مولود في بولندا -وارسو عام 1937 وابن لأبوين بارين يعيشان حياة هادئة.. هذا هو إيجور تاركوفسكي بطل قصتنا.. النازي يستولى على وارسو.. الجنرال السفاح سيدلتز جابلر يزيل قطاعا كاملا من المدينة من الوجود.. في وسط النيران والصخب يفقد إيجور -ابن السنوات الخمس- أسرته ووعيه.. ويتم إنقاذه من تحت الرماد الملتهب وقد صار إنسانا جديدا.. وينزح الصبي مع العم أندريه إلى العالم الجديد أمريكا فارين من بولندا التي تحولت إلى جحيم حقيقي.. لكن أندريه السكير العجوز البائس لا يعيش في أمريكا كثيرا لأنه بلغ لحظة النهاية.. وهنا يجئ دور أبوين بالتبني يكفلان اليتيم البولندي الصغير لكن دون حب حقيقي.. مجرد الحاجة أن يكون لديهما طفل.. ويدرك إيجور أن القليلين جدا يحبونه أو يرحبون به.. فهو يملك موهبة لا يدري كيف ظهرت فجأة.. إنه قادر على اختراق أذهان الآخرين وسماع أفكارهم بوضوح تام.. لكن هذا يظل سره الذي لا يصارح به أحدا.. وكالعادة يبدأ بعض الصبية في التحرش به.. فهو أجنبي ضعيف حساس هش.. ويكون عقابهم له فريدا:عليه دخول المنزل المسكون لآل كيلي وقضاء ليلة كاملة فيه.. ويقبل الصبي التحدي ويدخل البيت ليفاجأ بأن أسرة كيلي ما زالت هناك في صورة شبحين يبحثان عن قاتلهما.. هكذا يتم التعاون بين إيجور وبينهما.. هما يثيران الرعب في قلوب عصابة الصبية وهو يتصل بالشرطة لتقبض على قاتل الزوجين الذي ما زال حيا وحرا.. وهنا ندرك حقيقة هامة.. إن كل الأشرار في العالم هم -بالنسبة لإيجور- صورة مكررة من الجنرال السفاح جابلر.. بعد أعوام ستة قابلنا إيجور طالبا في المدرسة الثانوية وقد بدأ الحب يتحرك في قلب المراهق تجاه جلاديس.. لكن جلاديس تتبدل.. لأن هناك من يدعى هاري كارلسون وهو من الطراز الذي لا تستطيع فتاة أن تقاومه.. لكن هاري يملك مزية أخرى:إنه نذل كبير.. وبمجرد أن يستوثق من أن الفتاة قد هامت به حبا يتخلى عنها غير مبال بأنه هشم روحها الحساسة للأبد.. ياللشقاء!.. يصمم إيجور على الانتقام.. ويدعو هاري إلى مبارزة من نوع خاص جدا.. مبارزة بالسم ويوافق هاري الذي لم يرفض تحديا في حياته كلها.. لكن إيجور يتلاعب به ويتضح أن القارورتين خاليتان من السم لكن قوة الإيحاء غير العادية لإيجور تجعل هاري يشعر بالسم يمزق أحشاءه.. ويملأ الدنيا صراخا ويغدو مهرج المدرسة وموضوع سخريتها.. إنه يرى في كل شرير قاس وجه عدوه جابلر.. ترى هل يلتقي الشتيتان؟.. هل يبدأ الصراع الذي انتظر كل هذه الأعوام؟..
*********************
وفي العام 1960 يبدأ إيجور في المعاناة من نوبات صرعية متكررة مصحوبة بقوة ملحوظة في موهبته هذه.. ويطلب العون من مواطنه شلوفسكي الذي لا يجد حلا سوى عرضه على خبير الهراء الأول في مانهاتن وهو الدكتور إدوارد مالكولم الذي يراه البعض عبقريا ويراه البعض نصابا أو معتوها.. ومع مالكولم يعرف إيجور أنهEsper.. الشخصية ذات الإدراك الفائق للحس إلى حد لا يصدق.. كما يعرف أنه ليس الوحيد من نوعه.. هناك هاثاواي وماكجافن الذي يجيد تحريك الأشياء عن بعد.. كما أن هناك جيف جولد سميث الزنجي الذي يملك ناصية التخاطر.. وشندلر الألماني الذي يملك موهبة سلبية فريدة من نوعها.. فلا أحد يقدر على قراءة أفكاره.. ولقد تعرفنا بعض النواحي المسلية لموهبة إيجور هذه.. مرة حينما استطاع أن يحبط مخططا لسرقة المصرف الذي يعمل فيه.. ومرة حينما اكتشف محاولة لترويج نقود مزورة.. عرفنا كذلك علاقته الباردة جدا بلارا زميلته في المصرف التي لم يمل إليها إلا لأن عقلها نظيف تماما.. ثم رأينا التجربة المريعة التي دعاهم د.مالكولم للقيام بها حين حاول تعليمهم المشي في طرقات العقل البشري ومحاولة اقتحام الغرفة المحرمة لل(أنا).. وينجح إيجور في هذا نجاحا باهرا فهو يقتحم عقل هاثاواي ويشاهده غرفة غرفة بما فيه من ذكريات بعضها سار وبعضها مشين.. لكن محاولة فتح الغرفة المحرمة تنتهي نهاية مأساوية يجن بعدها هاثاواي..
**********************
العام 1963: إيجور يخضع لضغط هو مزيج فريد من القهر والإغراء كي يعمل مع المخابرات الأمريكية في فريق ممن يسمونهم Esper.. ويكتشف إيجور أن أغلب زملائه من ذوي المواهب الفريدة هم أعضاء في هذا الفريق والغرض هو إنشاء سلاح قذر جديد من نوعه يماثل ما لدى السوفييت في هذا الصدد.. الهدف: تحري وجود صواريخ نووية في كوبا..
وبعد دورة قصيرة تحت إمرة جنرال فرايدمان -أو هكذا ينادونه- ينطلق إيجور للتجسس الفكري على عميل المخابرات السوفيتية إيفان زاروف.. والثمن هو معلومات عن الجنرال النازي جابلر يقدمها الأمريكان لإيجور متى رضوا عنه.. للأسف ليس إيفان زاروف بالخصم الهين.. إن هذا الثعلب يشعر بإيجور.. ويفهم بالتدريج أن إيجور يتلصص على أفكاره..فقارئو الأفكار ليسوا غريبين عليه.. وهكذا يجد إيجور نفسه مطاردا بواسطة ثعلبين سوفيتيين في سيارة مسرعة في شوارع واشنطن المظلمة.. لا نجاة من هذا الموقف العسير إذن سوى بمحاولة اقتحام عقل سائق السيارة وفتح غرفة العقل الباطن إياها.. وينجح إيجور.. وتندفع السيارة المطاردة لتنقلب وتحترق تماما.. إلا أنه في الصباح يدرك أنه لم ينجح في الإفلات من قبضة الدب السوفيتي.. إذ يفاجأ بزيارة غير ودود على الإطلاق من ديمتري كالينين ثعلب المخابرات الروسية في الولايات المتحدة ومعه حارسان وسيمان يحاصران إيجور في غرفته.. ويصارح كالينين بطلنا أنهم الآن صاروا يعرفون كل شئ عنه.. ستعمل معنا يا إيجور والمقابل هو أن نقودك إلى جابلر خصمك اللدود.. وبسهولة يعرف إيجور أنهم صادقون..هم يعرفون مكان جابلر..أحدهم يعرفه.. لكنه لا يجد في عقولهم المزيد من المعلومات.. الإغراء الثاني الذي يقدمونه له هو حياته.. النجاة من نوبات الصرع التاي تحاصره والتي تقربه من حتفه يوما فيوما.. هذا هو الصراع.. وهو ليس بهين إذا ما تذكرنا أن إيجور لم يعتبر نفسه أمريكيا في أية لحظة.. لكنه كذلك لا يعتبر نفسه سوفييتيا.. هذه هي الأحداث التي سبقت بداية الجزء السابع من قصتنا والتي أعد البعض بأنها تكون بداية النهاية.. اقلبوا الصفحة الآن أو انظروا لليسار من فضلكم..
الرئيسية 
