كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 13- أسطورة البيت - الفصل السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

13- أسطورة البيت - الفصل السابع Empty
مُساهمةموضوع: 13- أسطورة البيت - الفصل السابع   13- أسطورة البيت - الفصل السابع Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 5:04 am

7- فلندخل البيت..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتضى الأمر بعض الوقت حتى تفيق عبير من إغمائها وتكف سارة عن الصارخ الهستيري ويستعيد عماد ترابط كلماته ويستعيد قلبي انتظام خفقاته.. وحين عادت المياه إلى مجاريها كانت عبير أول من تكلم فصاحت في هستيريا:
- ماذا تريد هذه الملعونة منا؟.. كيف ننقذها؟..
قالت إلهام وهي تبلل وجه عبير بمنديل مبتل:
- من الواضح أن المشكلة تبدأ وتنتهي في البيت..
قال مدحت في ضيق صبر:
- إذن ندخله..
هب عماد مذعورا.. فالفكرة لم تكن واردة لديه أصلا ثم رأى أن الحكمة تقضي بألا يبدو مذعورا إلى هذا الحد فقال مبتلعا ريقه:
- لقد أقسمنا أمام أبي رحمه الله على أن نبتعد عن البيت..
راقت لي الفكرة وبدا أنها ستضفي على جبننا مسحة لا بأس بها من الشرف.. لكن عبير -عليها اللعنة- قالت بمجرد أن أفاقت تماما:
- كان القسم يتضمن ألا ندخل البيت ما دام أبي حيا.. أما وقد توفاه الله فقد تحررنا من قسمنا.. يمكننا دخول الدار..!..
حقا؟.. يالك من عبقرية!.. كنت أخشى أن نحرم من هذه المغامرة الشيقة.. ألا بارك الله فيك!.. بلل مدحت شفتيه الجافتين بلسانه وهمس:
- إذن متى ندخله؟!..
******************
ياله من سؤال!.. بالطبع في ضوء النهار يا مدحت.. وبالطبع بعد أن أتسلح بمسدسي.. لا داعي لأن نحضر أحد خبراء الأرواح لأن المشكلة مشكلتنا ولن يساعدنا كثيرا.. ثم إن النصابين فيهم أكثر بمراحل من الصادقين ولا نود أن ندخل في مشكلة الهدهد اليتيم والنملة المصابة بالبواسير.. كذلك لا أرى داعيا لأن يصحبنا زوج إلهام وزوج عبير لأن البيت لا يعرفهما ولا يحمل لهما ذكرى.. ولربما أدى هذا إلى نتائج غير متوقعة.. سندخل البيت في نفس التشكيل القديم وستكون كل من المرأتين خير رفيق للأخرى وسيكون التوءمان خير رفيقين لأختهما.. هل نحمل شيئا آخر؟.. في الواقع لا أدري باحتمالات ما قد نراه في الداخل.. لكني لا أرى مانعا من أن نحمل بطاريتين وحبلا.. لماذا الحبل؟.. لأنهم يحملون حبلا دائما في القصص يا سيدي!.. عماد يحمل سكين الجيش السويسري من طراز فكتوريا نوكس وهي تعطي فرصة استعمال مفك ومطواة وفتاحة زجاجات.. الخ.. معي مصحف صغير الحجم وماء وطعام؟.. لا ادري يا إلهام فلا أظن المسألة تحتمل كل هذا التعقيد.. لكن لم لا؟.. احملي حقيبة صغيرة بها بعض المعلبات والخبز وزمزميات الماء.. كلا.. لا داعي عمل شطائر كفتة أو لحم بارد.. فلسنا ذاهبين إلى حديقة الحيوانات بالطبع.. هل أنتم مستعدون؟..هل كل شئ على ما يرام؟.. إذن هلموا ندخل البيت..
*******************
مرة أخرى رائحة الفجر المشبعة بالمازوت الذي لا تعرف مصدره.. الضباب يحيط بالبيت الجاثم كوحش أسطوري على حافة النيل.. صوت العشب يتهشم تحت أقدامنا والبيت يكبر ويكبر.. ومرة أخرى ننسل كقطط كبيرة متحفزة نحو عصفور غافل.. لماذا اخترنا الفجر؟.. سؤال غريب.. بالطبع لأنه يبعدنا عن عيون الفضوليين الذين سيدهشهم أن يروا ثلاثة رجال وامرأتين يدخلون بيتا مهجورا.. ولأن الفجر هو الوقت الذي قابلنا فيه شيراز أول مرة.. ولأن الفجر هو الوقت الوحيد الذي يجمع ما بين أسرار الليل ووضوح النهار.. سترى نفس أشباح الظلام ولكن في ضوء الصباح..
- نسيت أن أحضر ثوما!..
قلتها وأنا ألهث فسألني عماد في حيرة:
- ثوم؟.. من أجل الطهي؟..
=بل لقتل مصاصي الدماء إن وجدوا!.. تعلم أن لي خبرة في هذه الأمور!..
قلتها في سخرية متوقعا أن يموتوا ذعرا.. لكن عبير مدت يدها إلى حقيبتها وأخرجت سكينا لها لون فضي براق وسألتني ببراءة:
- هل هذه تناسبك؟.. قرأت أن مصاصي الدماء يخشون الفضة كثيرا!..
يالك من عبقرية!.. الواقع أنني نجحت في إرعاب نفسي حتى الموت ولولا بقية من حياء لوليت الأدبار.. ها هي ذي بوابة البيت الصدئة والنباتات الشيطانية تلتف حولها..
- لكنها مفتوحة!..
هكذا صرخ أحدنا - ربما أنا - وهو يتصلب أمام البوابة العجوز.. قال مدحت وهو يرمقنا بنظرة ذات معنى:
- هذا طبيعي.. إن البيت يذكرنا بعد كل هذه الأعوام.. وينتظرنا!..
انتصب شعر رأسي -أو ما تبقى منه- وتلاحقت أنفاسي.. وفي داخلي تردد صراخ ملاكي الحارس: لا تدخل.. بربك لا تدخل.. اركض بعيدا وكأن الشيطان يطاردك.. لكن هذه حقيقة واقعة.. إنهم يجتازون البوابة الواحد تلو الآخر.. هم خائفون لكنهم لم يتراجعوا.. والآن جاء دوري.. يخيل لي أن كل قصص الشجاعة في التاريخ جاءت من أناس خشوا أن يكونوا جبناء.. والآن هأنذا أجتاز البوابة.. ربما لأول مرة منذ عشرين عاما و.. كرررررررررررررريك!.. هذا الصوت.. نعم يا رفاق.. لقد حدث ما كنتم تنتظرونه في استمتاع سادي مرعب.. لقد انغلقت البوابة خلفنا وبمجرد أن عبرتها أنا..
********************
- لا توجد مشكلة.. نستطيع تسلق السور في أية لحظة..
قالها مدحت وهو يتأمل البوابة المغلقة ويحاول فتحها.. لكنها كانت مغلقة بكالون لاتش داخلي يحتم على من يريد فتحها أن يجد المفتاح..
- رفعت الأحمق جذبها خلفه أو اشتبكت بثيابه..
صحت وقد تصاعد الدم إلى رأسي:
=وهل تجد هذا تصرفا متوقعا مني؟!..
- إذن هو الهواء..
رفعنا رءوسنا لأعلى ثم تبادلنا النظرات.. إن الاجابة متوقعة وهي أنه لا توجد نسمة هواء واحدة.. إن من أغلق البوابة هو بنفسه من ينتظرنا هنا.. قلت وأنا أشعل سيجارة:
=ما رأيكم؟.. يمكننا الانتظار حتى يأتي أحد المارة فنستغيث به لإخراجنا.. أو نحاول تسلق السور الحديدي.. لا نريد التورط أكثر داخل البيت بينما سفننا محترقة..
ابتسم مدحت للتشبيه وقال:
- لولا السفن المحترقة ما انتصر طارق بن زياد.. لا مفر من التمادي إلى آخر الشوط..
قالت إلهام مؤمنة على كلماته:
- إن الاستغاثة بأحد المارة ستوقعنا في مشكلة لماذا اقتحمنا هذا البيت؟.. هذا بالطبع ما لم يظننا أشباحا ويموت بالسكتة القلبية.. أما عن تسلق السور فأنا بدينة جدا وعبير حامل في الشهور الأولى وأنت يا د.رفعت مصاب بالربو وضيق الشرايين التاجية كما قلت لنا فكيف بربك تتسلق هذا السور؟..
قال مدحت وهو يشير لساقه:
- وأنا مصاب بكسر قديم لم يلتئم بشكل مرض..
**********************
نظرت بعينيها الحمراوين لي وهمست:
- الويل لكم!.. الويل لكم!..
**********************
عبر الأشجار العتيقة الملتفة حول نفسها مضينا نشق الطريق نحو البيت.. الحذر يحرق أطراف أعصابنا فلو أن عصفورا غرد لوثبنا جميعا مترين في الهواء.. لكن العصافير كما قلت لك لم تكن تدخل هذه الحديقة.. ها هو ذا مدخل الدار.. وجواره مطرقة على شكل قبضة اليد.. لا أثر لكائن حي.. لكن الباب مفتوح.. كدنا نندفع داخلين لولا أن هتف مدحت محذرا:
- لحظة!.. ليس هذه المرة!..
ثم إنه أخرج قطعة حبل من جعبته وربط طرفها بمقبض الباب ثم شد الحبل ليربط الطرف الآخر في جذع شجرة قريب..
- بالطبع ينتظر هذا الباب دخولنا لينغلق مثل الباب الخارجي.. لكننا لن نسمح بذلك!..
ثم نظر مدحت لي وعماد متسائلا:
- أعتقد أنه من الحكمة أن ينتظر أحدكما خارج الدار.. من الغباء أن ندخل جميعا غير عالمين ما ينتظرنا بالداخل..
=ليس أنا..
قلتها على الفور وقد رأيت بعين الخيال صورتي واقفا على مدخل الدار أدخن سيجارتي العاشرة يعصرني القلق والرعب غير مسموح لي بالدخول ولا مسموح لي بالفرار.. وهنا صاحت إلهام أنها ترحب بالقيام بهذه المهمة التي تبدو سهلة..
- لا تنسي إذا أنت رأيت ما يريب أن تصرخي..
- حتما..
وفي صمت أضأنا بطاريتينا ودلفنا من الباب.. الظلام ورائحة الرطوبة والعطن.. والغبار يغلف كل شئ.. هل تغيرت الموجودات عما كانت عليه؟.. لا أذكر.. لا أحد يذكر.. لا نذكر حتى الاضاءة التي كنا نرى فيها الأشياء.. هل كانت كهربائية أم إضاءة شموع؟.. غريب أننا لم نلحظ ذلك.. سمعت مدحت يهمس في أذني:
- احمل مسدسك في يدك تحسبا للمفاجآت..
تحسست جيبي في حيرة ثم همست في أذنه:
=لقد اختفى.. تبخر!.. لا أدري كيف.. لكن لا تدع أحدا يشعر بذلك في الوقت الحالي!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
13- أسطورة البيت - الفصل السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثامن
» 13- أسطورة البيت - الفصل التاسع
» 13- أسطورة البيت - الفصل العاشر
» 13- أسطورة البيت - الفصل الرابع
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: