كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أسطورة وحش البحيرة (6)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

أسطورة وحش البحيرة (6) Empty
مُساهمةموضوع: أسطورة وحش البحيرة (6)   أسطورة وحش البحيرة (6) Emptyالأربعاء يناير 31, 2018 4:57 am

6- القبو..
ـــــــــــــــــــــ
جالسا بجوار (ماجي) في غرفة الجلوس في تلك الأمسية شعرت بدهشة غير عادية وانبهار لا حد له بها.. هذه الفتاة الرقيقة - أو المرأة الرقيقة - التي لم تزل متعلقة بي تخفي في أعماقها قوة هائلة لم أتخيل أنها لديها.. هي تعرف كل ما تعرفه ولم تخبرني به.. هي تدير مشروعا عملاقا لمراقبة قناة كاليدونيا بالموجات فوق الصوتية دون أن تثرثر عن ذلك طيلة الوقت.. هي شاهدت ذلك المنظر البشع على صخرة القربان ولم تنهر ولم تفقد عقلها.. غريبة أنت يا ماجي.. وإن غموضك ليفوق كل قدراتي على التوقع.. قلت لها:
=لماذا لم تخبريني؟..
- بماذا؟..
=بما قاله لي والدك اليوم.. عن الوحش..
قالت في حذر وهي تنظر لعيني نظرة ثابتة:
- حسنا.. ما الذي قاله لك بالضبط؟.. ما الحد الذي وصل إليه علمك؟..
مرة أخرى تثير إعجابي.. إنها تخشى أن يكون كلامي محاولة لجعل لسانها ينزلق.. المهم أنني شرعت - دون حذر- أخبرها بكل ما قاله لي السير جيمس وهي تصغي دون تعليق.. ثم سألتها في عتاب:
=لماذا لم تخبروا البوليس بما وجدتموه على الجزيرة؟..إنهم أقدر منكم على العثور على سارق البوق والقلادة؟..
ابتسمت في غموض وقالت:
- إن البوليس لن يعثر أبدا على السارق لأنه لم يترك أثرا..
=على الأقل يمكنهم مراقبة الصخرة لمنعه من قتل فتاة أخرى..
- رفعت.. أنت لا تفهم.. إن لدينا هدفا أكبر من كل هذا.. فلا تجعل أبي يندم على إخبارك بما لم يكن ينبغي أن تعرفه..
=حسنا.. لقد انتهت هذه العطلة وسأعود غدا إلى أدنبرة فلا دخل لي بمشاريعكم المريبة..
- لقد وعدتني أنك باق للأبد.. على الأقل تستطيع أن تظل معنا هذا الأسبوع.. لأن أبي لن يعود إلى داندي غدا.. ثق بنا يا رفعت.. ثق بنا!..
رجعت إلى غرفتي أذرعها هنا وهناك حتى توقفت أمام لوحة زيتية شنيعة معلقة فوق المدفأة تمثل راعيا يعزف لحن حب لحبيبته.. تأملت اللوحة هنيهة ثم استدرت.. وهنا تذكرت شيئا.. فعدت أتأمل اللوحة.. كأن يدا اعتادت ضغط اللوحة في هذا المكان مما أدى بالعرق والاحتكاك إلى ذوبان بعض من الطبقة الزيتية عليها.. لم أتردد ومددت كفي إلى نفس الموضع..وضغطت.. كان قابلا للانضغاط.. وسرعان ما شعرت أن رافعة ميكانيكية من نوع ما تتحرك.. وبرغم الصدأ والقدم المخيم على الموضوع كله انزاح الجدار الخلفي للمدفأة محدثا صريرا يؤلم الأسنان.. وتبدى لي ما يشبه البئر الذي نحتت درجات في جداره.. نظرت لماجي متسائلا.. لكن نظراتها كانت صريحة في دهشتها.. لم تكن تعرف شيئا عن هذا الباب السحري بالفعل..فقلت لها:
=إنه شئ نمطي جدا في القصور الاسكتلندية.. الباب السحري المؤدي إلى مخرج ما.. لكن هل يعرف أبوك به؟!..
هزت رأسها في حيرة وقالت:
- لا أدري.. أنا أعرف أن هذا القصر ملئ بالممرات السرية لكني لم أر أحدها من قبل..ياللغباء!..لقد أمضيت كل حياتي أتساءل عن سر هذا الكف على اللوحة.. لكني لم أحاول أن أضغط عليها ولا أعتقد أن أحد الخدم قد حاول..فقط بمنفضة غبار بالطبع..
انتزعت شمعة من الشمعدان قرب المدفأة وأشعلتها فقالت:
- ولكن إلى أين تظن أنك ذاهب؟..
قلت وأنا أدس جسدي في المدفأة:
=سؤال غريب..لست ذاهبا إلى ديزني لاند على أي حال..
قالت مرتاعة وجسدها يرتجف:
- أليس من الحكمة أن تنتظر حتى نخبر دادي؟!..
نظرت إليها نظرة ذات معنى وقلت:
=يا ملاكي..لست من هؤلاء الأشخاص أقوياء العزيمة الذين يجدون ممرا سريا في قصر اسكتلندي عتيق ثم يحجمون عن دخوله.. إن هذا أقوى مني..
- انتظر.. سألحق بك.. يجب أن أتأكد أنك لن تموت!..
=ولكن..
وقبل أن أفهم كنا قد دخلنا البئر -أنا وهي- ننزل الدرجات الصخرية وأنا أحاذر حتى لا يلتهم لهيب الشمعة أطراف ثوبها.. وكانت الدرجات قليلة لحسن الحظ.. وفي أسفل البئر كان هناك قبو طويل تفوح منه رائحة العطن و..كلانج.. ما هذا الصوت؟!..وما سر الظلام الذي ساد القبو فجأة؟.. نظرت ماجي لأعلى ثم قالت:
- لا شئ!.. لقد انغلق الجدار الحجري خلفنا!..
يالي من مغفل!.. لقد كان الباب يفتح لفترة محدودة ثم ينغلق بعدها.. لماذا لم أبقها في الخارج أو أضع شيئا يعوق انغلاق الجدار؟!.. إنهم يتذكرون هذه التفاصيل دائما في السينما لكنني لست بطل فيلم سينمائي لهذا لم أكن مدربا على ذلك.. والآن نحن أولاء واقفان في هذا القبو المجهول ولا سلاح لدينا ولا مصدر ضوء سوى هذه الشمعة..
=ماجي.. يا ملاكي.. أخشى أننا في مأزق حقيقي..
صفقت بيديها في مرح هاتفة:
- إنها أروع تجربة في حياتي!.. تخيل أنا وأنت في هذا القبو المرعب.. معا نتحسس الجدران ونرتجف.. ونمشي في الوحل بين جثث الفئران وعظام من سبقونا ثم يشتد بنا الجوع والظمأ.. عندئذ تتمزق أنت من أجلي.. وتخلع قميصك كي تسترني به من البرد.. ثم ينتهي بي الأمر وأموت بين ذراعيك.. أليس هذا رائعا؟!..
=يالك من بلهاء تماما.. إن للنساء قدرة غير عادية على العثور على الرومانسية في مواقف لا تعني للرجال سوى مصيبة..
- ثم إنك تموت بعد ساعات حزنا عليّ.. وتتحلل جثتانا وبعد مئات الأعوام حين يكتشف أحدهم هذا القبر سيجد هيكلين عظميين متشابكي الأكف.. عندئذ يحاول فصلهما فيستحيلان إلى تراب!..
=نعم.. مثل إزميرالدا وأحدب النوتردام..
- نعم.. هل قرأتها؟.. إنها مؤثرة إلى حد البكاء..
لم أعرف ما أفعله.. هل أخنقها أم أمزقها أم أكتفي بتوجيه لكمة إلى أسنانها؟.. قلت لها:
=لم يزل هناك بعض الوقت قبل هذه النهاية الرائعة لهذا أرى أن نتحرك الآن.. هذا المكان ليس شاعريا إلى درجة الموت..
قالت - وقد استعادت صوابها - وهي تنظر لأعلى:
- ولكن لابد أن هناك مخرجا من هذه الجهة..
=هذا معقول.. إن من يبتكر طريقة للدخول يبتكر طريقة للخروج..
وشرعت أنا وهي نتحسس حجارة الجدار حجرا حجرا ونضغط على كل نتوء وكل حجر يتحرك.. وخبطنا بكعوب أحذيتنا على كل رقعة في الأرضية وتسلقت السلم مرة أخرى كي أعيد استكشاف الجدار.. دون جدوى.. قالت ماجي وقد عادت الجدية لملامحها:
- لو بقينا في هذه المحاولات الخرقاء فسنموت حتما.. يبدو أنه لا مفر من السير في هذا الدهليز إلى آخره..
=ولكن الشمعة..
أخرجت منديلا حريريا من جيب ثوبها ثم بللته بلعابها بأن كورته وحشرته في فمها بضع دقائق وقربت منه لهب الشمعة فأخذ يشتعل ببطء بسبب البلل..
- هكذا.. والآن أطفئ شمعتك إلى حين الحاجة إليها..
قلت لها في انبهار:
=من علمك هذه الطريقة؟!..
قالت وهي تضع المنديل المشتعل فوق قطعة عظم:
- في الحرب العالمية الأخيرة كانت ربات البيوت في لندن وباريس - توفيرا للطاقة - يستعملن أوراق الجرائد المبتلة لإشعال الموقد.. وكانت جريدة واحدة تكفي لطهو وجبة لأسرة كاملة.. كان عمري ثلاثة عشر عاما وقتها..
=آه يا عزيزتي.. كيف أستطيع أن ألعب معك دور الرجل الذي يحمي في حين يبدو لي أنك من ستتولين حمايتي؟!..
في صمت شققنا طريقنا فوق أرضية وعرة.. وكانت هناك فئران تمرح في حرية تامة.. وبقع ماء آسن على الأرض يبدو أنها نتجت عن تراكمات الرطوبة عبر القرون.. سأظل أذكر ما حييت مسيرتنا الواجمة وهي تسبقني بخطوة حاملة المنديل المتوهج يلقي بظلال غامضة حولها- ولكم أخشى الظلال الغامضة - كأنها قادمة من عالم آخر تقودني إلى ما لم يره بشر قبلي.. هل كان دانتي اليجيري - الشاعر الإيطالي العبقري من عصر النهضة الذي كتب ملحمة الكوميديا الإلهية وفيها تخيل حبيبته بياتريس التي سبقته في الموت في سن الشباب تهديه في العالم الآخر وتريه كل شئ هناك - يشعر بنفس شعوري وبياترس تقوده في ظلمات العالم الآخر؟!.. وهنا بدأنا نلمح ما توقعته هي في مزاحها من دقائق.. عظاما آدمية ملقاة في إهمال بين الصخور مختلطة بعظام فئران.. لم أشأ أن أخبرها أن لهذا معنى واحدا: أنه لا يوجد مخرج من هذا القبو.. وأن هؤلاء التعساء قد حاولوا قبلنا وفشلوا.. التهموا الفئران حية والتهمتهم الفئران أحياء.. لا شك أن هذا القبو كان سجنا يلقى به أعداء الإقطاعي مالك هذه القلعة حتى يتعفنوا أحياء.. لكن ماجي كانت ذكية.. ذكية إلى حد مرعب.. لهذا قالت في كآبة:
- هل تعرف ما أظنه؟..
=نعم..
- إننا لن نخرج أحياء من هذا القبو!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
أسطورة وحش البحيرة (6)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسطورة وحش البحيرة (3)
» أسطورة وحش البحيرة (4)
» أسطورة وحش البحيرة (5)
» أسطورة وحش البحيرة (7)
» أسطورة وحش البحيرة (8)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: