كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثالث Empty
مُساهمةموضوع: 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثالث   24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثالث Emptyالأربعاء فبراير 07, 2018 5:16 am

3- أحدهم كان هنا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شئ ما يتحرك هناك..
*******************************
توجد أخشاب في المدفأة يرونها في الضوء الخافت.. اتجه أندرو إلى هناك واستعان بعود ثقاب وزجاجة كيروسين ليشعل النار في هذه الكومة.. الدفء يغمر المكان بذلك الإحساس البهيج.. النار.. أول صديق للإنسان وأول عدو له.. ذلك الوحش رائع الجمال يرقص رقصته السرمدية وضوؤه الذهبي يترقرق على الوجوه.. بعد هذا حمل أندرو جركن عملاقا من المازوت واختفى بعض الوقت.. بعد ثوان تعالى صوت الهدير الكئيب المميز لمولدات الكهرباء.. وعاد باسما ليعلن لهم:
- يمكنكم إضاءة المصابيح الآن..
بعد الضغط على عدة مفاتيح غمر النور البهيج المكان.. كان الكوخ في حالة جيدة.. واستطاعوا أن يروا أنتريه صغيرا أنيقا قرب المدفأة.. وفراء دب يغطي الأرضية الخشبية وفوق رف المدفأة توجد ساعة حائط يدق بندولها بانتظام وعقاربها تشير إلى الوقت الصحيح: الثالثة بعد الظهر.. كانت هناك مكتبة مشى لها جون ووقف يتأمل كعوب مجلداتها.. مسرحيات شكسبير.. الإنجيل.. قصص عن روب روي.. ومجلد سميك له كعب مهترئ كتب عليه بخط مذهب:إكليبوس.. سألت سارة صديقتها:
- كيف تأتى أنك لم تجيئي هنا قط؟..
مدت هيلين يدها إلى حقيبة يدها فتناولت علبة سجائر وأخرجت سيجارة دستها بين شفتيها.. لم تكن في حياتها من المدخنات لكنها تعلمت من السينما أن مضطربي الأعصاب الفاشلين في حياتهم يدخنون بشراهة.. وهي كانت مضطربة الأعصاب فاشلة في حياتها أو هكذا تعتبر نفسها منذ عام.. قالت لسارة:
- كان يهوى هذا الكوخ قبل زواجنا.. ونحن متزوجان منذ عام أو أكثر قليلا كما تعلمين فلم تتح لنا الفرصة للقدوم هاهنا معا..
- إنه لمزاج غريب إلى حد ما.. هذا الانعزال.. وكل هذه المستنقعات..
- يقول دوما عبارة واحدة: إنه يثير الخيال..
- إنه على حق..
وعادت الصديقتان تتأملان النار..
*****************************
جون وأندرو يتهامسان حيث وقفا أمام المكتبة.. تساءل جون وهو يقلب صفحات شكسبير:
- ما الذي دعاك للظن بأن هناك من دخل الكوخ؟..
قال أندرو بصوت خفيض جاد:
- هذا النظام والتنسيق المبالغ فيهما.. لا يوجد غبار.. لا خيط عنكبوت واحدا.. لا رائحة عطن.. لا تنس أننا نتحدث عن كوخ لم أدخله منذ أكثر من عام..
- هل تعني أن هناك من كان يتسلل إلى الداخل.. ويقوم بأعمال التدبير المنزلي طوعا؟..
- لا أدري.. أشعر أنه كان هناك من يسكن هنا..
- وهل فحصت النوافذ؟..
- كلها موصدة من الداخل بمزاليجها المزدوجة.. والقفل على الباب لم يتزحزح من موضعه.. كل شئ على ما يرام..
- إذن أنت تهذي..
- أتمنى هذا.. لكني أستبعده..
ثم أضاف أندرو وهو يحدق في وجه صاحبه:
- ثمة شئ آخر.. توجد أخشاب كثيرة في المخزن.. لكني لم أضع خشبا في المدفأة خلال إقامتي الأخيرة هنا.. وهذه لعمري نقطة أخرى لا أرى لها تفسيرا!..
********************************


منذ عامين كانت جالسة في ذلك المطعم وحيدة ترشف الحساء وتطالع الجريدة.. وجاء ذلك الشاب الرزين الذي يرتدي نظارة وبدلة أنيقة تنم عن ذوق جيد.. في تهذيب سألها:
- هل هذا المقعد خال؟..
هزت رأسها أن نعم وسمحت له بالجلوس وعادت تطالع الجريدة.. كل ما علق بذهنها من وجهه هو عيناه النفاذتان المصممتان.. لابد أنه حاول التودد إليها كثيرا.. حاول فتح سبل الكلام.. لكنها لم تكن في حالة نفسية مهيئة للاتصال بالآخرين.. لماذا يبحثون عنها ولم يضايقونها؟.. كان يواصل الكلام وهي تتجاهله.. بعد قليل بدأ العبء النفسي يتزايد على روحها.. لا تدري كيف حدث هذا لكنه حدث.. شعرت بخيط من المخاط يسيل على شفتها العليا.. وبلل غير معتاد يغمر خديها.. ثم انفجرت باكية!..
*******************************
انتهى جون وسارة من إعداد المأكولات على المائدة الخشبية الصغيرة التي في وسط القاعة.. بعض الخبز المقدد والمعلبات.. كانا قد وضعا باقي الأطعمة التي جلبوها معهم في الثلاجة الصغيرة بالطابق الثاني.. وللمزيد من الرومانسية أشعلت سارة شمعة وضعتها في وسط المائدة.. وجلس الأربعة يأكلون.. وإن ساد الصمت من جديد.. فكرة جيدة لشئ يقال.. أي شئ يقال.. راح كل منهم يجيل فكره في أمور الدنيا بحثا عن شئ ما يمكن أن يقطع هذا الصمت دون جدوى.. وهنا وجدت هيلين عبارة مناسبة:
- هل المستنقعات خطرة يا أندرو؟..
راح أندرو يلوك الطعام وجرع من الشراب جرعة ثم قال باسما:
- حقا هي خطرة.. ولا أنصح بالتجوال فيها..
- إن الجليد يزيد الأمر تعقيدا..
- ليس الجليد فقط..
وازدادت ابتسامته غموضا..
*******************************
- أستميحك عذرا.. لم أقصد أن أدميك..
قالها وهو يربت على معصمها.. كانت حائرة في كارثة المخاط النازل من أنفها.. أين ذهب هذا المنديل اللعين؟.. لماذا لا تجده في حقيبتها؟.. إن هي إلا ثانية ويتدلى على المائدة وتحدث الفضيحة.. لهذا غمرها الامتنان حين وجدت ذلك المنديل النظيف العطر في يدها.. وعلى الفور.. بتوووووووووووووووووووه!.. أخيرا استطاعت أن تتكلم فقالت في حرج:
- أنا التي أعتذر.. لقد بدوت لك حمقاء..
- لا عليك.. ليتك تعرفين كم يحسد الرجال النساء على دموعهن.. لابد لبركان المشاعر أن ينفجر خارجنا وإلا انفجر داخلنا..
وكانت هذه هي البداية.. إن ذورة العلاقة الحميمة بين اثنين هي لحظة الدموع.. وهما قد بدآ بها!.. واستغرق بعض الوقت -أياما- حتى يعرف سر بكائها في تلك اللحظة..
*****************************
قال أندرو ضاغطا على حروف كلماته:
- هل تعرفون سر حبي العارم لهذا الكوخ؟..
- الهدوء على ما أعتقد؟..
- بل الرعب..
قالها بصوت كالفحيح.. حتى إن الهواء الخارج من فمه مع المقطع الأخير جعل لهب الشمعة يتراقص.. وأحست هيلين بالقشعريرة فهي دون سواها تعرف حتما مدى صدق هذه العبارة الأخيرة..
- هواية غريبة على ما أظن؟..
- نعم.. الرعب.. الرعب الذي يزحف على العروق ويوشك أن يجمد الدماء فيها.. الرعب الذي يسري فوق عمودك الفقري كالجليد يزحف فوق ظهر دجاجة في ثلاجتك..
كانت عيناه تلتمعان وراء زجاج النظارة في شبق شهواني.. وخطر لسارة أن الرجل لا يبدو على ما يرام.. ثم إن أندرو مال على المائدة هامسا:
- هل تعرفون من كان يعيش في هذه الأصقاع قديما؟..
- الجرمان؟..
- كلا.. بل قبائل السلت.. إنها قبائل عجيبة حقا.. ونحن لا نعرف الكثير عنهم.. لكن كل حجر هنا وكل بركة ماء تداري سرا عتيدا من أسرارهم.. هل تسمعون عما يقال عن هذه المستنقعات؟..
- لا..
نهض أندرو إلى المكتبة تتبعه نظرات الجالسين وراح يتفقد الكتب فوق رفوفها.. ثم قال دون أن يدير ظهره:
- ثمة أسطورة تقول: إنك إذا غمرت جثة في مياه هذه المستنقعات فإنها تعود للحياة بعد أسبوع!..
ثم استدار راسما على وجهه ابتسامة شيطانية:
- بالطبع تعود ملوثة بالأوحال.. لكنها تعود.. ألا ترون في هذا معجزة ما؟!..
.....................!....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الأول
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الثاني
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الرابع
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل الخامس
» 24- أسطورة رعب المستنقعات - الفصل السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: