كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 13- أسطورة البيت - الفصل العاشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

13- أسطورة البيت - الفصل العاشر Empty
مُساهمةموضوع: 13- أسطورة البيت - الفصل العاشر   13- أسطورة البيت - الفصل العاشر Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 5:06 am

10- شيراز تتكلم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقعنا الكارثة لكنها لم تحدث.. وحين رفعنا رؤوسنا في حذر إلى أعلى وجدنا أن الحظ لم يتخل عنا بعد.. لقد اشتبك جزء من الخشب المهشم في ثوب إلهام فتدلت من أسفل الدرابزين فوق رءوسنا.. كانت تصرخ وتولول لكنها ظلت حية على الأقل وقد صارت على ارتفاع ثلاثة أمتار فحسب عوضا عن ثمانية.. الحمد لله العلي القدير..
- رفعت!.. إنني سأ.. أسقط..
كان طرف الثوب يتمزق -أو لعله الخشب- ببطء شديد.. سمعنا صوته وكنا على استعداد هذه المرة لنتلقاها بين أذرعنا الممدودة.. صحيح أن محاولتنا قد ألغت نهائيا آثار السقطة المدمرة لكنها كادت تمزق عضلاتنا
وسقطنا جميعا على الأرض شبه مهشمين.. وإنني لأتساءل عن كيف يكون الأمر لو أنها سقطت من الارتفاع السابق فوقنا؟.. نظرنا فوجدنا المسخ وشيراز ينظران لنا من أعلى.. صرخ مدحت من حيث ارتمى على خشب الأرضية ملوحا بقبضته:
- صبرا أيتها الشيطانة!.. لو وقعت في يدي!..
لم ترد شيراز بل استدارت مع المسخ ببطء.. واختفت في الظلام.. صاح عماد في حنق:
- رفعت!.. ارفع كعب حذائك عن عنقي..
=ليس قبل أن تخرج كوعك من معدتي..
ووجدت ذراعا مشعرة تلتف حول ساقي فصحت في حنق أشد:
=ذراع من هذه؟.. فليبعدها صاحبها عني..
- أعتقد أنها ذراعي أنا.. كنت أظن الساق ساقي..
الخلاصة أننا استغرقنا بعض الوقت كي نفهم حقيقة وضعنا وكينونتنا.. وحتى ننهض على أقدامنا.. وحين وقفنا أخيرا لاهثين مغبرين كنا قد أدركنا ما حدث.. حقا كانت شيراز تحبنا.. وحقا كانت بحاجة إلينا.. لهذا وحين تسببت إلهام في انقطاعنا عن المجئ قاست شيراز سنوات مريرة من الوحدة.. شنيعة حقا هي وحدة الأشباح بعيدا عن كل ما يربطهم بعالم الأحياء.. ولظروف لا نفهمها بدأت شيراز تتحول إلى مسخ.. من ثم صممت على الانتقام ممن كانت سبب عذابها وحرمانها من الصحبة الآدمية وكان هذا الانتقام المروع من إلهام يتلخص في جعلها تلقى نهايتها المفزعة أمام عيون أصدقائها الذين لن يحركوا ساكنا.. سيظنون كل هذا وهماً آخر بعد أن اعتادوا الأوهام المماثلة.. أي تفكير مروع!.. وأية قسوة.. المشكلة الآن هي ماذا عسانا فاعلون بعد ذلك؟.. من الواضح أنها تملك إيذاءنا في أي وقت تشاء.. وحتى لو هربنا وهذا ليس صعبا فمن يضمن لنا أن إلهام لن تواجه كارثة أخرى؟.. ربما في صالون دارها أو الحمام أو حتى في الطريق العام.. ثم الأدهى من أدراني أنها لن تضعني في قائمتها السوداء بعد ما أحبطت لعبتها الجهنمية؟.. إن هذا منطقي وسأندهش لو لم تفعل.. مشكلة الأشباح هي أن التنبؤ بما ينوون عمله مستحيل..
=أعتقد أن الوقت لا يسمح سوى بمغادرة البيت..
- والقفز من فوق السور الحديدي المرتفع؟..
=لن يكون هذا عائقا كبيرا.. سنجد حلا وقتها..
وعدنا للمرة الثالثة نحاول تهشيم مصراع النافذة.. تشبث جيدا.. إنه يلين.. استمر يا رفعت.. ها هو ذا.. كراشي.. تهشم الخشب واستطعنا أخيرا أن نرى ضوء النهار ونباتات الحديقة المحتضرة.. ولكن واأسفاه!.. ثمة ثلاثة قضبان غليظة تقف حائلا بيننا وبين الخروج.. نسينا تماما أمر هذه القضبان.. صاح مدحت:
- لم ننته بعد.. سنهشم الباب الخارجي.. إنه ثقيل لكننا خمسة ويمكننا استخدام قطع الأثاث لذلك..
نظرت إلى إلهام الدامعة وقد تشوشت ثيابها واختلطت خصلات شعرها بالغبار والعرق وكانت ذاهلة تماما فقلت في تؤدة:
=نحن أربعة فقط.. لا تنس ذلك..
وتعاوننا نحن الأربعة على حمل مائدة الطعام العملاقة.. كان ظهري يوشك على أن ينشطر شطرين.. وعروق عنقي تنفجر.. لكنني تماسكت.. هيا بنا.. معا نركض قدر الإمكان نحو الباب الضخم و.. هوب.. كانت الصدمة ضعيفة لكنها خلخلت أجسادنا وسقطنا جميعا على الأرض.. أما الباب فلم يبد أدنى استجابة..
=لا جدوى.. سنتحول إلى فتات قبل أن يتزحزح هذا الباب..
هتف عماد في جنون:
- إذن سنظل هنا حتى نموت جوعا!..
غمغمت في ضيق محاولا أن أمنع نفسي من ضربه:
=لم أعد أعرف ما إذا كنا سنظل هنا أم لا.. كل ما أرجوه هو أن تطبق فاك وتحتفظ بآرائك لنفسك!..
- حسن.. لا داعي لأن نفقد أعصابنا.. إن عائلاتنا لن تلبث أن تلحق بنا..
وعدنا نفكر في هم عن السبيل الأمثل للخروج من هذا المأزق.. وما لبث مدحت أن هتف وقد ثارت حماسته:
- لابد من أن مفاتيح هذا الباب في مكان ما.. إننا لم نحاول الصعود لسطح البيت فلربما تمكنا من طلب الغوث..
=سيظنوننا أشباحا ويبتعدون مذعورين.. لكن الأمر جدير بالمحاولة..
ثم إنني تذكرت شيئا.. الدرجات!.. لقد حطمتها شيراز كي تمنعنا من الصعود لإنقاذ إلهام.. فكيف نصعد إذن؟.. وهنا سمعنا ضحكة شيراز الرقيقة.. رأيناها واقفة على الدرابزين في الطابق العلوي حيث كانت إلهام منذ دقائق.. وسمعناها تقول مبتسمة:
- مأزق شنيع.. أليس كذلك؟.. إن البيت حصين أكثر مما يبدو في الواقع!..
ومدت إصبعها السبابة والإبهام للأمام وفرقعت بهما:
- ما هو الحل؟.. لا حل!.. ستحاولون كثيرا وقليلا لكنكم ستعرفون ألا حل هنالك.. العبوا العبوا.. فهذا يسليني!..
تقدمت في تؤدة إلى أسفل المكان الذي وقفت فيه ورفعت رأسي صائحا:
=تغيرت كثيرا يا شيراز..
- ومن لم يتغير؟..
=كنا نحبك حقا..
- وبرغم هذا تخليتم عني..
=كنا مجبرين.. أقسم لك على هذا.. كنا أطفالا لا نملك خياراتنا..
أشارت نحو إلهام في كبرياء حانق وهتفت:
- على الأقل كانت هذه الشيطانة تملك الخيار.. وقد اختارت.. اختارت الشر والحقد.. ولهذا تحتم الانتقام..
=كانت غيرة أطفال..
- النتيجة واحدة.. وهي أنني أنا الطفلة البريئة الصغيرة أجبرت على أن أقاسي الوحدة.. وحدة الأشباح المريرة.. الكل يخافون مني.. الكل يتحاشونني كالوباء.. وبدأ الشر يتبلور في أعماقي ويطفح على وجهي.. أنتم لم تروا وجهي بعد.. لكنكم سترون ما وصل إليه..
=أتأخذيننا جميعا بجريرتها؟!..
- إنكم أنقذتموها بكامل إرادتكم.. من ثم استحققتم مصيرها..
تقدمت عبير لتقف جواري..وصاحت محدثة شيراز:
- شيراز.. نحن مستعدون لأن نعود أصدقاءك وأن نحبك كما كان في الماضي..
ضحكت شيراز في سخرية أقسى ضحكة سمعتها في حياتي:
- لن يعود الزمان كما كان أبدا.. أمس كنتم تحبونني بنزق وبراءة الأطفال ولم تكونوا مضطرين.. أما اليوم فأنتم تخشونني.. وتحملون تراث البالغين الفاسد ثم تقولون لي: لنعد كما كنا.. مستحيل يا صغيرتي..
تقدم مدحت إلى الأمام جوارنا كأنها مسرحية سخيفة تقدمها إحدى فرق الأقاليم المسرحية حين يتقدم كل ممثل إلى مقدمة المسرح ليقول عبارة ما:
- أيتها الحمقاء!.. لن يلبث ذوونا أن يبحثوا عنا وهم يعرفون أين يجدوننا.. إن زوج عبير لعلى استعداد لأن ينسف الباب نسفا بعد ساعة من الآن..
- ساعة من الآن؟.. دوى صوت شيراز القاسي البارد وبتؤدة أردفت:
- من قال إنني سأنتظر ساعة كاملة؟!.. إن المرح سيبدأ الآن حالا!..
***********************
في اللحظات التالية التي سبقت ما حدث بعد ذلك كان عقلي يعمل بسرعة جنونية.. الأسرة مات جميع أفرادها بما فيهم الخدم في أوائل هذا القرن.. فكيف ماتوا؟.. ولماذا عادوا للظهور بعدها؟..
الفتاة في حاجة لأصدقاء.. وهي تعاني حرمان السنين.. لكن لماذا هذه الأيام بالذات؟.. ولماذا قررت أن تتحول إلى مسخ؟.. لماذا انتظرت حتى دنونا من سن الكهولة لتطاردنا؟.. ثم السؤال الأهم أين ذهب باقي أفراد الأسرة؟.. أين الأم والخادم؟.. إن نجاتنا تكمن في الإجابة على هذه الأسئلة.. أشعر بذلك بكل جوارحي.. وهنا صرخت عبير في هلع كأنها ترى الشيطان:
- انظروا!..
نظرنا بالطبع إلى حيث أشارت فرأينا.. رأينا عيونا حمراء تلتمع في الظلام وسمعنا فحيحا.. ولمحنا في ضوء النهار المتسرب من النافذة المحطمة أشخاصا يتقدمون نحونا ومن الواضح أنهم يريدون شرا..
- أعوذ بالله!..
كذا صاح أحدنا ربما أنا وهو يلتصق بالآخرين محموما.. خمسة أطفال يرتجفون وهم يرون غيلانا تحاصرهم.. آه لو كان مسدسي معي.. لن يجدي شيئا أمام هذه المسوخ لكنه على الأقل سيجعل نهايتنا مشرفة.. تحسست جيبي بيدي و.. غريب هذا!.. إنه في جيبي.. ما هذا العبث؟.. ومن الذي؟.. صحت في الآخرين وقد بدأت أفهم ما حدث:
=لحظة يا شباب!.. إن هذا ليس حقيقيا..
نظر لي مدحت في حيرة:
- تعني مثل الأوهام السابقة التي رأيناها؟..
=بل الأمر وهم في وهم.. الأمر كله هلوسة جماعية نعيشها الآن!.. إن البيت مسكون بالفعل.. مسكون بطاقة هائلة تجعله يعابثنا..
- وشيراز؟.. وانتقامها؟..
=أعتقد أن شيراز وأمها والخادم.. وكل شئ رأيناه وهم لا وجود له إلا في عقولنا..
صاح عماد ولسان حاله يقول إنني جننت أخيرا:
- وهذه الأشياء التي تهاجمنا الآن؟..
صرخت بأعلى صوتي محاولا تحريك هؤلاء الحمقى:
=تماسكوا.. فكروا في لحظاتكم السعيدة وفي عائلاتكم.. انسوا الفزع.. ولا يفكرن أحدكم إلا في أصدقائه الآخرين وذكرياتنا المشتركة الحميمة.. تماسكوا!.. وليمسك كل منكم بيد الآخر.. ولا يدع البيت يهزمه..
كان زئير الأشباح يتعالى وهي تقترب.. نكاد نشم رائحة أنفاسها.. العرق يسيل على جباهنا وأيدينا تنزلق.. لكننا نتماسك.. عبير تبكي.. وعماد يرتجف كالورقة.. منظاري تتدحرج على أنفي لكنني لا أجرؤ على رفعه حتى لا أترك يد مدحت ويد إلهام..
=رائع يا رفاق.. استمروا.. ها أنتم ترون أن الأشباح لم تستطع عمل شئ.. إن الوهم لا يؤذي..
مرت دقائق عسيرة.. وفجأة ساد الهدوء.. فتحنا عيوننا ببطء لنجد مدخل البيت والمائدة وكل شئ لكن لا أشباح.. ولم تعد شيراز واقفة على درابزين السلم..
=الآن فكوا أيديكم!..
وأشعلت سيجارة على حين استرخى الآخرون على الأرض من حولي غير مبالين بالغبار.. كان الفضول يعتصرهم ليفهموا ما حدث..
- والآن هلا فسرت لنا؟..
افترشت الأرض بجوارهم ونفثت دخان السيجارة..
=قبل أن أتكلم هلا نظرتم إلى الباب وأخبرتموني هل هو مفتوح أم مغلق؟.. وهل درجات السلم مهشمة؟..
- هو مفتوح.. ودرجات السلم سليمة تماما..
=كما تركناها..؟..
- كما تركناها..
=إذن أصغوا لما سأقول..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
13- أسطورة البيت - الفصل العاشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 20- أسطورة بو - الفصل العاشر
» 7- أسطورة رأس ميدوسا - الفصل العاشر
» 17- أسطورة النافاراي.. الفصل العاشر
» 23- أسطورة المينوتور - الفصل العاشر
» 9- أسطورة أرض أخرى - الفصل العاشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: