كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:25 am

4- الرجل الذي يعرف أكثر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنا قد عدنا إلى لحظتنا الحالية.. العام 1967.. بداية الخريف.. شقتي بالدقي.. الكاهن الأخير يضع سماعة الهاتف ووجهه ممتقع..
=ماذا دهاك بالضبط؟..
- قد عاد المي- جي!..
هرشت صلعتي في حيرة وخلعت حذائي لأمدد ساقي على الأريكة وطويت الجريدة لأضعها جانبا..
=لحظة يا بني.. هل وردت كلمة هذا الميكي فيما قرأته لك؟.. أم أن هذا يعني لفظة ياتي بلغتكم؟..
في كبرياء هز شعره وصحح لي اللفظ:
- مي- جي لا ميكي.. وهو اسم الياتي بالمنغولية.. ميتي.. كانج ماي.. كلها تعني ذات الشئ..
=وهل يعني هذا أنه قد رحل ليعود؟..
- لقد كان دائما هناك لكني نسيته..
=ومن كنت تكلم بالهاتف؟..
نظر للهاتف في شرود وغمغم:
- السفارة الصينية.. طلبت منهم معلومات عن هذه القصة أكثر مما جاء بجريدتكم..
وكأنما كان الهاتف ينتظر هذه الإشارة فانفجر يصرخ مناديا من ينقذه من فيضان الأصوات المحتشد به.. رفع هن- تشو- كان السماعة وبدأ حديثا طويلا مع الطرف الآخر يقطعه بهمهمات موافقة أو استفسار.. ثم أشار لي طالبا قلما فناولته إياه ليكتب شيئا ما على طرف الجريدة.. ثم وضع السماعة قائلا:
- لقد أعطاني عنوان أستاذ نرويجي موجود حاليا في جمهورية الصين الشعبية.. ويقول إنه يحاول مع فريق عمل من الصينيين البحث عن مواطنيه وطلب مني أن أتصل به إذا كنت أرغب في معرفة أكثر..
ثم سألني وهو يمسك بلوك نوت وجده على المكتب:
- هل تجيد النرويجية؟!..
=ليس أسوأ من إجادتك للسواحلية..
- إذن خذ واكتب بالانجليزية.. قل له إنني نشأت في التبت وأعرف الكثير مما يهمه أمره بخصوص الياتي وقل له أن يحاول منحي فرصة لأن اعتباري نصابا أو هاوي شهرة لن يفيده كثيرا.. إن سعة الأفق هي ما يحتاج إليه وقل له أن يحدد أسلوب ووقت اللقاء إذا رغب فيه..
=اسمعني يا فتى..أنا لا أفهم..
- اكتب فقط ما أقوله لك..
ثم إنه تناول مني مظروفا وخط عليه بقلمه بعض الكلمات بتلك النقوش الصينية التي رسمها على حافة الجريدة ثم ناولني إياه طالبا مني أن أرسله له على وجه السرعة إلى الصين.. يالك من معتوه!.. لو أن هذا الخطاب وصل ومن المستحيل أن يصل فلن يحدث هذا قبل ستة شهور على الأقل يكون الأخ مي- جي قد افترس فيها الأستاذ النرويجي أو على الأقل يكون هذا الأخير قد عاد لوطنه بسلامة الله.. خطاب للصين؟!.. هل سمع أحد عن شئ كهذا من قبل؟.. لكن الفتى كان أكثر حظا مما توقعت.. فبعد شهر وثمانية أيام وجدت في صندوق خطاباتي مظروفا عليه طابع بريد يمثل ما-تسي-تونج في استعراض عسكري بمناسبة ما.. فلم أتمالك نفسي أن فتحت المظروف وقلبي يخفق كالطبل غير عابئ بقواعد اللياقة التي تحتم ألا يفتح الخطاب سوى المرسل إليه.. إن الفتى لا يعرف هذه القواعد الحضارية وعلى كل حال هو سيعطيني الخطاب لأترجمه له حتما لأنه لا يفهم حرفا من اللغة الإنجليزية.. كان الخطاب يقول: "عزيزي مستر هن- تشو- كان: وصلني خطابك في الأسابيع الأخيرة من إقامتي في بلدكم العريق الجميل.. وللأسف بعد حملة فاشلة بحثا عن مستكشفينا الذين فقدناهم في منطقة منولنج وثمة أشياء في خطابك استرعت اهتمامي بالإضافة إلى لغتك الإنجليزية الراقية!!.. وإن كنت أتساءل عن سبب عدم استخدامك للقنوات الدبلوماسية العادية ما دمت تعمل في سفارة بلدكم في مصر.. أعتقد وأنت توافقني أن الاتصال بهذه الوسائل سيكون أسرع وأفضل.. على كل حال يسعدني أن أعرف ما تستطيع إضافته إلى هذه المأساة وبما أنني عائد إلى النرويج خلال أيام أرجو أن تراسلني على العنوان التالي(...).. بروفيسور بيورن أوليفس"..
كانت لهجة الخطاب مهذبة لكنها جافة متحفظة تقول برقة: أنت نصاب أو مخبول يا سيدي الفاضل!.. على كل حال لن يلاحظ هن- تشو- كان شيئا من ذلك.. بقي أن أتصل به لأعرف ما هو بالضبط ذلك الكثير الذي يهم النرويجي امره وما يستطيع إضافته إلى هذه المأساة.. وفي تلك الليلة جاءني ليسرد عليّ بالتفصيل ما يدور بخلده.. وكان ما قاله غريبا.. غريبا على مسمعي أنا الذي لم يعد شئ قادرا على إثارة دهشتي..
*******************
"القاهرة في اكتوبر 1967.. البروفيسور بيورن أوليفس المحترم.. وصلني اليوم خطابك شديد التهذيب والرقي وإنني لشاكر لك اهتمامك بالأمر وإن وشت لهجة الخطاب بالشك في جدوى الأمر كله.. والواقع يا سيدي أن كل ما سأقدمه لك لكفيل بإثارة اهتمامك فأنا نشأت في التبت وأنتمي أصلا إلى إحدى فصائل قبيلة الشيربا التي حطت رحالها في المكان الذي صار قريتي فيما بعد وذلك قبل أن تنزح الشيربا إلى نيبال.. كما أنني تلقيت تربية خاصة في أحد الأديرة وأعرف شيئا عن رجل الثلوج أو الياتي كما يسمونه منذ عام 1838 أو المي-جي كما اعتدنا نحن أن نسميه.. إن الرهبان في التبت متحفظون لا يتكلمون إلا بمقدار لكني أعرف أنهم يملكون الكثير مما يمكن قوله عن رجل الثلوج الغامض هذا ومزاجه المتقلب ويعرفون بدقة متى يستطيعون التنبؤ بثوراته وسبب هذه الثورات.. إنني واثق أن واحدا أو اثنين من رجالكم ما زال على قيد الحياة وأعرف بالتحديد أن الياتي هاجم الثلاثة المستكشفين في مخيمهم بل وأعتقد أنني أعرف مكان هذا أو هذين الناجي أو الناجيين.. تسألني عن السبب يا سيدي.. سأقول لك وأرجو أن تصدقني إننا نملك شفافية خاصة تجعل من الرؤى التي نراها نوعا من الاستقبال فائق الحس ولا أدري ما إذا كان ما رأيته إرسالا من الياتي أم من رجلكم وكل ما أعرفه هو ان المستكشف وحيد جائع في كهف مظلم وهو لم يمت بعد حتى هذه اللحظة.. ولأؤكد كلامي أكثر أقول لك إن هذا الرجل أشقر له زوجة تدعى نورا وطفل اسمه كرست وهو يفكر فيهما طول الوقت وكنت أرى هذه الرؤيا مرارا في الشهور القليلة الماضية لكني لم أر لها دلالة ما حتى قرأت خبر الحملة المنكوبة في إحدى الجرائد المصرية عندئذ ربطت دون جهد ما بين الحدثين.. سيدي.. أعتقد أنك تستطيع التأكد من هذه الجزئية دون عناء.. وعندها يمكننا أن نواصل الحديث عما يمكن عمله لإنقاذ هذا البائس أو هذين البائسين.. وأنا في انتظار ردك على السفارة الخاصة بجمهورية الصين الشعبية.. المخلص: هن- تشو- كان"..
**************
بعد أسبوعين وصل الرد.. كان البروفيسور النرويجي موشكا على الجنون وقد تبدت لهفته حتى في الخط الذي كتب به العنوان.. وطبعا أحضر الكاهن الأخير الخطاب لي لأترجمه له..
"عزيزي مستر هن- تشو- كان.. كان من المذهل بالنسبة لي أن أتأكد من المعلومة التي ذكرتها في خطابك وواضح أنك كنت تتحدث عن إينار أنسلن قائد المجموعة وهو جيولوجي في الأربعين من عمره تنطبق عليه المواصفات تماما.. ومن الغريب هنا أن امرأته تعاني من رؤى مماثلة في الآونة الأخيرة مما يوحي بأن أنسلن هو مورد خصب للإشعاع الفائق للحس.. والحق أقول لك إنني لا أومن كثيرا بموضوع الإدراك فائق الحس(E.S.P) لكن الحقائق تقول إنه موجود وإنه فعال.. والآن نتحدث عن خطتنا المزمعة.. من المصادفة أنني قادم إلى القاهرة في منتصف شهر نوفمبر ضيفا على أحد المؤتمرات الجيولوجية وستكون هذه فرصة جيدة للقائنا ومناقشة ترتيبات إنقاذ رجلنا الذي تؤكد أنت أنه لم يمت بعد.. ستكون إقامتي في فندق (....) ويمكننا أن نلتقي في الساعة الخامسة عصرا أي يوم حتى نهاية نوفمبر.. بروفسير بيورن أوليفس".. ما إن أنهيت تلاوة الخطاب حتى رفعت عيني نحو هن- تشو- كان متسائلا في حيرة:
=ما الذي تنتويه بالضبط؟..
- إنقاذ المستكشف طبعا ما دمت أستطيع..
=وهل ستسافر إلى التبت؟..
- طبعا فأنا أعرف أين وكيف أجد المي- جي..
=وتكاليف السفر؟..هل سيتحملها النرويجي؟..
- هذا ما سنعرفه حين يجئ..
هرشت رأسي في حيرة ووضعت القلم كسيجارة وهمية بين أسناني وسألته:
=هل ستعود لوطنك بعد كل هذه الأعوام وكل هذه الظروف؟..لنفرض أن أمرك افتضح؟..
مد يديه إلى جانبيه وهز رأسه بمعنى الخواء:
- لم يعد هناك نافاراي.. لا أحد يعرف النافاراي.. أنا اليوم مواطن صيني كأي مواطن آخر..
=وماذا عن كتاب الشوكارا؟.. هل ستأخذه معك؟..
-هن- تشو- كان لن يفارق الشوكارا أبدا..
كنت قد نصحته أكثر من مرة بعمل نسخة زنكوغرافية لهذا الكتاب خاصة وأنه كان قد بدأ يهترئ.. لكنه رفض رفضا باتا خاصة وهو لا يثق بأحد يرى صفحات هذا الكتاب.. وعبثا حاولت إقناعه أن من يرى الكتاب المكتوب بلغة التبت القديمة لن يفهم منه حرفا لكنه كان مرتابا ويعتقد أن الحظ العاثر سيجعله يتعامل مع الرجل الوحيد الذي يعرف تلك اللغة في العالم حتى ولو كان هذا الرجل من بولاق.. نظرت له في ثبات ثم غمغمت دون مناسبة ظاهرة:
=يجب أن تتزوج يا هن- تشو- كان..
- أتزوج؟.. لماذا؟..
=لأنك أنت آخر نافاراي على وجه الأرض.. ومن بعدك لن يكون هناك آخرون.. ولن يستفيد أحد من كتابك هذا..
هز رأسه في عصبية كأنما ليطرد الفكرة من ذهنه:
- زواج.. مستحيل!.. النافاراي إذا تزوج لا يعود كذلك..
نعم أنا أفهم هذا.. الموظف الشريف يظل كذلك حتى يحصل على أول رشوة.. جهاز المذياع الجديد يظل كذلك حتى تصلحه أول مرة.. هو نافاراي في كل شئ ولا يريد إفساد نافارايته بالزواج.. لكني أتمنى على الأقل لو أنه لقن خبراته لأجيال من بعده حتى لا يموت هذا العالم الجميل النبيل.. عالم النافاراي.. أشار لي هن-تشو-كان متسائلا:
- وأنت؟.. هل تأتي معي؟..
=إلى التبت؟.. لأطارد رجل الثلوج فوق الجبال الجليدية؟.. مستحيل يا فتى.. إن رفعت إسماعيل عجوز مجنون لكن ليس إلى هذا الحد.. لم أعد قادرا على صعود سلم داري دون أن تمزق صدري خناجر الذبحة الصدرية وأنت تريد مني أن أصعد جبال الهيمالايا؟!..
****************
طيلة الليالي التالية كان نومي كنوم النابغة الذي: فرشت له العاديات هراسا به يعلى فراشه ويقشب.. لا أدري ما هو دخلي بهذه القصة لكن المي- جي وإخوانه ظلوا يترددون على شقتي كل ليلة ويفتحون باب حجرة النوم مكشرين عن أنيابهم الصفراء الحادة والثلوج تتساقط من فرائهم أو لعله شعرهم فتذوب على أرض الصالة تاركة بقعا كبيرة من الماء و.. لقد أفسد فريزر ثلاجتي من جديد.. ذكروني أن أصلحه إذا ظللت حيا حتى الصباح ولم يفترسني المي-جي بعد انتزاع أحشائي.. وحين رن جرس الهاتف في ذلك اليوم كنت أعرف أنه هن-تشو-كان وكنت أعرف بالتحديد ما سيقول:
- د.رفعت.. أنا ذاهب للقاء البروفيسور أوليفس الآن وأرغب في أن تقوم بالترجمة لحوارنا..
=لكن نوم العصر مهم عندي كما تعـ..
كانت رنة صوته عصبية شرسة هذه المرة وهو يقول:
- لم يعد هناك وقت نضيعه.. إن الأمور تقترب من النهاية في منولنج.. أنا واثق من هذا!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: