم أعلن أنه يجب أن ينصرف على أن يعود باكرا لمناقشة الأعمال كما قال.. وصافح السير جيمس وصافحني - بيد كأنها منحوتة من صخر- ثم تناول يد ماجي وانحنى يطبع قبلة عليها وعيناه لا تفارقان عينيها.. ثم انصرف.. قلت للسير جيمس:
=سير جيمس.. لا تقل إنك ستتفق مع هذا الحيوان على قتل وحش لوخ نس؟!..
- إننا لم نتفق بعد على شئ لكن قتل الوحش هو ما أريده منه فعلا..
=ولماذا؟!..
- هل لديك حل آخر؟!..
=نعم.. ما شأننا نحن بكل هذا؟!.. لم لا نبلغ البوليس وينتهي الأمر؟..
وضع يده على كتفي في صبر كأنه يعظ خاطئا في محراب وقال:
- إن قتل الوحش يعطينا فرصتين.. عصفورين بحجر واحد.. أولا هو سينهي سلسلة القرابين التي لابد أنها ستستمر طالما ظل هولثروب طليقا.. ثم إنه سيحقق حلمنا العتيد.. ستكون لدينا جثة لوخ نس كاملة سليمة كي يراها العالم ويشرحها العلماء ويحنطها أصحاب متحف التاريخ الطبيعي.. إن فريزر سيقدم لي مجدي العلمي وثمن صراعاتنا على طبق من ذهب..
=ولكن - حتى إذا قبلنا هذا - كيف يستطيع قتله؟!..
- تلك هي مشكلته..
ثم ابتسم وغمز لي وهو يخرج من القاعة:
- وثق بأنه سيجد لها مخرجا..
لم أحاول أن أجادل كثيرا لكني كنت أومن بأن وحش لوخ نس يستحق حياته بعد أن عاش ثمانية قرون حرا طليقا تمر به الأجيال.. ثم إنه ليس شريرا أكثر من أسد لا يأكل سوى اللحم ولا ذنب له في ذلك.. إذا ألقى أحدهم بإنسان إلى هذا الأسد والتهمه.. عندئذ هل نعاقب الأسد أم المجرم الذي هيأ له ظروف الافتراس كاملة؟!.. على أن هذا كله كان سابقا لأوانه لأني أشك في أن يكون هذا المدّعي قادرا على إيذاء ما هو أكثر شراسة من الأرانب البرية.. إنهم يحاولون صيد هذا الوحش منذ عام1933.. وكلهم فشلوا.. فما الذي يجيد إيوان فريزر عمله ويعجز عنه كل هؤلاء الذين سبقوه؟!..
في الصباح ذهبت لماجي في حجرتها.. كانت الحجرة مفتوحة.. وعلى المنضدة جلست ماجي وحول أذنيها شئ يشابه جهاز الهيدفون.. وأمامها أدوات نحت كاملة.. ومجموعة معقدة من الأسلاك وجهاز ميكروفون معلق على بعد سنتيمترات من فمها.. وكان هناك جهاز معقد يشابه أجهزة رسم القلب يخرج منه شريط طويل من الورق عليه خطوط متعرجة وما إن رأتني حتى رفعت كفها محيية دون كلام.. قلت في فضول:
=ماجي.. ما هذا الـ..
فأوقفتني بنظرة من عينيها.. وأشارت - بعتاب- إلى شريط الورق الذي أخذ يتحرك خارجا من الجهاز وعليه خطوط متعرجة ومتكسرة.. الآن فهمت.. إنها تجرب جهازا معقدا يحول ذبذبات الصوت إلى رسوم فونوجرام يسهل تحليلها وقياسها.. ولكن ما جدوى هذه التجربة وما الذي يدفعها في هذا الوقت لكي تتذكر أنها فيزيائية؟.. وهنا رأيتها تتناول شيئا طويلا أبيض كالبوق وتقربه من فيها ثم تنفخ فيه أمام الميكروفون.. لا شئ لا صوت.. إلا أن الشريط أخذ يزحف خارجا من الجهاز وقد امتلأ بالخطوط المتلاصقة.. مدت يدها إلى زر بالجهاز وأطفأته ثم نزعت الهيدفون عن رأسها وهي تتنهد الصعداء.. ثم صبت لنفسها بعض القهوة في الكوب وناولتني الترموس وكوبا آخر:
- اشرب!.. ساعد نفسك لأني مشغولة..
قلت وأنا أجلس وقد فهمت أن حظر السؤال قد انتهى:
=لا أريد.. والآن ما الذي تفعلين؟..
- كما ترى..
أمسكت بالبوق الذي صنعته بين أناملي وتأملته معجبا:
=إنه جيد الصنع..
- شكرا.. احترس حتى لا تتعثر في هذه الأسلاك..
=من أين جئت بالعاج الذي قمت بنحته؟..
- إنها قطعة أعطانيها إيوان أمس..
=ياله من لطيف!..
قصت ماجي قطعة الورق المرسومة عليها الخطوط الأخيرة.. ثم نهضت واتجهت إلى قطعة من الورق الشفاف مرسومة عليها خطوط مماثلة معلقة بجوار فراشها.. ووضعت القطعتين فوق بعضهما..
- ما رأيك؟!..
كانت الخطوط المتعرجة تتطابق تماما في الورقتين.. لكني لم أفهم شيئا فسألتها في حيرة:
=رائع.. ولكن ما معنى هذا؟..
فأفهمتني في حماسة:
- أن الورقة الشفافة تحوي ذبذبات الصوت التي كان يحدثها البوق القديم المسروق - بوق الفايكنج - أما الورقة الأخرى فتحوي ذبذبات بوقي الذي قضيت الليل أنحته محاولة الوصول إلى تردد وطول موجاته..إنهما يتطابقان تماما.. إن هذا يعني أنني أعدت صنع البوق الذي يستدعون به وحش لوخ نس..
=ولكن لا صوت له على الإطلاق..
- كلا.. إنها ذبذبات ذات تردد عال جدا يفوق قدرات الأذن البشرية لكن آذانا أخرى تسمعها..مثل صفارات الكلاب تماما.. إن وحش لوخ نس يعرف هذه الذبذبة وينتظرها..
=لو كان هذا صحيحا لاقتحم علينا الغرفة الآن وهو يبصبص بذيله كالكلاب فلابد أنك نفخت في هذا البوق عشرات المرات..
ضربتني بقبضتها في كتفي بدلال صائحة:
- لا تكن سخيفا.. إن مدى صوته لن يصل للبحيرة إلا إذا نفخنا فيه عند قلعة إيركهارت..
وتأملت البوق في انبهار شديد.. انبهار المثّال بتمثال رائع انتهى منه لتوه وقالت:
- هكذا يمكننا أن نستدعي نيسي وقتما يشاء إيوان كي يقتله.. لقد أنهيت مهمتي ولم يبق سوى نحت القلادة.. وفتحت كتابا أمامها أخرجت منه ورقة مرسوما عليها بالقلم الرصاص -عن طريق التظليل- نسخة طبق الأصل لقلادة الفداء المسروقة.. رسم خشن يصور تنينا يلتهم فتاة وهي تنظر إلى السماء.. وحولها حروف مزخرفة لا تنم عن ذوق جيد..
- رفعت!.. سأكون بحاجة لعونك فأنت تجيد الرسم والنحت.. علينا أن نصنع قلادة برونزية تماثل تماما هذا الرسم..
=بكل سرور..ولكن ما الداعي إليها؟!..
قالت وكلها دهشة من حماقتي:
- أحيانا لا أفهمك يا رفعت.. كيف يفترسني وحش لوخ نس إذا كنت لا أرتدي قلادة الفداء؟!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة وحش البحيرة (9)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة وحش البحيرة (8)
» أسطورة وحش البحيرة (10)
» أسطورة وحش البحيرة (3)
» أسطورة وحش البحيرة (4)
» أسطورة وحش البحيرة (5)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: