كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني   15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:27 am

الجزء الثاني: ((احترسوا من المي جي))..
إنه في كل مكان..خلف كل هضبة..ووراء كل جبل جليدي..وفي قلب كل كهف..
نسمع صوت زئيره الجشع..ونشم أنفاسه العفنة..ونرى آثار قدميه الهائلتين..
ونتوقع الأسوأ..!..ستكون حسرة لو لم نره..وستكون نهايتنا إذا رأيناه..!..
1- عند سقف العالم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال هن- تشو- كان:
- كانت العودة إلى التبت أليمة.. صحيح أنها كانت محببة للنفس.. لكنها أليمة.. أن يعود الابن لدار أبيه الذي يعرف أنه مات.. وحين رأيت التبت لأول مرة عرفت أنني لن أظل هناك.. وعرفت أنني لم أعد لأنتمي لشئ إلا لبعض حيوانات الياك وربما لمن تبقى من المي-جي أنفسهم..
******************
الريح تزأر كعهدها.. والثلوج تهوي في رفق لتدهن الجبل باللون الأبيض.. في هذه المرة لم أكن أرتدي ثياب النافاراي الزرقاء ولم يكن معي أحد ليدربني.. بل كنت أرتدي ثيابا عصرية مبطنة بالفراء وأضع منظار الجليد وأعلق في صدري منظارا مقربا.. وإلى جواري كان البروفيسور بيورن أوليفس والزوجة النرويجية المكلومة نورا وثلاثة حمالين من قبائل شيربا النيبالية.. إنهم من قومي لكن خمسة قرون تفصل بيني وبينهم.. ولا يمكن أن يعرفوني ولو حاولوا وكان معنا واحد منهم يجيد الترجمة من الإنجليزية للصينية والعكس.. كتاب شوكارا مغلف بكيس من المشمع ومربوط بعناية إلى خصري من تحت الثياب الثقيلة.. كنا نتجه عبر الممرات الجليدية الوعرة في منولنج بادئين بالمكان الذي وجدوا فيه الخيمة الممزقة متجهين إلى الكهف الذي جئته يوما مع الأخ ميانج لنقدم للمي-جي وجبته.. أذكر أننا كنا نرتقي هذه الهضبة وندور حول ذلك الجرف الجليدي ثم.. للأسف تغيرت أشياء كثيرة.. لم يعد شئ كما كان.. لا توجد علامات مميزة وسط هذه الثلوج يمكن الاسترشاد بها.. اقترب مني البروفيسور وهمس في قلق:
- ماذا حدث؟..
- اختلطت عليّ الطرق.. لا أستطيع العودة إلى الكهف..
- إذن؟..
- فلنعتمد على الحدس.. التخمين.. فلنتأمل..
تبادل هو والزوجة نظرة لم أفهم مغزاها.. هل هي نظرة سخرية أم شئ آخر.. ثم تنهد ونزع جربنديته وألقاها أرضا وجلس فوقها:
- ليكن.. تأمل ما يحلو لك!..
نظرت إليه لوهلة ثم أدرت ظهري.. وشرعت أمشي بين الكتل الجليدية الغافية في ضوء الشمس الباهت.. أمشي إلى أن بلغت مساحة خاوية لا يراني فيها أحد.. التحية لكم يا رجال النافاراي.. أنا الزهرة الزرقاء قد عدت لأقرئكم السلام.. هل تذكرونني؟..
*****************
إننا ضيوفهم.. والضيف مرغوب فيه ما لم يبد فضولا زائدا..
********************
إنها النيرفانا.. هأنذا أذوب في الوجود ويذوب الوجود فيّ.. أنفصل بالتدريج عن حقائق الحياة وعن مادياتها فلا يعود في ذهني سوى مجرى نهر صاف يتلألأ في ضوء الشمس.. أنا هذا النهر.. أنا قديم كالأزل.. راسخ كالجبال.. سخيّ كالأمطار.. ها هي ذي الرؤيا تتشكل ببطء.. أرى كهفا مملوءا بالجمرات المتقدة التي هي عيون المي-جي.. أرى الأخ ميانج يقرئهم السلام ويسكب جواله على الأرض فتتناثر جثث الحيوانات الصغيرة.. أراني صغير السن ناحل الجسد أتأمل في رعب ما يحدث وأرتجف.. ثم.. النهر يتفرع ويتخذ مجرى جديدا.. هذا الرأس الأشقر.. إنني أعرفه.. إنه هو النرويجي أنسلن وقد هزل جسده وتساقط شعر لحيته من فرط المعاناة.. لكنه ليس حيا!.. رقبته مهشمة تقريبا والموت يطل من عينيه الذابلتين لكنه يرفع رأسه ويقول لي وهو يتأرجح:
- تأخرتم كثيرا جدا.. لقد فات الأوان!..
- ولكن أين أنت؟..
يغمض عينيه في إنهاك ويقول وقد جفت شفتاه:
- لقد قتلوني كأرنب بري..
- هذا واضح.. ولكن أين أنت؟..
- دفنوني تحت الثلوج في مكان ما.. حتى أنا لا أعرف كيف أحدده..
الرؤيا تتلاشى قبل أن أتمكن من معرفة أكثر.. العالم المادي الوقح يقتحم خدر عالم التأمل الشفاف الحاني.. عندئذ أنهض عائدا إلى حيث تنتظر المجموعة.. فيسألني البروفيسور في فتور:
- هيه؟.. هل حققت شيئا؟..
فأمد يدي إلى ذراعه وأجذبه بعيدا عن الأسماع (أنا أعرف أن المرأة لا تجيد الانجليزية لكن واجب الحذر يملي عليّ ذلك) وأقول له بإنجليزيتي الكسيحة الطفلة:
- أعتقد أن الأمر انتهى..
قال لي مزمجرا:
- اسمعني يا بني.. لو أنك مصمم على استعمال الإنجليزية وأنا مصمم على استعمال الصينية فإن حملتنا هذه ستنتهي دون أن يفهم أحدنا حرفا مما يقول الآخر!..
حركت يدي لتساعد فمي على الكلام..
- أعتقد أن.. أنسلن.. انتهى..
- تعني أنه مات؟..
- حتما..
أطلق عبارة ما أظن أنها نوع من السباب وقال:
- أنت تحدس ذلك طبعا.. لكن لا دليل..
- إن حدسي هو دليل كاف..
نظر حوله في تؤدة ثم أمسك ذراعي وهتف:
- إذن لا تذع النبأ.. إن امرأته مرهفة الحس كما تعلم.. ومن واجبنا مواصلة حملتنا البائسة هذه حتى نعود به أو بجثته.. عليك إذن أن تستمر..
وهكذا واصلنا المسير.. أحيانا كنا ننصب خيامنا لنقضي الليل.. ثم ننهض في الصباح مواصلين مسيرتنا وسط الطرق الثلجية الوعرة وكلما وجدنا كهفا كنت أنفصل عن أحد الحمالين وأصعد لا ستكشافه ثم أعود ودائما أعود بخفي حنين.. لا مستكشفين مفقودين.. لا آثار أقدام.. لا مي- جي..
*****************
لكن الإحساس بوجوده كان قويا.. رائحته في الجو وزمجرته تكاد تثقب أسماعنا.. إنه ذلك الشعور العصبي الذي يراود مرتادي الثلوج إن هناك من يراقبك طيلة الوقت ومن يدري؟.. لربما كان شعورا صادقا.. أحيانا كانت المرأة تنادي بصوتها الرفيع:
- أنسلن!.. أنا نورا..
فيردد الصدى ملايين المرات:
- را..را..را..را..!..
محدثا ذلك الشعور الموحش المثير للإنقباض.. وتهوي قطعة جليدية من أعلى الجبل لتتهشم عند أقدامنا.. يقولون إن الجليد مرعب.. ويقولون إن الصحراء مفزعة.. فماذا عساهم يقولون عن الصحاري الجليدية؟.. أنا قد نشأت في هذه الأصقاع وقد اعتدتها كبيتي.. ولكن ماذا عن هؤلاء الغرباء الذين لقوا حتفهم هنا؟..
*******************
فجأة صاح أحد الحمالين مناديا إياي لأرى شيئا على الأرض.. شيئا أسود اللون صغير الحجم مدفونا بين الثلوج فمددت يدي لألتقطه وأفحصه.. سمعت نورا تصيح من خلف كتفي:
- الغليون!.. غليون سيجفريد الذي لا يفارقه.. إننا نسير في طريق صحيح..
هرش البروفيسور رأسه في حيرة وسألها بالنرويجية عن شئ ما فبدت مصرة.. ثم إنه التفت إليّ:
- لا أفهم.. لقد هوجموا في موضع الخيمة الممزقة والآن نجد الغليون هنا.. حتى إذا كان الياتي قد حمله إلى وكره فلا أظن أن هذا وقت مناسب لسيجفريد كي يدخن الغليون في أثناء حمله..
قلت له وأنا أناوله الغليون:
- لا أظن الأمر كذلك.. لقد احتفظ الياتي بالغليون كلعبة يلهو بها.. أو للذكرى وحملها إلى هنا حيث ألقاها بعد أن فقد اهتمامه بها..
- إذن نحن نسير في طريق سيجفريد..
- أعتقد أننا نسير بالتأكيد في طريق الياتي!..
وواصلنا السير وقد ازددنا حذرا..
في عصر ذلك اليوم صعدت مع المرأة فوق الصخور المكسوة بالجليد لنستكشف أحد الكهوف الذي كان مستواه يعلو عن رؤوسنا كثيرا.. كانت تجاهد لالتقاط أنفاسها لأن نسبة الأكسجين في الهواء تكاد تكون معدومة والواقع أن نقص الأكسجين هو مشكلة المشاكل في هذه الجبال حيث يختل توازن المرء ويتصرف كالسكارى ولربما أصابه ارتشاح رئوي يودي بحياته.. وفيما بعد عرفت أن عددا كبيرا من علماء الغرب يعزون كل ما حكاه المستكشفون عن المي-جي إلى هذا السبب: هلاوس ناجمة عن نقص الأكسجين في المرتفعات.. المهم أنني ساعدتها كي تثبت حذاءها المسماري في طبقة الجليد الهشة الصاعدة إلى الكهف ووثبت خلفها.. ثم بدأنا نسير على إفريز ضيق وقد ألصقنا ظهرينا بالصخور.. وحانت مني نظرة لأسفل فرأيت الوادي الجليدي مرتميا عند قدمي.. كان خطأ جسيما أن أقودها إلى هذا المكان.. أخرجت حبلا من النايلون وربطته إلى خاصرتي ثم ربطته إلى خاصرتها لأتأكد من أنها لن تهوي كالصخرة بمجرد أن تنظر لأسفل وأشرت لها أن تتبعني ببطء.. وهنا حدث أسوأ ما توقعت.. سمعنا صرخة مدوية قادمة من أعلى.. صرخة لا يمكن أن تخرج من حنجرة بشر.. عرفت على الفور مصدر هذه الصرخة لأنني أذكرها جيدا..
**************
أخ ميانج!.. افعل شيئا..
**************
كما توقعت أجفلت المرأة.. انزلقت قدماها من فوق حافة الإفريز.. فهوت لأسفل وهي تصرخ صرخة طويلة توحي بالنهاية.. وخلفها تدلى الحبل.. شعرت بالسرور لأنني توقعت شيئا كهذا من قبل ولأنني ربطتها بإحكام إلى جذعي.. إذن كل ما عليّ هو أن أتشبث وأجذبها إليّ.. لكن سروري لم يدم.. أسمع صوت الشيربا يرددون من أسفل:
- آباتي!.. آباتي!.. (خطر.. خطر!)..
وأشعر بالحافة التي أقف فوقها تتهاوى.. وقدماي لم يعد تحتهما جليد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (1)
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (2)
» 25- أسطورة إيجور - الجزء الثاني (3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: