أنا د. رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم المتقاعد ومريض القلب الدائم والعزب الأبدي ..
أنا الذي واجه العساس ..
وواجه لعنة شاكال النارية ..
وضاع في عوالم آلان بو ..
وغاص في قلب الحقيقة إلى الحد الذي تسمح به آدميته ..
أنا الشيخ الفاني الذي تشبه حياته ورقة في شجرة صفصاف إبان الخريف ..
الكل ينتظرها كي تسقط ..
الكل يعرف يقينا أنها ستسقط ..
ناموس الحياة يقول إنها ستسقط ..
لكنها لم تسقط بعد ..
تسألونني عن سبب بقائي فوق الشجرة حتى هذه اللحظة ..
أية فيتامينات أبتلعها؟ ..
أية أطعمة أمتنع عنها؟ ..
أية رياضات أمارسها؟ ..
أقول لكم إنني أفعل كل ما من شأنه أن يقضي على حياة سلحفاة عمرها عامان ..
والتفسير الوحيد عندي هو أن أجلي لم يحن بعد ..
لهذا أدعوكم الليلة - من يدري؟ لربما كانت الأخيرة إلى أن تصغوا لقصة أخرى ..
يبدو أن الوقت قد حان كي أحكي لكم قصة المينوتور ..
اليوم نعود من جديد إلى عوالم الميثيولوجيا الإغريقية وكالعادة - كما حدث مع رأس ميدوسا - لن يكون اللقاء مبهجا على الإطلاق ..
سموه الرعب ..
سموها الكآبة ..
المهم أنكم هنا ..
وأنكم تتطلعون في شغف إلى لقاء المينوتور ..
لهذا دعونا لا نضع وقتا في ثرثرة الشيوخ هذه ..
ولنبدأ ..