أرى بينكم ضيوفا جددا لم أتشرف بجلوسهم إلى مائدتي من قبل..لهذا أرجو أن تسمحوا لي بتقديم نفسي لهم.. الاسم: رفعت إسماعيل.. السن: أدنو من السبعين أو القبر أيهما أسرع.. الحالة الاجتماعية: ذئب وحيد.. المهنة: أستاذ أمراض الدم سابقا وصائد أشباح هاو.. محل الميلاد: كفر بدر - الشرقية.. ملامح مميزة:أصلع الرأس.. أشيب الفودين.. نحيل كعود ثقاب.. عادات: أدخن كأتوبيس قريتي.. هل ثمة أسئلة أخرى؟.. لا أظن.. والآن تعالوا نستمع من العجوز رفعت -الذي هو أنا- إلى قصة جديدة رهيبة من حكاياته العديدة.. متى تنتهي قصصي؟.. ياله من سؤال!.. حين أموت طبعا.. أو حين يصيبني الشلل أو العته أو سرطان الحنجرة.. أو حين تملون حكاياتي وتنصرفون عن مجلسي.. وأنا أشك في الاحتمال الأخير لأن جعبتي لا تزال مفعمة بحكايات لا بأس بها.. بعضها يشيب لهوله الولدان - كما يقولون - وبعضها يعدك بأمسية مسلية لا بأس بها.. لاسيما مع شطيرة وقدح شاي.. طالما ظل الشيخ رفعت إسماعيل قادرا على جعلك تسهر مع كتاب بدلا من مشاهدة التلفزيون أو التسكع في الطرقات فهو ما زال بصحة جيدة.. وما زال حيا على الأقل.. سأحكي لكم الليلة حكايتي مع براكسا حسناء المقبرة.. تعرفون حسناء النهار.. تسمعون عن حسناء الشاطئ.. حسناء المدرسة.. لكن حسناء المقبرة مصطلح فريد من نوعه.. إن لم يكن سخيفا.. لماذا أسميتها كذلك؟.. الإجابة سهلة.. لأنها حسناء.. ولأنني قابلتها في مقبرة.. أما ما حدث بعد ذلك فموضوع يطول شرحه..