كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 13- أسطورة البيت - الفصل التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

13- أسطورة البيت - الفصل التاسع Empty
مُساهمةموضوع: 13- أسطورة البيت - الفصل التاسع   13- أسطورة البيت - الفصل التاسع Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 5:05 am

9- ألعاب شيطانية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجأة صرخ مدحت:
- هلم يا رفعت!.. احمل السرير معي!..
=ولكن..
- أسرع.. سنضعه فوق النصال كشبكة يهبط فوقها عماد عند سقوطه.. هلم معي..
وثبنا إلى السرير الثقيل وحملناه حتى كادت جذور أعناقنا تنفجر لكن لا وقت للمزاح الآن ونقلناه لاهثين إلى الموضع الذي سيسقط فوقه جسد عماد بعد ثوان..
- ربع دقيقة..
أطلق مدحت سبة ثم ألقى بالسرير في المكان المناسب له.. تساءلت في شك:
=ولكن هل يتحمله الفراش؟.. هل ستحمي الملة جسده حقا؟..
ارتجف ونظر لي زائغ العينين.. لا وقت لاستبعاد هذه الفكرة.. فلتنجح أو لتحل اللعنة على كل شئ.. سيان عنده الآن.. صوت شيراز الرقيق يدوي:
- فكرة لا بأس بها.. لكن جسده الثقيل سيهوي مهشما الفراش لتنفذ النصال عبره.. كنت أظنكم أذكى من ذلك.. والآن دعونا نر مدى صواب فكرتكم.. هيه.. هو ذا الحبل يُقطع.. هيه!.. إنه يسقط.. يسقط!..
********************
- لقد فعلت الطبيعة كل ما بوسعها كي تحذركم من أن ما يجري في هذا البيت مريب..لكنكم لم تفهموا..
********************
ما إن هوى الجسد من السقف حتى أغمضنا عيوننا تلقائيا متوقعين كارثة.. لكننا حين فتحناها لم نجد كارثة.. بالأحرى لم نجد شيئا على الإطلاق.. لا عماد ولا شيراز ولا حبلا يتدلى من السقف.. لا شئ.. فقط الفراش في موضعه الذي نقلناه إليه.. كنا نلهث وفي حالة أقرب للجنون.. لكننا فهمنا.. هي حالة هلوسة بصرية وسمعية شنيعة أدخلنا فيها هذا البيت اللعين.. ولو كان شبح شيراز معنا في الحجرة فلابد أنه دامع العينين من فرط الضحك على حماقتنا واندفاعنا الهستيري من أجل سراب.. تبادلت النظرات ومدحت.. ثم بدأنا نردد عبارات السباب متوعدين الفتاة بالويل والثبور لو سقطت بين أيدينا.. سنكون أول بشريين ينجحان في قتل شبح..
***********************
وهنا سمعنا الأنين.. كان قادما من الطابق السفلي.. كأنه أنين امرأة حزينة فقدت أملها في شئ.. ولم يكن في مقدورنا ألا نهرع نازلين الدرجات الخشبية متسائلين عما هنالك.. وهناك عند ركن المدفأة رأينا على ضوء النهار المتسرب من الخارج أشنع كابوس رأيناه في حياتنا.. عبير الناحلة الرقيقة مقيدة للجدار.. وعلى قدميها تلتف ثلاث أفاع شريرة المنظر لا توحي بالثقة.. وكانت البائسة -عبير طبعا وليست الأفاعي- عاجزة عن التملص أو الحراك أو حتى الصراخ بصوت عال حتى لا تثير حفيظة الزواحف الملتفة حولها..
- لعبة جديدة لعزيزتي عبير..
كذا دوى صوت شيراز الرقيق فالتفتنا إلى مصدره.. كانت واقفة في أعلى السلم بثوبها الأبيض الطويل وهي تضم إحدى يديها للأخرى في شغف.. صاح مدحت في عصبية وهو يثب السلالم قاصدا تهشيم رأسها:
- أيتها الحدأة.. لقد ضقت ذرعا بك..
في رقة وضعت إصبعا فوق شفتيها محذرة:
- شش!.. إن هذه الأفاعي عصبية المزاج وشرسة جدا.. وسامة جدا.. فلا تجازف بأن تلدغ إحداها شقيقتك الرقيقة في ساقها.. لو كنت مكانك لبدأت التفكير في كيفية إبعاد الأفاعي دون إثارة حفيظتها..
بدا كلامها مقنعا لنا.. فعاد مدحت يهبط درجات السلم في حذر.. ووقف جواري شارد اللب.. هذه المرة لا أرى حلا لهذه الورطة إلا أنني همست:
=بالتأكيد هي هلوسة كالمرة السابقة..؟
همس في عصبية وعيناه لا تفارقان المشهد:
- وماذا لو كان واقعا؟!..
=لا ادري..في الحقيقة يبدو لي الأمر معقولا وملموسا إلى حد لا شك فيه..
- والعمل؟..
كانت الأفاعي تلتف في كسل وتراخ حول ساقي البائسة التي ماتت ذعرا أو كادت.. شنيع هو الخوف الذي لا تملك حتى حق التعبير عنه.. وهنا خطرت لي فكرة.. انتزعت قطعة من قماش الستائر وأحرقتها بقداحتي ثم ألقيت بها مشتعلة على بعد متر من ساقي عبير..
- ماذا فعلت؟..
=الحرارة.. المفروض أنها تجذب الأفاعي.. والمفروض أن جسد عبير بارد كالثلج من فعل الأدرينالين.. أعتقد أن الأفاعي ستفضل الذهاب لترى ما هنالك..
بالفعل.. بدأت الأفاعي تفك قيودها من حول ساقي الفتاة وتزحف ببطء وتؤدة تجاه المصدر الحراري الوحيد في المكان.. يجب أن نسرع لإنقاذها الآن و.. فجأة.. اختفى كل شئ.. اختفت عبير والأفاعي وشيراز.. لم يبق سوى قطعة من القماش المحترق ملقاة جوار المدفأة.. إنها خدعة بصرية قاسية أخرى.. إن البيت لم يزل طفلا يصبو إلى اللهو.. اللهو المؤذي المزعج الذي ينسف أعصابنا نسفا..
**********************
فجأة جذب مدحت ذراعي.. معا سمعنا صوت باب ينفتح في بطء.. أجفلنا وتهيأنا لأسوأ النتائج.. إلا أن الباب انكشف عن وجهي عبير وعماد الشاحبين.. خيل لنا أننا لم نر قط وجهين أجمل من هذين..
- مدحت.. رفعت!.. أنتما بخير..
وارتمت عبير في حضن أخيها على حين عانقني عماد كالملهوف وصرخ:
- سمعنا صراخكما فهرعنا ننقذكما.. فوجدنا..
قلت وأنا أشعل سيجارة:
=نعم.. وجدتمانا على شفير الموت..
- كيف عرفت؟.. كنت أنت ساقطا على الأرض بين ذئاب شرسة تنهش جثتك..
غريب هذا!.. تذكرت على الفور الكابوس الذي كان يزور هويدا ليلا وظننته من تأثير عشائها الدسم!.. إذن فتلك الفتاة الحمقاء تملك برغم كل شئ بعض الشفافية..
=وكيف تصرفتما؟..
- أشعلنا مفرش المائدة لنفزعها إلا أن كل شئ تلاشى فجأة..
=هذا ما حدث لنا بالضبط.. وماذا عن مدحت؟..
صاحت عبير في لهفة وبصوت كالعواء:
- كان مسخ رهيب يطارده.. واستطاع الظفر به.. ثم..
=تلاشى كل شئ..
هتف مدحت في غل:
- إن البيت اللعين يتسلى باللعب بأعصابنا.. وأقترح أن نغادره فورا قبل أن نجن..
=لقد جعلتنا شيراز يرى بعضنا البعض في ورطات شنيعة.. كانت تتسلى بمشاهدة ردود أفعالنا.. إنها لم تفقد روح الطفولة بعد وإن شابتها نزعة سادية مذهلة..
تقدم مدحت إلى النافذة الموصدة وعاد يواصل ما كان بدأه من محاولة انتزاع المصراع.. وشرعت أزيد متاعبه متظاهرا بالمعاونة.. حين دوت الصرخة.. لقد صار هذا مملا.. سأشعر بالقلق لو مرت عشر دقائق في هذا البيت دونما صوت ما.. صراخ أو أنين أو باب ينغلق أو حبل يتمزق.. كانت قادمة من الطابق العلوي.. بالتحديد عند نهاية درابزين السلم.. كانت إلهام هناك تصرخ وتولول كقط داست قدمه سيارة.. وكان شئ ما يتقدم نحوها.. شئ ضخم لم نستطع رؤية وجهه لكننا لم نرغب في ذلك قط.. فقد كان يمد يدين ضخمتين نحوها.. ويرتجف.. ومن ذعرها كانت تتراجع للخلف.. وفي الخلف كان الدرابزين المهشم منخفض الارتفاع ينتظر.. وهنا سمعنا صوت شيراز المخملي:
- والآن لعبة جديدة من ابتكاري.. إن المسخ يتقدم نحو إلهام وعليها أن تختار ما بين أنيابه أو السقوط من أعلى..
كانت واقفة هناك جوار المسخ تبتسم وقد بدت كأنها مذيعة تقدم فقرة رياضية في برنامج منوعات مسل..
- لاحظوا أنكم لن تستطيعوا الصعود إليها لأن درجات السلم تهشمت..
وأشارت لما عنته.. كانت الدرجات التي صعدنا وهبطنا عليها مرارا قد تلاشت تاركة مكانها فجوات سوداء رهيبة..
- أما عن محاولة التقاطها عند سقوطها فمشكوك فيها.. إنها بدينة جدا وستفلت بالتأكيد من بين أصابعكم ما لم تسقط فوقكم محيلة أجسادكم إلى سجادة.. والآن دعوني أر ما ستفعلون.. إن رفعت العبقري سيجد حلا بالتأكيد..
كانت إلهام تصرخ.. تتراجع للخلف في هلع وتتوسل إلينا:
- مدحت افعل شيئا..
ها هي ذي حبيبة طفولتنا البدينة توشك على أن تلقى حتفها ونحن عاجزون عن إيجاد حل مناسب.. ولكن.. لماذا نجد حلا؟.. إنه وهم جديد آخر من اوهامها التي لا تنتهي.. نظرت للآخرين فوجدتهم أقل توترا من أي وقت مضى.. لن تخدعنا هذه اللعينة مرة أخرى - شيراز وليست إلهام طبعا- إننا سنترك هذا البيت مهما حاولت استبقاءنا..
- رفعت.. أرجوك.. طفلاي..
ضحكت شيراز في تشف:
- هكذا يا إلهام.. لا أحد يرغب في مجرد المحاولة..
أشعلت سيجارة أخرى.. وشرعت أفكر على صوت الصراخ القادم من أعلى.. النار والثعابين.. الذئاب.. كانت كل هذه أوهاما.. لكن الأوهام التي اشتعلت فيها النار تلاشت فجأة.. النار تبدد الأوهام.. وها هي ذي سيجارتي مشتعلة و.. إلهام هي التي وشت بنا لدى خالي وجعلته يجبرنا على أن نقسم وبهذا انتهت علاقتنا بالبيت.. إلهام مزقتها الغيرة فاندفعت تمزق عرى الصداقة البريئة الوحيدة في حياة شيراز أو مماتها.. شيراز عادت وحيدة دون أصحاب سنوات لا أعرف عددها.. وإذن فهي تملك كل الأسباب كي تمقت إلهام..
**********************
- أنتم جميعا هنا من أجلها.. لا أحد يريدني.. ولا أحد يعبأ بي..
**********************
- مشكلتي هي أن شيراز لا تجد أصدقاء من سنها.. ما أسماؤكم يا أحبابي؟..
**********************
إلهام تتقدم نحو الحافة.. اللامبالاة على وجوه الأشقاء الثلاث.. وهنا فهمت.. وفي هلع صحت وأنا أثب نحو المكان الذي ستسقط عنده:
=إن هذا ليس وهما.. هذه هي إلهام حقا.. وكل ما يحدث حقيقي.. لقد بددت النار كل الخيالات السابقة لكنني أشعلت سيجارتي وظلت الصورة مستمرة..
- ولكن..
=أسرعووووووووووووووا..!
وقبل أن نتفق على شئ وقفنا جميعا أسفل المكان الذي تقف عنده.. ومددنا أيدينا لأعلى في محاولة لا معنى لها لعمل شئ ما.. وهنا تهشم السياج الذي كانت إلهام تستند إليه.. ولمحنا جسدها البدين يهوي فوق رؤوسنا كنيزك عملاق..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
13- أسطورة البيت - الفصل التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثامن
» 13- أسطورة البيت - الفصل العاشر
» 13- أسطورة البيت - الفصل الرابع
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثالث
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: