كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 23- أسطورة المينوتور - الفصل التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

23- أسطورة المينوتور - الفصل التاسع Empty
مُساهمةموضوع: 23- أسطورة المينوتور - الفصل التاسع   23- أسطورة المينوتور - الفصل التاسع Emptyالإثنين فبراير 05, 2018 2:26 am

9 - يجب أن ننزل التيه ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- مستحيل يا هيلين .. يوجد شئ واحد يحمل هذا الوصف وهو الآن حبيس التيه تحت الأرض ..
- لكني أقسم أنني رأيته ..
وكان خمسة من ساكني الخان قد التفوا حولنا ورأيت باسيلوس بفانلته الداخلية يقف ممسكا ببندقية وديمتريوس ببيجامته المزركشة وقد بدت عليه علامات النعاس ..
ثم ظهر صاحب الخان ياني حاملا بندقية أخرى:
- ألن تنتهي هذه الليلة اللعينة؟ ..
قلت له وأنا أطوق زوجتي بذراعي:
- إنها تظن أنها رأت المينوتور يرمقها من وراء الزجاج ..
- مستحيل .. إنه سجين الآن ..
- هذا ما قلته ..
- وهل تعرف زوجتك القصة؟ ..
- لا ..
استدار نحو الواقفين وقال كأنه يقود أغناما ضالة إلى راعيها:
- هيا يا جدعان .. لا داعي للتوتر .. لقد رأت السيدة كابوسا ..
وتفرق الجمع .. كدت أعود مع هيلين إلى غرفتنا لكن الرجل ناداني فدنوت منه وإذا به يهمس لي:
- أترانا أغلقنا الفتحة بينما الوحش خارجها؟! ..
*********************************
كان تساؤلا في محله .. وفي الصباح حين عرفت أن أحد رجال الخفر قد اختفى تاركا بندقيته مهشمة إلى نصفين .. عندئذ فهمت مدى أهمية السؤال .. وعرفنا أن المينوتور حر طليق في كنسوس وعاجز عن العودة إلى التيه .. ولقد قضينا النهار كله نمشط المنطقة دون جدوى .. بحثنا في المرتفعات وفي مخزن الغلال والطاحونة والكنيسة المهجورة .. لكن هباء .. وفي النهاية عدنا إلى موقع الحفر الأول .. وكان ذلك عصرا .. فعرفنا أن هناك من حفر المكان مستعملا الصخور الحادة ومخالبه وجرف طبقات الغبار والأسمنت ثم انتزع الحديد الذي غطوا به الفتحة .. لم نحتج لذكاء كثير كي نعرف من الفاعل .. لقد عاد الوحش إلى بيته من جديد .. وأمام الفتحة تساءل ستافروس في حيرة:
- هل سنسد هذه أيضا؟ .. إن هذا الوحش يلعب الشطرنج معنا ..
قال صاحب الخان وهو ينحني ليتفحص فتحة البئر:
- ربما لو سددناها .. يتضح لنا أنه غادرها منذ دقائق ..
قال باسيلوس للمرة الأولى بعدما استعاد ثقته بنفسه:
- ولو لم نسدها .. نكون قد تركنا باب الجحيم مواربا ..
- إذن الحل هو نزول التيه ..
والتقت عدة عيون متسائلة فوق وجه الرجل حتى لم يعد فوق وجهه مكانا لعين أخرى .. وتساءل ستافروس في حيرة:
- لكن هذا انتحار حقيقي ..
قلت أنا وقد راقت لي الفكرة:
- بالعكس .. أرى أن هذا هو الحل الأمثل بدلا من لعب لعبة الحفر هذه مع المينوتور .. سأكون أنا الأول يا رفاق .. ولسوف أهبط إلى الوحش في عقر داره لكني لن أستطيع شيئا وحدي ..
رفع صاحب الخان يده:
- أنا معك .. فلو أن هذا الشئ قتل إيزبيا ..
- لا بأس .. وأنت يا ستافروس؟ ..
هز رأسه موافقا ..
- وماذا عنك يا باسيلوس؟ ..
- لا .. لن آتي معكم ..
نظر الرجال إليه في ازدراء ودمدم أحدهم شيئا ما عن الرأس الجميل الخالي من الشجاعة .. وإن كنت أختلف معهم في هذا فالشعور العام الجارف هنا هو النزول إلى التيه وليس من الشجاعة في هذه اللحظة أن تقول سأنزل بل الشجاعة أن تقول لن أنزل .. إن احتمالات فتك المينوتور بك تحتمل المناقشة .. أما احتمالات فتك الرجال الثائرين بك فقوية جدا .. قلت محاولا تلطيف الجو:
- لا بأس .. لن يكون هناك أي إرغام .. هل من آخر؟ ..
رفع ميكوس العجوز حارس الدرك يده وسعل ثم قال:
- وأنا معكم ..
- أأنت يا ميكوس؟ .. إن لك شأنا غير هذا .. ولا أخال صحتك لتتحمل أن ..
- في سني هذه يسهل أن يجدوني ميتا في الصباح .. إما بسبب نوبة قلبية أو أزمة ربوية أو نزف في الدماغ .. لن يكون هناك فارق كبير لو وجدوني ميتا بسبب المينوتور ..
عدت أرمق الرجال باحثا عن متطوع جديد .. لكنهم تحاشوا نظراتي .. وعرفت أن فورة الحماس قد انتهت وعاد الذعر المتوجس وأن كل واحد منهم يتمنى لو لم أنظر إليه متسائلا .. من ثم وفرت عليهم هذا العناء وقلت في حزم:
- هذا يكفي يا رجال .. سنكون أربعة .. وأحسب أن هذا كافيا ..
ثم نظرت نحو ستافروس وطلبت منه أن يعد لنا:
1 - عدة كشافات بحالة جيدة ..
2 - بعض أطعمة ومشروبات ..
3 - بنادق لنا جميعا وبعض أصابع الديناميت ..
4 - طبشور وحبال وبوصلة ..
ثم فارقتهم لأودع زوجتي على أن نبدأ التحرك خلال ربع إلى نصف ساعة .. وفي غرفتي شرعت أعد حقيبتي ورفعت ميليسا إلى ذراعي ولثمت خدها الشبيه بثمرتي خوخ ناضجتين .. هتفت هيلين وهي ترقب ما يحدث:
- إذن أنت .. ؟ ..
- بالتأكيد .. أنا ذاهب لقتل المينوتور ومعي رجال أشداء ..
- أي رجال أشداء؟ ..
- أنا .. وستافروس وياني وميكوس العجوز ..
- يا لهم من أبطال .. أنت هزيل كسحلية .. وستافروس متراخ كبقرة .. وياني بدين كخنزير .. وميكوس .. هه .. ماذا أقول عنه؟ .. سلحفاة ..
- هيلين .. لا تعقدي الأمور .. أرجوك ..
- أنا أحبك يا ديمتريوس .. ولو فقدتك .. أخشى أن أكرهك يوما لهذا ..
أخيرا أسمع هذا الاعتراف الرقيق الذي منعها الكبرياء من الإدلاء به طيلة عامين أو أكثر .. ولئن كان المينوتور سينهي حياتي فإنه على الأقل قد أعادها لي أولا .. قربت وجهها من وجهي وكانت دمعتان على مقلتيها .. وهنا دق الباب في كياسة .. ذهبت لأفتحه فوجدت باسيلوس واقفا في الردهة متحاشيا نظراتي وفي فتور قال دون تعبير على وجهه:
- أنا آت معكم يا بروفسور ..
- لا بأس يا بني .. كنت أعرف ..
- لم أرد أن أنزل التيه لأجد الوغد صاحب الخان معي في الظلام .. إن رأسه ملئ بالشكوك ولا أدري ما قد يفعله إذا ما انفرد بي .. وأنا أعتقد أن ابنته كانت ذاهبة لتنتحر لكن المينوتور سبقها ..
- إذن أنت ترهب أباها وليس الوحش ..
- بالتأكيد ..
- حسنا أسرع بإعداد حقيبة .. حقيبة ظهر صغيرة الحجم وخذ بندقية من ستافروس لأننا سنتحرك حالا ..
- ليكن ..
وللمرة الأخيرة اعتصرت كف زوجتي في يدي واستدرت حاملا الحقيبة على ظهري واتجهت إلى الباب .. وبدأت الحملة ويا لها من شئ مثير للشفقة ..
****************************************
الآن ننزل الحفرة حاملين كل ما أخبرتك به .. سعال ميكوس العجوز .. واصطكاك أسنان ستافروس .. ولهاث ياني البدين .. ورجفة ساقي أنا .. كل هذا يقول لي إن حملتنا لن تكون موفقة إلى هذا الحد .. ووصلنا إلى القاع فأمرت الرجل الذي يقف يرقبنا أن يرفع الحبل ويوصد الفتحة جيدا .. تساءل ستافروس في هلع:
- ولماذا يا بروفسور؟ ..
- لا أريد لهذا الشئ أن يغادر التيه بينما نحن نبحث عنه بالداخل ..
- قد نختنق ..
- لا أظن .. إن المينوتور وحش لكنه يحتاج الهواء مثلنا .. وأظن هذا التيه يحوي كمية هائلة من الهواء ..
ورأينا الفتحة توصد فوقنا .. وشعرنا بأن التراب الذي يهيله الرجل إنما هو ينهال فوق قبورنا ويخنق أرواحنا .. الظلام يغمر كل شئ .. وأضاء باسيلوس كشافه الكهربائي المتصل ببطارية سيارة ليعطيه حياة أطول وراح يمسح الجدران بها .. وعند أقدامنا كانت العظام مكدسة .. عظام ضحايا المينوتور من شباب أثينا .. أو عظام حمقى مثلنا ظنوا أنهم على قتله قادرون .. انحنى ستافروس ليلتقط عظمة ساعد وقال:
- هذه العظمة جديدة ..
- ماذا تعني؟ .. إنها من عظام الفتاة ..
أشار إلى موضع لم يتم الالتحام فيه من العظمة وقال:
- إنها عظمة ذكر لم يبلغ الثامنة عشرة بعد .. أو أنثى لم تبلغ السادسة عشرة بعد .. ها هو ذا موضع الالتحام لم يتكلس بعد .. إنها عظمة واحد من المراهقين الذين مكروا بنيقوس أمس ..
- هذا ليس بهيجا على الإطلاق ..
ثم نظرت للرجال الأربعة الذين أكسبهم ضوء الكشاف سمتا شيطانيا .. أنت تعرف تأثير الضوء القادم من أسفل .. قلت في كياسة:
- من سيكون قائدنا؟ .. لابد لنا من قائد ..
- هل هذا سؤال؟ .. أنت طبعا ..
- إذن أطالبكم بطاعة عمياء .. ليس الوقت وقت إظهار رجاحة عقلكم ولا إثبات غبائي .. ما أقول سينفذ ..
- لك هذا ..
ناولت كلا منهم كشافا وبندقية وقطعة طبشور .. سيقوم كل منهم باستكشاف مجموعة ممرات ويده على زناد البندقية بينما الكشاف تحت إبطه .. وكلما استكشف أحدهم ممرا رسم أسهما تدله على الاتجاه الصائب .. لا نريد أن يموت أحد لمجرد أنه ضل الطريق .. وعلى من يجد شيئا مريبا أو يوشك كشافه على الانطفاء أو تنفد قطعة الطبشور منه .. أن يعود أدراجه إلى هذه النقطة مسترشدا بأسهمه .. تساءل باسيلوس واجما:
- وكيف نخرج من البئر بعد انتهاء كل هذا؟ ..
- إن معي مسامير ومطرقة .. يمكننا تسلق الجدار كما نتسلق جبلا .. ونفتح الغطاء دون جهد .. ياني ستأخذ النفق الأيمن .. وأنا الأيسر .. ستافروس يأخذ امتداد النفق إلى الخلف .. ومعه يمضي باسيلوس وميكوس على أن ينفصلا إذا وجدا تفرعا .. ولسوف نلتقي ها هنا بعد ست ساعات سواء وجدنا الوحش أو لم نجده ..
- لا أحب هذا .. إن اتحادنا قوة .. أما الآن فسيفتك الوحش بكل منا منفصلا ..
- أما الآن وقد قبلت قيادتي فقد أغلق باب المناقشة .. نفذ ..
وفي تردد بدأ الرجال مسيرتهم المتوجسة .. لم يكن قراري عن ديكتاتورية بل أردت أولا أن أوفر الوقت اللازم لاستكشاف هذا التيه .. ثانيا أردت أن أقلل عدد الموتى لأن الوحش سينقض فجأة وفي الغالب لن نستوعب وجوده قبل أن يفتك بثلاثة منا .. ومشينا متجمعين يجعل الأمر بالنسبة له أقرب إلى قد تهوي فوق سرب نمل .. أما تفرقنا فيجعله يفتك بواحد ثم يبحث عن الآخرين الذين قد يكونون سمعوا صراخا أو جلبة تجعلهم أكثر تيقظا ..
******************************************
ملحوظة من د. رفعت إسماعيل:
إنه الفجر .. وأنا لم أنم بعد إذ استغرقت في ترجمة هذه الرسالة بخطها المجهري اللعين .. لذا أترككم الآن لأنام وسأعود لأستكمل القصة في الغد .. فإلى لقاء ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
23- أسطورة المينوتور - الفصل التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل السابع
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل الثامن
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل الحادي عشر
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: