كنز القصص والمعلومات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كنز القصص والمعلومات

يحتوي المنتدى على كمية رائعة من المعلومات والقصص من كافة الأنواع لإمتاع وتثقيف القارئ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 13- أسطورة البيت - الفصل الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 299
تاريخ التسجيل : 31/01/2018
العمر : 43
الموقع : البداري

13- أسطورة البيت - الفصل الأول Empty
مُساهمةموضوع: 13- أسطورة البيت - الفصل الأول   13- أسطورة البيت - الفصل الأول Emptyالجمعة فبراير 02, 2018 4:59 am

1- دوري يا أيام..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العام 1967.. هل كان ذلك قبل الحرب أم بعد الحرب؟.. لا أذكر.. لكنني أذكر أنني كنت أحيا حياة باسمة هادئة وقد استقرت أموري أخيرا.. فلابد إذن أن هذه القصة وقعت في الشهور الخمس الأولى من العام.. كنت - كما قلت لكم آنفا - قد خرجت لتوي من مواجهتي الشنيعة مع حارس مومياء الفرعون أخيروم.. هل تذكرون قصة البللورات والرجل الغريب الذي يتعقب هويدا والعسل والبصل؟.. وكان ذلك الشعور العجيب المنعش يتسرب إلى روحي دون أن أدري من أية ثقوب يتسرب.. إنه الربيع.. أي ضير في أن يحب المرء خطيبته بجنون؟.. أن يقضي الساعات يحلم بتعبيرات وجهها وهي تضحك.. تقطب.. تهتم.. تحنو..  تتفلسف.. وأن يسهر الليل محاولا فهم ما كانت تريد قوله حين أخبرته بكذا.. وكذا.. ثم ذلك الشعور الممض الغريب: محاولة استرجاع ملامحها في ذهنك دون جدوى.. كأنك لا بد أن تراها لتذكر وجهها!.. والشعور الممض الآخر: الشعور بأنها ستنفد!.. الجنون المسعور الذي يعصف باتزانك حين تدرك أنها في هذه الساعات تضحك وتقول كلاما كثيرا ليس لك نصيب فيه كأن مخزونها من النضارة والرقة سينتهي بهذه الطريقة قبل أن تتزوجا.. عندئذ تنهض كالملسوع إلى الهاتف وتطلب الرقم الحبيب.. وتنتظر في لهفة أن تسمع صوتها يتساءل ناعسا عما هنالك.. لو كنت تعرف وقتها أغنية (ستيفي واندر): "لقد اتصلت لمجرد أن أقول أنني أحبك".. لو كنت تعرفها وقتها لأنشدتها عبر أسلاك الهاتف.. لكنك لم تكن تعرفها.. ولهذا كنت تختلق أعذارا على غرار: هل نسيت مفاتيحي عندك؟.. هل زال الصداع عن رأس والدتك؟.. إلخ.. كنت تشعر أنك سخيف.. لكنه الشوق المجنون.. والوحدة الأليمة كالمذءوب الذي يتحول إلى ذئب عند اكتمال القمر.. تتحول أنت إلى كائن رومانسي أبله كلما اشتممت رائحة زهر البرتقال تحمله أنسام الربيع.. أصلع الرأس.. نحيل كالبعوضة.. تحشو صدره أبخرة التبغ وآلام الذبحة الصدرية.. لكنك.. لكنك.. لكنك - ويا خجلي منك يا د.رفعت- تحب!.. كنت سعيدا كطفل نسيه أبواه في مخزن حلوى.. أو أسد وسط قطيع من الحمير الوحشية.. أو خنزير بري في بركة وحل.. أو أية سعادة تبدو قريبة لذهنك.. وفي الكلية أصيب طلبتي وزملائي بالرعب من هذه التغيرات التي طرأت على شخصي الكئيب المتشائم.. ثم كانوا يفكرون هنيهة.. ويضحكون في خبث:
- آها.. إنه الحب.. إن العجوز رفعت إسماعيل يحب..
فإذا ما أشعلت سيجارة صاحوا في عتاب:
- وهي؟.. ما رأيها في هذه العادة السمجة؟..
وإذا ما أطلقت سبة عابرة..هتفوا:
- ماذا؟.. ألا تخجل؟.. ماذا لو انزلق لسانك أمامها؟!..
أما شرود ذهني فدليل جازم على فرط هيامي.. وذات مرة سألني د.رأفت زميلي في الحجرة:
- تبدل موقفك مائة وثمانين درجة..
=أي موقف؟..
- كنت تتزوج لمجرد أنك لا تجد شيئا آخر تفعله.. فماذا حدث كي يدعوك للتحمس؟..
ماذا قد جد؟.. أنا نفسي لا أعرف السبب.. إننا غير مسئولين عن مرضنا ولا عن عواطفنا.. فجأة نصحو من النوم لنجد أننا نهيم بحب فلان أو لا نطيق فلانا.. فما هو المنطق؟.. ربما هو التعود.. وربما هو شعور بالذنب بسبب ما عرضتها له في قصة الفرعون إياها.. وربما هو الامتزاج المشترك بيننا بعد المعاناة التي عشناها سويا.. وربما هو أنها لم تكن سيئة إلى هذا الحد.. لا أدري.. ومن أنا كي أدري.. فقط سيطرت هذه الفتاة على كل ملليمتر مربع من عالمي.. والأغرب هنا هو أنني لم أنس ماجي قط.. لقد ظلت واقفة فوق أعلى ناطحة سحاب من مدينة ذكرياتي وكانت تتوهج وتتأنق كعهدي بها.. كل ما هنالك هو أن هويدا بدأت تكتسب المزيد من صفات ماجي يوما بعد يوم!.. وحتى ضحكتها كنت أرى فيها شبح ضحكة ماجي الحنون المشربة بروح الدعابة.. غريب هو ذلك العالم المتشابك الكامن تحت فروة رأسي.. وأبدا لن أتمكن من فهم ذلك الكائن الذي هو أنا..
********************************
=ما سر هذه الأرقام الفلكية في فاتورة التليفون؟..
- إن مكالماتك الخارجية كثيرة جدا يا دكتور..كثيرة جدا..
=إن هذه السيارة بالوعة بنزين..
- لابد أن زياراتك للاسكندرية لم تعد أسبوعية بل زادت كثيرا!..
********************************
- إن رسم قلبك لا بأس به يا دكتور رفعت.. إن حالة قلبك لن تعوقك عن الزواج ولكن لا تنس.. التدخين هو مسامير نعشك..
=إذن هو ليس نعشا.. بل دبابة..
- ولكن متى تغير هذا المنظار الذي يجعلك تبدو كالمعتوهين؟..
=أنا أمقت التغيير يا عزت.. أمقته!..
- الزواج هو أكبر تغيير.. ومن يجرؤ عليه يجرؤ على كل شئ آخر..
*****************************
- د.رفعت.. إنك تزداد رقة وهذا لا يروق لي!..
قالتها هويدا وأنا أسير معها في محطة الرمل بلا هدف معين.. كانت ترتدي فستانا أبيض من موضات الستينات الساحرة (كانت كل فتاة تبدو كأنها بطلة فيلم رومانسي وكل رجل يبدو كأنه فارس أحلام).. بينما ارتديت أنا قميصا ذا أكمام طويلة.. قلت لها وأنا أشعل سيجارة أمام نظراتها المتوعدة:
=ماذا تعنين؟.. كنت أظن عصبيتي كذلك لا تناسبك..
- نعم ولكن.. لا أدري..
لكنني كنت أفهم ما تعنيه.. هي لا تملك الفصاحة اللغوية التي تمكنها من أن تقول لي إنها تعودت على توتري وعصبيتي وآرائي الساخرة.. وهذه الرقة المبالغ فيها تجعلها غير مستريحة كأنها مع شخص آخر.. حمقاء هذه الفتاة لكن حماقتها محببة تلذ للسامعين.. إن الأطفال ليسوا فلاسفة متعمقين لكن كل الفلاسفة يحبون محاورة الأطفال لأنهم يستمتعون بكل هذا الطهر والنقاء والبعد عن التعقيد..
- يبدو أنك لم تجد أشباحا في الفترة الأخيرة..
=وهل هذا شئ يدعو للشكوى..؟
- وكففت عن الأسفار..
=إنه الإفلاس..!
- إنك تعيش حياة طبيعية هذه الأيام.. طبيعية أكثر من اللازم.. وهأنتذا رجل كالآخرين تذهب لدمياط بحثا عن الأثاث وتتشاجر مع السباكين..و..و..
=لطالما تمنيت أن أصير كالآخرين..
- أعني.. يخيل لي أن هذا هو نوع من الهدوء الذي يسبق العاصفة.. أعتقد - وأرجو أن يخيب ظني - أنك مقبل على مصيبة..
=فأل الله ولا فألك!!.
- سامحني.. لكني واثقة من ذلك.. إن هذا الكابوس..
=كابوس؟!..
- نعم.. كابوس أراه في كل ليلة..
هاهي ذي تلك الحمقاء تحسب - كأكثر الناس - أي كابوس يزورها بسبب أكلها الثوم على العشاء تحسبه رؤيا صادقة شفافة قادرة على التنبؤ..
=وماذا رأيت يا هانم بخصوصي في هذا الكابوس المزعوم..؟
- رأيتك ممزقا إلى أشلاء..
=لا بأس.. لقد رأيت نفسي في كوابيس أسوأ..
- وكانت الذئاب تنهش جثتك..
=هذا هو التجديد الحق..
- اسخر مني كما تشاء ولكن خذ الحذر.. أرجوك.. ماذا سيقول الناس عني إذا ما لاقى خطيبي الثاني حتفه؟.. لا أريد أن يتهمني الناس بالنحس!..
لم أرد عليها لأنني كنت أرمق في شرود فتاة صغيرة تقف في أحد مداخل البنايات.. كانت ترتدي قميص نوم أبيض طويلا وشعرها الأسود ينساب على كتفيها.. ذكرني منظرها بشئ ما لا أذكر ما هو بالضبط..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yousefahmed-com.ahlamontada.com
 
13- أسطورة البيت - الفصل الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 13- أسطورة البيت - الفصل الرابع
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثالث
» 13- أسطورة البيت - الفصل الثاني
» 13- أسطورة البيت - الفصل الخامس
» 13- أسطورة البيت - الفصل السادس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كنز القصص والمعلومات :: الفئة الأولى :: أساطير ما وراء الطبيعة-
انتقل الى: