كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 13- أسطورة البيت - الفصل الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

13- أسطورة البيت - الفصل الخامس Empty
مُساهمةموضوع: 13- أسطورة البيت - الفصل الخامس   13- أسطورة البيت - الفصل الخامس Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 5:02 am

5- لماذا عادت؟..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال لي زوج إلهام:
- ألم تشعروا بالخوف؟..
نظرت نحو إلهام نظرة ذات معنى.. ثم قلنا في صوت واحد:
- بلى.. شعرنا به بعض الوقت ثم نسينا الأمر برمته..
أردفت أنا في صوت خفيض:
=إن عواطف الأطفال سطحية جدا ولا تدوم أكثر من دخان التبغ..
- ربما كانت دهشتنا أكبر بمراحل من خوفنا..
ساد الصمت بضع دقائق.. ثم إنني رفعت عينا متوجسة نحو إلهام.. حتى هذه اللحظة لم أفهم كنه المشكلة.. هي مجرد ذكرى مرعبة وانتهت ولم يعد هناك ما يدعو للقلق.. ربما رأت شيراز وربما فوجئت بكونها لم تكبر.. فما الغريب في كل هذا؟.. لقد تأكدنا تماما من أن شيراز شبح.. شبح من عالم الطفولة لا يراه سوى الأطفال ويخشاه الكبار كثيرا.. فما هو الجديد إذن؟.. قالت إلهام وهي تنظر للأرض باحثة عن كلمات:
- كانت الأمور مستقرة تماما على ما عهدناه.. ثم بدأت أشياء مريبة تحدث..
=مريبة..؟
- أعتقد أن شيراز قد تركت البيت باحثة عنا!..
*****************
- مجدي.. تعال واحك لأونكل ما رأيته!..
اللعنة!.. هل يجب عليّ أن أستمع لهذا الوغد الصغير مرة أخرى؟.. ها هو ذا قادم حاملا كتابا دراسيا وقد بدا عليه الفخر الصبياني المبتذل لأهميته.. سأل الأب ابنه وهو يديره نحوي:
- ماذا رأيت الأسبوع الماضي؟..
- رأيت الأسد في التلفزيون..
- ليس هذا يا أحمق!.. احك ما رأيته في الشارع المجاور..
ابتلع اريقه ودمدم:
- رأيت فتاة..
- وكيف كان شكلها؟..
رفع الطفل يده إلى رأسه محاكيا شعر الأنثى:
- جميلة جدا جدا.. شعرها أسود.. وعيناها زرقاوان..
نظرت لي إلهام نظرة عابرة معناها حتما (ألا يذكرك هذا الوصف بشئ؟).. ثم طلبت منه أن يستمر..
- كانت ترتدي قميص نوم أبيض..و..
- و..؟
- طلبت مني أن ألعب معها.. لكني خفت منها..
- ولماذا؟..
اتسعت عيناه رعبا وأرجع رأسه للوراء:
- لا أدري.. خفت منها..
- نعم.. ولكن لماذا؟..
ضيق عينيه في توتر وقال:
- ربما.. ربما لأنها لم تكن تترك ظلا على الأرض!!..
تبادلت وأبوه نظرة حيرى.. لكن إلهام لم تتوقف عند هذه النقطة بل واصلت الاستجواب:
- وماذا قالت لك بعدها؟..
- طلبت أن أنقل تحياتها لأمي!..
عند هذا الحد وثبت إلهام في مقعدها وقد بدت عليها علامات الظفر وهتفت:
- هل رأيت؟.. إنها تذكرنا!..
=من هي؟..
- شيراز طبعا.. لا أظنك بهذا الحمق..
حككت رأسي في شرود مغمغما:
=الواقع يا إلهام أنني لا أجد الأمور بهذا الوضوح.. إن القصة كلها تبدو لي نوعا من الخلط..
- بل هي واضحة كالشمس..
وضربت الطفل ليعود إلى حجرته ثم قالت:
- بعد كل هذه السنوات لم تزل الفتاة تستشعر الوحدة.. ولم تزل تبحث عن أصدقاء الطفولة.. أو على الأقل تبحث عن أبنائهم..
=ألا ترين في هذا نوعا من المبالغة؟..
نهضت في تؤدة لتضئ مصباح النيون المعلق فوق رؤوسنا وهمست:
- د.رفعت.. يجب أن نبحث عن الآخرين.. أقصد أولاد خالك..
=فكرة لا بأس بها..ولكن لماذا؟..
- يجب أن نعرف لماذا عادت شيراز؟.. وما الذي تريده منا؟..
قالتها وابتسمت ابتسامة لم أدر مغزاها..
*********************
قلت لشيراز وأنا أتأمل مشهد الغروب:
=شيراز.. أنا أخاف الغروب.. كأنني أرى مصرع الشمس..
- الشمس لا تموت عند الغروب يا رفعت.. بل تذهب لتنام في دارها بعيدا بعيدا..
كنت أرتجف كالورقة وخصلات شعرها الأسود تلمس أذني:
=شيراز..أنا خائف..
- خائف وأنا معك؟!..
لم أستطع أن أصارحها بالشعور الغريب الذي ينتابني أحيانا.. لم أجرؤ أن أخبرها أنني خائف لأنها معي!..
********************
مددت إصبعي إلى قرص الهاتف وضغطت على السماعة ما بين أذني وكتفي لأتمكن من تقليب دفتر الأرقام الصغير.. ها هو ذا رقم مدحت.. صوت الرنين المتقطع ثم صوت طفلة تتحدث بأسلوب الأطفال الناعس المتراخي.. ماذا تريد؟.. بابا؟.. ماذا تريد من بابا؟.. ثم صوت رجل يضحك ويتناول السماعة منها ليسألني في رصانة عن شخصي.. ثم..
- رفعت.. أيها النذل العجوز!.. أين ذهبت؟..
=أنا أتحدث من المنصورة.. من عند إلهـ.. مدام إلهام..
ارتفع صراخه الودي عبر الهاتف يحلف آلاف الأيمان أننا لابد ملتقيان.. أعطيته العنوان وطلبت منه أن يحضر عماد وعبير معه لأن هناك موضوعا ملحا لابد من مناقشته.. حاول التنصل أو التأجيل لكني كنت مصرا كالخرتيت.. من ثم وعدني بأن يحضر أخاه وزوجته وزوجة أخيه وزوج أخته والأولاد جميعا..
=مدحت.. إن الموضوع جدي وخطير.. وليس حفل تعارف لنادي الروتاري.. حاول أن تأتي أنت وعماد وعبير فقط على الأقل حتى لا ندمر شقة مضيفي..
- فليكن..
ووضعت السماعة وهززت رأسي للزوج وإلهام أن قد تم الاتفاق دون خسائر.. وسيكون موعدنا هذا المساء..
********************
وكانت الأم تقطع لعبنا أحيانا لتحضر لنا صينية عليها أكواب عصير البرتقال أخضر اللون!!.. أكواب باردة تكاثف بخار الماء على زجاجها.. فكنا نرشفها في نهم وسرعان ما تتكاثف قطرات العرق على جبيننا وتغمرنا النشوة..
- برتقال عصيره أخضر وجيلي أزرق!.. لا يوجد شئ واحد طبيعي في هذا البيت..
قالتها إلهام وهي تتأمل كوبها في فتور..
- لكن هذا هو ما يجذبنا إليه.. أليس كذلك؟..
********************
ولكن اللقاء كان حارا في شقة إلهام.. أبناء خالي الأعزاء.. لقد تبدلوا جميعا لكن الماضي ما زال في أعطافهم.. كان عماد قد صار مهندسا ومدحت معلما وعبير ربة منزل غير عاملة.. ازداد التوءمان بدانة وازدادت أختهما ضمورا.. وفي الصالون بدأنا المناقشة.. في كياسة ذكرتهم إلهام بذكرانا المشتركة المرعبة.. قصة شيراز وأمها والمأساة التي سببتها لنا إلهام بغيرتها الشديدة.. ثم إنها بدأت تحكي التطورات الأخيرة.. وأنهت كلامها قائلة إن هناك ما يدعونا للاعتقاد أن شيراز قد عادت تبحث عنا.. عبير كانت أول من تكلم فصرخت في استبشاع:
- كفاك يا إلهام أرجوك..لقد حاولت نسيان هذه القصة..وكدت أنجح لولاك..
وهز مدحت رأسه في استخفاف:
- ألهذا طلبت لقاءنا؟.. كنت أظن الأمر أشد هولا!..
أما عماد فلم يأت باعتراض معين.. ثم إنه رفع رأسه نحونا في قلق وهمس:
- لم أرد أن أخبركم كي لا تقولوا إنني معتوه.. لكن ما دمتم ترون ذلك وتشاركونني الرأي فإنني..
قلت له في غيظ:
=عم تتحدث بالذات؟..
- عن شيراز بالطبع.. لقد رأتها ابنتي منذ خمسة أيام..
=هكذا؟.. وهل دعتها لمشاطرة اللعب؟..
- كان هذا عسيرا.. تقول ابنتي إن الفتاة التي قابلتها كان لها نابان حادان..وكان لسانها مشقوقا كالأفاعي..!!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
13- أسطورة البيت - الفصل الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 13- أسطورة البيت - الفصل الرابع
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثالث
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثاني
» 13- أسطورة البيت - الفصل الأول
» 13- أسطورة البيت - الفصل السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: