كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:26 am

5- الرحيل..
ـــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن البروفيسور بيورن أوليفس يختلف عن مواطنيه.. دع أي واحد من الشعوب الاسكندنافية يطيل لحيته الشقراء ويفقد بعض الشعر من مقدمة رأسه ويرتدي المنظار وعندئذ سيكون هو ذلك الرجل.. وإنني لأسائل نفسي عن سبب التباين في وجوه المصريين على عكس الزنوج الذين يبدون كلهم زنوجا والصفر الذين يبدون كلهم صفرا والبيض الذين يتشابهون كلهم.. قاعة الاستقبال بالفندق الفاخر.. موسيقا هادئة تتسرب من مكان ما.. نفس المكان الغامض الذي تجئ منه تلك الرائحة العطرة ودخان التبغ.. سأحاول أن أكون مختصرا في وصف المقابلة لكن دعني أكرر أن نصيبي منها كان التجاهل التام لشخصي لأن النرويجي قاتله الله ركز كل همه على معرفة كل ما يمكن معرفته من هن- تشو- كان واعتبرني مجرد جهاز ترجمة بلا إحساس ولا وعي.. في البدء كانت كلمات التعارف.. ثم بدأ الحديث في الأعمال كما قال هو وكان أول الغيث قطرة.. قال لنا البروفيسور أوليفس وهو يقلب السكر في قدحه:
- إن ما تعرفه عن الياتي يا مستر هن- تشو هو أعمق بالتأكيد وأدق من معلومات أي أوروبي..
- أظن هذا..
- إن معلوماتنا عن الياتي محدودة جدا.. أعتقد أن أول من سمع كلمة ياتي في العالم الغربي هو كولونيل وادل البريطاني الذي كان يعمل بالجيش الهندي.. وقد قابله كما زعم على ارتفاع خمسة كيلومترات بمنطقة سيكيم.. بعد هذا تكررت القصص المتشابهة لعل أشهرها قصة مواطني عالم النباتات هنريك ألواسي الذي شاهد ذات المخلوق.. بعد هذا تأتي محاولات البريطاني إيريك شيسون والهندي تومبازي والإنجليزي هوارد يوري.. كلهم رأوا آثار الأقدام العملاقة على الجليد ومنهم من قابله شخصيا أو زعم ذلك.. وكلهم أجمعوا على أنه مخلوق عملاق أقرب للقرد مكسو بالشعر يسير على قدمين وطوله يناهز الثلاثة أمتار ونصف.. لقد حاول علماء الأنثربيولوجي في العالم كله البحث عن حقيقة هذا المخلوق.. في عام 1954 حاول البريطانيون البحث عنه.. ثم حاول رجال البترول من تكساس ذلك عام 1958.. حتى السوفيت حاولوا في عام 1962 لكن الجميع لم يجدوا سوى آثار أقدام تؤكد أن هناك (شيئا ما).. وهذا الشئ يقترب كثيرا من سمات إنسان نياندرثال التشريحية لكنه بالتأكيد ليس هو.. والمؤكد الآن أن مكان هذا الشئ هو في جبال الهيملايا وجبال البامير ومنغوليا.. هذا اللغز الحي يجول تاركا آلاف علامات الاستفهام خلفه.. ومعها جثث عاثري الحظ الذين يتصادف أن يقابلوه.. يجب أن أضيف هنا أن رجل الثلوج ليس مقصورا على التبت فقط.. فهناك في الولايات المتحدة رجل ثلوج خاص بهم في الشمال قرب الحدود الكندية ويسمونه الساسكواش.. لقد كان كل شعب من شعوب النصف الشمالي من الكرة الأرضية يملك واحدا ولعل هذا دليل آخر على وجود أساس لهذه الأسطورة..
مرة أخرى أسمع عبارات د.ريتشارد كامنجز التي قالها لي وهو يحدثني عن دراكيولا يوما ما في عام 1959.. كان ذلك من ثمانية أعوام عرفت الكثير فيها وتعلمت خبرات مروعة.. لكن القاعدة ما زالت سارية.. إذا تحدث الناس عن المذءوبين فاعلم أن هناك أساسا لكلامهم.. ربما كان المذءوبون موجودين حقيقة وربما كان هو مرض البورفيريا.. لكن لا دخان دون نار.. ولابد من سبب لانتشار أسطورة ما.. ومط البروفيسور عنقه الطويل نحو هن-تشو-كان وسأله:
- لقد صدر كتاب تشريح في بكين منذ مائتي سنة يظهر رسوما دقيقة جدا لهذا الكائن.. هل عندك فكرة عنه؟..
- للأسف لا.. لكني أعرف أن مومياءه محفوظة في عدة أديرة بالتبت لكن لا يسمح لأحد بالاطلاع عليها..
- والآن يا مستر هن- تشو.. هلا أخبرتني بما تعرف؟..
*********************
بدأ الكاهن الخير يحكي وكان حذرا في سرد قصته فلم يذكر تفاصيل حول نشأته أو مذهب النافاراي ولكنه تحدث عن الأسطورة بشكل عام وقال أن هناك ما يدعوه للاعتقاد بأنه قادر على الوصول إلى مكان تجمع هذه الوحوش وبالتالي المكان المنتظر العثور على المستكشف فيه وكانت هذه هي نقطة المحادثة الأساسية..
- والآن يا مستر هن- تشو هل تعتقد بإمكانية مرافقتي في حملة جديدة على نفقة الحكومة النرويجية لمواصلة ما كنا بدأناه؟..
- بالتأكيد..
وتم الاتفاق على أن يكون السفر يوم 1ديسمبر.. وأن يقوم هن- تشو بإنهاء الإجراءات الإدارية والحصول على موافقة الحكومة الصينية على الرحلة..
- إن نورا زوجة المستكشف ستكون معنا..
- ماذا؟.. وهل ستأتي من النرويج؟..
- إنها موجودة في الصين منذ شهور!..
مساء يوم 30 نوفمبر توجهت إلى المرج لأزور هن- تشو- كان للمرة الأولى ولربما الأخيرة.. كانت الشقة مملوءة بالزخارف الصينية والنقوش والتنانين الملتوية في كل مكان.. على الجدران.. في مطفأة السجائر.. على الستائر.. وفي الجو تنتشر رائحة البخور.. الخلاصة أن الفتى حول شقته إلى أحد المعابد البوذية كئيبة المنظر.. كان يحزم حقائبه وفي صوته رعدة لم أخطئ تبينها.. وفي عينيه حيرة وذهول وارتباك.. أنا أعرف سبب هذا.. إن قلبه واجف من هيبة اللقاء.. غدا يعود إلى وطنه ويرى ثلوج التبت والقرى والفلاحين البسطاء الذين يرعون حيوان الياك ويحتسون الشاي بالزبد.. وطنه الذي لم يره منذ.. منذ عشرة أعوام إذا أخذنا بالظاهر.. ومنذ خمسة قرون إذا توخينا الدقة.. قال لي وهو يدس جواربه في الحقيبة:
- غريب هذا.. لقد كان الصينيون هم أعدائي الطبيعيون واليوم أعود ضيفهم بل وأتظاهر بأنني واحد منهم.. هذه المرة لن أجد معابد النافاراي ولا أديرة الجبل ولن أقابل الأخ ميانج.. لقد اندثر كل ما كان يربطني بتلك الأرض..
وأدار وجهه فأدركت أنه يداري دمعة.. فاحترمت مشاعره وتظاهرت بأنني لم ألحظ شيئا.. سأفتقدك كثيرا أيها الكاهن الأخير.. حقا سأفتقدك..
=وهل ستعود؟..
- بالتأكيد ما لم أمت فهذا البلد هو وطني الحالي.. الوطن حيث يوجد أحبابي وأنا لا أعرف أحبابا في الصين..
فتحت حقيبتي وأخرجت منها بضعة أشياء أردت منه أن يحملها معه هناك.. الشئ الأول هو كاميرا صغيرة مزودة بفلاش لتتيح له تصوير هذا المخلوق إذا استطاع ذلك.. وشرحت له بسرعة كيف يستعملها.. الشئ الثاني هو سلسلة صغيرة اعتدت أن أحملها معي ظانا أنها تجلب الحظ لي فلم لا يجربها هو الآخر؟.. الشئ الثالث هو صورة طلبت منه أن يدفنها تحت ثلوج الهيملايا في أنأى أطراف الأرض ولو كان ذاهبا للقطب الشمالي لطلبت منه نفس الشئ.. كانت هذه الصورة هي صورة هويدا..
*********************
وهكذا.. سافر الكاهن الأخير مع الأستاذ النرويجي وبقيت أنا غارقا في مشاكلي اليومية.. بين محاولة الإقلاع عن التدخين وبين خطبتي التي وجدت أن الحل الأمثل هو إنهاؤها برغم محاولات الإصلاح من رسل الخير مثل عادل وسهام.. مشكلة هذه الزيجات التي يتوسط فيها الأصدقاء هي أن التخلي عنها يسبب حرجا للجميع على أنني لم أظلم هويدا.. هي التي بالغت كثيرا جدا في عصبيتها وحساسيتها إلى حد أحال الحياة جحيما.. ولئن كانت الخطبة قد فشلت لأنها مدللة متقلبة أو لأنني كهل أصلع غريب الأطوار فالنتيجة واحدة.. لقد تلاشى الطفل الذي كنا سنرزق به يوما ما ويحمل نصف كروموسوماتي ونصف كروموسوماتها.. والعلاقة التي كانت (نحن) قد صارت (أنا وأنت) ثم (هو وهي) أخيرا.. وفي حفل عائلي بهيج تم انتزاع الدبلتين وإعادة الهدايا -هداياها لي فقط طبعا- مع بعض الكلمات المتحضرة عن النصيب والصداقة التي هي أفضل من كل شئ.. لو عرفت أمي لقتلتني!.. أقول إنني ذبت في هذه السخافات حتى أذني وبدا لي عالم المي-جي وزئيره وجبال التبت شيئا بعيدا جدا وباهتا.. وقد بدأ العام 1968 بداية باردة بلا نكهة.. ترى ماذا يفعل هن- تشو- كان الآن؟.. سأتركه يحكي لكم الصفحات التالية ولكنني أحتفظ لنفسي بحق التعليق في النهاية كما أحتفظ بحق صياغة حكايته بأسلوبي أنا.. ذكروني قبل أن أفارقكم بإصلاح فريزر ثلاجتي لأنه يملأ عالمي ببقع الماء!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: