كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (3) Empty
مُساهمةموضوع: 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (3)   25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (3) Emptyالأربعاء فبراير 07, 2018 5:33 am

- 5-
قال بيل وهو يشعل سيجارة - إنه في الثانية عشرة من عمره لكنه كما قلنا من قبل مشروع سفاح- :
- إليك قواعد اللعبة يا أصفر.. أنت وحدك داخل البيت حتى الصباح.. وبعدها نجئ لنحررك ونعترف بأن لك أحشاء..
في تحد قال إيجور وهو يصلح من شأن ثيابه:
- لن أقبل قواعدك.. وسأعود لداري..
نفث بيل الدخان في وجهه وناول السيجارة لذئب من الواقفين حوله ليكملها ثم قال ساخرا:
- ليكن يا أصفر.. كنت دوما أقولها: إن البولنديين جبناء كالفئران.. ستعود لدارك سالما لكن الناحية كلها ستعرف مدى جبنك غدا..
- سأشكوكم لمدير المدرسة..
- لن تستطيع لأنك ستكون وقتها كالفتيات اللواتي ما إن يشد أحد ضفائرهن حتى يسرعن مولولات إلى أمهاتن.. أنت لم تنحدر لهذا بعد ولابد أن لديك بعض الرجولة تحت هذا المظهر الناعم الخامل..
كان يقولها وأفكاره تدوي في ذهن إيجور:
- لن يقبل.. أنا أعرف هذا.. إن هذا أقوى منه..
عندئذ وعندئذ فقط رفع إيجور رأسه في شمم وحرر ذراعه ممن يمسكونه وقال:
- كيف تدخل لهذا المكان؟..
************************************
- الأمر سهل يا إيجور حيث توجد نافذة خلفية واطئة تسرب الصدأ لمفاصلها فلم تعد تنفتح إلا في وجود خمسة رجال أقوياء يتعاونون معا.. ونحن خمسة.. سنفتح لك النافذة لتدخل منها لكننا سنرحل.. وسيكون عسيرا بل مستحيلا عليك أن تفتحها.. لا داعي للقول إن كل الأبواب والنوافذ مغلقة بإحكام من الخارج.. هاهاهاهاهاهاها.. والآن خذ هذه الشمعة وعود الثقاب معك وبالطبع لن نترك لك طعاما أو كتبا تقرؤها لأننا لا نتوقع أنه سيكون عندك وقت لأي شئ عدا الصراخ..
***************************************
تسلق إيجور حاجز النافذة المغبر وشعر بخيوط العنكبوت تلف وجهه بشبكة محكمة فراح يسعل ويبصق.. ومن خلفه سمع صوت النافذة تنغلق ببطء وبصعوبة وإصرار لا يتزحزح من عصابة بيل..
- حظا سعيدا يا إيجور..
- لا تنظر وراءك فلربما كان المنظر مرعبا..
- لا تستسلم للنوم.. هاهاهاها.. فالنائمون هدف سهل..
جميع أنواع الضحكات الساخرة: هي هي هي.. و هاهاهاهاها و نيانيااااه وياهااااااه وهؤهؤهؤهؤ..
لكن وسط الضحكات يسمع إيجور بوضوح أفكار أحدهم تتردد في الظلام:
- لقد وقع في الشرك.. عند منتصف الليل يأتي دورنا كما حدث مع ذلك المكسيكي في الشهر الماضي..
ظلام دامس في الداخل.. لكن صبرا حتى تتعود عيناه فليس من الحكمة تبديد الشمعة من الآن.. لابد أن هذا موعد العشاء في داره ولابد أن أمه تتساءل في حنق عن أين ذهب ذلك الوغد الصغير.. تتساءل في حنق لكن دون قلق حقيقي.. في الصباح ينال بعض الصفعات والركلات لكنه لن يبوح بسر ليلته فلقد وعد عصابة بيل بذلك.. كان واثقا من عدم وجود شئ.. فهو لا يؤمن بالأشباح.. لكنه يهاب خياله الخصب حقا فهو عدوه الحقيقي.. وكان هذا الخيال قادرا على جعله الآن يرى ألف شبح ويشم ألف جثة متعفنة في المكان..
لكنه حين اعتادت عيناه الرؤية أدرك حدود الأشياء وعرف أنه يقف في غرفة كرار تناثر فيها غبار الأعوام ونسيج العناكب.. بمعجزة يتحول هذا الشبح الذي فتح ذراعيه إلى مشجب قائم.. ويتحول هذا الشئ الواقف ينتظره إلى صندوق قديم.. مشى في تؤدة بين "صرير الأرضية هذا" قطع الأثاث المهملة وهناك فأر ينسل مذعورا من أمامه وأخيرا وصل لمقبض الباب فأداره.. المزيد من الصرير.. يوجد مكان متسع أمامه لكنه لا يدري ما هو فربما هو صالة أو "هل هذه حقا رائحة عطن عادية؟" غرفة جلوس.. يبدو أن أوان الشمعة قد حان.. أين الثقاب؟.. الشمعة تشتعل و..
- أخيرا.. رجل شجاع بعد هذه الأعوام..
من قال هذا؟.. ثمة من يفكر ها هنا.. لقد سمع الصوت واضحا في ذهنه تماما ومعنى هذا أن هناك من يفكر في الجوار ولكن من؟.. لا يوجد أحد ثم ما معنى العبارة؟.. للمرة الأولى بدأ يشعر بالرعب.. شعر رأسه يتصلب وتحولت قدماه لعودين من المكرونة المسلوقة.. لكنه واصل التقدم عبر الصالة الواسعة.. ثمة من يقف وراءه.. أدار رأسه فلم ير أحدا.. واصل المسير ببطء شديد.. لماذا لا ينتظر هنا حتى الصباح وينتهي الأمر؟.. لا يدري.. إن فضولا جامحا راح يحركه كي يتفقد البيت وليته ما فعل..
- إنه صغير السن لكنه شجاع حتما..
التفكير مرة أخرى.. تبا.. هذه البقعة السوداء على الجدار تشبه ما يمكن أن يحدث لو أن هناك من سكب زجاجة حبر ولكن.. ألا تفهم معناها؟.. إنها بقايا دماء.. بقايا المذبحة التي حدثت هنا منذ عشرين عاما.. أحس بالقشعريرة.. الخوف الحيواني غير المبرر يتسرب لروحه فراح يردد بالبولندية لنفسه:
- لن تخاف.. لن تخاف..
كان هذا حين بدأ صوت الجرامافون يتردد.. سمع المقطع الأول من أغنية قديمة تعود لعشرينات القرن فوثب للوراء مترين..
- لن تخاف.. لن تخاف..
نعم لن يخاف لأنه خائف بالفعل.. إن الصوت قادم من القاعة التالية.. كالمسحور يمشي لهناك والشمعة ترتجف في يده فيرسل لهبها ظلالا جهنمية في كل مكان.. وحين اجتاز الباب رأى جهاز الجرامافون العتيق على مكتب أكثر قدما وقاعة هي أقرب لغرفة جلوس واسعة بها أثاث كثير مغطى بملاءات صغيرة وكان الجرامافون يدور باعثا أغنية شجية الصوت.. لقد كانوا على حق.. يوجد شبح في هذا البيت.. لو لم يكن هناك شبح فمن هو هذا الكهل الذي يرتدي روبا ويجلس على الأريكة يدخن مسترخيا؟..
**********************************
لم يكن شبحا ضبابيا ككل الأشباح التي تحترم نفسها بل كان تجسدا ماديا كاملا لكنه لم يكن يترك ظلا.. وحين تأمله إيجور جيدا أدرك أن رأسه مهشم وأن خصلات شعره قد اختلطت بالدماء المتجلطة لكن وجهه كان حكيما هادئا وكان يرمق إيجور بعينين شفافتين صادقتين.. وتنهد الصبي وانتظمت ضربات قلبه.. برغم كل شئ ليس الأمر مرعبا لهذا الحد..
- تقدم يا إيجور ولا تخش شيئا.. إنني جالس ذات الجلسة أصغي لذات الأسطوانة التي كنت أصغي لها حين توفاني الله.. ومعذرة على عدم نهوضي لك لأن كاحلي يؤلمني كما تعلم..
صاح إيجور في هلع وهو يتقدم برغمه نحو الجالس:
- هل.. هل تعرفني؟..
- إن الأشباح تعرف كثيرا يا بني وكذلك أنت.. إن لك موهبة الشفافية لهذا يصير التفاهم بيننا ممكنا لا كالآخرين..
- هل هناك آخرون؟..
- كثيرون منهم.. لكننا نكتفي بإرعابهم حتى لا يزعجونا.. من الصعب أن يحكم على المرء بالجلوس هكذا ليوم القيامة ثم يكون عليه أن يتحمل فضول الفضوليين وسفه السفهاء.. تكفي المرء مشكلة واحدة في حياته وبعد مماته لكن دعني أصارحك إنني أمقت الزحام..
خطر لإيجور هنا ما قاله الكثيرون ممن رأوا الأشباح إن الأشباح تبدو حقيقية أكثر من اللازم وليس لها هذا الحضور الطيفي الذي تظهر به في السينما.. وهنا ظهرت الزوجة.. قادمة من المطبخ كما هو واضح لأنها تلبس مريولة وتحمل المغرفة في يدها.. الظريف هنا هو أنها كانت بدون رأس فالرأس أطاره الفأس يوما ما منذ عشرين عاما..
- هيه يا هنري.. يبدو أن لديك ضيفا هاهنا..
- ضيف غير عادي على العشاء يا ماري.. نحن لا نرحب عادة بالضيوف لكن هذا الصبي يختلف.. إنه شجاع وشفاف يا ماري.. إنه قادر على مساعدتنا..
هتف إيجور في هلع وهو يتراجع للوراء خطوة:
- أساعدكم؟.. كيف؟..
- بالطبع يا إيجور.. إن الأشباح مخيفة لكنها لا تملك سوى القليل جدا مما تستطيع فعله.. إنها تكتفي بالظهور وإطلاق الصيحات وربما تحريك الأثاث لكنها عاجزة عن فعل ما هو أكثر ونحن في مشكلة يا إيجور.. لقد قتلنا.. وقتلنا بطريقة بشعة.. يبدو لي أنك تعرف الكثير عن الموت برغم سنواتك العشر..
- أعرف الكثير..
- إن قانون الأشباح صارم يا بني.. ما دام قاتلنا طليقا وحيا فإن الراحة الأبدية ليست من حقنا وعلينا أن نتجول في هذا البيت حتى يوم الدينونة..
- إذن قاتلكما ما زال حيا؟!..
قالت المرأة وخيط الدماء ينساب من عنقها ليغرق الأرضية وأدرك إيجور هنا أن هذا يعود لتجدد الذكريات الأليمة في ذاكرتها:
- بالتأكيد.. إنه سفاح مخبول يدعى جيروم سلفستر وهو سائق شاحنة يتنقل باستمرار بين الولايات وهو لم يكف عن ممارسة القتل للتلذذ لكنه تعلم شيئا: تعلم دفن ضحاياه حتى لا تجدهم الشرطة وهناك أكثر من عشرين مفقودا ومفقودة هو المسئول عن رحيلهم..
جلس إيجور للمرة الأولى على أريكة غير مبال بطبقات الغبار التي تكسوها.. وقال مفكرا في حقيقة أنه يجري هذا الحوار مع شبحين لزوجين هلكا منذ عشرين عاما:
- ولماذا لم تحاولا الوصول إليه للانتقام ما دمتما تعرفانه وتعرفان مكانه؟..
قالت الزوجة بصوتها الذهني وهي تضع أسطوانة جديدة في الجرامافون:
- قلت لك إن الأشباح تملك القليل مما تفعله وقد تعود سلفستر على أشباح ضحاياه حتى إنه لم يعد يهتم بها ولم تعد تخيفه..
- وأين هو الآن؟..
- في ألاباما وهو في الخمسين من عمره لكنه بصحة جيدة وهو يبحث الآن عن ضحية الفأس القادمة..
- وكيف أساعدكما؟..
- سنقول لك كيف..
- أنا لا أريد صفقة لكني أطلب منكما خدمة مقابل ما سأقدمه لكما..
- أي شئ؟..
- إن عصابة الأوغاد التي قادتني لهنا عائدة عند منتصف الليل لغرض لا أدريه وسيفعلون معي ما فعلوه مع المكسيكي الشهر الماضي.. هل كان هناك مكسيكي هنا؟..
قال الزوج:
- آه.. لقد فعلوها ثلاث مرات.. إن هؤلاء الصبية لا يؤمنون بوجود الأشباح لهذا كانوا يقودون صبيا منهم لهنا مثل ذلك الصبي المكسيكي ويدعونه يقضي ليلته وحيدا وعند منتصف الليل يتسللون لداخل البيت لإرعابه وثق بأنهم ينجحون في ذلك..
وقالت الزوجة في إشفاق:
- في المرة الأخيرة قاموا بوضع جوال على رأس هذا البائس ثم علقوه للسقف بخطاف وراحوا يضربونه على فخذيه والصبي يصرخ ويولول ظنا أن الأشباح هي التي تضربه.. يالها من قسوة..
أضاف الزوج:
- في الصباح يطلقون سراحه بعد أن يصيبه الذعر بنوع من الخبال.. في العادة يظل صامتا فلا يعرف منه أحد أي شئ عن ليلته الرهيبة..
قال إيجور في غيظ وهو يتأمل الغرفة:
- وأنتما؟.. ألا تتدخلان؟..
- نحن لا نبالي بسخافات الصبية هذه.. نحن نهتم أكثر بالعائلات التي تحاول استئجار البيت أو المتسكعين الذين يتسللون للداخل..
- لكن هذه قسوة..
- حين يطير رأسك بالفأس يا بني لا تصير هذه الأشياء قاسية جدا بالنسبة لك..
قالتها الزوجة بلهجة لوم لم تغب عن إيجور فقال وهو ينهض وقد بدأت الفكرة تكتمل في رأسه:
- يا سيد وسيدة كيلي.. أنا بحاجة إليكما لتأديب هؤلاء الأوغاد.. ستكون هذه هي الخدمة التي أريدها..
وعلى شفتيه تلاعبت ابتسامة شيطانية..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (1)
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (2)
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (4)
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الأول (1)
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الأول (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: