كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:29 am

3- رعب الثلوج..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أمسكت بذراعه لنبتعد عن المشهد.. لكنه واصل التساؤل في ذهول وتوجس:
- من أنت؟.. وماذا كان الحمالون يريدون منك؟..
قلت له في فتور:
- بروفيسور أوليفس.. لنقل إنني شخص يعرف كيف يدافع عن نفسه.. والآن.. نواصل رحلتنا..
صاحت نورا في هستيريا:
- وهل سنترك هؤلاء البؤساء هنا؟..
- لا يوجد حل آخر.. إذ لا يمكن اصطحاب جرحى عبر جمال الهيملايا.. دعك من أنهم هم من أجبرونا على ذلك..
- ولكن..
- هيا بنا!.. ولنحمل الأشياء الضرورية فقط..
**********************
وهكذا تركنا المكان.. كان الصباح قد بدأ يغمر الثلوج بأشعته الباهتة ونحن نواصل مسيرتنا في الاتجاه الذي بدأنا به.. عبثا حاولت أن أقنع البروفيسور أن كل هذا مضيعة للوقت لأنني واثق بأن المستكشف قد مات.. من ثم أدركت أنه يفكر في لقاء المي-جي وأن الروح الإنسانية ليست هي الشئ الوحيد الذي يفكر فيه.. كان الثلج يزداد هشاشة حتى أن القلق بدأ يراودني.. أحيانا كان أحدنا ينغرس حتى خصره وسط الجليد الناعم فنعاونه على النهوض لاهثين ولقد بدأت أتوقع في أية لحظة أن يسقط أحدنا إلى عنقه.. حتى بالنسبة لي كانت هذه المناطق غير مألوفة بل ومرعبة.. ولم نكن قد ابتعدنا أكثر من أربع ساعات حين سمعنا الصراخ.. الصراخ المذعور الوحشي المتوسل.. تلته شهقة قصيرة ثم صوت الزئير الذي ألفناه.. تصلبت نورا في ذعر وأمسكت ذراعي:
- ما هذا؟..
- الحمالون.. لقد هاجمهم المي- جي وهم عاجزون عن الهرب..
لم أرد أن أخبرها أنه بالتأكيد انتزع أحشاءهم قبل الأكل كما يفعل مع الحيوانات البرية..
- البؤساء!.. فلنعد إليهم!..
هززت رأسي في استنكار:
- وما الجدوى؟.. لقد انتهى الصراخ على كل حال..
صاحت في اشمئزاز وقد احتقن وجهها ودمعت عيناها:
- لم أتصور أنك بهذه القسوة..
- سيدتي.. ليس هناك قانون في هذه الأصقاع سوى قانون الطبيعة.. وواجبنا نحن البشر أن نقبله وأن نتماسك ويرعى بعضنا البعض.. فمن خالف ذلك فالذنب ذنبه وليس على الآخرين أن يلوموا أنفسهم.. ألست من رأيي؟..
وواصلنا المسير بلا هدى سوى خطة باهتة في رءوسنا عن الاتجاه الذي يجب أن نسير فيه.. قد يرى أحد أنه من الحكمة أن نعود إذا كنا نريد مقابلة المي- جي حيث إنه موجود حيث فارقنا الحمالين لكني أستبعد أن يظل بانتظارنا هناك.. لابد أنه صعد إلى مستوى أعلى من الجبال أو سبقنا.. أو هو في أعقابنا الآن.. لا أحد يدري..
***********************
إن الياتي يسيطر على هضبة التبت سيطرة مطلقة برغم أن أحدا لم يره إلا مصادفة..
***********************
كانت منهكة.. ورأيتها تجلس فاغرة فاها على الأرض منقطعة الأنفاس تحاول عبثا أن تعب الهواء بجرعات كبيرة.. إنه نقص الأكسجين.. دنوت منها وجلست على ركبتي وقلت لها:
- أغمضي عينيك وتصوري أنك في حديقة غناء..
- مستحيل!..
- بل كل شئ ممكن لو حاولت.. هل تصغين لغناء البلابل؟.. هل تشمين عبق الورود؟.. هل تسمعين خرير الماء؟.. إنه موجود.. فقط عليك أن تركزي انتباهك..
أغمضت عينيها وبدأت تركز أكثر فأكثر.. ابتسامة رضا بدأت تلتمع على شفتيها فأدركت أنها وصلت هناك وأن انتعاش الزهور قد لمسها بعصاه السحرية.. وحين فتحت عينيها كانت أحسن حالا.. وسمعتها تهمس وكأنها تغني:
- لقد رأيت الزهور وكان من بينها زهرة زرقاء!..
دنوت منها وشعرت بوجيب في قلبي.. أنا لا أخون أحدا.. على الأقل أنا واثق بأن زوجها قد مات حتى وإن لم تعلم هي.. إذن..
***********************
لا تكلموهن يا أناندا.. لا تروهن يا أناندا.. وإذا سألتك إحداهن عن شئ فلا ترد عليها يا أناندا..
عندئذ وقد تذكرت كلمات جوتاما تركتها ونهضت أنفض الثلج عن ثيابي.. أنا نافاراي وليس من حقي أن أميل للنساء.. أنا نافاراي لهذا يجب أن أسحق إنسانيتي ورجولتي..
***********************
- أتزوج؟..مستحيل!..إن النافاراي إذا تزوج لا يعود كذلك..
***********************
المسيرة ماضية.. هذه المرة وجدنا آثار الأقدام الغليظة على الجليد.. آثار الأقدام التي لا يمكن أن يكون صاحبها آدميا.. طول القدم يقارب الخمسين سنتيمترا وعرضها يقارب ثلاثين سنتيمترا.. وكان الإصبع الأكبر أطول بمراحل من أربعة الأصابع الأخرى.. مما يدل على أن طول الكائن يقترب من الثلاثة أمتار.. الأكثر أهمية هنا هو أن الجليد مستمر في السقوط.. ومعنى هذا أن آثار الأقدام هذه طازجة تماما.. لقد كان هذا الشئ هنا منذ ساعة لا أكثر.. وللمرة الأولى أخرجت من جعبتي الكاميرا التي أعطاني إياها د.رفعت قبل السفر وللمرة الولى كذلك أخرج البروفيسور النرويجي بندقيته وتأكد من سلامة حشوها.. التقطت بعض الصور لآثار الأقدام بمعونة المرأة التي لاحظت عدم درايتي باستعمال هذه الآلة العجيبة.. ثم أنني التفت نحو البروفيسور وقلت له:
- والآن يا سيدي.. بدأ أخطر جزء من الرحلة..
**********************
لم أكد أنهي جملتي حتى فتح باب من أبواب الجحيم.. في البدء ظننته انهيارا جليديا فقد احتجبت الشمس الباهتة لبضع ثوان.. ثم رأيت شيئا عملاقا يثب من أعلى علينا.. وتبينت ما هو للمرة الأولى في حياتي.. كان طوله يبلغ الثلاثة أمتار حقا وجسده مغطى بالشعر الأشهب المشرب بالحمرة.. وكان الشعر منتفشا مما يوحي بهياجه.. وعلى كتفيه يستقر أبشع وجه رأيته في حياتي لكنه لم يكن وجه إنسان ولا قرد.. بل هو كتلة مبهمة بلا ملامح.. الشئ الوحيد المألوف في ذلك الوجه كان الفم.. الفتحة الفاغرة عن صفين من الأنياب الحادة اللامعة المتربصة.. وكان يقف على قدميه ويستعمل ذراعين طويلتين مرعبتين كما يستعملها البشر.. ولمحته يرفع البروفيسور ثم يقذفه على بعد أمتار فوق الثلوج ليتكور هناك منطويا على نفسه.. ثم إنه جر نورا من شعرها فسقطت عند قدميه مغشيا عليها.. لا وقت لطقوس النافاراي.. لهذا تهيأت للوثوب لأوجه ركلة إلى مقتل هذا الشئ إن كان له مقاتل.. وهنا شعرت بأنني أرتفع عن الأرض.. وأدركت أن واحدا آخر جاء من خلفي وهو يزمجر ورفعني من مؤخرة عنقي إلى أعلى كأنه يرفع أرنبا من جحره.. وشعرت بنفسي أطير في الهواء لأرتطم بحافة الجرف الصخري.. لا لن أفقد الوعي.. لا وقت لهذا.. وحين فتحت عيني كان هناك أربعة من المي-جي يتسلون بقذف جسد البروفيسور ما بين بعضهم البعض.. نهضت محاولا إنقاذ الموقف فوجدتني كالقزم بين أربعة جبال.. حتى النافاراي يملك حدودا لا يستطيع تجاوزها.. وقبل أن أفهم شيئا كان جسدي يتطاير في الهواء ليصطدم رأسي بالجليد الصلب من جديد وآخر ما أذكره هو صوت الزئير المفزع والصراخ و..
****************
ظلام.. الظلام البكر من قبل أن يوجد الضوء..
*******************
وحين أفقت أخيرا كان رأسي يدق كصندوق ملئ بالبلي المعدني.. وكنت أشعر بالغثيان والدوار وأشياء أخرى لا أعرفها.. وأمامي كان مسرح المأساة غارقا في الفوضى.. الثلج متناثر هنا وهناك وغطاء رأس نورا وجاكت البروفسور المصنوع من الفراء وبندقيته وكاميرا رفعت قد هشمت تماما فمن مصلحتي ألا أعود حيا إذن.. لكن لا أحشاء في أي مكان لحسن الحظ.. لقد رحل المي- جي حاملين فريستيهم.. أما لماذا لم يأخذوني فأعتقد أن التفسير واضح.. هم اعتادوا مذاق الصفر ويريدون أن يجربوا مذاق البيض ذوي الشعر الأشقر.. كما ترحب أنت بالتهام لحم غزال بعد ما سئمت مذاق لحم الدجاج.. كنت أعرف أن هذا سيحدث.. لا أدري ما إذا كان البروفيسور والمرأة حيين الآن أم لا.. لكني لن أرحل دون أن أعود بهما أو أدفن جثتيهما.. لقد صرت وحيدا تماما.. ومن يدري؟.. ربما كان هذا أفضل..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: