إنها من نوع الأمسيات التي أفضل.. عبدالوهاب يترنم في المذياع بإحدى قصائده الفصحى القديمة.. تعرفون بالتأكيد تلك الأغاني التي يهمهم فيها وضع الموسيقا بين مقاطع الكلام.. ما أروعها!.. وأمامي ديوان شعر لطاغور الشاعر الهندي العظيم.. الديوان مترجم إلى العربية لكن الترجمة لم تفسد شيئا من حرارة الكلمات ووهج العاطفة المنبعثة من قلب عرف معنى التسامح مع الكون.. أنا أيضا تعلمت أخيرا كيف أفهم الكون وأحبه بعدما ضاع شبابي في محاولات خرقاء لتغييره أو تهذيبه.. اليوم فقط فهمت أن هذا هو أفضل العوالم الممكنة وأننا حقا لمحظوظون.. هل حان وقت الكلام؟.. إذن فلتسترح قليلا يا عبدالوهاب أيها الملهم.. ولتغف قليلا يا طاغور العبقري.. ولا تغضبا مني.. أنا لست ملهما ولا عبقريا مثكلما.. لكنني أملك بعض حكايات مسلية للغاية كما كان(دوماس)يصف رواياته في آخر حياته.. للأسف لا توجد لديّ فرصة للاختيار اليوم.. فأنا ملتزم بأن أحكي لكم قصة عدو الشمس التي وعدتكم بها بعد لقائي مع د.لوسيفر في نيويورك مع حكايات التاروت.. لست في حل من أن أؤجل ذلك لأن غضبكم على تأجيلي قصة الكاهن الأخير لم يهدأ بعد.. وأنا لا أكرر أخطائي مرتين إلا حين لا يكون أمامي سبيل آخر.. دعونا إذن نصغ إلى قصة عدو الشمس.. وهي خالية من الرعب تقريبا.. وهذا يناسب الآنسات الصغيرات الجالسات هاهنا.. لكنها طريفة ومشوقة وهذا سيناسب الجميع.. تعالوا معي عبر أحداث هذه القصة التي أعتقد أنها ستكون أدق ما كتبت.. لأنها عبارة عن مذكرات كتبتها في ذات وقت حدوثها.. وبالتالي لم يتدخل وهن الذاكرة في حرف منها.. وسأقدمها لكم دون تعليق....