كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 16- أسطورة النبات.. الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

16- أسطورة النبات.. الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: 16- أسطورة النبات.. الفصل السابع   16- أسطورة النبات.. الفصل السابع Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:37 am

7- كابوس..
ــــــــــــــــــــــــــــ
وهكذا جذبت طلعت من ذراعه المشعر الضخم عائدين إلى الدار.. وفهمت منه رغم عجزه عن التعبير أن رغبة ملحة استبدت به كي يأتي بهذا العمل.. لقد اتضحت الصورة إذن.. هذا النبات قد فاق كل ظنوني وتوقعاتي.. إن شيئا ما فيه ربما رائحة معينة تحمل رسالة صامتة إلى كل من يتعامل معه.. وهذه الرسالة تقول بوضوح: "ساعدوني على التكاثر" ويكون لهذه الرسالة مفعول السحر.. فسرعان ما يحمل المرء بعض البذور ولربما قتل حيوانا صغيرا كي يدفنه جوارها ويتسلل في ظلام الليل ليبذر البذرة المشئومة.. البذرة التي تصحو بعد يوم واحد فحسب وتبحث عن أحمق تحيطه بذراعها كي تحقنه بالكورار وتمتص دمه!.. هكذا تستمر الدورة الشيطانية التي بدأها عماد دون قصد.. وحتى عماد نفسه لا يدري أنه لا يحب هذا النبات قدر ما هو مسحور به.. وهو ينشر بذوره بنشاط في كل مكان ولربما هو من دسها في جيبي لأنه لا يملك سوى فعل ذلك.. لقد استعبده النبات تماما.. بل واستعبدني واستعبد طلعت.. ولكن.. هل هناك آخرون؟!..
****************
تلقيت الجواب في المساء ذاته مساء اليوم الذي وجدت طلعت في الحقل عند الفجر.. كنت جالسا في مدخل الدار مع رجلين أو ثلاثة فقد بدأت أعداد المعزين تنحسر وكنا نرشف القهوة وندخن حين هرع رجلان إلى الدار داخلين من الباب المفتوح.. كانا يلهثان ممتقعي الوجهين ولسان حالهما يقول إن هناك كارثة..
- د.رفعت.. نحن بحاجة إليك فورا..
=ولكن..
لكنهما لم يكونا على استعداد لقبول أعذار وقد نظرا إلى الرجلين الجالسين معي في لهفة مرددين:
- لا مؤاخذة يا رجالة.. إن الفتاة تموت!..
وهكذا لم يعد أمامي مناص من الاستجابة فأحضرت حقيبتي وأخبرت رئيفة أنني ذاهب ثم فتحت لهما باب سيارتي كي يركبا.. وانطلقنا بسرعة البرق إلى الدار.. من اللحظة الأولى سقط قلبي في قدمي حين سمعت الصراخ والعويل ثم أدركت أن المريضة لم تمت بعد لكنهم يصرخون باعتبار ما سيكون!.. وبصعوبة اخترقنا الزحام.. إلى غرفة ضيقة حقيرة دخلنا لأجد فلاحة ممزقة الثياب والخدين تعول دون انقطاع وعلى فخذيها أراحت رأس طفلة في العاشرة من عمرها.. طفلة شاحبة كالبرص إذا جاز التعبير تجاهد كي تلتقط أنفاسها.. وأدركت أن فقر الدم هو السبب في عدم ظهور زرقة على شفتيها.. ما العمل إذن؟.. إن الطفلة مريضة جدا ولكني لا أجد لمرضها اسما..
=أين وجدتموها؟..
لم ترد الأم أما الأب فقال في هستيريا:
- في الحقل منذ ساعة.. ألن تنقذها؟.. هيا افعل شيئا!..
لم أرد محاولا استجماع تفكيري.. ليست هذه أعراض تكسير دم.. بل هي أقرب إلى أعراض النزف.. ولكن من أين؟.. لا توجد فتحات نازفة في جسدها الصغير.. وهنا نظرت إلى ذراعها فوجدت.. إنني أعرف هذه الثقوب وأذكرها.. أذكر جيدا ذلك الذراع الذي ترك ثقوبا مماثلة على ذراعي أنا.. إذن هي تعرضت لنبات موكاسا لا أدري كيف ولا أين ولا يهمني كثيرا أن أعرف ولا وقت لهذا.. سأفترض أن هذه حالة أنيميا حادة مصحوبة بـ.. بتسمم مادة شبيهة بالكورار.. المادة التي يحاول النبات شل عضلات فريسته بها.. وهذا يعني أنها مادة مرخية للعضلات عديمة الاستقطاب.. كذا قال عماد.. فلتساعدني السماء.. إنني مقبل على أكبر مقامرة في حياتي وهي إعطاء علاج لمادة لا أعرف حقيقتها تماما سوى بالحدس!.. تناولت أمبولا من الأتروبين كأي طبيب تخدير محترف وحقنت الفتاة به ثم عبأت أمبولا من مادة النيوستجمين وبدأت إعطاءه ببطء شديد وريديا.. فهذه المادة هي الترياق الوحيد لمادة الكورار.. للأسف لا أذكر حساب الجرعة للأطفال بالضبط.. لكني سأعطيها نصف الأمبول.. فما إن انتهيت حتى أطلقت الطفلة شهقة عالية وسكنت تماما.. وسمعت الأب يصرخ في لهفة:
- لقد ماتت يا دكتور!..قتلتها الحقنة!!..
****************

أخيرا عاد قلبي يمارس عمله الذي ظل يؤديه أربعة وأربعين عاما ولم يتكاسل عنه سوى مرات معدودة آخرها هذه المرة!.. لقد بدأ تنفس الطفلة ينتظم بعد أن استعادت عضلات صدرها القدرة على الحركة.. الشيطانة كادت تقتلني قتلا.. لم يروا توتري ولا لهفتي لأنهم كانوا يرمقون المشهد في خشوع.. وأخذت الأم تحتضن الطفلة دامعة العينين.. فما إن استعادت حنجرتي القدرة على إخراج الأصوات حتى قلت في حزم:
=لم ينته الأمر بعد.. إنها تحتاج إلى الدم سريعا.. يجب أن ننقلها إلى المستشفى..
وفي لهفة حملنا الطفلة إلى سيارتي وشرعنا ننهب الطريق إلى المدينة قاصدين المستشفى.. وبالطبع نظرا لنحسي التقليدي وجدنا أن الفصيلة الوحيدة التي توافق فصيلة الطفلة هي فصيلتي!.. فكان أجري على الفحص هو استنزاف دمي ثم بالطبع نسي أهلها في غمرة الأحداث أن يسألوني عن أجري وخجلت أنا من مطالبتهم به.. إنهم أهل قريتي وهذا حقهم الطبيعي.. لقد تحسنت الفتاة وهذا يكفيني.. لكنني لست مطمئنا تماما لما حدث.. ومن حقي الطبيعي بدوري أن أعرف كيف وصلت هذه الطفلة إلى هذا النبات أو بمعنى أدق كيف وصل النبات لها؟!..
******************
قال لي عم الطفلة وهو يقدم لي سيجارة:
- ثق يا دكتور أن جميلك في أعناقنا إلى الأبد..
فأدركت أنني لن أنال أجرا منهم إلى الأبد.. لا بأس.. المهم الآن يا عمها أن تخبرني بالمكان الذي كانت فيه حين وجدتموها.. وهل حقا لم تروا ما يريب مثل نبات مفترس أو شئ من هذا القبيل؟.. إن حالة الفتاة لا تسمح بأية أسئلة.. كنا نسير بين النباتات في قطعة الأرض الخاصة بتلك الأسرة ورأيت الرجل يشير إلى بقعة معينة ويغمغم:
- هنا وجدناها بعد أن سمعنا صراخها..
=ولم يكن هناك شئ معين يلمسها؟..
- لا..
وكان ما أبحث عنه موجودا.. الأوراق السوداء المشئومة بحوافها الحمراء المجللة بالأشواك كأنما تنتظر من يوقعه حظه العاثر بينها.. ها هو ذا نبات موكاسا نيجرا القمئ في هذا المكان الذي لم آت إليه من قبل.. وبالتأكيد لم يأت إليه طلعت أيضا.. إن معنى هذا أن العدوى قد انتشرت.. هناك آخرون يحملون البذور لينثروها هنا وهناك غير عالمين بحقيقة ما يفعلون..
- لم أر هذا النبات ما قبل..
قالها الرجل وهو ينحني ليتفحص الأوراق السوداء ثم إنه انتزعها من جذورها.. حزمة صغيرة يمكن جمعها في قبضة اليد فقد كان النبات وليدا لكنها كادت تودي بحياة طفلة.. وفجأة سمعته يهتف في اشمئزاز وهو يرمي النبات على الأرض:
- أعوذ بالله!.. ما هذا؟!..
كانت قطرات من الدماء تتساقط من الجذور المنزوعة لتسقط فوق التربة فتبللها.. إن الوحش لم يهضم وجبته الأخيرة بعد..
- هل هذه دماء؟..
قلت له في كياسة وأنا أشعل سيجارة:
=بل هي إفراز طبيعي.. فقط دعنا نحرق هذا النبات الآن..
- ولماذا؟..
=إنه..إنه يؤذي المزروعات مثله مثل حامول الماء..
وبدأنا نحرق هذا الشئ المقزز وتكرر مشهد البذور الذهبية الباقية من احتراق النبات لكنني في هذه المرة كنت حذرا فاحتفظت بها كي أدفنها بنفسي هذا بالطبع إذا لم أقم بزرعها عند أول سهو.. وحين عدت لداري أخيرا كنت قد بدأت أفهم أبعاد الكابوس..
*****************




الخميس الكبير للمرحومة أمي.. العادات المقدسة في الريف.. السلال الملأى بفطير الرحمة.. والمقرئون القابعون في المقابر ينتظرون قدومنا كي ينقضوا علينا كالذباب ليقرأ كل منهم ما يحفظ من قرآن مقابل فطيرة.. أنا لا أتحذلق.. لكني أعتقد أن قراءتي سورة يس الحبيبة بصوت خفيض دامع عند قبر أمي هي أبرك وأقرب إلى التقوى من كل هؤلاء المتطفلين بقراءتهم المملوءة بأخطاء التجويد.. كانت نساء الأسرة يرتدين السواد والدموع وجو الصباح النادي يبلل النباتات المحيطة بالقبر.. وكنت شاردا بعيني بين تضاريس اللون الأخضر حين.. حين رأيت أوراق موكاسا اللعينة تتراقص بين الأوراق الخضراء الأخرى!.. ببراءة تتراقص.. بجذل تتراقص.. كأنها -الشيطانة- مجرد نبات برئ آخر له حق التمتع بالضوء والنسيم!.. لقد صار الأمر مملا.. مملا إلى درجة الابتذال.. ولم يكن باستطاعتي بالطبع انتزاع النباتات من على القبور لأن هذه في عرف الريف جريمة لا تغتفر خاصة وأنهم لا يعلمون أن هذه النباتات تتغذى هنا على رصيد لا ينفد من النيتروجين!.. لكنني قررت أن الوقت قد حان لتقديم إنذار جماعي.. صحيح أنهم لن يصدقوني وسأبدو لهم مجنونا أو متحذلقا لكنني لو أحسنت اختيار أسلوبي سأنجح في إفزاعهم إلى حد ما.. وكان موعدي بعد صلاة الجمعة في مسجد القرية.. بضع همسات مع الشيخ زيدان إمام المسجد.. ثم إنه أهاب بالقوم أن ينتظروا قليلا لأن لدي ما أرغب في قوله وكان بعضهم بالفعل قد حمل نعليه وكاد يسابق الريح لولا أن أثارت الدعوة فضوله..
- يا إخوان.. الدكتور رفعت ابن الحاج إسماعيل ابن القرية ولديه ما يريد إخباركم به.. فهلا جلستم وأنصتم؟..
تركزت العيون عليّ فابتلعت ريقي.. زاوية فمي اليسرى ترتجف رغما عني كعادتي حين أحاول ممارسة الخطابة التي لم أجدها يوما.. تماسكت وفتحت لفافة أحملها من ورق الصحف.. وأخرجت منها النبات الأسود المشئوم.. وأمام العيون المتشككة رفعته.. بصوت متهدج في البدء هتفت:
=هذا النبات الغريب.. هل منكم من وجده في أرضه؟..
تعالى صوت من الصف الأخير:
- نعم..وجدته عندي..
صوت آخر غليظ:
- وأنا..
صوت مبحوح خائف:
- وأنا..
- وأنا..
- وجدته منذ ثلاثة أيام..
- أربعة..
قاطعت الأصوات رافعا صوتي ليخترق الأسماع:
=اسمعوني يا إخوان.. هذا النبات ضار بالصحة ويسمم الأرض والبهائم.. لهذا أرجوكم.. على كل من يجده عنده أن يقتلعه ويجلبه لي لأقوم بإعدامه بطريقة نعرفها نحن..
تساءل أحدهم في شك خبيث:
- إذا كان ذلك كذلك.. لماذا لم تبلغنا الزراعة بذلك؟.. ولماذا لم تبلغها أنت؟..
رددت في نفاد صبر(فأنا لا أحب الذكاء في غير موضعه):
=لأن الوقت لا يسمح بذلك.. نحن في خطر داهم وما لم تصدقوني فإن مواشيكم ستهلك وأطفالكم سيمرضون..
- فأل الله ولا وفألك!..
تنحنح الإمام في وقار.. وأمّن على كلماتي داعيا القوم إلى الاستجابة.. وإلى إحضار نباتاتهم لي في الدار ثم دعا لهم وترك لهم حرية الانصراف.. فما إن خرجت من المسجد مع رضا وطلعت حتى قابلت مأمور المركز صديقي العتيد الذي عانقني بحرارة ثم هتف مستنكرا:
- ما هذا الذي قلته يا رفعت؟..
=قلت ما أخشاه..
- لكنك بهذا تحدث ذعرا.. وما دام لم يصلنا شئ من الوزارة وما دمت أنت لم تبلغها بشئ فليس من حقك أن تعطي إنذارات..
وضعت يدي على كتفه محاولا إشعاره بخطورة الأمر:
=اسمعني يا عزيزي.. إن البيروقراطية المصرية هي بناء شامخ من أيام الكاتب المصري الجالس القرفصاء وحتى اليوم.. وليس لدي وقت ولا عمر يسمح لي بمواجهتها.. لقد اخترت الحل الأسرع وأعتقد أن جزءا كبيرا من العبء سيقع على كاهلك لأني عائد إلى القاهرة اليوم..
- تشعل النار وتتركني أطفئها وحدي؟!..
=لابد لي من ذلك.. إن الرجل الذي بدأ هذا الكابوس موجود في القاهرة.. ولابد أنه يملك مفتاح إنهائه..
- ترحل هكذا سريعا..؟..
=إن لي عشرة أيام في القرية.. وقد هدأت النفوس أخيرا..
- ولن تحكي لي تفاصيل ما قلته في المسجد؟..
=فيما بعد يا صديقي العزيز.. فيما بعد.. فقط أوصي الخفراء أن يفتشوا المزروعات جيدا بحثا عن هذا النبات ذي الأوراق السوداء وقل لهم أنه نوع من المخدرات ليبحثوا عنه في جدية.. فإذا ما جمعت كمية كبيرة منه عليك بدفنها في أعمق حفرة ممكنة بعد أن تغلفها بالقصدير أو تضعها في صفائح مغلقة..
كان رأسه مفعما بالأسئلة لكنني لم أعطه فرصة ولعل غموض الطب والكهنوت المحيط به هما من يحميان الطبيب من الفضول الزائد.. فقد قال لنفسه أن النبات سام وهذا كاف فلا داع للمزيد من الاستيضاح.. وفي المساء ركبت سيارتي عائدا إلى القاهرة تاركا الكارثة التي جلبتها للقرية كي تتولى الأقدار علاجها.. كان كل شئ في شقة الدقي كما تركته حين تلقيت المكالمة اللعينة.. فقط كان هناك خطابان في صندوق البريد من أشخاص لا أذكرهم يلومونني على أشياء لا أذكر أنني فعلتها.. كما كان هناك حشد من برقيات التعزية التي استلمها جاري عزت نيابة عني وكلها من أشخاص يزعمون أنهم يشاطرونني الأحزان على وفاة أمي فلاحة كفر بدر التي لم يرها أحدهم.. لحسن الحظ أن جهاز الرد على المكالمات لم يكن معروفا وقتها وإلا لقضيت ساعتين أصغي إلى هراء.. استبدلت ثيابي بثياب غير ملوثة بالعرق.. وفتحت الكيس الذي أصرت رئيفة على أن أحمله معي.. وبالطبع كان يحوي بعض الفطير المشلتت والجبن المملح ثم البطة.. البطة العتيدة الأبدية التي لابد لمن يعود من زيارة أهله بالريف أن يحملها.. لا بأس.. لا بأس على الإطلاق.. ليذهب الكوليسترول إلى الجحيم هو ونصائح د.عزام أخصائي أمراض القلب الذي يعالجني ولئن قتلتني الذبحة الصدرية فلأذهبن إلى القبر حاملا بطة في شراييني التاجية.. جلست إلى المائدة ألتهم البطة عازما على أن أترك اكثرها لغداء باكر.. وعازما على أن أتصل بعماد بمجرد أن أغسل يدي.. ثم إنني نهضت إلى الهاتف وطلبت رقمه.. صوت الرنين المتقطع.. دون رد.. حقا لا رد.. إذن سأحاول الاتصال به غدا.. أما الآن فالنوم ولا شئ سواه.. ولا بأس بتفاحة قبله.. دخلت غرفة النوم.. بدأت أستبدل ثيابي متذمرا من رائحة الجو الخانقة التي سببتها الحاجة للتهوية.. اتجهت إلى مصراعي الباب المطل على الشرفة وفتحتهما لأسمح لهواء الليل العذب بالدخول.. غريبة هذه الرائحة.. أكاد أقسم أنني شممتها في مكان ما.. ما علينا.. وضعت التفاحة والسكين جوار الفراش فقد فقدت شهيتي.. أطفأت الأنوار وتمددت في الفراش شاعرا به يعلو ويهبط من الإرهاق ورحلة السيارة الطويلة وذكريات النهار تتوالى على شاشة العرض السوداء المعلقة في فراغ الغرفة.. ومن الغريب أنني لم أستطع النوم.. ذلك الهاجس الغريب الذي رافقني في كل حكاياتي يهزني وينهاني عن الاستسلام للنعاس وألا أنام..
- لا تنم!..لا تنم!..
=لماذا أيها المزعج؟..
- لأنك لو نمت.. لا أدري بالضبط.. لكن لا تنم!.. ابق متيقظا بضع دقائق فقط..
وهنا.. في البدء ظننتها ذبابة.. ثم صارت اللمسة الباردة أكثر ثقة واسترخاء حول عنقي فحسبتها سحلية تسللت بشكل ما إلى فراشي.. اقشعر جسدي ومددت يدي إلى عنقي لأبعد هذا الشئ البشع.. وهنا ازاداد الشئ تشبثا.. وشعرت بوخزات في عنقي فأدركت الحقيقة المروعة في لمح البصر.. ونهضت من رقدتي كمن مسه تيار كهربي.. كانت ذراع نبات الموكاسا تنسل من الشرفة قاصدة فراشي.. وفي هذه اللحظة بالذات كانت ملتفة حول عنقي في تصميم..!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
16- أسطورة النبات.. الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الأول
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثاني
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثالث
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: