كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني Empty
مُساهمةموضوع: 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني   15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:24 am

2- نهاية حلم..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصر في بدايات خريف 1967.. كان الاكتئاب صديقا أعرف ملامحه وآلف نبرات صوته وأدمن رائحته.. هذا الصديق كان موجودا في كل مكان.. في مكان عملي.. في منزلي.. في الشارع.. في سماعة الهاتف.. وكنت أتأمل الناس من حولي فأجد في ملامحهم ذات التعبير الذي يوحي بأنهم وجدوا أصدقاء مماثلين.. كانت حرب يونيو قد انتهت بنهايتها المعروفة معلنة انكسار حلم الستينات الوردي والمثقفون منهم من انكسر نهائيا مع الحلم ومنهم من فر إلى عالم آخر جغرافي أو خيالي يحاول أن ينسى فيه مرارة الهزيمة.. بينما يردد صوت عبد الحليم في مرارة "عدى النهار".. إنها أيام لا تنسى.. على الصعيد الشخصي كان هناك شرخ كبير أكثر مرارة وقسوة في جدار مستقبلي.. هذا الشرخ هو علاقتي بهويدا.. كانت هويدا تتغير.. لا أدري متى ولا كيف ولماذا يحدث هذا لكنه يحدث.. وعندئذ يسقط حائط السيلوفان الوردي الذي يغطي العينين وتتضح أشياء كثيرة وتولد أشياء أكثر.. عندئذ تبدأ المشاكسات فالمشاجرات.. وعندئذ تتحول عبارات المزاح الخشن التي كانت تجلب ضحكات الدلال قديما إلى إهانات لا تدري هي كيف سمحت لنفسها بقولها.. إن الحب هو فيلتر يستخلص من الحياة أفضل وأجمل ما فيها.. فإذا ما أصاب الفيلتر العطب أو تشبع أكثر من اللازم لم يبق في الحياة سوى كل ما هو قبيح ومرير وقاس.. حرب مستمرة.. هكذا صارت حياتي حربا مستمرة.. مشادات فمحاولات إصلاح تزيد الطين بلة.. فمحاولات إصلاح لمحاولات الإصلاح.. ثم أمل كل شئ وأعلن رأيي في أن كل هذا سخف.. ثم أبدأ محاولات إصلاح جديدة لأنها لا تفهم كيف جرؤت على أن أقول أن كل هذا سخف.. هل تفهم معنى عبارة التورط الأمريكي في المستنقع الفيتنامي؟.. هذا هو حالي وقتها.. تورط في مستنقع النفس الأنثوية المتشابكة.. وكلما حاولت التحرر غصت أكثر فأكثر.. لماذا يا هويدا تصرين على هدم كل شئ؟.. كنت قد بدأت أميل إليك..
*******************
سأظل أذكر من تلك الأيام حالة الاكتئاب الحادة التي داهمتني.. والصداع المزمن في مؤخرة رأسي.. وإدماني القهوة إلى حد فلكي.. هزيمة على الصعيد القومي والصعيد الشخصي والصعيد العاطفي.. فيالها من أيام!.. كنت في أمس الحاجة إلى الابتعاد عن كل هذا.. كنت بحاجة إلى أسطورة جديدة..
*****************
يذكر القارئ أن آخر عهدي بالأساطير كان في الولايات المتحدة مع مأساة الاشتعال الذاتي وقلادة شاكال إياها.. كما يذكر القارئ مغامرتي التي لم أستكملها بعد مع هن- تشو- كان كاهن النافاراي المنبوذ بعيدا عن عالمه وزمنه.. كنت قد وعدتكم باستكمال هذه القصة لكن الوقت لا يسعفني لذا أرجو أن تفسحوا لي صدوركم قليلا.. سيعرف القارئ بعد استكمال القصة أن هن- تشو- كان قد نزح إلى إحدى ضواحي القاهرة الهادئة وبالتحديد المرج ليعيش هناك وأنه يعمل مترجما في سفارة الصين الشعبية الأمر الذي ساعده على ألا يبدو غريبا أو متفردا.. شعرت بحنين شديد إلى هذا الفتى المهذب الصموت.. مجرد مرآه كان يحملني إلى بعيد.. إلى الجبال الجليدية وأديرة التبت والعواصف وروائح البخور.. وذكريات جينغ- تشا الداهية وأساليب النافاراي العجيبة في التفادي.. لهذا أدرت قرص الهاتف في شغف.. سمعت الرنين المتقطع.. ثم صوته ذا النبرة الأجنبية المحببة يتساءل عمن هنالك.. ذكرته بنفسي ودعوته إلى تناول العشاء معي في شقتي فوافق في مرح وقد أكد أنه غير مرتبط بمواعيد.. وبدأت إعداد وجبة العشاء المكونة من الخبز والجبن وبعض اللبن الرائب كنت قد نسيته في الثلاجة وأعرف أن الفتى سيرحب به.. ثم إنني جلست في الصالة أستمتع بمشاهدة جهاز التلفزيون الذي ابتعته حديثا.. ولكن كل البرامج تذكرني بما كان وبما يجب أن أنساه.. أطفأته وشرعت أطالع صحيفة اليوم.. مررت بعيني على العناوين ثم أخبار العالم الطريفة التي يكون مكانها دائما الصفحة الثانية من الجريدة.. وهنا وجدت عنوانا أثار اهتمامي: ((السلطات الصينية تعلن إنهاء البحث عن المستكشفين النرويجيين الثلاثة)): شنجهاي- وكالات الأنباء: "صرح مصدر مسئول بالحكومة الصينية أن السلطات كفت عن إرسال الحملات بغية البحث عن المستكشفين النرويجيين الثلاثة الذين فقدوا في التبت في أغسطس الماضي في أثناء محاولتهم الوصول لقمة إفرست.. والجدير بالذكر أن آخر آثار تركها المستكشفون هي خيمة ممزقة وآثار دماء وآثار قدمين كبيرتين مما أعاد للأذهان أسطورة الياتي أو رجل الثلوج المخيف.. على أن السلطات الصينية تنفي القصة بشدة وتعتقد أن المستكشفين قد تجمدوا في مكان ما من الجبل نتيجة لإصرارهم على عدم اصطحاب دليل من سكان التبت"..
التبت!.. يالها من مصادفة.. ولكن هل هناك حقا من يبالون بهذه السخافات عن رجل الثلوج الذي قتلته القصص المصورة قتلا؟.. ثم متى ينتهي هذا الجنون الذي يدفع بالناس إلى الانتحار فوق الجبال العالية؟.. لقد وصلوا لقمة إفرست مرارا من قبل فأي جديد يمكن أن تضيفه حملة أخرى؟.. لم أجد تفسيرا لكل هذا سوى غريزة الموت التي تحدث عنها فرويد والتي تدفع الناس للانتحار دونما سبب.. وهكذا شرعت أنسق الشقة والمائدة بانتظار هن- تشو- كان حين يجئ.. دق جرس الباب ففتحته.. كان هو وقد ارتدى حلة أنيقة ومنظارا شمسيا فبدا كأحد رجال السلك الديبلوماسي الآسيويين.. لقد تغير كثيرا جدا.. لكنه ظل هو..
=لقد صرت معاصرا أكثر من اللازم يا هن-تشو-كان!..
- وأنت تخلفت أكثر من اللازم!..
عليك اللعنة!.. أهذه هي إجادتك للغة العربية؟!.. وجهت له لكمة مداعبة في صدره لكنه تراجع بسرعة البرق إلى الوراء فوجدت نفسي ألكم الهواء.. من المستحيل ضرب هذا الفتى الذي لم ينس بعد فن البعوضة في التفادي والمراوغة.. ثم أنه انحنى في أدب لا أثر للسخرية فيه وخلع منظاره قائلا:
- لو كنت ضايقتك.. معذرة.. إنها دوابا!..
=دوابا؟.. أعتقد أنك تقصد دعابة.. لا عليك.. هلم يا فتى ومرحبا بك في دارك القديمة..
دخل الشقة وشرع يعانق الأثاث والأركان بعينيه.. ثم جلس على مائدة الطعام وأنا معه نأكل ونثرثر عن كل شئ.. قال وهو يلوك الخبز:
- لم أرد الاتصال بك.. لأني توقعت أنك حزين بسبب الأحداث..
=لقد صار الحزن مهنتي..
- وما زلت تدخن بإفراط؟..
=أحاول الإقلاع هذه الأيام بالذات فلم تعد رئتاي على ما يرام..
انتهى العشاء فنهضت أعد لنفسي قدحا من الشاي فالكاهن الأخير لا يشربه وعدت لأجده منهمكا في تصفح الجريدة التي كنت أقرؤها.. ويحرك شفتيه جاهدا مع العناوين.. جلست بجواره ورشفت رشفة ثم سألته:
=ما زلت لا تقرأ العربية؟..
هز رأسه في تعاسة وواصل تأمل الجريدة:
- صعبة جدا هي لغتكم المكتوبة.. إنني قد وصلت قمة الإجادة للغة المنطوقة.. أما بالنسبة للحروف.. فلم أزل أجد مشكلة دعك من أن لغتنا تعتمد على الكلمات الكاملة لا الحروف.. ثم إنها تقرأ من أسفل لأعلى وليس من اليمين لليسار..
فتحت له الصفحة الثانية وأشرت إلى الخبر الذي قرأته منذ برهة وسألته:
=هذا الخبر خاص بوطنك.. هل تستطيع أن تفهم ما يقول؟..
ضيق عينيه وشرع يمرر إصبعه على الحروف في حيرة ويحرك شفتيه أكثر من اللازم:
- الـ.. السلطات.. الصيـ.. الصينية.. تـ.. تعلن..
ثم نظر في استسلام متوسلا أن أقرأ أنا الخبر عنه.. فتناولت الجريدة وطالعت له ما هنالك.. فما إن وصلت إلى كلمة ياتي حتى اتسعت عيناه وارتجفت شفتاه وتوتر جسده كالمنجنيق المعد للانطلاق.. وانتظر حتى أنهيت كلامي ثم إنه نهض كالملسوع إلى الهاتف..
=هن- تشو- كان.. ماذا دهاك؟..
لم يهتم كثيرا أو قليلا بالإجابة.. رفع السماعة وقربها من فمه وبدأ يتحدث حديثا طويلا لم أفهم منه حرفا مع طرف آخر.. واضح أن هذا الحديث باللغة الصينية أو شئ مشابه.. فما إن انتهى حتى وضع سماعة الهاتف الذي تعلم استعماله من فترة وجيزة جدا ووجهه ممتقع وعيناه حائرتان فسألته:
=ماذا هناك بالضبط؟..
- لقد عاد المي- جي)!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الجزء الثاني
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الأول
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الثالث
» 15- أسطورة رجل الثلوج - الفصل الرابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: