كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:25 am

3- أسطورة المي- جي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تغرب الشمس وتلطخ دماؤها ثوب المساء الأزرق.. عندئذ يبدأ فجر النافاراي..
****************
الثلوج من جديد.. الوقت ملائم تماما للجلوس حول النيران وتأمل تمثال جوتاما المتلألئ في بحر الذهب وسماع قصص الأخ لين- بياو الساحرة عن البلدان البعيدة التي تحرق أشعة الشمس الساطعة فيها ظهور حيوانات غريبة لها أنوف طويلة وحيوانات طويلة الجسم مدرعة الظهر حادة الأنياب تسبح في أنهار غير متجمدة.. نعم الوقت ملائم لكل هذا.. لكن الأخ ميانج يدنو منك وعلى وجهه علامات التوتر:
- أيتها الزهرة الزرقاء.. إنني أشعر به قريبا..
- عم تتحدث أيها الأخ ميانج؟..
- عن المي- جي.. إن الليلة ليلته وهو يريد منا أن نشاركه فيها..
عندئذ تفغر فاك في حيرة.. سنواتك الأربع عشرة لم تزل غير قادرة على إغلاق فمك كلما استبد بك عدم الفهم:
- وما هو المي- جي يا أخ ميانج؟..
نظرة مغلقة شاعت في وجه الكاهن.. ولم يعلق بشئ.. إلا أنه استعد كأفضل ما يكون الاستعداد..
- أنت نافاراي.. ولهذا يجب أن تعرف ما يعرفه النافاراي وتكتم أسرارك عمن ليسوا نافاراي..
إن من قرءوا منكم أسطورة الكاهن الأخير يدركون ولا شك هذا الجو المألوف.. الجو الذي نشأ فيه هن-تشو- كان منذ خمسة قرون وعلى بعد مئات الأميال في التبت وذلك بالطبع قبل أن تنجح حيلة شانكين في حمله عبر الزمان والمكان إلى القاهرة في القرن العشرين.. إن هن- تشو- كان لم يزل يذكر خبرات صباه.. تلك الخبرات التي تقادم بها الزمن أكثر من خمسمائة عام!.. فبالنسبة لهن- تشو- كان يظل ما حدث في طفولته كأنما حدث بالأمس.. وتظل الهوة السحيقة بين العصرين لا وجود لها في ذهنه..
************************
في صمت يمشي هن- تشو- كان خلف الأخ ميانج فوق الثلوج والظلام الدامس يغلف الكون بالغموض والذعر.. تدوي الصرخة.. أو لعله الزئير.. عميق كالآبار التي تلقى فيها أرواح الخطاة في الجحيم.. كئيب كالموت.. أليم كانتزاع إصبع من أصابعك.. ثم يتلاشى عبر قمم الجبال الثلجية.. يرتجف الفتى ويطبق بأنامله التي يغطيها القفاز على عضد الأخ ميانج لكن هذا يهدئ من روعه..
- صه!.. إنه يخبرنا بوجوده!..
كانا يحملان كيسين كبيرين من الفراء وقد علم الفتى أن الأخ ميانج اختار الفراء ليحفظ حرارة محتوياته.. آثار أقدامهما على الثلوج مختلطة بآثار أخرى تختلف حجما وعمقا.. لكنها تقترب من نفس الاتجاه الذي هما فيه يمشيان.. لم يسأل لأنه أدرك أن هذه الآثار تخص الشئ الذي يقصدانه.. تزداد العاصفة.. يتعثر الفتى أكثر من مرة.. وفي كل كبوة ينهض ليجد الأخ ميانج قد سبقه بعشرة أمتار دون أن ينظر للوراء.. فينهض ويهرع ليلحق به لأنه حين تبدأ العاصفة فوق الهيمالايا يكون مدى الرؤية خمسة عشر مترا لا غير وليس الضياع في هذه الأصقاع مستحبا كما لابد أنك توافقنا ويصرخ الفتى بين عويل الرياح:
- أخ ميانج!.. انتظر!..
- المي- جي لا ينتظر..
- خطواتك واسعة..
- وقتي أضيق!..
- البرد قارس..
- كذا أقدام الموتى!..
وهنا يتردد الزئير من جديد.. وكأنما ضايقه التأخير في ميعاد ينتظره بفارغ الصبر.. والآن يرتقي الأخ ميانج درجات جليدية عشوائية تصعد إلى كهف تلتمع الثلوج المحيدة بمدخله وهنا فقط يتوقف لينظر إلى الفتى.. صوت الرياح يصم الآذان لكن صوت همسه الشبيه بالفحيح يخترق هذه الجلبة إلى أذني الفتى:
- تذكر ما أقول لك.. لا أسئلة.. لا تنظر إلى أي شئ.. لا تبد ذعرا.. إننا ضيوفهم والضيف مرغوب فيه ما لم يبد فضولا زائدا..
ابتلع الفتى ريقه وهز رأسه أن اعتمد عليّ.. وواصلا الصعود إلى مدخل الكهف.. وأمام الفتحة المظلمة صاح الأخ ميانج وهو يرفع يده اليمنى مبسوطة.. صاح كأنما يقرئ شيئا ما السلام ولم يكن الفتى يعرف هذه اللغة لكنه عرف فيما بعد أنها إحدى لهجات قبائل الأمادواس التبتية.. ثم إن الأخ ميانج انحنى في رقة وتبجيل وأشار للفتى من طرف خفي أن يحذو حذوه ودخلا الكهف الجليدي المظلم.. في البدء كانت الرائحة.. الرائحة الثقيلة الخانقة كالموت ذاته.. ثم كان البريق.. البريق الملتمع كجذوات من اللهب متناثرة في ظلام الكهف ولم يلبث الفتى المذعور أن أدرك أن هذا هو بريق عشرات العيون النارية لمخلوقات تملأ المكان وتحيط بهما لم ير تفاصيلها لكنه تخيلها.. لا تنظر إلى أي شئ ولا تبد ذعرا.. ثم كان الخوار.. الخوار المترقب الغاضب المنذر بالويل.. لكنه تماسك.. إن الأخ ميانج يعرف ما يفعله دون شك.. ثم إنه نافاراي.. والنافاراي لا يفقد أعصابه أبدا.. والآن ينحني الأخ ميانج ليفرغ ما بجعبته على أرض الكهف الجليدية.. ويمد الفتى عنقه ليرى أفضل.. عشرات الجثث لأرانب وثعالب تنسكب من الجوالين على الأرض.. لم يكن الفتى قد رأى مشهدا مماثلا من قبل ولم يكن النافاراي يأكلون الحيوانات أو يقتلونها لهذا أصابته الدهشة.. أما الأكثر غرابة فهو أن الأخ ميانج أخرج من حزامه قارورة ضخمة غريبة الشكل ومد يده بها إلى أعلى في حركة إغراء للشاربين ثم وضعها على الجليد وسط جثث الحيوانات ومرة أخرى رفع يده اليمنى مرددا:
- يا هاتشوم أوزوم مي- جي!..
تلك العبارة التي فهم الفتى معناها بعد أيام.. (لقد بررت بوعدي أيها المي- جي).. ومعنى هذا انتهاء الزيارة.. لكن الوقت لم يحن لهذا بعد..
*******************
إن الياتي يسيطر على هضبة التبت سيطرة مطلقة برغم أن أحدا لم يره إلا مصادفة..
*******************
شعر الفتى بأنفاس حارة كريهة تصطدم بجانب وجهه الأيسر كأنما تحرق جلده.. ابتلع ريقه وتماسك.. ثم شعر بشئ كالأصابع الغليظة يتحرك فوق شعره.. يجذب الضفيرة المميزة لرجال النافاراي برفق.. ثم ينحدر نحو مؤخر عنقه مستشكفا أو مداعبا لا يدري بالضبط.. لم يجرؤ على إدارة رأسه حتى لا يستفزه من ناحية.. وحتى لا يرى ذلك الوجه المريع من ناحية أخرى.. الوجه الذي كان يتوقع بشاعته ودمامته خاصة على بعد سنتيمترات قليلة.. ثم بدأ يسمع الحوار يتعالى ببطء.. ببطء.. لن أخاف.. لن أخاف.. سأظل ثابتا.. نظر إلى الأخ ميانج الذي يعرف دائما ما يفعله فأثار قلقه تعبير التوجس والذعر المرتسم على وجهه.. إذن فالأخ ميانج ليس واثقا من نفسه إلى هذا الحد.. إذن فهناك شئ ما خطأ!.. لم تكن هذه الحركة الأخيرة في الحسبان كما هو واضح.. الخوار يتعالى.. عندئذ فقط انتابه الهلع البري غير القابل للتهدئة.. عندئذ فقط تراجع منتفضا إلى الوراء وصرخ:
- أخ ميانج!.. افعل شيئا!..
وهنا فتح باب الجحيم.. خرجت ثعابين الغضب من جحورها ورياح الحنق من كهوفها.. وتعالى الزئير من عشرات الحناجر.. وصار المكان كله بحرا من الصراخ والهياج كأنما كانوا ينتظرون هذه الحركة الدالة على نية العدوان.. تشبث الفتى بجسد الأخ ميانج ولف ذراعيه حول خصره ودفن رأسه في صدره وشرع يجهش بالبكاء.. لم يكن يرى شيئا من حوله في الظلام لكنه كان يشعر بهم جميعا وأحس بيد خشنة تحاول انتزاعه من الأخ ميانج فلم يزدد الأخير إلا تشبثا به.. ووقف ميانج باسطا ذراعه اليمنى مرددا كلمات ما.. محاولا حتما تهدئة الجمع الثائر.. وأخيرا تلاشى الصراخ وساد جو من الترقب المشوب بالحذر من الآدميين والمخلوقات المحيطة بهما.. صامتا أمسك الأخ ميانج كف الفتى أن اتبعني.. ودونما كلمة ودون أن يدير أحدهما عينيه نحو المخرج تراجعا بظهريهما.. ببطء.. ببطء.. الهواء البارد ورقائق الجليد تصطدم بوجهيهما.. لكن الفتى كان يشعر بالخلاص.. بنشوة النجاة.. ولم يتوقع قط أن يتبعهما واحد من هذه الكائنات لأنه أدرك أن هذه هي نهاية الموقف.. وبعد خطوات عدة التفت إلى الأخ ميانج متسائلا.. لكن هذا ربت على كتفه في ثقة وإعزاز:
- كان هذا اختبارا لثباتك أيتها الزهرة الزرقاء.. وقد نجحت فيه..
- لكني أظهرت الرعب..
- لأنني أظهرت الرعب.. والرعب كالطاعون.. ما إن يصاب به واحد حتى يعم المدينة كلها..
ولعيني الكاهن الأخير بدا الجبل الجليدي الموحش لغزا مملوءا بعلامات الاستفهام.. لكنه لغز من الخير ألا يقترب منه كثيرا.. وتكررت رحلات الأخ ميانج إلى الكهف.. لكنه لم يصطحب معه هن- تشو- كان في تلك الرحلات بل اصطحب معه فتيانا آخرين منهم جينغ-تشا خصم الفتى العتيد.. وأدرك هن- تشو- كان أن الأخ ميانج يحاول تعويد شباب النافاراي على هذه الخبرة المروعة كما أنه يختبر ثباتهم وثقتهم بأنفسهم.. لكن الأسئلة لم تحل بعد.. ما هم هؤلاء أو هذا المي- جي؟.. ومن أين جاءوا؟.. لماذا لم يذع سرهم في الدير؟.. ولماذا يتحمل الأخ ميانج مسئولية إطعامهم؟.. وتوجه بهذه الأسئلة إلى الأخ ميانج:
- من هم المي- جي؟..
- لا أحد يعرف يقينا..
- من أين جاءوا؟..
- لا أحد يعرف يقينا..
- لماذا لم يذع سرهم في الدير؟..
- لا أحد يعرف يقينا..
- لماذا يتحمل ميانج مسئولية إطعامهم؟..
- لأنه لابد من واحد يفعل ذلك.. ألا توافقني؟..
كانت إجابات مفحمة ولقد قضى الفتى شهورا يلوك غيظه وينتظر ويتبادل الهمسات مع الرفاق.. إلى أن اجتاز الاختبارات التي تؤهله لدراسة السارايانا حين أراه الكاهن الأعظم كتاب الشوكارا وأخبره أنه سر من أسرار النافاراي.. عندئذ فقط صار من حقه إذا سأل أن يتلقى إجابات.. وهذه الإجابات واضحة لا تمت بصلة لأسلوب الأخ ميانج الحكيم المتحذلق الملئ بالغموض.. ولقد عرف الفتى أن المي- جي هم كائنات غريبة تمت للإنسان بصلة شبه تعيش في جبال المنطقة وكهوفها.. وأنها في الغالب مسالمة إلا إذا تم استفزازها أو تجويعها.. عندئذ لا داعي للحديث عن خطورتها حين تهاجم القرى وتخطف النساء والأطفال.. ولذلك يقوم الأخ ميانج بزيارات تطوعية إلى الكهوف التي تعيش فيها هذه الكائنات ليقدم لها نوعا من القرابين أو الإتاوات مكونة من الحيوانات الصغيرة التي تنتزع الكائنات أحشاءها قبل أكلها.. كما يقدم لها شرابا تم إعداده بعناية يكفل تهدئة غضبها لمدة شهرين أو ثلاثة مما يقي القرى التبتية القريبة من خطر جوعها وثوراتها.. وقد أدمن المي- جي هذا الشراب.. وعرف هن- تشو- كان أن طريقة إعداد هذا الشراب مذكورة في كتاب الشوكارا الذي هو بمثابة مرجع النافاراي الأساسي في شئون حياتهم.. عرف كذلك أن هناك جماجم بل مومياوات كاملة للمي-جي في أديرة التبت لكنها سر لا يذاع بسبب إيمانهم بأن لهذه الكائنات قوى شيطانية وليس العبث بها مستحبا.. أما لماذا يتم الحوار معها بلهجة قبائل الأمادواس فلأن هذه القبائل البدوية المحاربة ذات باع طويل في معرفة المي- جي.. وهم يفترضون أن هذه الكائنات تفهم هذه اللهجة إلى حد ما.. كان السؤال الأخير الذي سأله الكاهن الأخير للأخ ميانج مباشرا أكثر من اللازم:
- منذ متى هم هنا؟..
- قبل أن يولد أجداد أجدادنا..
- ومن أين جاءوا؟..
ببطء ارتفع إصبع الأخ ميانج فتابعته عينا الفتى يتجه لأعلى.. للأعلى.. للأعلى.. حتى أشار إلى النجوم المتلألئة في السماء المظلمة.. وبرفق غمغم:
- من هناك!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: