كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع Empty
مُساهمةموضوع: 16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع   16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:34 am

4- تساؤلات..
ـــــــــــــــــــــــــ
كان الدوار قد تلاشى وبدأ رأسي يتزن.. فجلست على الأريكة للمرة الأولى وحككت رأسي وسألته:
=ماذا تعني بقدرة النبات على إحداث هلاوس؟..
في حماس غمغم وهو يجلس على أريكة أخرى:
- لم لا؟.. كم نوعا من المخدرات تم استخراجه من ثمرة الخشخاش؟.. وكم من الهلاوس يحدثها نبات البيللادونا؟..شئ مألوف وطبيعي أن تخرج من نبات ما رائحة تسبب الهلوسة..
=وما هذا الصبغ الأحمر الذي تتحدث عنه؟..
هذه المرة نهض في حماس وغاب عن عيني بضع دقائق ثم عاد لي حاملا أنبوب اختبار مغلقا بسدادة من الفللين وكان الأنبوب يحوي مادة حمراء قانية اللون.. قال وهو يناولني إياها:
- هي ذي.. لقد فشلت تماما في معرفة كنهها..
دسست الأنبوب في جيب سترتي وقلت في توتر:
=دعني أحاول.. إن التحليل الكروماتوجرافي سيساعدنا كثيرا.. ولكن لا تقل لي إنك لم تطلب عون أحد زملائك من أساتذة الكيمياء..
- لا أريد إقحام أحد في هذا الموضوع كما تتوقع.. إن نبات موكاسا ملك لي وحدي ولربما أنت أول مخلوق يعرف ما أعرف..
=إذن ثق فيّ..
وساد الصمت لبرهة.. غريب عليك يا عماد أن تنغلق على نفسك لتعيش مع هذا الكابوس.. أنا أفهم الفضول العلمي تماما لكن هذا الفعل جدير بشخصية أخرى.. شخصية معقدة انطوائية تهوى أكسجين الوحدة وتعشق ظلال الليل.. شخصية هي أقرب للوطاويط منها للبشر.. شخصية هي أبعد ما تكون عنك.. لكن الأعوام تغير الكثير.. إنها تبدل تضاريس الجبال فكيف لا تبدل تضاريس شخصيتك.. دون كياسة سألته:
=لماذا لم تتزوج بعد يا عماد؟..
هز يده في توتر وأبعد عينيه عني:
- لأني لا أحب الخداع!.. هذا هو كل شئ!..
ثم انتابته حالة من العدوانية فرفع حاجبه الأيسر متسائلا في تحد:
- ولماذا لم تفعل أنت؟..
=لأنني لم أنضج بعد إلى الحد الكافي.. أبدا لن أصدق أنني كبرت وصرت صالحا للزواج كالآخرين!..
تحاشى النظر إلى عيني ففهمت على الفور ما يريد قوله وما يعنيه بلفظة خداع.. ولم أر من صواب الرأي أن أستفسر أكثر فغيرت الموضوع سريعا إلى سؤاله عن أحواله وإلى ثرثرة طويلة عن حياتي وأحداثها في الآونة السابقة.. وحين عدت إلى داري كان الليل قد انتصف.. وسجائري قد نفدت..
********************
شقتي الكئيبة الحبيبة!.. اتجهت إلى جهاز التسجيل فوضعت بكرة عليها حفل لأم كلثوم وعلى الموقد وضعت براد الشاي وبدأت أنضو ثيابي في الصالة كعادتي ثم دخلت إلى الحمام لأفتح المياه الساخنة فأنا بحاجة إلى حمام يغسل عن جسدي آثار مغامرة الأمسية.. الماء!.. الماء الحبيب!.. توأم روحي و.. آي.. هذا الألم المبهم في معصمي!.. ما سره؟!.. خرجت من تحت شلال المياه لأرى ما هنالك.. فوجدت وخزات عدة كآثار إبر تركت رؤوسا حمراء في جلدي.. كان البخار يملأ المكان.. وصوت أم كلثوم الدافئ الحارق يردد هذه ليلتي.. والماء يتسرب على رموشي فيحجب الرؤية.. لكني شعرت بالرعب يزحف عبر عمودي الفقري.. والشعيرات الباقية في رأسي تنتصب.. إذن لم يكن وهما!.. الذراع التي قذفها النبات ليجذبني إليه كانت حقيقة واقعة.. وهذه الآثار دليل قاطع على ذلك.. ودون أن ادري ما أفعله أغلقت الصنبور وجففت جسدي وغادت الحمام مبلل الفكر لأرتدي منامتي وأجلس في الصالة أرشف الشاي وأفكر.. لم يكن وهما!.. معنى هذا أن هذا الكابوس حقيقة واقعة.. ومعناه أن عماد إما كاذب أو مخادع..
*******************
"لو أن المرء نام فحلم بالفردوس ورأى نفسه يلتقط زهرة من هناك..ثم إنه عند استيقاظه وجد الزهرة في يده..أواه..ثم ماذا بعد ذلك؟.. من قصيدة لكولردج تذكرتها على الفور..
تناول مني د.صبحي المدرس بكلية الصيدلة ذلك الأنبوب الذي يحوي السائل الأحمر فتأمله في رفق ثم نظر لي متسائلا:
- بالطبع يمكننا أن نجري عليه التحليل الكروماتوجرافي.. ولكن لماذا لا تحاول أن ترى الأنبوب عبر السبكتروفوتومتر؟..
فكرة لا بأس بها ولم تخطر ببالي قط.. لهذا توجهت معه إلى المعمل حيث باشر إعداد العينة لكلا الاختبارين.. ثم ناولني أنبوب اختبار يحوي المادة مخففة ومعها عدسة السبكتروفوتومتر السوداء الصغيرة.. سرت إلى النافذة ورفعت الأنبوب أمام النور ووضعت العدسة على عيني لأتمكن من رؤية خطوط الطيف التي ستقطعها خيوط سوداء تحدد نوع المادة.. قال د.صبحي وهو يفرغ سحاحة في أنبوب اختبار:
- إن هذه المادة تشبه هيموجلوبين الدم إلى حد غير عادي.. ألا ترى ذلك؟..
ولما لاحظ أنني لم أرد ناداني في إلحاح:
- هيه!.. رفعت.. هل هناك شئ؟..
دون أن أدير ظهري أو أرفع العدسة عن عيني همست:
=بالفعل هناك أشياء..
- عم تتحدث بالضبط؟..
=إن هذه المادة لا تشبه الهيموجلوبين.. إنها هي الهيموجلوبين ذاته!!..
- مستحيل!.. أنت تقول إن أصلها نباتي.. أنت تعرف أن جزئ الكلوروفيل.. الصبغ المسئول عن التمثيل الضوئي للنبات يماثل جزئ الهيموجلوبين إلى حد غير عادي لكن الخلط بينهما لا يمكن أن يحدث..
=إن لون الكلوروفيل أخضر يا صبحي..
وتركته يحاول فصل المادة بالتحليل الكروموتوجرافي وركبت سيارتي عائدا إلى داري فما أن دخلت حتى هرعت إلى الهاتف لأطلب عماد وسمعت صوته الرزين يسأل عمن هناك فقلت في لهفة:
=عماد.. لقد حللت المادة الحمراء.. أنت نباتي التفكير تماما لهذا لم تحاول البحث عن الهيموجلوبين أما أنا فحيواني التفكير إذا صح هذا التعبير ولقد بحثت عن الهيموجلوبين فوجدته!..
سمعت صوته يتساءل في برود:
- وما الذي يعنيه ذلك؟..
نافد الصبر صحت فيه وأنا أوشك على الانفجار:
=حسنا!.. أنت تربي في دارك نباتا وقحا يؤذي الضيوف ويطلق رائحة مخدرة.. بل الأسوأ تجري في عروقه دماء بشرية!..ألا تجد في كل هذا ما يثير الريبة؟!..
عاد صوته يقول في شئ من الكبرياء:
- كل ما أعرفه يا عزيزي رفعت هو أن هذه ظاهرة علمية تستحق أن ندرسها ونحللها.. لا أن نطلق صيحات الهلع وإنني لأتوقع منك أن تجد تفسيرا..
قلت له مغتاظا:
=أصدقك القول أنني لا أرتاح كثيرا لهذا النبات.. ولو كنت مكانك لسكبت فوقه زجاجة كيروسين وأحرقته..
- لحسن الحظ أنك لست مكاني!..
لم أصارحه برأيي في أكذوبته عن الرائحة المخدرة ربما لأنني توقعت أنه قد لا يكون كاذبا بعد كل شئ.. وفي المساء توجهت إلى الفيللا لأقابله وأحدثه عما يعتمل في ذهني من هواجس.. كان البواب النوبي جالسا يستمتع بأنسام المساء على صوت أغنية من جهاز المذياع فحييته فرد عليّ التحية متوقعا أن أطلب الدخول.. لكنني تربعت على الدكة بجواره وأخرجت علبة سجائري وقدمت له واحدة فرفضها في عناد لأنه لا يشرب سوى المعسل كما قال.. كان اسمه عبد الودود وكان نمطا رائعا للرجل الذي شاب رأسه وقلبه من فرط التجارب فلم يعد يبالي بشئ ولو كان عندي من الوقت أو سعة الصدر ما يسمحان بالاسترسال لسودت أربع صفحات كاملة في الحديث عنه أما وأنا من أنا من ملل ونفاد صبر فأكتفي بالقول أنه بدأ يثرثر بعد جهد جهيد وبدأ يمنحني ثقته التي ضن علي بها في البدء باعتباري ذلك الأفندي الفضولي غريب الأطوار الذي يفضل الجلوس مع البواب بدلا من الجلوس مع صاحب الدار.. وعرفت أنه مقيم في غرفة صغيرة جوار البوابة مع زوجة هي أقرب للجثث وذلك بعد أن تزوج الأولاد ورحل بعضهم عن عالمنا.. سألته متظاهرا بعدم الاكتراث عن الحديقة فقال لي أنه ممنوع السير فيها لأن عماد بك يعنى بنفسه بها ولا يسمح بأي تدخل..
=والضيوف؟.. هل هم أيضا ممنوعون؟..
بصق على الأرض ومسح بصقته بحذائه الكبير وغمغم:
- ضيوف؟.. لا أحد يجئ هنا.. أنت أول من يدخل هذه الحديقة منذ عشر سنوات!..
أطلقت صفيرا ينم عن الدهشة ثم سألته في حذر:
=إذن لم يرحب عماد بك بسماحك لي بالدخول هنا في المرة السابقة؟..
- يااااه!.. لم يكف عن لومي على تركك تجتاز الحديقة وحيدا.. إن عماد بك يأبى أن يجتازها أي إنسان حتى أنا..وحتى تموين الأسبوع من اللحوم أتركه جوار البوابة حتى يأتي ويأخذه هو..
أثارت هذه النقطة فضولي:
=تعني تموين الأسبوع من الأطعمة عامة؟..
- بل من اللحوم.. باقي الأطعمة يشتريها هو بنفسه.. أما اللحم فأشتريه له بسعر رخيص من بقايا الذبائح في السلخانة..
=بقايا ذبائح؟!..وهل يأكلها هو؟..
هز رأسه في لامبالاة أقرب للغباء وقال:
- يأكل بقايا الذبائح؟.. كنت أظنك متعلما وسريع الفهم!..
=وأنا كذلك.. إذن ماذا يفعل بها؟..
تثاءب ورفع قدمه على الدكة ورفع صوت المذياع قائلا:
- وما شأني أنا بذلك؟.. هو حر فيما يفعله.. والآن حان الوقت لتدخل إليه أو لتنصرف.. إنني أعرف أساليب الفضوليين هذه.. صدقني أنا أعرفها تماما!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
16- أسطورة النبات.. الفصل الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثامن
» 16- أسطورة النبات.. الفصل التاسع
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الأول
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثاني
» 16- أسطورة النبات.. الفصل الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: