كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل السادس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل السادس Empty
مُساهمةموضوع: 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل السادس   18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل السادس Emptyالأحد فبراير 04, 2018 6:57 am

6- لكنها عادت..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوني أؤكد لكم أن الليالي المقمرة عالم ساحر.. هذا بالطبع إذا ما تغاضينا عن الأشياء المريعة التي يراها واسعو الخيال.. لكن سعة الخيال شئ مذموم عندما تأتي براكسا إلى دارك ليلا..
******************
"تؤ..!.."..
******************
=براكسا!.. ماذا عاد بك إلى هنا؟..
- ياله من استقبال حار!..
أشرت لها في صمت كي تدخل.. آمل ألا يكون أحد قد رآها صاعدة إلى شقتي هذه المرة أيضا لكني لم أجد لديّ الجرأة الكافية كي أطردها من على الباب.. خطت إلى الداخل في تؤدة خطوات استكشافية منهكة وكان صوت كعبي حذائها يدويان في الصمت هذه المرة.. ترتدي هي الآن ثوبا أبيض ويحيط بخصرها حزام أسود عريض.. وللمرة الثانية أدركت أنها فاتنة.. فاتنة إلى حد لا يصدق.. أغلقت باب الشقة وأشرت إلى الأريكة كي تجلس عليها.. لحسن الحظ أنني لا أزال مرتديا ثيابي.. شعور عجيب أن ترى امرأة في هذه الشقة التي اتخذت طابعا ذكوريا لا يتغير.. أشعلت سيجارة وجلست أمامها أنتظر رد فعلها الأول..
- لا تبدو سعيدا برؤيتي..
=أولا: أنت تعرفين الظروف عندي.. ثانيا: أنت رحلت في الصباح دون تعليق ولا كلمة وداع ولا تفسير.. وهذا تصرف غير مبرر.. وغير مهذب إذا سمحت لي بالتعبير.. ثالثا: إن أسئلة عديدة تزدحم على لساني فلا تدع لي الفرصة لأتظاهر بالسعادة..
انحنت إلى الأمام لتجذب سيجارة من علبتي.. ودون أن تنتظر رد فعلي أشعلتها.. وعادت تسترخي على الأريكة واضعة ساقا على ساق:
- فففف!.. لنبدأ بالجزء الثالث من خواطرك.. أية أسئلة تفكر فيها؟..
=السؤال الأول هو لماذا رحلت دون ضوضاء صباحا؟..
- لأنني كنت أريد الانصراف قبل أن يصحو الناس وكنت أنت غير موجود فلا يمكنني أن أخبرك..
=ثانيا: لماذا لم تغسلي وجهك أو تأكلي؟.. وكيف خرجت حافية القدمين إلى الشارع؟..
- لم آكل لأنني لم أرغب في ذلك.. غسلت وجهي بالماء فقط واكتفيت.. أما عن الخروج حافية القدمين..
ومدت يدها إلى حقيبة يدها الصغيرة مخرجة شيئا لفته في ورقة جريدة وناولته لي مستطردة:
- فقد استعرت خفك من تحت الفراش وهأنذا أعيده لك شاكرة..
آه أنا لم أستعمل خفي قط فلم ألحظ اختفاءه.. نظرت في عيني نظرة متحدية لا شك فيها وتساءلت:
- أية أسئلة أخرى؟..
=نعم.. لماذا عدت؟..
- طبعا لأعيد لك الخف وهذه..
ووضعت على المائدة الصغيرة أمامها ورقة من فئة الخمس جنيهات وأضافت:
- كنت بحاجة إلى المال.. ووجدت هذه في درج الكومودينو.. قلت لنفسي إنك لن تمانع إذا ما اقترضتها..
=وماذا فعلت طيلة النهار؟..
هزت رأسها في لامبالاة وغمغمت وهي تطفئ سيجارتها:
- مرة أخرى تعود للفضول غير الحميد.. كنت أعيش حياتي الخاصة وكفى.. هل انتهت أسئلتك؟..
=لا ليس بعد..
ونهضت إلى المطبخ فعدت بزجاجة مياه غازية وشرعت أعد لنفسي قدح قهوة.. ثم عدت لها وصببت لها السائل الفائر في كأس كبيرة وجلست أرشف القهوة.. كانت الحادية عشرة مساء.. وإضاءة الشقة الخافتة تضفي على المكان كله تأثيرا شبيها بالأحلام.. ومن الغريب أنني حتى هذه اللحظة لم أكن قادرا على تذكر وجه الفتاة.. فقط حين ألقاها أعرف أنها هي.. أما حين أبتعد عنها يصير تذكر وجهها مستحيلا.. وكلما حاولت ذلك استعدت وجه إحدى قريباتي.. إن وجه براكسا لشبيه بالبحر.. لديك فكرة عامة عنه لكنك غير قادر على وصف كل موجة فيه مهما حاولت..
قلت لها وأنا أمد ساقي:
=هل أبلغت الشرطة أو أهلك؟.. ماذا تم بخصوص السيارة؟..
- هذا ليس شأنك.. ولا تعتبر ردي هذا إهانة..
=لا أعرف حقا أي شئ تخفين..
- إن غموض المرأة هو سرها المقدس..
بعد دقائق من التفكير قررت أن أسألها في حذر(إنه الدافع الخفي الذي يحرك تصرفاتي كثيرا):
=هل أنت واثقة من أنك لم تجرحي في الحادث؟..
- تؤ!..
=ولم تحتاجي لخياطة جروحك بالتأكيد..؟..
جرعت جرعة من زجاجة المياه الغازية ثم توقفت وتساءلت في شك:
- لا أدري ما ترمي إليه.. ولكن.. آه!.. أنت تتحدث عن الخيط الأسود الذي كان في صيدلية الحمام؟.. لقد كان ثوبي ممزقا واحتجت إلى أن أخيطه فلم أجد لديك أية خامات تطريز.. اضطررت إلى استعمال هذا الخيط السميك.. وكانت معه إبرة معقوفة غريبة الشكل لكنها صالحة..
=وخطت الثوب بماسك الإبرة..؟!..
- من الصعب إمساك هذه الإبرة بالأصابع.. قل لي: أظن أنها إبرة تستخدم في الجراحات.. أليس كذلك؟..
ولم أرد.. إنها تكذب.. أنا واثق من أنها تكذب.. ولكن لماذا؟.. ولأي غرض؟.. برغم أنها صارت أكثر مرونة وأقل تعجرفا إلا أن ارتياحي لها قد قل كثيرا.. ثمة شئ لا يريح في كل هذا.. وإنني لأسائل نفسي عن الحقيقة.. لن أصارحها بما قاله لي رضا ظهر اليوم.. أو سأؤجل ذلك بعض الوقت.. كل ما ستقدمه لي هو أكذوبة جديدة.. وأنا سئمت الأكاذيب.. بعد هنيهة قالت براكسا وهي تضع الزجاجة:
- حدثني عن نفسك أكثر.. ولتنس قليلا دور المحقق البوليسي..
=ماذا تريدين معرفته؟.. أنا رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم بكلية الطب.. في الأربعينات من العمر.. غير متزوج.. مدخن من النوع الثقيل.. هل يوجد ما يقال أكثر؟..
وشرعت تستجوبني عن حياتي ونفسي استجوابا ناعما رقيقا فأجبتها بدقة وصراحة عن كل ما أرادت.. ولم أمنع نفسي من استشعار لذة خفية في أن هناك من يعبأ بي إلى هذا الحد..
=ألن تنصرفي؟!..
- بلى.. ولكن أمهلني بعض الوقت..
=إنه منتصف الليل.. أي أن..
- أنت أذكى أو المفترض أنك أذكى من أن تخضع نفسك لقوانين استنها المجتمع للرجل التقليدي.. أنا لا أرتكب خطأ وأنت لا ترتكب خطأ.. الخطأ إذن هو في ذهن أولئك الذين يملئون الطرقات ولا يضيفون شيئا للحياة سوى مزيد من سوء الظن..
تبا لهاته الفتيات الوجوديات المثقفات!.. لا تكاد تقول لواحدة منهن صباح الخير حتى تصدع رأسك بوجوب التمرد على النمطية وأهمية أن نكون نحن لا هم إلى آخر هذا الملل.. ثم إنها بدأت تحدثني عن نفسها وكان حديثها عذبا محببا للنفس والأذن.. قالت إنها تدرس الأدب الإنجليزي في كلية الآداب.. وإن أباها رحمه الله طبيب أسنان سافر إلى اليونان أغلب سني عمره حيث قابل أمها وتزوجا.. وقالت إنها اعتادت المجئ إلى كفور داود لتزور قبر أبيها كلما عادت ذكراه السنوية لكنها لم تخبرني بعنوانها قط.. ولم تفسر لي غرابة أطوارها الواضحة.. كانت الجلسة قد طالت.. وكنت مستمتعا كقط يقعي جوار مدفأة.. حديثها العذب وشبح الوحدة الذي بدأ يتأفف ويغادر عالمي.. والإضاءة الخافتة التي جعلت من كل هذا حلما جميلا.. لكنه حلم لابد وأن ينتهي.. ليس منطقيا أن تظل حتى الواحدة صباحا في شقتي أنا الأعزب الشقي بدعوى الصداقة أو التحرر الفكري.. وهنا قامت بآخر شئ توقعته.. انتهزت إحدى لحظات الصمت وطوحت بحذاءيها جانبا.. ثم ثنت قدميها تحتها وتكورت كقطة صغيرة على نفسها وكفت عن الكلام..
=آنسة براكسا.. حان وقت الرحيل..
- ..............
=اسمعيني.. لا مجال للمزاح هنا..
- ............!..
دنوت منها وهززت كتفها بحذر.. كانت غافية حقيقة لا تصنعا.. لابد وأنها منهكة من أثر ليلة البارحة وإلا لما نامت بهذه البساطة.. هززتها بمزيد من الشدة فأصدرت صوتا متململا وعقدت يديها على صدرها.. وغيرت وضعها إلى وضع أكثر استرخاء على الأريكة!.. عليك اللعنة!.. ياله من موقف!.. كيف أنجح في إيقاظك إذن؟.. إن صب الماء البارد فوق رأسك فكرة لا بأس بها لكني لست فظا إلى هذا الحد خاصة مع النساء.. ليس أمامي سوى تركك ودخول غرفة نومي.. ولكن لا.. إن فلاح الشرقية المتحفظ الراقد في أعماق روحي لا يستطيع ذلك.. لا يستطيع سوى أن.. وهكذا دققت جرس عزت في إصرار للمرة الثانية!.. سمعت صوت سبابه وهو قادم من الداخل فما إن فتح الباب ورآني حتى ذهل وقال:
- رفعت!.. هل جننت؟.. ثاني ليلة تدق فيها بابي بعد منتصف الليل!.. لابد وأن هذه مزحة ثقيلة منك!..
=دعني أدخل يا عزت أولا ثم نتكلم..
قلتها وأنا أدخل شقته.. هذه المرة كنت أحمل منامتي وفرشاة أسناني ومشط شعري.. بل ومطفأة سجائري..
- إذن أنت تنوي المبيت عندي؟..
=هذا واضح!..
صاح في حنق وهو يجذب ذراعي لأنظر في وجهه:
- لقد حان الوقت لتفسر لي: لماذا تهرب من شقتك؟!..
=سأحكي لك كل شئ..
وحكيت له القصة كاملة هذه المرة..
****************
قال عزت بعد أن فرغت من الكلام:
- هذه الأشياء لا تحدث إلا لك يا أخ رفعت.. ولو أردت رأيي فأنا أعتقد أن الفتاة مخبولة تماما.. وليس من الحكمة أن تتركها في دارك وحدها لتفعل ما تريد..
=والحل في رأيك؟..
- أن تطردها حالا..
=لا يطاوعني قلبي على ذلك.. إنني جنتلمان كما تعلم..
- إذن أفعل هذا عنك.. اسمع.. سندخل معا إلى شقتك وأوقظها أنا.. قل لها إنني شريكك في المسكن وإنني غاضب وإنني أسأت الفهم.. وسأوجه لها أنا عبارات سمجة تجعلها تنصرف حانقة..
=وأين تذهب هي في ساعة كهذه؟..
- هي مشكلتها.. ما كان يجب أن تظل عندك كل هذا الوقت..
لم أدر حقا ما أقول.. كلامه منطقي.. وهذا الذي يجري خطأ وينبغي أن ينتهي.. ثم إنني لن أطرد من شقتي كل ليلة.. ينبغي قطع قدمي هذه الفتاة إذا صح التعبير.. خرجت معه من شقته مبلبل الفكر قاصدين شقتي عبر الردهة المظلمة أعلى الدرج ومددت يدي لجيبي أخرج المفاتيح.. وهنا سمعته يمسك بيدي في عصبية حتى كاد يهشمها.. كان يريد أن أرى شيئا أثار انتباهه وسمعته يقول:
- هو ذا.. لست مجنونا والحمد لله!..
نظرت إلى حيث أشار وتصلبت.. ما سر هذا الضوء الأحمر الخارج من أسفل بابي؟!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل السادس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل الأول
» 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل الثاني
» 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل الثالث
» 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل الرابع
» 18- أسطورة حسناء المقبرة - الفصل الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: