كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر Empty
مُساهمةموضوع: 23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر   23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر Emptyالإثنين فبراير 05, 2018 2:27 am

10 - مواجهة في اللابيرنث ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح الخير .. رفعت إسماعيل قد صحا من النوم وأعد لنفسه بعض البيض المسلوق وكوب شاي وجلس يلتهم كل هذا .. إنها الواحدة ظهرا .. أعرف هذا .. لأنني سهرت كثيرا كعاشق ليلة أمس مع الأخ كوبرانوس وقبوه .. على كل حال في سن المعاش لا يعود النوم حتى الظهر جريمة يعاقب عليها القانون أو تؤدي إلى وفاتك وجوع أطفالك وطلاقك .. دعونا نستكمل الآن هذه الأحداث .. أين كنت؟ .. ما هي آخر عبارة ترجمتها؟ .. هذه العظمة جديدة؟ .. لا لا .. تجعلهم أكثر تيقظا؟ .. هذه هي .. إذن فلنواصل السرد ..
***********************************
رسمت سهما بالطبشور على الجدارثم بدأت أمشي عبر الممر الأيسر .. بقعة من الضوء تدنس حرمة ظلمات دامت قرونا .. من جديد أشعر بأن الجدران تعاديني وأنها تحاول فهم من أكون .. بينما وقع خطواتي على الأرض غير المرحبة يصارحني كم أنا وحيد .. أرسم سهما آخر ثم آخذ انحناءة يمنى .. لم أحاول يوما أن أتخيل شعور الخرزة البيضاء في المتاهة التي يلهو بها الأطفال .. إن الأمر يبدو سهلا حين ترقبه من أعلى .. عندئذ تفهم مدى وضوح الأمر ومدى تخبط الخرزة وقراراتها الخاطئة على الدوام .. ما أمس حاجتي إلى أن أعلو .. أعلو لأرى هذه المتاهة من المنظور الذي يسميه المهندسون عين الطائر .. لو ارتفعت أكثر لرأيت المتاهة أوضح .. ولو ارتفعت أكثر لرأيت الكرة الأرضية أوضح .. كان العلو يرتبط بالحكمة ويرتبط بوضوح الرؤية .. لهذا لن يدهشني لو أن الملائكة تعرف عنا كل شئ .. ونبدو لها نحن البشر كائنات متخبطة تحبو هلعى في متاهة عاجزة عن رؤية الطريق السديد .. تبا لشرود ذهني .. ليس الوقت مناسبا بحال .. علامة أخرى بالطبشور .. لابد أنني قد توغلت كثيرا لأنني أمشي منذ ربع ساعة ..
*************************************
هل مشت قدما ثيذيوس فوق هذه الأحجار يوما؟ .. لا أدري .. لكن هذه الأحجار لامست بالتأكيد قدمي مئات من فتيان وفتيات أثينا .. أقدام بضة خائفة .. وأقدام عضلية متوجسة داست هنا قبلي .. وكلهم رأى المينوتور في اللحظات الأخيرة .. أنا أختلف عنهم جميعا إذ أحمل قطعة طبشور وكشافا وبندقية ..
*******************************************
ولكن هل يمكن لوحش أن يعيش ثلاثين قرنا؟ .. علامة أخرى بالطبشور .. لم لا؟ .. إننا لم نر وحوشا كثيرة تجمع ما بين الثور والإنسان ..ولا يوجد ما يمنع من اجتماع غرابة المظهر مع غرابة دورة الحياة .. ولا مانع من أن تصحب التشريح الغريب وظائف أعضاء أغرب .. فإذا كانت بعض السلاحف تعيش قرونا وبعض الذئاب يعيش يوما فأي شئ نعرفه؟ .. وما هي القاعدة؟ .. إننا نجهل كل شئ عن أي شئ؟ ..
****************************************
ولكن .. ماذا يفعل الآخرون الآن؟ ..
****************************************
أرى بعين الخيال باسيلوس يتفقد ممراته وقد فرد قامته ليوحي لنفسه بالثقة ولسان حاله يقول (هذا المينوتور لا يليق بي) .. وأراه يشعل سيجارة ثم ينظر لساعته .. فيما بعد عرفت أن ياني صاحب الخان اجتاز عدة ممرات راسما علامة الطبشور .. وفجأة وجد نفسه في ممر يقف في منتصفه شخص منحن يشعل سيجارة وعرف أنه باسيلوس .. لقد تلاقت الممرات .. وتقلصت قبضته على البندقية .. تذكر إيزبيا ..
رآها تسير في جنح الظلام دامعة العينين كسيرة الفؤاد بعدما تسلى أحد الأوغاد بقلبها .. القلب الذي لم يمنح لأحد من قبل .. أخذه باسيلوس ثم ألقاه كما يلقى بعود الثقاب الآن .. وهناك سارت وكان المينوتور ينتظرها .. وفي هدوء رفع فوهة البندقية وصوبها نحو مؤخرة رأس الشيطان القادم من أثينا .. لا شهود هنالك .. ولئن هلك كلاهما فلن يعرف أحد بما حدث .. ولئن عاش ياني فقد قضى التيه أو المينوتور على الأثيني الوسيم .. ضغطة واحدة من أجل إيزبيا .. واحدة فقط ..
*****************************************
ستافروس كان يدندن لحنا حزينا .. ولقد تساءل مرارا عن جدوى كل هذا .. عن جدوى الحياة أصلا .. لقد ماتت إيزبيا ولن يجديها الانتقام من المينوتور الأصلي الذي افترسها ولا من المينوتور الآدمي الذي حطم أحلامها .. ربما واحد فقط يستحق الموت هو ستافروس الذي لم يستطع أن يدافع عن حبه .. علامة طبشور أخرى ..
ارتجفت يد ياني على الزناد .. وسمع باسيلوس يقول دون أن يدير ظهره له:
- هيا .. لم لا تفعل؟! ..
أنزل ياني فوهة بندقيته وقال:
- لا أستطيع ..
- ولم لا؟ ..
- لا أدري .. وددت لو قتلتك ألف مرة .. لكني لا أستطيع ..
استدار باسيلوس ببطء والسيجارة تتدلى من شفتيه وقال وهو يضع بندقيته أرضا:
- أنت لم تقتل رجلا من ظهره من قبل ..
- لم أقتل أي رجل .. لا من ظهره ولا من وجهه ..
- إنني ..
وقبل أن يكمل عبارته أحس الرجلان أن السقف ينهار فوقهما .. أما ياني فتذكر على الفور مغامرة نيقوس وتذكر أن المينوتور يمشي على السقف والجدران كسحلية .. إذن كان الشئ فوق رأسيهما طيلة الوقت .. وقبل أن يفهم ما يحدث .. رأى عملاقا هائلا مغطى بالشعر يقف أمامهما .. ارتفاعه أربعة أمتار .. ورأسه رأس ثور غاضب .. وذراعاه تكادان تنفجران من العضلات المتزاحمة .. قال باسيلوس شيئا ما قبل أن يغيب رأسه بين فكي الثور العملاق .. ورأى ياني غير مصدق الوحش يطوح بجسد باسيلوس المعلق بين فكيه يمينا ويسارا ويمينا ويسارا حتى أحس ياني أن فقرات عنقه هو نفسه تكاد تنفصل .. وأطبقت العضلات الهائلة على الجسد لكي يكف عن انتفاضة الاحتضار الأخيرة .. ولم ينتظر ياني حتى يعرف نهاية المشهد .. إذ حمل الكشاف في يده وراح يركض عبر الممرات وقلبه يكاد يثب إلى فمه .. الفرار .. الفرار ..
كرشه العملاق يترجرج .. بندقيته هوت أرضا .. يركض عبر ممرات لم يضع علامة الطبشور عليها .. وكان في هذا قرار إعدامه حتى لو فر من الوحش ..
******************************************
بعد ربع ساعة وجد ستافروس جثة ميكوس العجوز .. لقد هشمها الوحش بضربها في الجدار مرارا .. وكانت هناك طلقتان ثقبتا الجدار وبندقية مهشمة وكشاف ديس بقدمين لا تعرفان التعقل .. إذن أطلق العجوز بندقيته وجرح الوحش .. تأكد ستافروس من حشو سلاحه وأخذ شهيقا عميقا ثم راح يمشي بحذر مقتفيا قطرات الدم .. كان هناك ممر جانبي في نهاية هذا الممر .. وتصلب جسده إذ أدرك أنه يسمع صوت خطوات .. تراه أحدهم؟ .. لا .. إنه لا يرى ضوءا .. فما الشئ الذي يقدر على السير في هذا الظلام الثقيل .. ؟ .. صوت الخطوات يدنو أكثر فأكثر من الممر الجانبي .. ركع على ركبته وأحكم التصويب .. يعلم الله وحده كيف سيبدو الشئ .. لكنه سيصوب على العينين لو كانت له عينان .. يعلم الله وحده أي كابوس سيملأ هذا الفراغ بعد ثوان .. إصبعه يتقلص على الزناد .. الخطوات تدنو أكثر .. و .. في اللحظة التالية وجدت أمامي ستافروس صوب البندقية نحوي وكنت أنا مستعدا لضغط الزناد .. وتنفس كلانا الصعداء ..
- حسبتك هو ..
- وأنا كذلك ..
- لماذا تمشي في الظلام؟ ..
- انقطع سلك من سلوك الكشاف ولم أستطع ربطه ..
- إذن من حسن حظك أني هنا .. سنسير معا من الآن فصاعدا ..
ثم أشار للأرض حيث قطرات الدم وقال:
- هلك ميكوس .. ولكنه جرح الوحش .. وإن أثره لواضح ..
- إذن هيا بنا ..
لم أعلق على موت العجوز .. فما دمنا لسنا في نزهة فالموقف لا يحتمل ترف الرثاء لأحد .. فيما بعد يمكننا أن نلقي الزهور والخطب على القبور .. إنها حرب .. وفي الحرب لا تعرف ما إذا كنت حيا أم ميتا إلا حين يبدأ رجال الخدمات الطبية في حصر الجثث .. أما الآن فما زال الأمل قائما في أن يرثينا الناس غدا .. مضينا نقتفي آثار الدم غير ناسين وضع علامات الطبشور هنا وهناك .. وأخيرا كان هناك ممر جانبي سمعنا صوت الخوار قادما منه .. نحن لا نطارد المينوتور .. هو الذي يطاردنا .. والآن عليك يا ستافروس أن تتهيأ لإطلاق الرصاص وأنا معك في اللحظة ذاتها .. ستطلق الرصاص على القلب وأنا على العينين ..
بعد هذا تطلق الرصاص على البطن وأنا على العنق .. وبعد هذا ..
لا داعي للمزيد من التخطيط ولنرتجل وقت اللزوم .. أرجوك ارسم بعض الرعب أو التوتر على وجهك .. سئمت هذا التعبير الكسول المتراخي المنفصل عن العالم .. الخطوات تقترب وتقترب والكشاف مسلط على الممر .. في الثانية التالية شعرت بشئ مريع يرفعني في الهواء ووجدت نفسي أطير لأرتطم بالجدار .. لقد جاء من الخلف .. كيف؟ .. إنه الصدى اللعين جعل صوت خطواته يبدو كأنما من أمامنا .. أضف لذلك أن تركيزنا وكشافنا كانا مسلطين على الاتجاه الخطأ .. إن هذا الوغد لا يضل طريقه أبدا .. وفي هلع رأيت وجه الثور المرعب الخالي من التعبير .. ثور له أنياب حادة كالخناجر .. والجسد العملاق المكسو بالشعر يقف على قدمين مخلبيتين قويتين ويزأر .. وكان قادما نحوي .. وبطرف عيني رأيت ستافروس يهرع على ركبتيه ليأخذ من حقيبته شيئا ما .. لماذا لا تطلق الرصاص يا أحمق .. لماذا لا؟ .. وفجأة رأيته يصرخ في الوحش .. ثم يهرع ليسكب فوقه سائلا ما في جركن بلاستيكي كبير قذفه في وجهه فأصدر الوحش زئيرا أو خوارا لا أدري حقا واستدار له ..
- بروفسور .. علبة ثقابك .. بنزين ..
فهمت على الفور مرماه .. لم أكن أعرف أنه يحمل بنزينا معه .. وعلى الفور مددت يدي لأخرج علبة الثقاب وحشرت عودين فيها ثم حشرت الثالث بينهما وأشعلت الرابع .. تلك الطريقة التي كنا نلهو بها في طفولتنا ويشد الكبار آذاننا لمنعنا من اللهو بها .. أسلوب قاذفة السهام المشتعلة التي تحدث الكوارث .. أشعلت العود الثالث المحشور وصوبته نحو ظهر المينوتور .. فانطلق كقذيفة ليضرب ظهره و .. اشتعل البنزين في ربع ثانية .. ورأيت الشئ يتلوى ويصدر هديرا مروعا .. وإذ دار نصف دورة رأيت ثقبين في جدار صدره من رصاصات ميكوس .. لحظات من الرعب .. ثم هوى أرضا وتلوى قليلا وهمدت حركته .. نهضت من سقطتي وحملت حقيبتي وبندقيتي .. وهرعت ألحق بستافروس .. ورائحة الحريق تزكم أنفينا ..
ورحنا نركض عبر الأنفاق مذعورين يقتلنا الهلع .. لكننا برغم هذا نشعر بلذة الخلاص .. أخيرا توقفنا جوار أحد الجدارين التي رسمت عليها أسهم طبشورية ربما بيدي أو بيد أحدنا .. ورحنا نلهث .. ونظرت إلى ستافروس وابتسمت .. وكذا ابتسم هو ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 20- أسطورة بو - الفصل العاشر
» 13- أسطورة البيت - الفصل العاشر
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل العاشر
» 17- أسطورة النافاراي.. الفصل العاشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: