كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:29 am

4- لحظة الحقيقة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صرت الآن وحيدا.. لكني أعرف تماما ما سأفعله وكيف سأفعله..
*****************
بدأت السير وئيدا متتبعا آثار الأقدام المبعثرة بين الثلوج.. أتعثر تارة وأنهض تارة.. أبدو لمن يراني وكأني أتحرك في فيلم بالسرعة البطيئة.. خطواتي ثقيلة وإخراج قدمي من الثلوج يقتضي مجهودا غير عادي.. لكنني مستمر في التقدم.. وهنا وجدت وسط الجليد حذاء مألوفا.. حذاء نورا بالذات.. وأدركت أن هذا هو المكان المختار.. نظرت لأعلى أتأمل الجدار الجليدي الشاهق الذي يحيط بالمكان.. فوجدت شيئا آخر أكثر دلالة.. ملفحة نورا ممزقة ترفرف كراية صفراء متدلية من إحدى الصخور المدببة.. مددت عيني أتحسس الجدار فوجدت ثغرة وسط الجليد لابد أنها تؤدي إلى كهف.. مددت يدي إلى جربنديتي وتناولت حبلا سميكا من النايلون وصنعت أنشوطة.. وأحكمت التصويب قاذفا حلقة الأنشوطة إلى أعلى لتتشبث بإحدى الصخور البارزة من الجدار وجذبته مرارا لأتأكد من أنه سيتحملني.. وللتأكيد ربطته في خاصرتي.. قد يقول قائل: لم لا ترتفع لأعلى ما دمت نافاراي؟.. بالطبع لا.. ليس إلى هذا الحد.. أحتاج إلى حالة تركيز عالية تنهكني إلى حد غير عادي وأنا الآن بحاجة إلى صفاء ذهني من أجل أغراض أخرى.. قد يقول قائل آخر: كيف صعد الياتي إلى هناك؟.. أقول له إن هذه مشكلة الياتي وليست مشكلتي.. تستطيع أن تسأله إذا أردت!.. دعوني الآن أواصل التسلق ولا تشتتوني بالأسئلة السخيفة التي لا طائل من ورائها..
*******************
وصلت إلى فتحة الكهف.. مددت يدي إلى الجربندية وأخرجت الشئ الذي أخفيته طيلة سفري جوار كتاب الشوكارا الملتف حول خصري.. كان هذا الشئ هو قارورة الشراب الذي كان الأخ ميانج يقدمه للمي-جي لتهدئته.. لقد قرأت طريقة إعداده بعناية من كتاب الشوكارا وقمت بإعداده من الأعشاب في أثناء توقفنا في لهاسا بحثا عن أدلة لرحلتنا.. سيكون هذا هو ورقتي الرابحة.. لا جدوى من أساليب النافاراي لأن المي-جي أقوى ولأن عددهم سيكون كبيرا ولا جدوى من البندقية لأنها لن تفعل شيئا ربما تقتل واحدا أو اثنين قبل أن ينتزعوها مني ويحطموها فوق رأسي.. إذن سياسة الوفاق هي المثلى.. أخرجت كذلك ورقة تحوي بعض العبارات بلغة قبائل أمادواس التبتية.. من الصعب أن أتخيل أن الياتي يذكرون هذه العبارات.. لكني آمل في أن قبائل أمادواس لم تزل موجودة وتتعامل معهم منعشة ذاكرتهم من حين لآخر.. ولما حفظت هذه العبارات عن ظهر قلب استعددت لدخول الكهف.. وفجأة.. شعرت بيد مشعرة ترفعني في الهواء وتقذفني لأسفل..
*****************
تشبثت بالصخور بيد واحدة محاولا ألا أترك الزجاجة.. وهنا توقفت عن الهبوط لأسفل فأدركت أن السبب هو أنني نسيت الحبل مربوطا لخصري فظللت متدليا منه أتأرجح في الهواء البارد.. وللحظة تجمع كل الدم في قدمي فاسودت الدنيا في وجهي.. رفعت عيني فرأيته واقفا هناك يرمقني من عل.. كان عملاقا مهيبا غاضبا إلى حد مروع يعابث خصلات شعره الكث ويكشر عن أنيابه.. لو أنه مد يده وانتزع الحبل من مكانه لهويت كالصخرة إلى أسفل.. ولكن هناك مشكلة بسيطة: كيف أعود للصعود؟.. وكيف أنزل إذا أردت؟.. وكان الجواب سريعا.. إذ وجدت أحد المي- جي يتقدم عبر الجدار الصخري المغطى بالثلوج وقد ثبت جسده إليه وكان يتقدم نحوي على المستوى الذي تدلى جسدي عنده.. كان منظره عجيبا وهو يتقدم كأنه يتحرك بممصات خفية أو كأنه سحلية تمشي فوق جدار أملس.. كيف يتشبث؟.. لا أدري.. لكن الحقيقة هي أنه آت نحوي بسلاسة غير عادية.. لن يلبث سوى دقيقة واحدة بل أقل ويلف ذراعه المشعر الغليظ حول خصري.. وعندئذ.. تسلقت الحبل سريعا إلى أن بلغت مستوى أعلى منه.. ولم أجرؤ على الارتفاع أكثر حتى لا أغدو في متناول الآخر.. هذه المرة كان المي- جي السحلية تحت مستوى قدمي.. وسمعت زئيره وشعرت بيده تتطاير عشوائيا في الهواء محاولة الإمساك بأي طرف مني لكنه أحمق إذا ظن أنه يستطيع الإمساك بكاهن نافاراي!.. شرعت أتملص منه وأبعد قدمي.. حتى إذا وجدت اللحظة مناسبة وجهت ركلة بحذاء التسلق المملوء بالمسامير إلى وجهه فدوت صرخته المريعة المفعمة بالألم.. الثلوج تنهار فوق رأسي ورأسه من أعلى.. ولمحته يفقد توازنه ويسقط لأسفل لكني أدركت أن شيطانا كهذا لا يمكن أن يموت بهذه البساطة.. ولمحت آخرين يزحفون نحوي بنفس الطريقة فأدركت أنني في مأزق حقيقي..
لذا واصلت التسلق إلى أن وجدت المي-جي الأول يرمقني بوجهه المرعب من أعلى بانتظار وصولي إليه ليحطم عنقي.. كنت عند قدميه تقريبا وأنا أحتضن الزجاجة في توتر.. والآن حان وقت النافاراي.. قلت له وأنا متدل من الحبل وبلهجة متعجلة:
- تشا سارايانا!.. جيانغ سارايانا!.. كيوه سارايانا!..
كنت أعرف أن الإنذار تحصيل حاصل لكن التقاليد ترغمني على ذلك.. ثم إنني لويت جسدي لأعلى وأنا متشبث بالحبل ورفعت قدميّ في الهواء بنصف دورة لترتطما بجسده في إحدى نقاط الكورا إذا كان يملك بعضها.. سمعته يصرخ.. ومزيد من الثلج يهوي من أعلى.. ثم تنحى معطيا إياي الفرصة لأقف على قدميّ.. وحين وقفت أخيرا أمامه على باب الكهف هالتني ضخامته والأشياء المفزعة التي يمكنه أن يصنعها بي لو أمسكني.. كان يدنو مني ببطء وهو يخور.. رفعت يدي اليمنى كما فعل الأخ ميانج منذ خمسة قرون وهتفت بأعلى صوتي:
- سوان هيشاه مي- جي!..
كان مصرا على إيذائي.. ما زال يتقدم ببطء مريع..
- سوان هيشهاه مي-جي!..
الكلمة التي كان الأخ ميانج يرددها أمام الكهف ومعناها كما علمت فيما بعد هو (لقد جئت بالسلام أيها المي-جي).. ترى هل يفهم معنى ذلك؟.. لحظات من التوتر.. لقد صار على بعد نصف متر مني وبعد ثوان سيكون عليّ أن أثب بعيدا عنه.. لكنه بدأ يهدأ.. ثبت في مكانه وكف عن الخوار.. تبادلنا النظرات لثوان.. ثم إنني اتجهت لباب الكهف متجاهلا إياه ورفعت كفي اليمنى مبسوطة وانحنيت مرددا ذات العبارة ثم دخلت..
*******************
كان الظلام دامسا بالداخل.. لكنني هذه المرة كنت قادرا على تبين عشيرة كاملة من هذه المخلوقات جالسة في الظلام تتأملني.. دنوت من وسط الدائرة ووضعت الزجاجة على الأرض ثم رفعت عيني وهتفت باسطا كفي اليمنى:
- يا هاتشو أوزوم مي- جي!..
أي وكما تذكرون : لقد بررت بوعدي أيها المي-جي.. وكان رد الفعل سريعا.. لقد ساد الهدوء المكان وتلاشى التوتر.. ورأيت أحد هذه المخلوقات يقترب من الزجاجة ليرى ما هنالك.. وهنا حدث شئ غريب.. وجدت البروفيسور ونورا ورجل ثالث لا أعرفه يهرعون نحوي من بين صفوف المي-جي.. لم تكن حالتهم سيئة إلى الحد الذي توقعته فيما عدا الأول طبعا ومن الغريب أن الكائنات لم تعترض طريقهم..
- نورا.. بروفيسور.. ما معنى هذا؟..
هتف البروفيسور وهو يلف ذراعه حول نورا:
- إنهم لم يؤذونا يا بني.. لم يؤذونا.. لقد احتفظوا بنا هنا بينهم وأطعمونا وآوونا..
- ومن هذا الثالث؟..
نظر لي الرجل الذي كان معهما وغمغم:
- أنا هانسن الوحيد الباقي من المستكشفين الثلاثة.. لقد هاجموا مخيمنا واختطفونا ولكنهم لم يؤذوا أحدا سوى أنسلن الذي جرح ذراعه وقد حملونا إلى هنا وأطعمونا وآوونا.. لكنهم لم يغفروا لنا محاولة الهرب حين حاولها أنسلن وسيجفريد..كان العقاب سريعا وصارما ونهائيا!..
لم أسأله عن المزيد لأن الزوجة تقف جواره وأنا أعرف جيدا أنهم قتلوا أنسلن كأرنب بري فقد قال هو لي ذلك في الرؤيا التي رأيتها.. لا وقت للأسئلة.. لا وقت لمعرفة سبب إبقاء المي- جي على كل هؤلاء النرويجيين أحياء.. ولكن الإجابة واضحة ولا إجابة سواها.. إن هذه الوحوش ظلت غير قادرة على فهم هذه القرود الصغيرة ذات البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعور الصفراء لهذا أبقتها حية إلى أن تعرف ما ينبغي عمله بها.. إن المي- جي يحاصروننا فهل أستطيع أن أتجاسر وآخذ النرويجيين معي ما دمت قد أثبت حسن نيتي؟.. حقا لا أدري.. إن أية حركة مريبة ستجعلهم يمزقوننا إربا ولديهم سوابق على سوء معاملة من يحاول الفرار.. وهنا جاء الحل الصحيح.. الزجاجة!.. لقد نسيت الزجاجة.. ولمحت واحدا منهم يتقدم وهو يخور ليمسكها.. يتحسسها بين كفيه ثم يرفعها لفمه ويزيل غطاءها ويجرع.. ثم إنه ناولها لواحد آخر فواحد آخر.. همس البروفيسور في حيرة وهو يتأمل المشهد:
- ماذا يحتسون بالضبط؟..
- شراب النجوم.. هكذا يسميه رهبان التبت..
نظر لي هنيهة ولم يعلق.. كان المي- جي يتبادلون احتساء المشروب وقد أدركت أنه راق لهم إلى حد غير عادي.. لا أفهم سبب ذلك لكنه حدث.. وفهمت الآن فقط أي سحر كان الأخ ميانج يضعه في شرابه هذا.. لقد بدأ جو من الهموم يسود المكان تتخلله زمجرات قصيرة.. فنظرت إلى النرويجيين الثلاثة المذهولين وهمست:
- يمكننا أن نرحل!..
هتف النرويجي الجديد الذي نسيت اسمه في توجس:
- سيقتفون أثرنا!..
- ليس بعد الآن.. إن أمامنا أياما من السلام وثق بأنني أعرف ما أقول..
وببطء وحذر غادرنا الكهف فلم يعترض طريقنا أحد.. وبدأنا عملية الهبوط لأسفل مستخدمين الحبال عالمين أن الأهوال تنتظرنا في رحلة العودة.. لكننا على الأقل عرفنا مصير من فقدوا.. وأنقذنا واحدا من المستكشفين.. وسيكون لدى البروفيسور الكثير مما يقصه على المجامع العلمية حين يعود لوطنه.. إن رحلة العودة شاقة.. لكنها على الأقل ستتم دون أن يعترض المي-جي طريقنا أو يقفو آثارنا.. وهذا يكفي..
*******************
وداعا أيها النافاراي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: