كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 13- أسطورة البيت - خاتمة القصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

13- أسطورة البيت - خاتمة القصة Empty
مُساهمةموضوع: 13- أسطورة البيت - خاتمة القصة   13- أسطورة البيت - خاتمة القصة Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 5:07 am

في دار مدحت جلسنا نرشف الشاي ونتناول طعام الإفطار على حين أخذت زوجته تداعب إلهام وتسري عنها.. قلت لهم مفسرا ما كان مني في البيت:
=إنني بدأت أعتقد أن الأمر كله وهم منذ وجدت المسدس في جيبي برغم أنني لم أجده لحظة الدخول.. فسألت نفسي: أمن الممكن أن يكون المسدس في جيبي طيلة الوقت وأنني لم أجده لأنني توقعت ذلك؟.. بمعنى آخر هناك قوة ما جعلتني أتخيل اختفاء المسدس برغم أنه كان معي من البداية.. ثم سألت نفسي: ما سر عودة شيراز لمطاردتنا بعد كل هذه الأعوام؟!.. لماذا نسيتنا ثلاثين عاما ثم عادت تذكرنا؟.. إن الأمر يبدو متناقضا حتى بمنطق الأشباح.. هل حقا رأينا شبح شيراز وأمها أم أننا تخيلنا ذلك؟.. ثم بمنطق البشر والأشباح هل خطأ إلهام القديم يستحق كل هذا العقاب؟.. لا أظن.. إذن قصة الشبح الطفل المحروم من الصحبة الآدمية لا تروق لي كثيرا ولا أعتقد أنها تبرر كل ما حدث.. إذن.. لماذا لا تكون شيراز وأمها وغرام الطفولة و..و.. كلها خيالات؟.. مجرد أوهام عشناها بكل تفاصيلها حين أجبرنا الفضول على دخول هذا البيت؟.. من يدري؟.. لربما كان عددنا خمسة لا ستة كما ظننا.. ولربما كنا نلعب المساكة ونثرثر ونتشاجر من أجل لا شئ ومع لا أحد.. لقد صدقت عبير حين قالت إن البيت حي.. هذا أمر لا شك فيه.. وهو المبرر الوحيد لكل ما رأيناه.. كان البيت يحوي طاقة نفسية هائلة قادرة على خلق مئات الرؤى لنراها جميعا في نفس الوقت.. والحقيقة التي غابت عنا هي أن الباب ظل مفتوحا ولم ينغلق.. لكننا جميعا حسبنا أنفسنا سجناء.. البيت جعل أطفالنا يرون شيراز وجعلنا نحن أيضا نراها في ديارنا.. لكن شيراز لم توجد.. أو على الأقل لم تصر شبحا.. وأعتقد كذلك أن البيت هو المسئول الأول عن مقتل الأسرة التي كانت تسكنه قديما.. فلربما أغرقهم في وهم ما ثم لم يفيقوا منه قط.. نحن جميعا قاسينا الهلاوس البصرية والسمعية وعرفنا كيف تبدو حقيقية.. إلهام قذفت نفسها من فوق الدرابزين لمجرد رؤيتها مسخا وهميا.. ونحن حطمنا ظهورنا محاولين اقتحام باب مفتوح من البداية.. وقضينا أسود ساعات حياتنا في خيالات لا طائل منها.. لقد نال البيت منا.. فهو بعد كل هذه الأعوام لم يزل طفلا يعشق اللهو ويهوى أن يتلاعب بالآخرين..
سألني مدحت وهو ينتزع لفافة تبغ من علبتي:
- وما سر هذه الطاقة الهائلة الكامنة فيه؟..
=لا أدري.. لكن هذه الأشياء تحدث.. وغالبا ما يتضح أنه مبني فوق مقابر قديمة اختلطت أساساته بعظام سكانها أو شئ من هذا القبيل..
- يصعب التأكد من هذه النقطة..
- السؤال الأهم هنا هو: لماذا أراد البيت أن نعود له؟.. لا أعتقد أنه اشتاق للعبث..
=أعتقد أنه أراد أن يقدم لنا الحل لخلاصه..إن البيت يريد أن يفنى ونحن نعرف كيف..
- النار؟..
ابتسمت في ود وأشعلت قداحتي:
=بالفعل.. النار.. لقد ذابت كل الأوهام بمجرد أن ظهرت النار.. وهذه هي الرسالة التي أراد البيت أن يوصلها لنا حين أغرانا بدخوله.. وحتى لو كان اعتقادنا خاطئا فإنني أعتقد أن هذا البيت المشئوم يجب أن يباد تماما من أجلنا ومن أجل أطفال صغار سيدخلونه في جيل قادم ليلعبوا مع شيراز أو مع واحدة أخرى..
تفكر مدحت في كلماتي برهة ثم قرب فمه من أذني وهمس:
- ليكن.. ولكن متى؟..
****************
بعد هذا بيومين أتت النيران على البيت تماما.. يقول رجال المطافئ إن هذا تم بفعل فاعل تسلل ليلا وسكب جالونات عديدة من الكيروسين ويقول عابر سبيل إنه شاهد ثلاثة رجال أحدهم نحيل أصلع واثنان متشابهان كالتوائم شاهدهم يفتحون البوابة ليلة الحادث.. لكن والحق يقال لم يشعر واحد من أهل المنصورة بالحسرة على احتراق هذا البيت الذي يخشاه الجميع.. حتى مالك البيت الوريث وجد أخيرا الفرصة ليبيع الأرض بعد أن يئس تماما من العثور على مشتر لهذا البيت.. فقط يقول الجيران إنهم سمعوا صوتا غريبا كأنه عملاق يئن بينما ألسنة اللهب تتصاعد من البيت المهجور لكنهم لم يعلقوا أهمية على هذا.. بعد هذا بيومين ودعت الأصدقاء لأعود إلى القاهرة..
سألني مدحت في قلق:
- هل تظن أن النار كافية..؟
=من يدري؟.. على كل حال إذا لم تكن كافية سنعرف ذلك في القريب العاجل.. وليكونن انتقام البيت رهيبا!..
- إذن.. فلترحل قبل أن أهشم وجهك!..
وهكذا عدت للقاهرة بقصة أخرى غامضة أدونها في كراسة مذكراتي وأحكيها لهويدا في ليلة صيف ساحرة.. لكن الرعب هو قدري وحياتي لا تستقيم بهذه السهولة كما لابد أنكم قد تعودتم.. كان اللهب ينتظرني ويناديني وكان محتما أن ألبي نداءه عالما أنها قد تكون المرة الأخيرة..
ولكن هذه قصة أخرى..
د.رفعت إسماعيل
القاهرة 1993
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
13- أسطورة البيت - خاتمة القصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 20- أسطورة بو - خاتمة القصة
» 23- أسطورة المينوتور - خاتمة القصة
» أسطورة آكل البشر - خاتمة القصة
» 9- أسطورة أرض أخرى - خاتمة القصة
» 15- أسطورة رجل الثلوج - خاتمة القصة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: