كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الخامس (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الخامس (2) Empty
مُساهمةموضوع: 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الخامس (2)   26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الخامس (2) Emptyالأربعاء فبراير 07, 2018 5:57 am

- 15 -
طاخ طاخ طاخ.. "حتى في الظلام".. طاخ طاخ طاخ.. "وأكثر..".. هذا ليس جزءا من الحلم.. إنه حق.. هناك من يقرع الباب في فظاظة.. طاخ طاخ.. قرص المنبه الفوسفوري يلتمع في الظلام.. الثالثة صباحا.. لا أحد يأتي في الثالثة صباحا ويضرب الباب بدلا من الجرس ويكون صديقا آتيا لغرض ودي.. أضاء الأباجورة ونهض يتلمس طريقه للباب وهو يغلق الروب حول خصره وخلف الباب وقف ينصت لأفكار الواقفين بالخارج: "لابد أنه هنا.. ثمة صوت حركة".. "لن يقاوم.. فهو مسالم عادة ثم إن رؤيته للشارة كاف جدا".. شارة؟.. إن هناك أمرا بوليسيا يحيط بكل هذا.. ولكن لماذا؟.. مستحيل أن يكون ذلك بصدد عصابة السود إياها.. فلا أحد يعرف من هو ولا عنوانه.. إذن ماذا حدث؟.. بحذر فتح مزلاج الباب ليخاطب الواقف بالخارج من فوق سلسلة الأمان.. رأى وجها صارما مربعا له ذقن مشقوقة وأنف مشوه كأنف الملاكمين.. وجه رجل لا يمزح في العادة.. ورأى تحت ذقن الرجل شارة لم يتبين ما هي لكنها تظهر النسر الحكومي الأمريكي إياه.. كان الرجل يظهر شارته له..
- مستر إيجور تاركوفسكي..
- أنا هو..
بارتباك قالها.. كان يمقت الكيان الحكومي ويخشاه بطبعه..
- أنا من مكتب الاستخبارات المركزي FBI.. هل تسمح لي ولزميلي بالدخول؟..
- إنها الثالثة بعد منتصف الليل..
- إنه أنسب وقت لما نريد مناقشتك فيه..
قال الرجل الآخر الذي لم ير إيجور وجهه:
- ثم إنك وحدك هنا.. نحن نعرف هذا..
كان صوته وقورا رصينا بل يتظاهر بالوقار والرصانة ليبدو غاضبا.. لكن إيجور عرف أنه يكذب.. لم يراقبه أحد لمعرفة ما إذا كان وحيدا أم لا وعرف كذلك أنهما من الاستخبارات حقا..
لكنه عموما أزاح سلسلة الأمان وسمح لهما بالدخول.. كانا متأنقين تلك الأناقة المبالغ فيها والتي لا تنجح في مداراة الشراسة والعضلات القوية.. أناقة البودي جارد.. إنها أشبه شئ بشراء بدلة غالية الثمن لغوريللا.. قال الرجل الأول مربع الذقن وهو يتأمل الشقة:
- إننا قد جئنا هنا لنقدم لك عرضا لا يمكنك رفضه.. وزملاؤنا يقومون بذات الشئ في أماكن أخرى..
جلس إيجور واضعا ساقا على ساق.. لن يعرض عليهما شرابا فالأمر لا يحتمل المجاملات.. لاحظ أن الرجل الثاني ذا الصوت الوقور قد أشعل سيجارة دون أن تكون هناك مطفأة بجواره فنهض ليضع جواره واحدة بطريقة تحمل شيئا من اللوم وقال بتؤدة:
- أكون شاكرا لو دخلت في الموضوع دون مقدمات..
- لك أن تراهن على ذلك.. لقد قام مكتب الاستخبارات المركزي بعمل دراسة مفصلة عنك وعن تاريخ حياتك منذ جئت للولايات عام 1942 وحتى اليوم.. ونحن نعرف أنك إنسان خارق للعادة يا مستر تاركوفسكي.. ولا أشك لحظة في أنك تعرف ما نريد منك حتى قبل أن نتكلم..
كان إيجور بالفعل قد فرغ من قراءة ذهنيهما.. إن الرجلين قد جاءا لتجنيده.. تجنيده ضمن سلاح جديد يعمل بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية.. هذا السلاح يعتمد على الإدراك الفائق للحواس.. لقد تم تجنيد رفاقه.. والمصدر متاح للجميع ألا وهو ملفات د.مالكولم الخاصة بدراسة الباراسيكولوجي.. إن الفريق يضم الآن القادرين على قراءة الأفكار والقادرين على التخاطر ومن يحركون الأشياء عن بعد لكن إيجور هو الطائر النادر هنا.. إنه موهبة لا شك فيها ومكسب حقيقي للفريق.. وهم يريدونه.. الجنرال فرايدمان يريده.. قال إيجور وهو يسترخي للوراء:
- ولماذا تريدون فريقا كهذا؟..
قال الرجل مربع الذقن في بساطة:
- لأن السوفييت يملكون فريقا مماثلا..
**************************
نعود بالقارئ إذن لهذه السنوات الصاخبة في بداية ستينات هذا القرن.. كانت القوتان العظميان - الشرق والغرب - على غير وفاق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. الاتحاد السوفيتي سيطر على أوروبا الشرقية بقبضة من حديد وانزوى وراء ما سماه تشرشل بالستار الحديدي.. أما أمريكا فراحت تبشر بسلام أمريكي الطابع تسميه هي العالم الحر.. إلى هنا كانت الأمور مستقرة.. لكن الأوضاع دخلت منعطفا مرعبا في 2 مايو 1960.. منعطفا كاد يودي بالعالم للحرب النووية التي يرهبها الجميع.. سقطت قرب كييف طائرة استطلاع وتجسس أمريكية من طراز (ي - 2) بعدما تمكنت الصواريخ السوفييتية من إصابتها.. ولسوء حظه نجا قائدها فرانسيس باورز من الهلاك لتستجوبه السلطات السوفييتية وتعرف كل شئ عن حقيقة مهمته وتجد صورا لمنشآت عسكرية قام بتصويرها من الجو.. وثار خروشوف وقام العالم ولم يقعد.. وحين التقى القطبان إيزنهاور وخروشوف في قمة باريس في 14 مايو بعد الحادث بعشرة أيام ثار خروشوف ثورة عارمة ووجه إهانات مشينة لإيزنهاور لكنه تلقاها في برود وقال:
- إن التجسس لهو من حقائق الحياة..
وانتهى الأمر بتصعيد الموقف فأطلقت روسيا صاروخا ضخما للفضاء كتحد واضح للأمريكيين وأعلن جروميكو وزير الخارجية أن الصواريخ النووية السوفييتية قادرة على الوصول لأي مكان في العالم..
وفي 7 أغسطس من نفس العام ازداد الطين بلة حين وافق فيدل كاسترو على قبول صواريخ سوفييتية في كوبا.. إن كوبا هي على مرمى حجر من الولايات المتحدة.. وقبول صواريخ فيها يعني تهديد أمن أمريكا في مقتل.. لقد ظل نظام كاسترو الشيوعي المتعصب يشكل صداعا للحكومة الأمريكية وإن تورط المخابرات الأمريكية في عملية خليج الخنازير لمثال واضح لكراهية أمريكا لكاسترو.. وفي العام 1962 حلقت طائرات التجسس الأمريكية فوق كوبا ووجدت قواعد الصواريخ السوفييتية هناك.. وقد تعهدت روسيا بسحب هذه القواعد مقابل تعهد أمريكا بعدم غزو كوبا وبسحب قواعد صواريخها في تركيا..
هذه هي الصورة للموقف الدولي وقتها وهي صورة معتمة لها رائحة الموت ومنظر عيش الغراب المميز للسحب النووية.. لكن العملاقين كانا يعرفان متى وأين يتوقفان.. أما إيجور فلم يكن يعرف..
***********************
نظر إيجور للرجل مربع الذقن في تحد وسأله:
- وماذا يرغمني على قبول هذا التجنيد؟..
قال وهو يبحث في جيوبه عن علبة سجائره:
- لا شئ.. إن حرية القبول أو الرفض مكفولة..
- إذن أنا أرفض..
كان الرجل قد وجد العلبة فأشعل سيجارة بقداحة ذهبية وقال:
- إذن يمكننا الانصراف.. لكن دعني أذكرك بأنك بولندي وأنت تعرف معنى هذا.. يمكن للكثيرين في مكتبنا أن يتصوروا وهذا خطأ طبعا أنك تدين بالولاء للاتحاد السوفييتي.. إن هذا يحدث كثيرا وعندئذ.. ربما وجدوا لديهم أدلة تتهمك بالشيوعية..
- أنت تهددني في داري متظاهرا بالتفاهم..
- بل أقول لك ما قد يحدث..
- أنا ترعرعت في أمريكا ونسيت كل شئ عن بولندا..
قال الرجل الثاني وهو يدخن سيجارته:
- لا توجد حلول وسط هنا.. أنت لست معنا إذن أنت ضدنا..
تثاءب إيجور ثم اتجه لباب شقته ففتحه وقال ببرود:
- إن حديثكما شائق أيها السيدان.. لكنكما تريان أن النعاس يمنعني من الاستمتاع به لهذا.. لو سمحتما..
أطفأ الرجل ذو الذقن المربع سيجارته ثم نهض وعيناه لا تفارقان إيجور الواقف جوار الباب ينتظر وببسمة ذئبية قال:
- إنك لا تدري ما سنقدمه لك يا سيدي..
لكن إيجور عرف ما يعنيه.. سمع الكلمات واضحة تتردد في ذهنه وفورا رفع عينيه نحو الرجل وتساءل:
- أنتما تعرفان مكانه؟..
- نعم..
كانت الكلمات التي سمعها في عقله تقول بصوت وقور: "نحن نملك أن نقودك لسيدلتز جابلر"..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الخامس (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الخامس (3)
» 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء الرابع (4)
» 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء االخامس (1)
» 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء السادس (1)
» 26- أسطورة الجنرال العائد - الجزء السادس (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: