كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الأول   24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الأول Emptyالأربعاء فبراير 07, 2018 5:13 am

1- خطاب جديد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما زلنا إذن في العام 1969.. وما زلت إذن في داري أتسلى بمطالعة كم الخطابات الهائل الذي بدأ يصلني من بقاع المعمورة.. خطابات كتب بعضها بحروف تتجه من اليمين إلى اليسار.. وبعضها يتجه من اليسار إلى اليمين.. وبعضها يتجه من أعلى إلى أسفل.. وبعضها يشع من نقطة واحدة في المركز.. خطابات لها رائحة البارفان الأنثوي أو لوسيون الحلاقة الرجولي أو تبغ الغلايين أو البصل أو رائحة الخفافيش الميتة أو رائحة عرق مصاصي الدماء أو رائحة عصير القصب أو رائحة لبن الماعز المختمر أو الفودكا!.. الخطاب الذي توقفت عنده اليوم له طابع القصة.. ويحمل رائحتها.. لهذا هو قصة اليوم.. وهو يتلخص في مفكرة مهترئة صغيرة الحجم وورقة واحدة تم طيها بحيث تحيط بالمفكرة.. والورقة تحوي السطور التالية بالانجليزية:
عزيزي د.إسماعيل:
هذه المفكرة تحوي الأحداث المريبة والمفزعة التي وقعت شمال اسكتلندا في الفترة من22/11/1967 إلى 2/1/1968.. وأنا على يقين بأنك واجد فيها ما يثير شغفك واهتمامك ولربما أكثرت من الأسئلة فأمعنت فيها.. ولربما وجدت إجابة ولربما لم تجد.. كل هذا لا يهم طالما أنك قد شعرت بتلك الكهرباء المقدسة تزحف على مؤخرة عنقك وتسلبك القدرة على النوم.. وطالما انفتحت أبواب موصدة في خيالك حسبت أن مفاتيحها قد ضاعت منذ زمن سحيق.. عندئذ ستدخل.. ولسوف يملؤك الفرق.. بعدها تشعر بتلك اللذة الحريفة.. اللذة المريرة القادمة من أعمق آيات الرعب.. ولتحتفظ بالمفكرة يا سيدي العزيز كما تشاء بعد أن تفرغ منها.. فأنت على ذلك أقدر وبه أجدر.. أما أنا فكفاني ما لاقيت مع هذه السطور الدامية.. فأنا أعرف أنني لن أجد في نفسي حاجة إلى هذه المفكرة مرة أخرى.. المخلص:س.ب
هكذا فحسب!.. واضح أن هذا الأخ (س.ب) غير مولع بالثرثرة وإن كانت إنجليزيته راقية إلى حد لا شك فيه.. وخطه جميل صناعي من النوع الذي لا يخرج إلا من آلة أو إنسان يملك يد آلة.. أعددت لنفسي قدحا من الشاي الردئ وعدت إلى مقعدي الوثير وبدأت أتفقد - بأسلوب الفر المعروف - صفحات المفكرة.. كانت في حالة سيئة في الواقع وقد تناثرت البقع في أرجائها وأزالت كثيرا من الحبر وجعلت الصفحات تتجعد في مواضع عديدة.. وجدت بعض عبارات أثارت شغفي لكنها - كما يحدث في هذه المواقف - كانت تتراءى لعيني في لمحة فإذا حاولت الرجوع إلى موضعها وجدت هذا مستحيلا.. "كان الخطر قادما..".."الموتى العائدون".. "ولكن الجثة لا تفزعني.."إلخ.. إذن فلنحاول أن نقرأ بهدوء أكثر.. في الصفحة الأولى - باطن الغلاف بمعنى أدق- كانت هناك العبارات التالية:
مجموعة النداء الأولى: أرتميس - كاسيس - هرملاكايوس.. ثم بيركادوس (أربع مرات)..
مجموعة النداء الثانية: أشيوست ديمترا - إرسادوك (في وجه القمر).. ثم "إينياس" تعمل وحدها دون معين.. ثم ملحوظة عابرة كتبها صاحب المفكرة الأحمق:
- لا تحاول ترديد هذه العبارات بصوت يعلو على صوت وجدانك إلا بنية الاستعمال فيما عدا ذلك تتم القراءة سرا وبالعينين فقط..
هنا - أصارحكم يا إخواني - بدأ الفأر يلعب في عبي.. والشعيرات إياها على ساعدي تنتصب.. هذه تعويذات لا شك فيها.. ومذاقها يوحي - كما هي العادة - بالشياطين والعياذ بالله.. ربما هي لاستدعائها أو الفرار منها لا أدري بالضبط.. لكني على كل حال لم أعد مستريحا في جلستي.. ولكم أن تفهموا ذلك.. منذ متى يوجد هذا الركن المظلم في صالة داري؟.. إن إضاءة شقتي ليست على ما يرام أبدا.. أضف لهذا أن هذا التمثال الصغير الموضوع جوار باب غرفة النوم لا يبدو جميلا.. يخيل إلي أنه يراقبني بشكل أو بآخر.. ثم إن.. لحظة!.. هل سمعتم هذا مثلي؟.. ثمة شخص يتحرك في المطبخ.. لا شك في هذا.. إن أعصابي توشك أن تحترق تماما.. والسبب بالطبع هذه الكلمات اللعينة ذات المذاق الغامض.. والغموض مرعب دائما ومنذ أن اصطك الانسان هذه الكلمة.. إن هناك حلا واحدا يضمن لي سلامة قواي العقلية وأنتم جميعا تعرفون هذا الحل.. نعم.. هو كذلك!..
*********************


- بسم الله الرحمن الرحيم!.. قد عاد الكابوس الحي!..
هتف عزت جاري العزيز في هلع وهو يفتح الباب ليراني واقفا على باب الشقة حاملا المفكرة في يد وكوب الشاي في يد وأحاول أن أبتسم في تودد..
- هل لديك كائن بروتوبلازمي آخر يا جلاب المصائب؟..
قلت له في رقة وأنا أدخل شقته:
=ما هذا الهراء يا عزت؟.. نحن الاثنان جاران.. وكلانا وحيد كالمجذوم.. برغم هذا لا نرى بعضنا إلا لماما.. لماذا لا نعيد تجديد صلاتنا من حين لآخر؟..
- جئت متوددا إذن لا مهددا؟..
=جئت أخا..
- في منتصف الليل؟..
=إنما نحن طفلا الليل التوءمان..
- إذن اجلس عليك اللعنة..
وجلست.. هذا هو كل ما أصبو إليه.. دفء الصحبة الآدمية وأنفاس شخص أعرف يقينا أنه ليس شيطانا ولا جنيا ولا مصاص دماء ولا مسخا ولا مذءوبا.. صحيح أن عزت يبدو كهذا كله لكنه مظهره الذي لا ذنب له فيه.. الآن أستطيع قراءة تلكم المفكرة في هدوء.. لكن عزت لم يكن غرا ساذجا ولم يكن ليفوت الفرصة الثرية التي قدمها له القدر بعد منتصف الليل.. وهكذا شرع يثرثر عن عبقريته وعن أعماله الفنية الرائعة حتى تمنيت أن أدس إحدى هذه التحف في حلقه ليخرس تماما.. لهذا قلت له في فتور:
=عزت.. لماذا لا تنهض وتمارس عملك؟..
- لن أتركك تشعر بالسأم..
=كيف أشعر بالسأم وأنا أرى ميلاد عبقرية أمام عيني؟..
- ربما أنهض.. ولكن بعد قليل..
عليه اللعنة!.. لن أتخلص من هذا اللزج أبدا.. كأنه ليس من أبسط حقوقي البشرية أن أذهب إلى شقة جاري بعد منتصف الليل لأقرأ ما أريد عنده!.. هنا مال ليرى المفكرة.. وفي فضول تساءل:
- ما هذه؟..
=يخيل إليّ أنها مفكرة..
- رد ينم عن ذكاء.. دعني أرها..
ومد يده وأمسك بها وراح يتصفحها.. لحسن الحظ أن إنجليزيته رديئة جدا برغم كثرة من يلقاهم من أجانب.. نهضت أتفحص تمثالا مرعبا في ركن الغرفة يمثل رجلا يتألم وهو يحاول أن يفقأ عينه بدبوس..
=موضوع غريب بعض الشئ يا عزت؟..
- هذا أوديب يا رفعت في قمة مأساته..
=أعرف هذا.. لا يوجد أناس كثيرون من هواة فقء عيونهم الخاصة في هذا العالم.. لكنه موضوع شاذ..
- ليس أكثر شذوذا من هواياتك الخاصة.. تأمل هذا الهراء الذي تقرؤه..
وراح يتلو بالإنجليزية الرديئة بعض العبارات:
- مجموعة النداء الأولى: أرتميس- كاسيس-..الخ..
كنت أتأمل أنا التمثال في فضول وأدور حوله وقد هالني مدى قبحه وبشاعته لهذا لم أعط اهتماما لما يقوله عزت بصوت عال وبلهجة خطابية مزعمة..
- إينياس تعمل وحدها دون معين.. ملحوظة لا تحاول ترديد..
وهنا انتبهت إلى ما حدث.. رفعت عينين مشدوهتين إلى عزت لأجده منهمكا في القراءة وهو يؤرجح رأسه يمينا ويسارا ليبدو ظريفا.. قاطعته بصوت مبحوح:
=عزت.. أ.. هل قرأت الأسماء كلها؟..
- هه؟.. طبعا..
=بـ.. بصوت مسموع؟..
- ماذا تعني؟..
=لا شئ.. لا شئ.. كنت شارد الذهن لا أكثر!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الرابع
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الخامس
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل السادس
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل السابع
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثامن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: