لقد تحركت الشمعة..
أحس هذا وأفهمه..
بل أنا واثق منه..
سيقولون إنها هلوسة شيخوخة في أغوار عقل شيخ أضناه تصلب الشرايين لكنني أعرف تماما الفارق ما بين الهلوسة والواقع..
لم يزل الحاجز الواهن بين الحالتين بعد..
لماذا تحركت الشمعة إذن؟..
لو كنت أصغر سنا وأكثر حيوية لبحثت عن السبب..
لكني عجوز منهك لا يملك سوى الذعر..
ولهذا أكتفي بالذعر وأتجاهل الأمر كأنه لم يكن..
أنتم تعرفون من أنا..
أربع عشرة مرة أقول لكم من أنا..
لكني لست واثقا بعد من أن جميعكم كنتم جالسين في المرات السابقة..
لهذا أردد الأسطوانة المشروخة:
أنا د.رفعت إسماعيل.. أستاذ الدم.. الشيخ.. أعزب.. أمضى حياته في مطاردة أسرار ما وراء الطبيعة.. واليوم يحكي لكم خبراته المروعة.. لماذا؟..
لأن هناك من يجدون أعمق اللذات في الخوف.. كنت سأحكي لكم إذن قصتي مع عروس البحر أو قصتي مع نوسفيراتو أو أستكمل لكم قصة النافاراي..
لكن.. لا..
هناك كثيرون منكم أحبوا قصة حارس الكهف - العساس - وهؤلاء بالذات ستروق لهم قصتي مع رجل الثلوج..
هناك قراء يحبون الدراما المنزلية ولهم حكيت أسطورة آكل البشر ولعنة الفرعون والبيت..
وهناك قراء يحبون جو الحملات التي تخرج باحثة عن لغز ما ولهؤلاء حكيت أسطورة وحش البحيرة وحارس الكهف.. وسأحكي لهم قصة اليوم..
أسمعكم تتثاءبون..
فالقصة معروفة..
طائرة تسقط فوق ثلوج التبت..
والرهبان يحذرون..
ثم يظهر رجل الثلوج الشبيه بقرد عملاق.. و.. و..
كلا يا رفاق.. ليست القصة هكذا وإلا لما حكيتها..
ألن تكفوا عن إساءة الظن بشيخكم المحنك رفعت إسماعيل؟..
ستكون القصة مختلفة تماما هذه المرة..
وستعرفون السبب بعد قليل..
فقط ابدءوا القراءة الآن..
ولا تقاطعوني..