كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 20- أسطورة بو - الفصل التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

20- أسطورة بو - الفصل التاسع Empty
مُساهمةموضوع: 20- أسطورة بو - الفصل التاسع   20- أسطورة بو - الفصل التاسع Emptyالإثنين فبراير 05, 2018 2:02 am

9- ويليام ويلسون..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أكن بين قصة وأخرى أعرف من أنا ولا أين أنا.. كنت أشعر بذاتيتي وأعرف أنني هو أنا.. لكنني كنت مثلا أجهل اسمي ومهنتي وسني وذكرياتي.. ولم يكن لي كيان مادي.. فمثلا لم أكن قادرا على رؤية يدي أو قدمي.. لكنني كنت أرى الأفق القرمزي والحروف المنتشرة فيه وإنني لأسائل نفسي عن شكل الكون الذي كنت سأراه لو استعملنا أسلوب البلورة أو السلة مثلا.. يذكرني هذا الكون الغريب بالرؤى التي يبعثها عقار إل سي دي عقار الهلوسة فيمن يتعاطاه ويذكرني أيضا بمملكة زانادو الغريبة التي ضاع فيها الكاهن الأخير كما حكى لي..
******************************
قبل أن تبدأ القصة الجديدة أخذت عهدا على نفسي أن تكون هي الأخيرة.. ليس لدي وقت يسمح بقضاء عمري في هذا العالم القاتم المخبول الذي يلخص كل تعاسات البشر وأحزانهم.. من الغريب أن قلبي تحمل كل هذه المعاناة دون أن تنهار شرايينه التاجية.. هذا يعني أنني منفصل تماما عن جسدي وأن روحي هي التي تخوض هذه القصص.. هل أنا ميت؟.. لا أعتقد.. أنا لم أضل طريقي في عالم الأرواح بل في عالم الخيالات التي صاغها عقل بشري موهوب.. وهذا يخالف كل ما أعرفه عن العالم الآخر.. حتما أن ضحية نوع فريد من الهلوسة أو الإيحاء أو التنويم المغناطيسي.. إن منطقي لم يخذلني من قبل ولن يخذلني هذه المرة.. فلأحاول أن أرتب أفكاري وأن أستخلص معلومات ما من الوضع الذي أنا فيه.. ما هي القصص التي مررت بها؟.. كلها قصص لإدجار آلان بو ويمكنني أن أرتبها كما يلي:
1- قناع الموت الأحمر ولم أكن بطلا مباشرا فيها بل مجرد مدعو من المدعوين وقد وصلت في منتصف القصة بالضبط وانتهت القصة بهلاكي.. كان الخطر هو وباء ربما التيفوس..
2- القلب الذي كشف السر وهنا كنت البطل الأساسي.. وكنت قاتلا مخبولا وأخفيت جثة سرعان ما كشفت عنها للشرطة لأني سمعت صوتا لا وجود له.. انتهت القصة باستعدادي للإعدام..
3- البندول والبئر.. مرة أخرى أنا البطل الأساسي.. ولكني ضحية لألعاب شيطانية من قضاة التفتيش. القصة تنتهي بنجاتي..
4- القط الأسود وهنا تتكرر تيمة القاتل الذي يفضح نفسه بنفسه ودفن الجثة.. مع مسحة ميتافيزيقية هي انتقام القط من معذبه.. تنتهي القصة باستعدادي للإعدام..
5- سقوط منزل أشر.. هنا ألعب دورا فرعيا.. البطولة الأساسية لأشر.. الخطر هنا هو البيت والمرض الذي أصاب مادلين مما أدى لدفنها حية وتنتهي القصة بنجاتي.. بالمناسبة هذه أول قصة أحضرها منذ بدايتها..
إن الموت مسيطر على كل هذه القصص.. ورائحته تفوح بقسوة ما بين السطور.. الدفن يتكرر في ثلاث منها فهل هي مصادفة؟.. يمكن القول إنها أربع لأنني دفنت مجازا في قصة البندول والبئر.. قمت بفضح نفسي للشرطة في قصتين.. وهنا خطر لي شئ.. ربما لم تكن هذه الكوابيس عشوائية كما خطر لي أولا.. هناك نمط معين يربط بينها.. لاحظت كذلك أن بو كان قاسيا للغاية على أبطال قصصه بينما أكثرهم لم يرتكب خطأ.. ما ذنب أشر كي يلاقي كل هذا الرعب؟.. وما ذنب سجين محكمة التفتيش؟.. وما ذنب المدعوين الأبرياء إلى حفل الأمير بروسبرو؟.. حتى حين حدث قتل في قصصه كان القاتل مسلوب الإرادة أقرب للجنون.. وما من محكمة معاصرة تدين قاتلا كهذا.. لكن بو أدانه وحكم عليه بحكم شنيع.. سيكون هذا ذا عون لي لو وجدت نفسي في قصة لا أذكرها.. تبا لها من قاعدة مهزوزة مخلخلة.. لكني لا أرى أمامي غيرها.. هل أنا على صواب أم أن الإرهاق والحيرة جعلاني أتوهم؟..
*************************************
في هذه المرة أنا أدعى ويليام ويلسون.. فيما بعد عرفت أن هذا الاسم مستعار لأن القصة تبدأ بالسطور التالية: "اسمحوا لي مؤقتا أن أدعو نفسي ويليام ويلسون.. لا أريد لهذه الصفحة الطاهرة أن تتدنس باسم الذي جلب العار على عائلته.. ألم تنثر الأعاصير جسد الذي لا مثيل له في أقصى أقاليم الأرض؟.. آه أيها المنفي الأكثر إحباطا بين المنفيين.. ألم تغب للأبد عن هذا الكون بزهوره وأحلامه الذهبية؟"..
وهذا معناه أن الاسم حركي.. تدور القصة أولا في أروقة مدرسة إنجليزية عتيقة موحية بالكآبة والصرامة.. أما عني أنا - هذا الويليام تولسون - فأنا طاغية مسيطر على زملائي الطلاب بطبع حاد أقرب للعصبية.. كل التلاميذ خضعوا لي عدا طالبا واحدا يتحداني في كل ثانية بمناسبة أو بدون مناسبة..
وكانت وقاحته وتحديه تجاهي ممزوجين بنوع ما من المودة التي لا محل لها من الإعراب مما أثار غيظي وحفيظتي عليه.. الغريب هنا أن هذا الطالب كان يدعى مثلي.. ويليام ويلسون.. أو بمعنى أدق كان يدعى بذات الاسم الأصلي لي..
**********************************
ما زلت عاجزا عن تذكر القصة.. هي من القصص التي لم تعلق بذاكرتي منذ أن قرأتها يوما ما وعمري لم يتجاوز العشرين.. فلم أعلق عليها أهمية خاصة.. وعموما هي ليست من القصص التي تثب للذهن بمجرد الكلام عن أدب إدجار آلان بو.. فهل ستتضح تفاصيلها أكثر؟.. واضح على كل حال أنني ما زلت في البداية فلم يفتني من الأحداث الشئ الكثير..
**********************************
الغريب هنا أن كلينا أنا وخصمي مولود في 19 يناير 1813.. أليس هذا شاذا ومريبا؟.. كان يقلدني في الملبس والسلوك وحتى طريقة الكلام التي نجح في انتحالها برغم نبرة صوته الخفيضة للغاية في كلامه فحنجرته لم تكن تتيح له الكلام بصوت عال وهي نقطة ضعف فيه أحسنت السخرية منها مرارا.. مع الوقت تحولت عاطفتي نحوه إلى مقت صريح لم أستطع إخفاءه مع شعور لا يمكن تفسيره يقول لي إنني عرفت هذا الآخر يوما ما في زمن سحيق للغاية.. هذا الشعور ولى سريها ولم يبق فترة كافية لكنني مرغم بحكم الدقة على تذكره.. ثم كان الحادث.. ليلة تسللت إلى غرفته في المدرسة مزمعا أن أثير رعبه بمداعبة ثقيلة.. كان المصباح في يدي.. أزحت ستائر فراشه و..
**********************************
لاحظت هنا أن هذا الحدث يتكرر مرة أخرى.. تسليط ضوء المصباح ليلا على شخص نائم حدث مرة مع العجوز في قصة القلب الذي كشف السر.. ويتكرر مرة أخرى في هذه القصة.. لابد أن هذه الفكرة كانت تمثل كابوسا مقيما لبو.. أن يصحو من النوم في الظلام ليجد كشافا قويا مسلطا على وجهه ودون أن يرى حامله.. هل لهذا الاستنتاج دلالة ما؟.. سأحاول إذن أن أطفئ هذا المصباح.. إن نقاط ضعف هذا العالم الذي أنا فيه لابد أنها نقاط ضعف إدجار آلان بو شخصيا.. لربما هو يتمني في سره لو انطفأ المصباح.. المصباح المخيف الذي حرك كوابيسه جميعا.. إذن فلأحاول.. حركت يدي لأطفئ المصباح فوجدتها وياللعجب تستجيب لإرادتي.. إذن فلي إرادة حرة في هذا العالم.. في اللحظة التالية ساد الظلام وأيقنت أنني لم أعد في غرفة ويلسون.. رأيت الأفق القرمزي من جديد.. وشعرت بجسدي يتأرجح عبر القرص العملاق نحو الحروف:
لـ قـ د ، ا قـ تـ ر بـ ت ، جـ د أ ، مـ ن ، ا لـ خـ لـ ا ص..
=ماذا تعني أنني اقتربت؟.. ظننت هذا هو الخلاص..
لـ يـ س ، بـ عـ د ، إ ن ، أ مـ ا مـ نـ ا ، ا لـ كـ ثـ يـ ر ، مـ ن ، ا لـ مـ ر ح ، مـ عـ ا..
=عليك اللعنة..
وانفجرت في سيل من عبارات السباب.. أسوأ عبارات سباب تلفظتها في حياتي وتعلمتها من أصدقاء السوء..
=إذن فأنت تتسلى بي أيها الـ...............
لقد نجحت في إنهاء قصة ويليام ويلسون قبل أن تبدأ.. هدمتها في نقطة محورية هامة هي التي كانت ستؤدي لتركي لمدرسة برانسبي والتحاقي بكلية إيتون وما يلي ذلك من انحرافي ومطاردة ويلسون لي كالضمير.. من ثم اضطراري لقتله.. عرفت هذا بالطبع حين راجعت القصة فيما بعد.. ولكن هذا لا يرضي معذبي.. هو ذا يقودني في صمت إلى كابوس جديد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
20- أسطورة بو - الفصل التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 13- أسطورة البيت - الفصل التاسع
» 16- أسطورة النبات.. الفصل التاسع
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل التاسع
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل التاسع
» 22- أسطورة عدو الشمس - الفصل التاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: