كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 16- أسطورة النبات.. الفصل الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

16- أسطورة النبات.. الفصل الخامس Empty
مُساهمةموضوع: 16- أسطورة النبات.. الفصل الخامس   16- أسطورة النبات.. الفصل الخامس Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:35 am

5- كشف الأوراق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه المرة خرج عماد ليتسقبلني عند باب الفيللا.. كان يرتدي روبا أنيقا من تحته القميص وربطة العنق فبدا كزئر نساء في أحد الأفلام المصرية العتيقة خاصة وأن ثراءه وحياته وحيدا يثيران التساؤلات في الأذهان وهنا خطر لي أن المرأة التي يفوتها قطار الزواج يسميها المجتمع عانسا وينسى أمرها تماما أما الرجل الذي يفوته القطار مثلي فإنه يظل فريسة التكهنات والظنون حتى يواريه القبر.. ليس المجتمع قاسيا على النساء إلى الحد الذي يحسبنه!.. نظر عماد إلى البواب العجوز نظرة استكشافية سريعة ثم صافحني واقتادني إلى الداخل غير ناس أن يسألني:
- أنت هنا من زمن؟..
وذلك بالطبع للتأكد مما إذا كان البواب قد ثرثر أكثر من اللازم فقلت:
=وصلت منذ ثوان..
كنا نسير بين الأشجار وكنت أريد العودة إلى البقعة التي قابلت فيها النبات أول مرة لكنه كان حازما وفاترا -عماد لا النبات طبعا- إزاء هذه الرغبة..
- فيما بعد.. فيما بعد!..
قالها لي وهو يقودني إلى باب المنزل الموارب.. بعد ثوان في أرجاء القاعة وكأس من عصير الليمون المثلج بين أصابعي.. وعماد يجبو المكان في شئ من العصبية.. قلت له بعد دقائق:
=عماد.. إذا أردت ألا يصيبني الجنون فاجلس..
جلس بعد تردد فواصلت أسئلتي:
=ماذا تفعل بكل هذا اللحم الذي يجلبه البواب؟!..
كأنما كان ينتظر هذا السؤال فلم ينكر شيئا ولم يسألني كيف عرفت بل أجاب:
- قلت لك أن نبات الموكاسا لا ينمو إلا في تربة بها مادة عضوية متحللة وأنا لن أقتل كلبا وأدفنه كل يوم!..
=إذن هناك أكثر من نموذج لهذا النبات في دارك؟
- وفي الحمام.. وفي المكتب.. وفي غرفة النوم.. إنني أراه جميلا ولا يمكن لك أن تحاسبني على ذوقي الخاص..
=والرائحة التي تسبب الهلاوس..؟..
- حسنا.. لنقل أنني اعتدتها كما اعتاد راسبوتين السم " كان يدرب نفسه على تناول السموم عن طريق جرعات متدرجة ولهذا فشلت كل محاولات قتله بالسم مما اضطر أعداءه إلى قتله رميا بالرصاص "!..
ساد الصمت للحظات فلم يعد هناك ما يقال.. بعد برهة أشعلت سيجارة وقلت له ضاغطا على حروفي:
=عماد.. أنا أعرف أنك تخفي عني شيئا..أنت تعرف كما أعرف أن هذا النبات غير طبيعي..ومهاجمته لي في المرة السابقة لم تكن وهما..الثقوب التي في معصمي تقول إنه لم يكن وهما..لقد كان يحقنني بمادة هي أقرب إلى الكورار.. وتعرف أنه كان يتحرك.. بل أنت تمنع البواب والضيوف من السير في الحديقة.. لماذا؟.. لأنك تعرف جيدا الخطر الحقيقي المتربص وراء هذا النبات..
كان نفسي قد انقطع من الانفعال فالتقطته ثم قلت في رزانة:
=عماد.. يجب أن تخبرني بكل ما تخفيه وإلا لن أكون ذا عون لك..
نظر لي في حيرة هنيهة.. ولثوان ظننته موشكا على الكلام لكن ظني خاب وهو يدير ظهره لي:
- رفعت.. سبق لك أن سألتني عن عدم زواجي وقلت لك إنني لا أحب الخداع.. هل فهمت ما أعنيه وقتها؟..
=بالطبع فهمت..
- لقد أحببت تلك الفتاة كثيرا.. ولأنني أحببتها قمت بإجراء التحليلات اللازمة وكانت النتيجة واضحة: من المستحيل أن أكون أبا ولا زوجا.. ولأنني أحببتها كثيرا أخبرتها بكل شئ.. فاختارت الانفصال لأنها لن تتخلى أبدا عن حلمها بالأمومة وهذا سلوك شريف منها بالطبع.. هكذا ترى.. لن أمشي أبدا في الشارع ممسكا بيد صغيرة مرتجفة لطفل أعرف أنه من صلبي ولن أهرع في الليل باحثا عن طبيب توليد أو طبيب أطفال ولن أعود لداري حاملا دمية لطفلة تنتظرها في لهفة..لقد تساوت الأنصبة في الحياة كالعادة فالثري الوسيم الناجح لا ينجب..وهو يتمنى أن يبادل وضعه مع البواب النوبي العجوز..لا داعي للقول أن أحدا من أسرتي لا يعرف هذا الموضوع وهم جميعا يظنون أنني أرفض الزواج من ابنة خالتي لأنني أحيا حياة عزاب ماجنة..وكلهم قاطعوني أو عاملوني بجفاء لكني لم أجرؤ على إخبارهم بالحقيقة قط.. ولكني قلت لك من أنا..إنني أفتش عن المستحيل وغير الممكن..أهيم حبا بشئ لم يخلق بعد..ولهذا غدا نبات الموكاسا هو ابني الشرعي..لم لا؟..لقد ربيته وعلمته وأطعمته..فهل تعرف شيئا في كل هذا لا يمارسه الآباء؟..ولأنه ابني فأنا لن أتخلى عنه..ولأنه ابني أدراي عيوبه وأجاهد كي أصلحها..ولأنه ابني فلن أسمح لأحد أن يقاسمني فيه أو يأخذه مني أو ينصحني بتدميره!..
قلت له بعد ثوان وأنا أشعل سيجارة:
=وإلى متى يظل هذا الوضع؟..متى تنشر أبحاثك إذن؟..
- حين أعرف كيف يمكن الاستفادة بما عرفته؟؟.
- وأية فائدة ترجى من نبات يعض الضيوف؟..إنك لن تستخدمه لحراسة البيوت على ما أظن..
ضحك حتى أدمعت عيناه ثم قال:
- ألم تعرف هذا بعد؟..لقد أنقذني من لصين!..
=...............؟!
- بالفعل.. إن للنبات رائحة غير محسوسة لكنها جذابة تغري الآخرين بالاقتراب منه ولعل هذا هو ما دفعك نحوه لا شعوريا في تلك الليلة وكان هذا هو ما حدث للصين اللذين اقتربا أكثر من اللازم منه و..هوب!.. أنا لم أر شيئا.. فقط سمعت صرخة رعب هائلة في تلك الليلة فهرعت إلى الحديقة لأرى رجلين يهرعان فرارا ويثبان من فوق السور.. وحين ذهبت إلى مكان النبات وجدت آثار دماء على الأرض وجزءا منتزعا من ذراعه التي مدها ليجذب أحدهما.. فلو لم يكن الآخر موجودا لكانت مأساة.. تصور ما شعره هذان اللصان البائسان وما يفكران فيه حتى هذه اللحظة!.. أنت لم تقل شيئا جديدا حين قلت إن الموكاسا يصلح لحراسة البيوت..
ثم نهض عماد إلى دولاب أنيق موجود بالقاعة فأخرج جهاز عرض سينمائي للأفلام الصغيرة 16مم وبكرة فيلم ثم وصل الجهاز وركب الشريط وأظلم القاعة.. سمعت صوته في الظلام:
- المشكلة هي أن هذا النبات خجول جدا!..
=خجول؟..
- هو يتصرف كطفل يأبى أن يغني أمام أصدقاء أبيه.. ولقد رفض الموكاسا كل محاولاتي لتقديم فرائس حية له لكني كنت أجده قد فرغ منها دائما حين أعود إليه بعد دقائق ولهذا قمت بتصوير هذا الفيلم دون علمه لأرى ما يفعله حين يرى أرنبا صغيرا.. ولسوف ترى الآن كل شئ..
بدأ الفيلم يدور فرأيت مشهدا بالأبيض والأسود يمثل هذا النبات بشكله العجيب البشعع وكان هناك أرنب صغير وديع يقف جوار الأصيص غير قادر وغير راغب على الابتعاد.. وهنا بدأت الأوراق تتراقص رقصتها المجنونة التي ألفتها تهتز وتتمايل وتتأرجح يمينا ويسارا.. قال عماد معلقا على المشهد:
- وكما ترى.. هذا نوع من التنويم المغناطيسي للضحية.. فهي تباغت بالحركة غير المتوقعة وتقرر أن تنتظر ساكنة لتعرف أكثر..
الذراع الكابوسي العتيد يخرج من بين الأوراق كثعبان يزحف نحو فريسته..
- هذا النوع من الأوراق المتحورة يخرج نحو الفريسة ليؤدي دورين..
الذراع يزحف نحو الأرنب البائس ليلتف حول عنقه.. يحاول الأرنب أن يتراجع.. يقوم بحركات مثيرة للشفقة ولكن..
- الدور الأول تخدير الفريسة بمادة راخية للعضلات عديمة الاستقطاب ولعلها هي الكورار كما خمنت أنت..
الأرنب يتصلب ثم يتخاذل تماما بعد أن شلت عضلاته الإرادية تاركا جسده تماما للذراع المشئوم يتلمسه ويقلبه يمينا ويسارا..
- أما الدور الثاني فهو..
وهنا لم أصدق ما أراه.. تصلبت على حافة مقعدي وأنا أرى شيئا أسود يتسرب عبر العروق البارزة من ذراع النبات صاعدا من جسد الأرنب إلى جذع النبات وبعين الخيال ترجمت هذا اللون الأسود إلى الأحمر..
- يقوم الذراع بامتصاص دماء الفريسة ببطء شديد..
وفي اللحظة التالية رفع الذراع جثة الأرنب ليلقي بها بين الأوراق السوداء المكللة بالأشواك وانطبقت الأوراق حول الجسد وأخذت تأتي بحركات شبيهة بالمضغ البطئ المتلكئ..
- والآن.. المرحلة التالية هي مرحلة الافتراس الشبيهة بأسلوب نبات الديونيا.. إنزيمات الببسين تذيب العضلات والأوتار والغضاريف فلا يبقى سوى..
عجينة من الفراء المختلط بالعظام هي ما تحول إليه هذا الكائن الوديع الذي كان يلهو ويمرح منذ دقائق..
- وهكذا حصل هذا النبات النشط على حاجته من النيتروجين والهيموجلوبين.. وأثبت لنا أنه يقف بالفعل عند مكان فاصل بين المملكتين الحيوانية والنباتية..
انتهى العرض وسمعت عماد يهتف في مرح:
- أليس هذا رائعا؟!..
هتفت بعد أن استعدت القدرة على الكلام:
=عماد.. إن هذا ليس نباتا.. إنه شيطان حقيقي وعليك التخلص منه فورا!..
- قلت لك إنه ابني..!..
=أتوسل إليك.. أنا لا أمزح.. إن هذا المسخ سيقتلك يوما ما تاركا بعض الشعر الأشيب وروبا أنيقا..
ابتسم في ثقة ونهض ليبدل الأسطوانة ويضئ الأنوار:
- الآن حان وقت موتسارت.. دعني أؤكد لك يا عزيزي رفعت أن هذا النبات أذكى من أن يؤذي راعيه رقم واحد.. ويعرف أنه كان روحا حبيسة في بذور فأطلقت سراحها ومنحتها كيانا.. إن بابا يقدم له اللحوم الطازجة والحيوانات البرية ويحجب عنه المتطفلين.. فكيف يؤذيه؟!..
نظرت إلى الدولاب نصف المفتوح من خلفه.. وسألته في براءة:
=أرى لديك المزيد من الأفلام.. فماذا تحوي؟..
بدا عليه الوجوم فأدركت أنه سيكذب.. حتما سيكذب..
- لا شئ.. لا شئ على الإطلاق.. مجرد ذكريات لا تعني شيئا........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
16- أسطورة النبات.. الفصل الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 16- أسطورة النبات.. الفصل التاسع
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الأول
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثاني
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثالث
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: