تحية لكم!..
هو ذا مضيفكم رفعت إسماعيل يواصل سرد حكاياته..
أنا الدكتور رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم الذي يقترب من السبعين والذي لم يتزوج قط والذي قضى زهرة شبابه جوار توابيت مصاصي الدماء وفي الأقبية المسكونة والغابات التي يجوبها المذءوبون في ضوء القمر..
التفوا حولي ولا تخافوا..
إن الليل ما زال في أوله أو- كما يقول الإنجليز- ما زال الليل طفلا..
ولدينا ساعات طويلة نقضيها معا نرشف أقداح الشاي ونثرثر..
فقط -عدوني- تحملوا نبرة صوتي الواهنة ورجفة أطرافي وسعالي المتحشرج. وطبعا رائحة التبغ التي تفوح من كل شئ في عالمي..
إن حديث الشيوخ ممتع أبدا لأنهم -وقد قاربوا الأبدية- دنوا أكثر من الحقيقة وتخففوا من القشور المملة السطحية ونسوا آفة التظاهر بالحكمة..
أنا كنت صغيرا يوما ما وكنت أعشق ثرثرة الشيوخ في الليل..
سأحدثكم اليوم عن النافاراي..
تذكرون -ولا شك- أسطورة الكاهن الأخير التي لم أستكملها بعد ولا أدري السبب في الواقع..
إنني أشيخ وذاكرتي تتداعى ولكني لم أنس التفاصيل قطعا..
لنقل إنني لم أنس القصة لكنني نسيت ضرورة حكايتها!..
والآن دعونا نستكملها وسامحوني على كل هذا التأخير..
إن هن- تشو- كان عائد لكم.. فأفسحوا له مجالا بينكم..